في العشق والهوي

By SaraElkhshab

351K 11.2K 2.3K

رواية/ غير مكتملة سلسلة عن العشق والهوي.. الجزء الثالت.. "إن القلوب رغم البعد تتصل" الرواية حصلت قبل اكتمله... More

المقدمة 🌱
💙الفصل الأول💙
💙الفصل الثالث💙
💙الفصل الرابع💙
💓الفصل الخامس💓
💓الفصل السادس💓
💓الفصل السابع💓
💓الفصل الثامن💓
💓الفصل التاسع💓
🌱الفصل العاشر🌱
🌱الفصل الحادي عشر🌱
🌱الفصل الثاني عشر🌱
🌱الفصل الثالث عشر🌱
🌱الفصل الرابع عشر🌱
🌱الفصل الخامس عشر🌱
🌱الفصل السادس عشر🌱
🌷الفصل السابع عشر🌷
🌷الفصل الثامن عشر🌷
🤍الفصل التاسع عشر🤍
💙الفصل العشرون💙
❤️الفصل الواحد وعشرون❤️
💘الفصل الثاني والعشرون💘
💘الفصل الثالث والعشرون💘
🤍الفصل الرابع والعشرون🤍
❣️الفصل الخامس والعشرون❣️
🤍الفصل السادس والعشرون🤍
❣️الفصل السابع والعشرون❣️
💗الفصل الثامن والعشرون💗
🌷الفصل التاسع والعشرون🌷
🧡الفصل الثلاثون🧡
إعلان نوفيلا العيد 😘 🤗
❣️الفصل واحد وثلاثون❣️
الفصل الثاني والثلاثون ❣️
🌼الفصل الثلاث والثلاثون🌼
🌼الفصل الرابع والثلاثون🌼
🌼الفصل الخامس والثلاثون🌼
🌹الفصل السادس والثلاثون🌹
🌹الفصل السابع والثلاثون🌹
💞الفصل الثامن و الثلاثون💞
💞الفصل التاسع والثلاثون💞
💘الفصل الأربعون💘
🌼الفصل واحد والأربعون🌼
🌷الفصل الثاني والاربعون🌷
🌷الفصل الثالث والاربعون🌷
🌷الفصل الرابع والاربعون🌷
هام جدا 😎
🌷 الفصل الرابع و الأربعون🌷
🍀اقباس☘️
يا ألف أهلا 🤗
يا ألف أهلا 🤗
تنويه 📢
🥀الفصل الخامس والأربعون🥀
للتوثيق 😚
شوية تهيس😂
أقتباس من الفصل 46😘
هالوووو 🤗
اقتباس مدمر 🤨
🍀الفصل السادس والأربعون🍀
تنويه 📢
تنويه 📢
🍂الفصل السادس والأربعون🍂
أقتباس من الفصل 47 💞
🌿الفصل السابع والأربعون 🌿
سؤال؟؟
🌷 الفصل الثامن و الأربعون 🌷
💗مشهد إضافى💗
سؤال مهم؟؟؟
🍀الفصل الثامن والأربعون🍀
تنبيه هام 🎤
اقتباس (من الفصل 49)
🍀الفصل التاسع و الأربعين🍀
تنويه هام 📢
🌷 الفصل التاسع و الأربعون 🌷
دمااااار 🙉
🌷الفصل الخمسون🌷
هام للمتابعين....
أقتباس ❤️
إعتذار 🙏
🍁الفصل الواحد وخمسون🍁
🌷الفصل الثاني والخمسون🌷
أقتباس 🥀
احمممممم 😊
🥀الفصل الثالث والخمسون🥀
أقتباس لذوذ 🤗
🌼الفصل الرابع والخمسون🌼
🌸الفصل الخامس والخمسون🌸
لمحة من الفصل الجاي 💕
🌸الفصل الخامس والخمسون🌸
فلوج الفصل 56
أقتباس ❤️
🌺الفصل السادس والخمسون🌺
صباح الخير
أقتباس متقدم 🌼
💜الفصل السابع والخمسون💜
💜أقتباس الفصل 58💜
💖الفصل الثامن والخمسون💖
🌷 الفصل التاسع و الخمسون🌷
🍃أقتباس الفصل 60🍃
🍃الفصل الستون🍃
إلاعلان الأول للفصل 61 🤭
🌱الفصل الواحد وستون🌱 ج1
🌱الفصل الواحد وستون 🌱 ج2
عضوة جديدة ❤️
🌿الإعلان الأول الفصل 62🌿
🍀الإعلان الثاني من الفصل 62🍀

💙الفصل الثاني💙

3.5K 86 2
By SaraElkhshab


*علي متن أحد أكبر وأضخم السفن التجارية المبحرة عبر مياه البحر الأسود والمتجهة مباشرة إلي ميناء
كمال اغلو بارادو إحدى المدن الساحلية التركية*
*وقف أيوب مستنداً علي السياج الحديدي للسفينة وسط العواصف والرياح القوية التي تضرب مياه البحر الأسود الهائجة ووسط تلك العواصف القوية داعبه وجهها ابتسامتها رقتها ونعومة جمالها فرك كفيه المتجمدين ونفخ فيهما حتى يشعر بالدفء
وصوتها فقط هو ما يشعره بهذا الدفء
"مهرة..."
*تمتم باسمها وهو ينظر إلي صورتها التي يحتفظ بها على هاتفه.
***********
*أخذت تبكي بضعف وهي جالسة علي فراشها تراقب باب غرفتها وكل خلية بجسدها ترتجف وفجأة فُتح باب الغرفة ودلفت منه همس غاضبة
وجلست أمام ابنتها التي تراجعت للخلف قائلة :
"ماما لو سمحتي اسمعي...."
