سعادةٌ عقيمة -2-

3.2K 95 33
                                    

*الصورة لباب العمود*

تلميح: فتنت روحي يا شهيد.

كان يعلم منذ اللحظة التي شعر بها بألمٍ فظيع أنّه حيّ.
هذه ليست الجنّة إذاً ومع هذا كان لديه قليل من الأمل، قليلٌ من الرجاء حتى دمعت عيناه ولم يفتحهما خوفاً من مواجهة ما كان كارهاً له منذ اللحظة التي عاد.
شعر بهمساتٍ حوله لم يستطع تحديد ماهيتها أو حتى صاحبها، فتح عين ثم الثانية وواجه السقف المُهترئ.
حاول الحراك فزاد ألمه واطلق تأوّه ثقيل حبس معظمه...
ثمّ تلاه يد تمنعه من الحراك وصوت يقول/ بسم الله.
عاد مجدداً لمكانه وهو ينظر للوجه الذي يقابله، تنفّس بألم وهو يهمس/ مي
بلّل شفتيه وابتعد عنه قليلاً يسأله/ في وجع؟
نظر عمر لجهة الحائط وهو يشعر بكتفه ينخلع من شدة الوجع، تمتم بعدم اهتمام/ وين انا؟
أحمد مسح على شعره بارتياح وقال/ بمكان آمن، الحمدلله على سلامتك.
تساءل عمر وهو يعقد حاجبيه/ العملية؟
ابتسم أحمد قليلاً/ نجحت الحمدلله.
طقطق بلسانه وهو يحاول النهوض مجدداً/ شو صار؟
نظر له أحمد بألم ثمّ تذكّر :

قبل ثلاثة أيّام، حين أغمض عمر عينيه فاقداً وعيه وسط وابل الرصاص المتبادل على السفح، كان أحمد بعيداً عنه وهو يطلق على الجنود حين نظر إلى يزن الذي بجانبه/ تم.
يزن ابتسم باستمتاع وهو يطلق آخر رصاصة ويعود للاختباء خلف الصخر/ تمّ.
نظر أحمد لجهة اليمين ليرى وطن والبقية يطلقون الرصاص.
ثمّ للشمال ليطمئن على عمر، فوجد منطقته هادئة.. همس ليزن/ رايح اشوف عمر.
يزن وهو يراقب الجنديّيَن المتبقيين/ تمام ..
مشى أحمد منحنياً بسرعة الى جهة الصخرة الذي يجلس عمر خلفها ورآه يجلس مُمداً قدميه أمامه، رمش بعدم استيعاب وهو يجلس بجانبه ويضع يده على كتفه/ عمر...
توقف عن الكلام حين شعر بملمسٍ لزج على يده، شهق بخفة وهو يهمس بقهر/ عمممر انت سامعني؟ لا... لا اصحااا لا تنام..
طبطب على خدّه وهو ينزع قميصه ويلفه حول الجرح، كان الظلام دامساً لذا لم يكن قادراً على تحديد مكان الرصاصة، فقط لفّه حول الدماء وتابع تفقد جسده خوفاً من وجود رصاصاتٍ أخرى.. ثمّ امتلأت عيناه بالدموع لا إراديّاً وهو يقول/ عمر ردّ علي... لا تعمل هييييك قوم وعاقبني مثل ما بدك!! إلّا هالطريقة عمر والله لا تجربها معييي... لا ترووح واحنا متقاتلين يا زفت لا تروح!!!
شعر بوطن يجلس جانبه وهو يقول/ كيف؟؟ متى؟ ليه ما انتبهنا؟!!!
أحمد هز رأسه بالنفي/ وطن... عمر لااا يروح.. شوفو بنززف!!
انتشله إبراهيم للخلف وهو يهدّئه/ عمر رح يكون بخيير، إهدااا خلينا نروح نعالجو يلا..
وضع وطن إصبعيه على نبضه وهو يقول/ تعال سيف، ساعدني. يزن ركاض على السيارة شغلها لحتى نوصل.

بعد أن أوصلهم يزن للمكان أنزلوه حتى يدخلوه من الباب الخلفي للمنزل، وهناك سارع وطن مع الشيخ الكبير بعلاجه، استغرق استخراج الرصاصة ساعات، لم يكن لديهم أي وسيلة متقدمة لفعل ذلك وهذا ما أثار جنون أحمد حين صرخ/ خليني اجيييب ابن عمو. ننقلو للمشفى... ابن عمو دكتووور هو بعرف!!
وطن نظر له بغضب وهو ينهره/احممممد.. لا تتغابى! فوق على حالك.. خليني اشوف شغلي، ما ضليت 12 سنة هارب من اليهود بدون رصاص!! بتفكر رحت ع المستشفى قلتلهم ساعدوووني؟
12 سنة وانا اعاالج جروحي لحالي!
نظر وطن ليزن وقال/ اطلع معو برااا لا تدخلو!!
سحبه يزن بقوة الى الخارج واغلق الباب تاركاً أحمد يمشي بقلق وهو يهمس/ لسا ما سامحتني... لسا ما سامحتني ما إلك حق تروح!! عرسي بعد خمس أياام ما الك حق تروووح بدون ما تحضرو...

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now