ما هي الغربة؟

4.5K 118 74
                                    

تلميح: السلام

استنفذ الجميع قواهم، لكنّهم لم يكونوا على استعداد ليتركوا أماكنهم أبداً ولو كان فيها موتهم.
عندما تعالت أصوات التكبيرات وغدا يحيى يهتف والجميع يردّ من خلفه حاولت الشرطة أن تفرّقهم، فضربت بعضهم واعتدت على الآخرين، ولكنّ يحيى ثشبّث بأحدهم يدفعه عن أصدقائه/ ابعد يا كلب!!

فكتّفه وأخذه نحو السيارة، وحاولوا اعتقال صديقه فأمسكوه من بلوزته وشدّوه وهو تمسك بعمود وشدّ بالاتجاه المعاكس يحاول أن يفلت من قبضتهم ثم صرخ/ اااه هي مطوّلة؟!!!
خلع البلوزة وتركها لهم ليهرب بسرعة!

ركض مارسيل نحو سيارة الشرطة ولكنهم كانوا قد انطلقوا لحظة وصوله، أخرج هاتفه بسرعة ووضعه على أذنه، بينما ركض عبدالله والباقي نحوه/ أخذوووه؟
اومأ وردّ/ عمر! وييينك؟ اعتقلوا يحيى!

كلمتان! كلمتان لعينتان اقتادت قلبه للجفاف!
إلّا أخوته! إلّا قلبه!
ليأخذوه هو ويعيدونه! إلهي لا لا لا... لن يحتمل سيحرقهم!

لا يدري كيف فزّ وركض من باب الأسباط لباب العمود والجميع يلحق به متأكدين أن مصيبة قد حصلت، كان يشتم، يتعوّدهم بأشنع الألفاظ والسباب الذي يستحقونه!
/ إلّا أخوووتي يا كلااااب الا اخوووتي
/ عمررر شو فيييه؟
قطع عمر الدرجات بسرعة وهو يصرخ/ اعتقلوووو يحيى!!
أحمد وقف بدهشة ثم استوعب ولحق به، وخلفه بضعة شباب يحاولون الوصول لباب العمود.

حتى ساعات الصباح الأولى حاول الجميع أن يقابلوه أو يسألوا عنه لكنهم لم يردّوا إلّا بِ/ هو هلأ بالتحقيق... جيبو محامي!

هكذا، حتى لم يقولوا التهمة التي اعتقلوه من أجلها !!

لم يكن يطيق العودة للمنزل، لا يريد أن يرى حال أمه وزين لا ليس الآن!
توجه للمحامي وأحضره، حجّتهم!
لكنهم تحججوا بأنّ الوقت استراحة! وطلبوا منهم الانتظار لساعتين...
شتم عمر حينها/ ******* اي استراحة هااااي الي ساااعتين؟ بتتخوثو على سمااااي؟!
أعاده المحامي وأحمد مكانه وقالوا/ اهدااا عمر!
نظر عمر لوالده متجاهلا إيّاهم/ قوم اوصلك عالدار... انا برجع بضل هون انت رح تتعب!
أبو عمر عقد حاجبيه/ مش متحرررك الا تا اشوف وينو!!
تمتم/ استغفر الله العظيييم

أخذ هاتفه الذي يرن/ اه قصي... لسااا بدنا ساعتين ثلاث، بخبركم شو بصير
كيف امي؟ تمام ضل جمبها لأشوف متى رح تخلص هالمصيييبة...

أغلق الخط وفرك وجهه بغضب، لم ينم أبدا، ورأسه وعيناه بدأوا بإيلامه، وكان على استعداد بأن يضرب أوّل شخص يتكلم معه، لذا اختصر وخرج للخارج يحاول أن يهدأ، وضع رأسه على الجدار وتنهد بتيه، احمرّت عيناه من القهر ومن الدموع.

وطن الذي لا يعرف أين هي أراضيه...
ويحيى الذي لا يدري ماذا يحدث معه وكيف يعاملونه...
و القدس، والأبواب والمسجد!
والشباب الثائرين، والمواجهات...

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now