*لم تكمل مهرة رجائها لأمها الغاضبة إلا وقد تلقت فوق وجهها صفعة قوية الجمتها...شهقت مهرة وأحنت رأسها:
"أنتِ تخرسي خالص ومتسمعنيش صوتك ده ...أسمع إيه بعد اللي شوفته ياحيوانه"
*صرخت مهرة ببكاء تهتف:
"ماما والله أنتِ فاهمه غلط....مهاب عايز يخطبني"
*ضربت همس وجهها بعنف وصرخت فيها:
"وابن خالتك؟ اللي شافتك بعينيها"
"مش بحبه وأنتم عارفين كده كويس"
*جذبتها همس من خصلات شعرها بكل قوتها تقل:
"حبك برص أيوب ده برقبتك وخسارة فيكي أساسًا وبعدين ياهانم اللي عايز يخطب واحدة يعقد يلف بيها في الشوارع والمطاعم هه....اللي بيحب واحدة بيجي لحد بيتها من الباب ويتقدم لها ولا مش عارف اسم أبوكي وعنوان شغله بس هقول إيه أنتِ عايزه تحطني راسنا في الطين يامهرة"
*أكملت همس وهي تجز على أسنانها وتقل بحدة:
"لما يوصل أبوكي هقوله علي كل حاجه وهو يتصرف معاكي"
"لا ياماما عشان خاطري بلاش بابا يعرف"
*توسلت مهرة ببكاء وشفاه ترتعش وهي تنحني علي والدتها وتقبل يدها...أبعدتها همس عنها بعنف وصاحت بغضب :
"مبقاش ينفع اخبي عنه يامهرة المرادي بالذات لازم أبوكي يعرف ويتصرف هو بنفسه"
*دلفت فاطيما إلي الغرفة مفزوعة علي صياح أمها الغاضبة وبكاء مهرة وهي تهتف :
"في إيه ياماما؟"
"مهرة مالك؟ بتعيطي كده ليه"
*قالت فاطيما بقلق وهرولت علي شقيقتها تحتضنها....لتسأل من جديد أمها الملتزمة الصمت بحاجبين معقودين تنظر إليهما:
"ماما حصل إيه حد يفهمني"
*أشارت همس إلي مهرة التي تحتضن أختها وتدفن رأسها في صدرها وتبكي وقالت بمرارة وهي تضرب جانبي ساقيها:
"أسألي الزفته اللي بتعيط في حضنك......شوفي عملت إيه؟"
*وتوجهت ناحية الباب لتلتفت مرة أخرى وتهتف متشنجة تلك المرة علي ابنتها الوسطي فاطيما:
"وأنتِ كمان النهارده تردي علينا في موضوع العريس المتقدم لك بقالك أسبوع بتصلي استخارة
خلصينا وقولي أه أو لأ جتكم القرف...قرفتوني"
*همست فاطيما ويدها تربت علي ظهر مهرة المرتجفة:
"في إيه يامهرة عملتي إيه المرادي"
*شحب وجه مهرة وهي تشعر بكل جسدها يرتعد رعبًا لمجرد تخيلها أن يعرف والدها بماحدث:
"ماما شافتنا أنا ومهاب مع بعض...وكان معاها خالتو"
*شهقت فاطيما وأبعدت مهرة عنها وهي مازالت تقبض علي ذراعها بقوة قائلة:
"مهاب مين؟"
"شخص اتعرفت عليه من قريب بيحبني جدًا يا فاطيما وأنا كمان بحبه"
*صارحت مهرة أختها المذهولة التي بدا علي وجهها علامات الصدمة والضيق:
"يانهار أبيض...أنتِ إزاي تعملي كده !! أنتِ اتجننتي مش عارفه إن ده حرام وعيب هو ده تقديرك لثقة بابا وماما فيكي"
*تمتمت مهرة ببكاء وهي ترجو شقيقتها الكبري أن تساعدها:
"فاطيما المهم دلوقتي بابا......ماما لو قالتله أنتِ عارفه كويس عقاب بابا هيكون إيه وأنا مقدرش اتحمل العقاب ده أبدًا...عشان خاطري اتكلمي مع ماما خليها متقولش لبابا بالله عليكي"
*رفعت فاطيما وجهها لأعلي تتنفس بعمق ثم زفرت أنفاسها متمتمة:
"لا حول ولا قوة إلا بالله.....هروح اتكلم مع ماما وأحاول أهديها بعد القرف اللي أنتِ عملتيه بس أنتِ عارفه كويس إن ماما لما تصمم علي حاجه محدش يقدر يرجعها"
"حاولي يافاطيما لو سمحتي"
*همست مهرة برجاء..أومأت فاطيما برأسها وساد الصمت قليلاً لتقل بعدها فاطيما بحزن:
"خالتو شافتكم"
*هزت مهرة رأسها تهمس:
"ايوه"
*رفعت فاطيما وجهها وسألتها برفق :
"كده أيوب أكيد هيعرف"
*هزت مهرة كتفيها بتشنج وهي تمسح دموعها تقل:
"يعرف هو ده اللي أنا عايزاه.....فاطيما أنا بحب أيوب بس زي أخويا ليه محدش فيكم قادر يفهم كده"
*نظرت لها فاطيما وعقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت لها بكل عنفوان وحق لايقبل الجدال :
"لما ده شعورك وإحساسك من ناحيته ليه مقولتيش كده من الأول وصارحتي أيوب قبل مايكلم بابا....ليه سكتي يامهرة ليه"
*لم تجبها مهرة وظلت مطرقة الوجه خجلاً لتهمس بعدها علي استحياء:
"مكنتش أقدر أجرحه وأنا عارفه إنه بيحبني بالشكل ده"
"واللي عملتيه ده مش هيجرحه ألف مرة ويطعن كرامته لما يعرف إنك بتحبي واحد غيره...كان لازم
تصارحيه من الأول يامهرة"
*قالت فاطيما كلماتها دون تردد وهي تنظر لمهرة بغضب ثم قالت ببرود ظاهري لا يعبر عمابداخلها
من خوف وقلق علي والدها وعلي أيوب الذي سيعرف بالتأكيد ماحدث:
"أنا هخرج اشوف ماما وأحاول أقنعها بس اوعي تفتكري إني موافقه علي اللي عملتيه ده"
***********
*رحبت دهب بالضيفة التي جاءت تسأل عنها وهي تنظر لها متحفزة تقل:
"حضرتك سألتي عني ممكن اتشرف بيكي"
*مدت الفتاة الشابة فارعة الطول نحيفة الجسد بيضاء البشرة ذات الشعر البنى المتوسط الطول
يدها قائلة بابتسامة مرتجفة:
"أنا مروة...مروة أبو الفضل...احمم تسمحيلي"
*وأشارت إلي كأس الماء الذي أمامها لتشرب..أومأت دهب برأسها تهمس:
"طبعًا اتفضلي"
*شربت مروة من كأس الماء وبدا علي وجهها الشاحب الخوف...فقالت دهب بعد أن لاحظت توتر الفتاة وارتجافها:
"اتفضلي اجعدي واجفة ليه"
*جلست مروة وضمت ساقيها إلي بعضهما ثم كفيها اللذان أخذت تفركهما وهي تنظر حولها لتقل سريعًا و
هي تبتلع ريقها خوفاً:
"أنسة دهب من غير مقدمات أنا عارفه إن أخوكي مظلوم ومقتلش حد"
*ازدردت دهب ريقها وقالت بعينين متسعتين :
"عارفه...عرفتي كيف...أجصد أنتِ..."
