المُطارِدُ للعِدا

4.9K 121 393
                                    

تلميح: الجنديّ البسيط هو روح اللّعبة، وسرّ انتصاراتها.

.
.

توقفت سيارة بيضاء رياضية في إحدى مناطق تل أبيب المشهورة والتي تصرخ بالثراء والبذخ. ترجل منها عاصم وهو يرتدي ملابس شبابية وذلك العقد المتدلّي من عنقه بعلامة الصليب يظهر فوقها... ونزل من الجهة الأخرى يزن بملابس مشابهة... كانت الساعة تشير للحادية عشر مساءً... الأضواء تملأ الشارع وخاصة ذلك المكان أمامهما.

صفّر يزن بإعجاب وهو ينظر للسيارة
/ إشي نظيييف نظيف !! من وين لقيت مثلها هاي يا؟؟ عليم الله لو انها بنت لتزوجتها !
طبع قبلة على ظهرها وهو يربّت عليها كفرسٍ أصيل
أدار عاصم عينيه / مشكلة الناس الفقر ! انت بكل حياتك مش حتشوف وحدة مثلها... كنت متأكد انك رح تفضحني، ليه جيت معي؟ حكيت للBoss بقدر اروح واجي واعمل كل شي بس ما تبليني بيزن !! ما قبل !

يزن ابتسم باستفزاز/ مشكلتك ! ازا مضايقك الوضع ارجع...
عاصم/ امشي...امشي قدامي يا مصيبة راسي امشي
مشى بجانبه وسأل بغباء/ عاصم انت مسيحي؟ بس بسأل... لا سمح الله لا تحكي اني عنصري.. بس بسأل!
عاصم بقلة صبر/ لا تسأل لا تسأل، ولا تحكي من هون لنخلّص الليلة!
يزن أمال رأسه بعدم إعجاب وتمتم/ الحق علي بدي اتعرّف عليك أكثر!!

توقف عاصم قبل أن يصلوا للمكان بقليل وقال بتحذير/ شوف يزن، لما ندخل ما بدي منك تعمل اي اشي غبي ، ولا تندهش ، ولا تنصدم ، كل الي رح تشوفو جوا ما تغير ملامح وجهك لما تشوفو... رح تتصرف كإنك متعوّد ع هاي الأماكن وانك كل ليلة بملهى ! فهمتني ولا أعيد؟
يزن/ طبعا فهمتك، الله يسامحك! ولا يهمك قدااام انا معاك
عاصم/ وهاد الي مخوّفني !
تنهد وأكمل/ كم عمرك يزن؟
يزن ابتسم/ ليه؟ عفوا يعني إنت مفكر اني سنجل ومش مرتبط يعني متاح؟ لا أبداً، انا بحب البنات صراحة... عندي كراش جديد و...
عاصم صرخ بغضب/ يزززن !!
انتفض وقال/ 24 ! 24 الله ياخدني !! تمام؟؟؟ ليه بتصرخ؟ انا بفهم بالحكي ع فكرة !!
تجاهله/ انت معك هويتك؟
تحسس يزن جيبه/ معي طبعاً ! ليه؟

مشى عاصم أمامه وقال/ لانو حيطلبوها يتأكدو من عمرك ! منظرك ما بوحي انك 24... وعقلك كمان !!
يزن/ شو قصدك!!
عاصم توقف وقال باستفزاز/ لإنّهم ما بدخلوا الي أعمارهم اقل من 18 !!

تابع المشي بابتسامة مستفزة بينما يزن فتح فمه بصدمة، عقد حاجبيه وابتلع الإهانة / مشان عمر بس رح اسكت !!

ولم يستطع حتى أن يعترض، فجميع من يره يظنّه أصغر من عمره بسبب وجهه الطفوليّ وعينيه الواسعتين كالأطفال.

لحقه بسرعة ووقفوا أمام أبواب الملهى ودخلا دون أن يوقفهما الحرّاس.

وحين دخلوا، حدث ما توقعه عاصم بالفعل !
واجههم صوت الموسيقى الصاخب والشباب والفتيات من كلّ مكان يخرجون ويدخلون لينصدم يزن فعلا وهو يضحك كالمجنون
وصرخ ليسمعه/ انا ما كنت اشوف هاد الاشي غير بالافلااام !!

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now