*أجابتها مروة سريعًا عندما شعرت بارتجاف دهب وتوتر أعصابها:
"أنا كنت في مكان الحادثة وشوفت كل حاجه"
*قفزت دهب بفرحة وضحكتها تملأ وجهها الحزين وهتفت بدموع:
"بجد أنتِ كنتي هناك أجصد في مكان الحادثة وشوفتي كل اللي حوصل شوفتي الجاتل"
*لتشهق بدهشة متمتمة:
"لما أنتِ شوفتي كل حاچه مروحتيش ليه النيابة وجولتي اللي شوفتيه وشهدتي بالحج"
*زمت مروة شفتيها ولم تجب دهب...التي عبست بقلق وانتقلت لتجلس بجانب مروة تسألها:
"في حد مهددك...لو في أي حد هددك چولي وبابا هيجدر يحميكي متخافيش من أيتها حاچه بس جولي الحج أنقذي خوي وولد عمتي من المصيبة دي"
*بررت مروة موقفها قائلة بخوف شديد ينتابها:
"زي مانتي شايفه واضح من لهجتي إني مش من أهل البلد وإني غريبة عنها في الحقيقة أنا من مصر بس لظروف معينة اضطريت إني أبقي هنا واشتغل والصدفة خلتني أشوف الحادثة كلها وكنت ناويه أروح أشهد باللي شوفته بس... "
*ارتبكت مروة وتابعت قولها:
"سمعت إن أهل القتيل ناس مجرمين وممكن لو عرفوا إني روحت وشهدت يقتلوني"
*حاوطت دهب كفيها وارتسمت ابتسامة مطمئنة علي شفتيها وهزت رأسها نفيًا بتأكيد:
"أكيد وأنتِ جايه لإهنيه عرفتي زين دي سرايه مين وعيلة مين؟ بابا هو كبير البلد دي ويجدر يحميكي والشرطة كماني"
*صمتت مروة واختنق صوتها بالخوف فقالت هامسة:
"بس أنا خايفه أنا مش قدكم ياأنسة دهب"
"دهب جوليلي دهب بس"
*تمتمت دهب وهي مازالت تحاوط كفيها المتجمدين وهمست برجاء شديد:
"أرجوكي ماما ممكن يجرالها حاجه لو خوي اتسجن لاجدر الله وكمان...."
"دهب"
*دلفت نيرة إلى الداخل بهدوء لتتعرف على ضيفة صغيرتها...عندما علمت من والدتها بقدوم فتاة شابة تسأل عن حفيدتها:
*هرولت دهب ناحية والدتها وهتفت بلهفة:
"ماما مروة شافت الحادثة كلاتها وبتأكد إن عمر خوي برئ...مروة دي ماما"
*تطلعت مروة بارتباك إلي المرأة التي تقف أمامها بكل شموخ برغم حزنها الشديد الواضح علي ملامحها الجميلة...سيدة أنيقة،،جميلة،،قوية،،ناعمة يبدو صوتها حازماً،،،نظراتها ثاقبة تعري من يقف أمامها وتكشفه بسهولة:
"اتشرفت بحضرتك"
*اعتلت شفتا نيرة ابتسامة هادئة ومدت كفها إلي مروة تقل:
"الشرف ليا...أهلاً بيكي"
*بتلك اللهفة السعيدة ضمت دهب والدتها وكررت ماقالته منذ قليل:
"ماما اطمني عمر هيخرج جريب جوي مروة هتروح تجول اللي شافته في النيابة...صوح يامروة"
*هزت مروة رأسها بارتباك وهي تناظر نيرة التي لم تظهر أي ردة فعل تجاه ماسمعته للتو بل بالعكس ظلت في مكانها صامتة تنظر الفتاة التي أمامها بغير ارتياح....هزتها دهب تناديها:
"ماما جولي حاچه"
*ربتت نيرة علي وجه ابنتها بلطف وهمست بهزة من رأسها بعد أن رمقت الطاولة فارغة:
"مش الأول تضيفي الضيفة أقصد مروة يلا شوفي ضيفتك تشرب إيه وقولي لخالتك بهية تعملي قهوة بسرعة"
*ضربت دهب جبهتها وتحركت سريعًا وهي تهتف بسعادة:
"أسفة نسيت والله من فرحتي...تشربي إيه يامروة ولا أجولك أنا راح أحضر فطور"
*ضحكت الأخري وأمسكت بكف دهب التي بدا علي ملامحها الفرح والبهجة وقالت:
"لا متتعبيش نفسك أنا فطرت الحمدلله بس، هشرب قهوة زي مامتك...قهوتي سادة"
"سادة..."
*تمتمت دهب باستغراب ونظرت إلي أمها الجالسة علي أحد المقاعد تراقبهما بصمت...فقالت وهي تهزكتفها:
"حاضر هعملها سادة...ماما أجول لبابا إن في...."
*رفعت نيرة كفها بلمح البصر وقالت لابنتها:
"لأ روحي اعملي القهوة وأنا هديله خبر وأنتِ يابنتي تعالي اقعدي واقفه ليه...اتفضلي"
*أومأت مروة برأسها وتقدمت من نيرة لتجلس مقابلها بثقة رغم ما بداخلها من تقلبات مخيفة من بعد رؤيتها لتلك المرأة الغير عادية كما سمعت من قبل.
**********
"يعني إيه هو دي تمن المحصول إيه هو أنا ببيع تراب عشان تقولي المبلغ دي...لا طبعًا مش عاجبني أنا هتصرف"
*خرجت بلسم من غرفتها علي صراخ كابر الغاضب والتي كانت في قمة غضبها تضرب الهاتف بكفها بحنق لتسألها بلسم بصوتها الناعم الباكي:
"بتصرخي علي مين؟"
*التفتت لها كابر وأجابتها بشراسة ولسان سليط تمتاز به:
"علي النصاب الحرامي متعهد المحصول عايز يسرقنا عيني عينك في تمن محصول القصب اللي
طلع عيني فيه...بس أنا عارفه مين وراه طبعا هو مفيش غيره الحقير الواطي ابن وهدان الكلب"
*زمت بلسم شفتيها وهمهمت باعتراض:
"كابر عيب ده برضه خالنا الراجل بين الحيا والموت ده بدل ماتدعيله"
*كادت كابر أن تنزع شعرها الأسود الحرير من شدة غضبها وأغمضت عينيها وهي تقول بصلابة خافتة:
"أنتِ كمان هتجنيني"
*اقتربت من شقيقتها الصغرى وانحنت أمامها تقل بصرامة من بين أسنانها المتساوية ناصعة البياض:
"ادعيله هه بإيه ياتري إن ربنا ياخده ويريحنا من شره ولا إنه يفضل كده مشلول مقهور على ابنه و
روحه....تسلم إيده ابن الناجي علي قتله والله"
"لاااا لا عمر مقتلش عماد قولتلك ميت مرة عمر مش قاتل"
*هتفت بلسم ببكاء وهي تضرب فوق كرسيها المتحرك بعنف...رفعت أختها حاجبيها وهو تقول متذمرة:
"أنا بقي نفسي أعرف أنتِ بتدافعي عنه كده ليه هو كان من باقي العيلة الواطيه وأنا معنديش علم
أنتِ تعرفي منين إنه مش هو اللي قتل الزفت عماد آمال كان بيعمل إيه هناك وقت الحادثة والرصاصة اللي خرجت من مسدسه....."
*أشاحت بلسم برأسها وهي تمسح دموعها:
"معرفش...كل اللي اعرفه إن عمر برئ"
*فتحت كابر فمها لكي تصرخ عليها ولكنها لم تستطع حينما استمعت إلي همهمات بكائها الذي دائما يجعلها تتراجع عن نوبات عنفها...جلست
أمام شقيقتها الجميلة وأمسكت بكفها تهمس:
"بتحبيه...بتحبيه يابلسم"
*رفعت وجهها المبلل بالدموع وعيناها كانت تلمعان وهمست:
"بحبه...بحبه ياكابر"
*ضغطت كابر فوق أسنانها وعيناها السوداء تشرد في أصوات تأتي من الماضي:
"أنت خدعتني باسم الحب أنت السبب في اللي أنا فيه يااااريت ماكنت حبيتك"
"اخرسي بقاااا يابنت **"
"اهااااااااا"
"ماااااما"
*شهقة بلسم القوية أعادتها من براثن الماضى زفرت ومدت أناملها تمسح دموعها قائلة:
"مش قولنا نبعد عن الحب وعن أوهامه مش كفايه اللي حصلنا بسببه...واللي حصلك أنتِ بالذات كان سببه الحب"
*أحنت بلسم وجهها الجميل ولم تعلق واستمرت دموعها في الهطول دون توقف...لتكمل كابر بعنف:
"هو علشان ساعدك من سنين يبقي خلاص تحبيه و تعيطي عشانه بالشكل ده...وإيه اللي مخليكي واثقة فيه بالشكل ده ولاد الناجي مش ملايكه هما كمان عيلة متفرقش عن عيلة البكري كتير"
"كفايه ياكابر كفايه أنا داخله اوضتي"
*دمدمت بلسم وتحركت بكرسيها المتحرك لتدلف إلي غرفتها التي أصبحت في الآونة الأخيرة محبسها الانفرادي الذي فرضته على نفسها حتى يخرج..صاحت كابر من خلفها بنزق:
"طبعا كلامي مش لازم يعجبك بس بكره تعرفي إنه صح لما الحب ده يبقي هو نهايتك...غبية"
*أغلقت بلسم باب غرفتها واقتربت بكرسيها من النافذة وفتحتها زفرت أنفاسها في الهواء العليل وهي تفرد ذراعيها بقوة...وهمست لحالها بعنف:
"ياريت أقدر أطير وأروح لحد لعندك واتاسف منك وأقولك إني مكنتش أعرف إن هيحصل كده"
*********
"البنت دي أنا مش مرتحالها"
*هتفت نيرة وهي تقف خلف الستائر تراقب مروة التي خرجت للتو برفقة زوجها و مروان محامي العائلة وعلى الذي كان يقود سيارة والده...
*وخلفهم كان عمار برفقة ولده حمزه وقد توجه الجميع إلي سراي النيابة العامة حتي تدلي مروة بشهادتها:
"ماما عمر هيخرچ بالسلامة جريب"
*قالت دهب وهي تقفز فرحاً...ضاقت عينا نيرة بشك والتفتت إلي ابنتها تسألها:
"شوفتي البنت دي قبل كده يادهب"
*هزت دهب رأسها نفيا وهتفت باستغراب:
"لاه أول مرة أشوفها...ليه ياماما في حاچه"
"عرفت اسمك منين؟ وليه جت هنا تطلب إنها تشوفك أنتِ مطلبتش تشوف أبوكي أو تشوفني
أو حتي تشوف حد من أخواتك"
*تساءلت نيرة بقلق وهي تمشي بالغرفة وعقلها لايستوعب ماسمعته من تلك الفتاة منذ قليل بأنها جاءت من مصر للعمل بأحد مراكز العلاج الطبيعي .....
تواجدها بمكان الحادث الذي يتخذه ابنها معزله الخاص منذ أن كان صغيراً وهذا المكان الخاص لايعرفه إلا القليل من أهالي البلدة.....
ظهورها المفاجئ بعد عشرة أيام من وقت الحادث حتي تدلي بشهادتها وحجتها الخوف والقلق من أهل القتيل كل هذا زاد الشك بقلب نيرة وجعل قلبها ينقبض من تلك الفتاة الغير مريحة.
*قلبت دهب شفتيها بابتسامة قلقة لتقل:
"ماهي جالت السبب جلجانه لحد من عيلة البكري يعرف إنها جت إهنيه عشان إكده سألت وجالت إنها صاحبتي...ماما البنت جايه عشان تنقذ أخوي ومحمود من المصيبة اللي هما فيها ازاي تشكي فيها بالشكل ديه بابا ذات نفسه مشكش فيها إكده"
*احتضنت دهب كتفي أمها ووضعت رأسها فوق صدرهاوهمهمت بعينين دامعة:
"المهم إن عمر يخرج بالسلامة هو ومحمود ولا إيه"
*ابتلعت نيرة ريقها وهزت رأسها تهمس:
"عندك حق المهم ابني ومحمود يخرجوا بالسلامة من المصيبة دي"
*التفتت نيرة واحتضنت وجه ابنتها الجميل وقبلتها بحنو:
"أنتِ وأخواتك نور عيوني وعيون أبوكي لازم تعرفي إن اللي يفكر يمس حد فيكم أنا أموته من
غير ماترمش جفوني...أنا هطلع أشوف جدتك وبعدين أروح عند عمتكم سمية"
"حبيبتي يانيرو"
*همست دهب مبتسمة وهي الأخري تقبل أمها>
**********

*من داخل سراي النيابة العامة وأمام مكتب
وكيل النائب العام كان ينتظر حمزه الناجي وشقيقه عمار
وسلمان الذي أتي سريعًا عندما أخبره حمزه علي الهاتف بتطورات الأحداث وظهور شاهدة جديدة بالقضية....
*في حين ابتعد حمزه ابن الأخ قليلاً برفقة ابن عمه على حتي يستطيع التدخين بحرية قليلاً...
*زفرعلى بملل ونظر إلي ابن عمه شارد الذهن:
"تفتكر البت دي تعرف عمر؟"
"لا معتقدش...وبعدين من أمتي وعمر بيعرف بنات
ماأنت عارف أخوك"
*قال حمزه بتأكيد وهو يراسل زوجته عبر الواتس اب بضيق...حك على ذقنه وظل يجول بالرواق وهو يفكر حتي دق هاتفه فأخرجه
من جيب سرواله ليجيب شقيقه:
"أيوه يا حسن وصلنا النيابة وعمر جاي في عربية الترحيلات دلوقتي"
*لينظر على إلي والده منحني الظهر ويقل لشقيقه بقلق:
"ربنا يسترعلي أبوك لما يشوفه والكلبش في إيده
بابا مهزوم جدًا المرادي"
*وعلي الطرف الآخر...خلع حسن نظارته الطبية وأخذ يفرك عينيه بتعب شديد ليقل بعدها:
"اللي فيه بابا مش شويه عمر ومشكلته الكبيرة وجدتي ومرضها وحزنه عليها...ماما وحزنه عليها
لدرجة إنه بقي واقف قدامها عاجز مش قادريعمل حاجه برغم إنه حمزه الناجي الكبير.. مشاكله الكتير جدًا
مع عيلة وهدان البكري ده غير طبعًا اللي عليه من مسؤوليات كبيرة ...يعني باختصار بابا جبل"
*أكد على بهدوء:
"عندك حق...حسن تفتكر البنت اللي اسمها مروة دي تعرف أخوك يعني بيحبها له أو له علاقة بيها بس محدش فينا يعرف ..أنت عارف عمر طول عمره مع نفسه كده"
*صمت حسن يستمع إلي أخيه وهو عاقد حاجبيه يفكر...ليكمل على استنتاجه:
"ومش غريبه تظهر دلوقتي كده فجأة كانت فين من عشر تيام أنا قولت أكيد عمرعلي علاقة بيها
اللي يخلي واحدة تروح مكان زي ده وحدها في وقت متأخر يبقي كانت رايحه ليه؟ "
*قال حسن نافيًا:
"لا معتقدش إن عمر بيحبها أو يعرفها حتى عمر بيحب بنت تانية أو تقدر تقول معجب بيها بس مين الله أعلم"
"أنا عارف مين"
*همهم على مبتسماً...ولكن ملامحه الوسيمة عادت إلي قلقها وألمها عندما لمح من بعيد شقيقه عمر
وصديقه محمود وسط حراسة من الشرطة و
بيد كل منهما أصفاد حديدية ازدرد على ريقه بصعوبة عندما تطلع إلي والده الذي نهض واقفاً ليستقبل
عمر بين ذراعيه:
"عمر وصل هو ومحمود هقفل دلوقتي ياحسن"
*هتف حسن بلهفة:
"على طمني علي طول وقول لعمر كنت نفسي ابقي جنبه دلوقتي بس عندي عملية مستعجلة جدًا"
"متقلقش هبلغه"
*أغلق على الهاتف وتقدم سريعًا من شقيقه الذي يسكن الآن بأحضان والده.
********
"اووف ياحمزه اوف"
*صرخت ندي وهي تقذف بهاتفها للحائط ليسقط مهشماً كالعادة...رمقت أمل ابنتها وقالت بهدوء:
*ده تالت تليفون يتكسر في عشر أيام وبعدين في الجنان بتاعك ده مش هتعقلي بقي"
*لم تعير والدتها أي اهتمام جلست فقط أمامها تدخن وتزفر دخان سيجارتها في الهواء بغيظ شديد جعل وجهها ناصع البياض يتحول إلى كتلة مشتعلة بالنيران.
*شهقت والدتها وصاحت فيها بغيظ:
"رجعتي تاني للتدخين مش جوزك حذرك أكتر من مرة بلاش الزفت ده"
*ضحكت ندي بسخرية ورفعت ساقيها فوق المقعد
تهزهما وقالت بلامبالاة:
"ما أنتِ بتدخني وبتشربي أحياناً اشمعني أنا زفت"
*قطبت أمل جبينها ورمقت ابنتها بطرف عينيها الغاضبتين قائلة:
"صح أنا بدخن وبشرب أحياناً وبسهر وبسافر وبروح وآجي وعندي الحرية الكاملة...بس لو أبوكي
أتصل بيا حالاً وقالي بلاش تدخين هبطل طبعًا من
غير كلام"
*لم تتغير ملامحها وبقت تناظر أمها....التي أكملت
حديثها إلي ابنتها ناصحة:
"حمزه بيحبك وأنتِ كمان بتحبيه بلاش تسودي حياتك بالغيرة العميا بتاعتك دي كفايه لحد كده
هاتي بيبي يملا عليكم البيت ويخليكي تفوقي من وهم الغيرة"
*قفزت ندي وصرخت بملل:
"مامي قولتلك كتير مش عايزه أطفال دلوقتي مش
مستعدة"
*أغمضت أمل عينيها بنفاذ صبر تهمس:
"أنتِ حرة أنا زهقت من راسك الناشفه وجنانك"
*وأسرعت بخطواتها لتتجاوز ابنتها...أمسكت ندي
بذراعها:
"مامي رايحه فين وسايبني لوحدي أنا هتجنن"
"أنتِ خلاص اتجننتي أساسًا بسبب غيرتك ودماغك الناشفه يكون في علمك لو استمريتي بأسلوبك ده حمزه مش هيكون لكي أبدًا"
*وقفت ندي وهمهمت :
"مامي أسفة بس أنا بجد أعصابي تعبانه اليوم دول بسبب سفر حمزه وقعاده كل الوقت ده هناك حاسه إنه اتغير.. ده بقي عصبي جدًا"
*أمسكت ابنتها تلك المرة بحنو وتمتمت لها بهدوء:
"فكري إنك تجيبي بيبي الموضوع ده هيسعد جوزك جدًا وهيخليه يحبك أكتر ويتعلق بيكي قوي
حمزه نفسه في طفل ياندي"
*تأففت ندي بضجر وهي تتمتم بسخط:
"بس أنا مش مستعدة للخلفة والحرمان من حاجات كتير بسبب إني أبقى أم...لسه بدري وأنا متفقه مع حمزه علي كده"
*ضربت أمل على فخذيها وصاحت بغيظ:
"مفيش فايده بتكلم مع مين لسه بدري إيه ست سنين جواز وتقوليلي لسه بدري الأتفاق بينك وبين
جوزك كان بالكتير أربع سنين ووقتها مكنش موافق بس علشان بيحبك جه علي نفسه ووافق جايه بعد
ست سنين جواز تقولي أصل مش مستعدة"
*أمسكت أمل بذراع ابنتها تهزها:
"لو مش شايف دلوقتي قدامه هيجي عليه اليوم اللي يشوف ووقتها متلوميش إلا نفسك وبس"
*تشنجت ملامح ندي بقلق وهي تفكر لكنها عاودت إتزانها بسرعة وهي تقول:
"حمزه بيحبني أنا واثقة منه استحالة موضوع بسيط زي موضوع الخلفة يفرق بينا"
"الخلفة موضوع بسيط...أنا تعبت منك ومن كلامي
لكي من غير فايدة أنا ماشية"
*خرجت الأم من منزل ابنتها متذمرة...وخلفها خرجت ندي سريعًا وهي تردد بغيظ:
"طيب ياحمزه مش عايز ترجع غير لما تطمن علي ابن عمك وجدتك...لما أشوف أخرتها إيه معاك"
********
"اسمك بالكامل"
"مروة فتحي عبد العظيم ابو الفضل"
"سنك...وعملك"
28 "سنة...بشتغل معالجة فيزيائية في مركز الشروق الطبي"
*رفع وكيل النيابة رأسه إلي من تجلس أمامه وسألها:
"إيه اللي تعرفيه بالظبط عن الحادثة أنسة مروة ومتنسيش إن كلامك ده هيكون شهادة قدام المحكمة"
*أومأت مروة برأسها مرتبكة:
"مستعدة أشهد قدام المحكمة بكل اللي أعرفه"
*أشار لها الوكيل قائلاً:
"اتفضلي أحكي بالتفصيل"
"اليوم ده أنا خرجت من شغلي الساعة سبعة بالليل تقريبًا"
*استوقفها الوكيل بسؤاله:
"ده معاد إنتهاء شغلك سبعة مساءًا"
*هزت رأسها نفيًا:
"لأ أنا بخلص شغلي علي عشرة بالليل بس اليوم ده حصلت مشكلة بيني وبين بنت زميلتي في الشغل
علي معاد النبتطشية والمشكلة زادت لدرجة إنها هانتني
أنا اتعصبت وزعقت معاها وخرجت متنرفزه"
"وبعدين روحتي على فين"
"كنت زهقانه ومخنوقه ومش عايزه أروح ع البيت كنت عايزه أقعد مع نفسي لأني كنت مخنوقه جدًا
وروحت في المكان اللي برتاح فيه"
*تنحنح مروان محامي عمر وقال لمروة التي يبدو
عليها الارتباك:
"اللي هو مكان الحادثة مظبوط"
*شبكت مروة أناملها تهمس:
"أيوه"
"كانت الساعة كام بالظبط"?
*سألها وكيل النيابة سريعًا لتصبح مروة في حصار
بين الطرفين لا تحسد عليه:
"الساعه سبعة ونص تقريبًا"
"وقتها كانت عربية المتهم موجودة ؟"
*ارتبكت وغمغمت متوترة:
"اه كا....لا لا مكنتش موجودة"
"كانت موجودة ولا لأ أنسة مروة"
*ابتلعت ريقها الجاف وهي تدلك عنقها...فقال الوكيل وهو يشير لكوب الماء أمامها:
"اتفضلي أشربي"
*شربت الماء ووضعت الكوب بأصابع ترتجف:
"تقدري تكملي أنسة مروة"
"أيوه"
"أنسة مروة أنتِ متعوده دايمًا تروحي المكان ده وحدك المكان شبه خالي من الناس فوق التلة يعني
مكان صعب علي بنت إنها تبقي موجودة فيه لوحدها في وقت زي ده"
*همهمت قائلة بصوت خافت:
"أنا متعوده أروح المكان ده لما يكون عندي مشكلة
وعايزه أكون لوحدي"
"اتفضلي كملي"
"قعدت ارتاح من المشوار وأكل السندوتش اللي اشتريته...وبعدها بربع ساعة تقريبًا أو نص ساعة
مش فاكره كويس جت عربية سوده كبيرة ووقفت
ونزل منها واحد"
*قال مروان:
"تقصدي عمر هو اللي وصل الأول لانه هو اللي معاه عربية سوده جيب"
"أيوه هو...وكان معاه واحد تاني نزل معاه"
*قال مروان لوكيل النيابة الذي يستمع بهدوء:
"طبعًا تقصد المصاب الثالث محمد الشاذلي راجل من رجاله الناجويه"
*عاد الوكيل للأمام وأمسك بقلمه وأخذ يخط دوائر وهمية فوق ورقة بيضاء...لتكمل الأخري:
"بعدها وصل القتي...القتيل وكان معاه رجلين ونزل من العربية اتكلموا مع بعض وبعد كده الصوت بقي عالي جدًا"
"قدرتي تسمعي حاجه من كلامهم"
"لأ مقدرتش أسمع"
"وبعدين حصل إيه"
*أشارت مروة بعينين زائغتين إلي مكان وهمي وهمهمت:
"اتخانقوا ومسكوا هدوم بعض جامد والرجاله اللي كانوا معاهم ادخلوا....وبعد كده جه شاب تاني بعربيته"
"هو ده الشاب"
*أشار المحقق إلي ما خلف زجاج العرض حيث كان يقف عمر و محمود معًا:
*تطلعت مروة إليهما وهزت رأسها بريبة:
"هو...أول ماوصل مسك هو كمان في القتيل وكلهم رفعوا مسدسات"
"تقصدي الرجاله ولا كمان المتهمين والمجني عليه"
"كلهم...لا...مش كلهم لا مش فاكره"
"وبعدين"
*أسبلت أهدابها وجسدها يرتجف وهمست:
"فجأة سمعت ضرب نار...ووقع القتيل"
"كان المتهم"
"لا مكنش معاه مسدس ولا حتي صاحبه"
"بس أنتِ قولتي إنك مش فاكره كلهم رفعوا علي بعض السلاح ولا لأ...ودلوقتي بتقولي مكنش في
إيد أي واحد من المتهمين سلاح"
*فركت جبهتها المتعرقة وهمهمت:
"لأ مكنش معاهم الرجاله التانين بس وبعد كده بقي في ضرب نار من كل مكان وقتها مقدرتش استني
هربت بسرعة وخوفت لحد يشوفني ويقتلني"
*بنظرة ذات مغزى سدد المحقق نظراته إلي مروة التي كانت ترتجف وسألها بتأكيد:
"أنسة مروة شهادتك دي هتغير مجري القضية كلها
أنتِ متأكدة إن المتهمين مكنش أي واحد منهم معاه سلاح"
*هزت رأسها بقوة:
"أيوه والرصاص انضرب من مكان تاني"
*********
*قالت نيرة بتوتر وهي تقف أمام النافذة تكتف ذراعيها فوق صدرها:
"أنا واثقة من كلامي ده"
*تطلعت بهية إلي سلمي التي أصابها الشك وهزت رأسها وهي تقل بخفوت:
"أني مش فاهمه أيتها حاچه"
*زمت سلمي شفتيها وهمست لبهية أن تصمت:
"هشش أجفلي خشمك"
"أنا خايفه علي ولادي"
قالت نيرة بصوت يكاد أن يكون مسموعاً
*سحبت سلمي نفس عميق وكان عليها أن تظهر بعض الاطمئنان وسط تلك الضجة من القلق:
"نيرة أنتِ أعصابك تعبانه من الجلج علي عمر
أنتِ وسمية كل واحدة منيكم همها همين ياخيتي عشان إكده أنتِ جلجانه من أيتها حاچه"
*مررت أناملها في خصلاتها الحريرية وجلست مقابل سلمي وهي شاردة تفكر في البعيد:
"أنا مبقتش عارفه حاجه ياسلمي خايفه جدًا
وقلبي مش مطمن أبدًا عمر كان هيروح مني قبل كده شهر وهو في العنايه وربنا ستر وخرج بالسلامة
ليا ولأبوه وبعدها أنتم شوفتم بنفسكم الحرب اللي كنا فيها مع عيلة البكري وآدي مصيبة تانية ابني
فيها وفوق راسه.....
والنهارده البنت اللي جايه بعد عشر أيام تقول أنا شوفت كل حاجه بنت مريبة كده مش مريحة و
من أول ماشوفتها وأنا قلبي مش مطمن ليها"
*ضربت سلمي فخذيها وقالت بتشدد:
"مش يمكن جاسم هو اللي ورا المصيبة دي كماني
جاسم ديه مش راح يچيبها لبر غير لما ياخد اللي هو رايده"
*صاحت نيرة بصرخة غاضبة وهي تقف منتفضة
أمام سلمي التي أخفضت رأسها وصمتت:
"وعشان كل ده ينتهي يبقي أرمى بين إيده بنتي يعني أخرج الصبيان من مصيبة وأحط البنت في
مصيبة أكبر صح ياسلمى"
"ياست الستات الضاكتورة متجصدش إكده بردك هتكون رايده ترمي بت أخوها في يد جليل الشرف
ديه...هي بتجول بس اللي في راسه"
*تحدثت بهية بهدوء وهي تربت علي ظهر نيرة المتشنج بحنو علها تهدأ قليلاً من فورة أعصابها:
*دمدمت سلمي هي الأخري و هي تجلس على الطرف الآخر بجانبها وتحتضن رأسها:
"مين جال إني أرضي أفرط في بت خوي مهما كانت الظروف بس حمزه خوي وكبيرنا كلايتنا بعد ربنا أني كمان خايفه عليه جوي..."
*التفتت نيرة بلهفة وأمسكت بكفيها تقل بخوف:
"ماله حمزه قوليلي ياسلمي ماله"
*رفعت سلمي عينيها المغروقتين بالدموع وهمست:
"مش ناوي يعدي لولد البكري اللي عمله بسهولة خصوصي لو طلع هو اللي ورا كل اللي بيحصل ديه
جالها بالفم المليان إنه راح يجتله بيده"
"يقتله يعني إيه يروح في داهيه بسبب كلب زي
ده"
*صاحت نيرة بعنف ووقفت تحمل حقيبة يدها لتخرج وخلفها بهية مسرعة...و بالسيارة التي
كان يقودها السائق ظلت نيرة تبكي بحرقة وقلبها
يتمزق لأشلاء خوفًا علي زوجها وأولادها.
*دق هاتف بهية فأخرجته لتجيب علي زوجها:
"الو أيوه يامناع"
"أيوه يابهية وينك "
*قالت بهية بخفوت:
"أني مع ست الستات حوصل إيه يامناع جول"
"حصل إيه يابهية؟"
*صرخت نيرة وجذبت الهاتف منها بقوة تصرخ:
"مناع قولي حصل إيه...طمن قلبي"
*للحظات مرت عليها كالدهر وهي تستمع إلي مناع
وعيناها الجميلتان تذرف الدموع...لتهمس مرددة:
"عمر ابنى"
**********
بعد مرور يومين
"قرار الإفراج مكنش سهل بالنسبالي ياحسين أنت عارف كويس ومروان كمان إن قضية زي دي صعب
القرار فيها غير بعد التأكد التام من كل ثغرات القضية"
*ابتسم حسين والذي عاد مؤخرًا من سفره حيث يعمل كمحامي لإحدى المؤسسات الكبري:
"أنا متأكد من نزاهة جرارك ياحازم بيه ولا نسيت إننا معرفة جديمة وإلا إيه "
*هز حازم رأسه مبتسماً وربت علي ساق حسين التي أصيبت في إحدي حملات القضاء علي الأرهاب .
*تدخل مروان في الحديث حينما لمح الحسرة على
وجه شقيق زوجته وقال بتأكيد:
"بصراحة حازم بيه مشكور كان في منتهى الدقة القضية كانت صعبة جدًا"
"عادة النوع ده من القضايا بيكون صعب خاصة لما يكون بين عائلتين كبار زي عيلة الناجي والبكري بس مش هنكر إن شهادة البنت اللي اسمها مروة كانت مهمة جدًا بالنسبة لموقف عمر في القضية"
*نظر حسين إليه وهمس له بتساؤل:
"وطبعًا جتل واحد من الشهود واللي يعتبر أهم شاهد في القضية لأنه الراجل الأول لعماد البكري
كان له تأثير إيجابي علي موقف عمر"
*أجابه حازم بتأكيد:
"طبعاً ده غير مجري القضية تماماً.. الفرجاني اتقتل بعد ساعة تقريبًا من شهادته اللي أكدت إن عماد البكري
هو اللي اتصل بعمر وطلب منه إن يقابله وهو.... بنفسه اللي حدد المكان وده يثبت إن مكنش في نية مبيتة لعمر بالقتل"
*ابتسم الوكيل بسخرية وأكمل:
"اللي قتله للأسف مكنش عارف إن الفرجاني أدلي
بشهادته...بالنسبة لمحمود كان الوضع مش خطير لأن محمود اتصل بعمر وعرف منه إنه هيقابل
عماد وزيه زي أي صديق محبش إن صاحبه يكون لوحده وضربه النار على حسني المصاب التاني كان
دفاع عن النفس والحمد لله الأصابة مكنتش خطيرة
وكنت عارف من أول التحقيق إن محمود خارج من
القضية بكفالة بسيطة"
*ظل حسين يستمع إلي صديقه وهو يشرح ملابسات القضية المعقدة بوضوح لولا شهادة الفتاة التي ظهرت من العدم والشاهد الأول والمجني عليه الثاني في القضية والذي أدلي بشهادته قبل مقتله
بساعة واحدة.......ولكن يبقي لحسين سؤال واحد فقط وهو سلاح الجريمة:
"السلاح كان جنب جثة عماد بعد قتله إزاي"
"يعني تقدر تقول بعد ضرب عماد بمسدس عمر ووسط الضجة اللي حصلت والناس اللي اتلمت
علي ضرب النار واضح إن السلاح اترمي....ومن حظ عمر برضه إن كان فيه بصمة تانية فوق الزناد
بصمة وحيدة كانت سبب في براءة عمر الناجي و
صاحب البصمة منير عبيد وهو مش من أهل البلد
لقيناه بعد أسبوع من الحادثة مقتول ومرمي
في المصرف الغربي"
*اتسعت عينا حسين وقال بدهشة:
"مقتول...تقصد إن الشخص ديه هو اللي جتل عماد وبعدها هو نفسه اتجتل"
*أومأ حازم برأسه قائلاً:
"هو نفس الشخص تقريبًا لأن له بصمة وحيدة كانت علي الزناد"
"عرفتوا مين هو؟"
*تساءل حسين عن المدعو منير باستفسار:
"لسه موصلتش لحاجه بس التحقيق شغال"

*زفر مروان ونظر إلي حسين قائلاً:
"المشكله دلوقت مش مين القاتل المشكلة إن البكريه مصممين علي إنهم ياخدوا تارهم من عمر ومش مقتنعين إن سلاح عمر اللي اتقتل بيه ابنهم كان مسروق وإن كل ده من ترتيب الناجويه عشان
يتخلصوا من واحد منهم"
*عبس حسين قليلاً..بينما أحمر وجهه بغيظ وهمس
وهو يرجع بظهره للخلف:
"طبعًا حتى لو كانت المحكمة ذات نفسها برأت عمر هيفضل في نظر البكريه جاتل ابنهم"
*********
*ظلت ندي صامتة وحاولت تجاوزه دون رد إلا أنه
كان مصممًا علي سؤاله فقال بهدوء:
"جيتي ليه؟وبلاش تكدبي وتقوليلي عشان جدتك
جدتي اللي لحد دلوقتي من وقت ما وصلتي من مصر مدخلتيش حتي تبصي عليها"
"حمزه هو تحقيق أنا وصلت تعبانه وعايزه أنام ولسه صاحيه من شويه"
*غمغمت ندي متلجلجة وهي تبتعد عنه:
"جايه عشان تعرفي أنا بعمل إيه هنا مظبوط الشك
اللي في قلبك سيطر على عقلك للأسف ياندي مش
قادر أفهمك ..خلاص تعبت"
*وقفت أمامه تمسك بكتفيه وهو يرفض النظر إليها
وهو مطرق الرأس قليلاً:
"حمزه بصلي بلاش تعمل كده فيا...أنا بغير عليك وأنت عارف كده وعارف السبب"
*رفع حمزه أحد حاجبيه بسخرية ليقول بهدوء بعد فترة من الصمت:
"ست سنين متجوزين وحتى من قبل جوازنا وأنا بفهم فيكي وأقولك حبي لدهب كان حب شاب مراهق لسه بينضج كل حاجه فيه حتى مشاعره....ووقتها بنت عمي كانت طفلة صغيرة
ومن عاداتنا هنا الأهل يجوزونا لبعضنا من وإحنا
لسه صغيرين يعني اللي في راسك ده مجرد أوهام"
*بعدما قال تمكنت من الإيماء نصف إيماءة فقط وملامحها كانت باهتة مكتظة بالغيرة:
"الكلام ده بالنسبالك أنت بس أنا ست وأكبر من بنت عمك وأشوف كويس يعني إيه نظرات بنت لشخص بتحبه........بنت عمك لسه بتحبك ومش بتحبك وبس دي كمان...."
"بس ياندي خلصنا اطمن بس علي جدتي وهنسافر بكره أو بكتير بعده ولو سمحتي شيلي دهب من دماغك....وخليكي واثقه كويس جداً إني بحبك وعمري ماحبيت غيرك"
*ابتسمت وقد لمعت عيناها ببريق مشتعل بالحب
وأسرعت بخطواتها نحوه تقبله شفتاها تذوب بحلو شفتيه حتي أنه انسحب لهاوية عواطفه المتأججة واقعاً تحت أسر عينيها المغريتين.
*ولكنها لم تكن تتجاهل أبدًا من تقف في شرفة جدتها المواجهة لشرفتهم تسقي الورد وقد قادتها الصدفة لرؤية هذا المشهد العاطفي...شحب وجهها
وامتلئت عيناها الجميلتان بالدموع وهذا
ما ارادته ندي أن تجرحها وتكسر قلبها الذي يدق من أجل زوجها وحبيبها.
***********
*شارفت نفيسة أن تسمع صوت اصطكاك أسنان حسن من شعوره بالغضب العارم منها فعينيه الذهبية التي كانت مظلمة بالعشق منذ قليل اشتعلتا غضباً الآن بشدة:
"مين ده اللي اتصل بيكي؟"
*سألها حسن وهو يقاوم صفعها ولكنه تراجع باللحظة الأخيرة قبل أن يفعلها فليس من حقه حتى الآن محاسبتها لقد أوضح لها وبكل صراحة أنه غير
مستعد للارتباط وها هو يحاول من جديد فرض ما
هو ليس من حقه:
"أنا ماشي"
"ده زميلي في المعمل وكان بيسألني عن شغل"
*هتفت نفيسة وهي تقبض علي كفه برقة...لتكمل بهمس:
"وحشتني"
*اللعنة على جمالها الذي يسحره إنها رائعة الجمال شعرها الأسود وعيونها البنية الواسعة فمها الجميل
الصغير إنه يعشقها بكل تفاصيلها:
"وأنتِ كمان وحشتيني"
*لكمته في صدره بخفتها ودلالها المعتاد:
"أيوه بقي انطق يابن الناجي...أخبارك إيه وأخبار شغلك الأيام اللي فاتت مكنتش عارفه أسأل عنك أو عن أخبارك"
*سألته نفيسة بحزن وهي تبتسم في وجهه
تنهد حسن قائلاً:
"الفترة اللي فاتت كانت صعبة علينا كلنا بس الحمد لله عدت على خير"
*جلس بجانبها علي إحدي درجات السلم الرخامي بمدخل سراي الناجي وسألها باستفسار:
"إيه سبب الزيارة الكريمة"
*ضحكت قائلة:
"مستنيه الهانم أختك علشان خارجين شويه"
"أنتِ ودهب...رايحين فين؟"
*نظرت له نفيسة بعشق وهمست:
"يعني هنروح لحد المجمع الجديد نتسوق تيجي معانا"
*هز حسن رأسه معترضاً:
"ميصحش الناس لو شافتني معاكم هيقولوا إيه؟ أنتم بنات"
*أشاحت بوجهها بعيدًا وقالت بتذمر:

يتبع

صورة الغلاف (حمزة الناجي الصغير)

Continue Reading

You'll Also Like

42.6K 1.1K 46
عندما تسعى للانتقام هل ستنجح اما للقدر كلمه اخرى
110K 3K 20
واحدة بتتجوز واحد غصب عنها وبيفضل يهين ويبهدل فيها هو وأهله وهيحاول يقتلها. تتوقعوا إيه اللي هيحصل وهل هتقدر تاخد حقها منهم وتنتقم بعد كل اللي جرالها؟
498K 10.7K 35
رومانسيه بقلم سيهام صادق منقوله
469K 9.6K 23
هي فتاه رقيقه وبريئه احبت والقدر حرمها من حبيبها فاغلقت على قلبها واستسلمت لاحزانها حتي ظهر هو في حياتها ظهر بطباعه المختلفه فتاره حنون وتاره مجنون،...