لمسة من الخوف

3K 105 41
                                    

تلميح:مريضٌ نفسيّ.

خلع حذاءه وهو يجلس على سريره بوجهٍ متجمد لا تظهر فيه أيّة ملامح تدلّ على شعوره، تبعه قميصه الأزرق ثم استلقى ببطئ وهو يلمس كتفه بشرود...
لم يكن، أبداً، قبل هذه اللحظة يشعر بالتيه كما هون الآن، لم يعرف من أين يبدأ أو كيف ينتهي..
حقاً كيف بدأ هذا الأمر؟
نظر من نافذة غرفته للقمر الذي اكتمل وازدرء ريقه بوهنٍ فظيع وتعب نفسيّ أبلى جسده، ثمّ تمتم يتذكّر ما قال له أحمد بعد محاكمته " احنا الي اخترنا الطريق الصعب يا عمر! "
/ طلع صعب كثير... صعب كثير يا أحمد.

وتذكّر، لأول مرة عندما اعتقلوه المخابرات... من هناك كانت شرارة البدء :

المحقق/ انت عارف مجموعة المخرّبين والإرهابيين الي بحاولو يخرّبو السلام بينا وبين الفلسطينية...
وهمه كثااار جداً... لكن أهمهم شخص واحد بنبحث عنو من 12 سنة وللأسف كل ما بنمسكو بهرب منا ما بنعرف كيف أو لييه... المهم بهرب بطريقة مااا...
أو بنداهم المكان مثلا ف ما بنلاقيه. واحنا بحاجة لمساعدتك حتى تقدم هالخدمة إلنا وللفلسطينية، حتى نخلصهم من هالشخص الي بينظم عمليات إرهابية بتلحق الضرر بالنظام السائد وبحلّ الدولتين.

ثمّ لقائه مع وطن وإخباره:

عمر/ شو رأيك؟ أوافق ولا لأ؟ فكرت انو رح أفيدنا كثييير... خاصة بإبعاد النظر عنكم.
وطن/ هاي خطوة خطيرة كثييير عمر! عملوها كثير قبلنا ونجحو بإنهم يعملو ك"خونة" في نظر الفلسطينية لكنهم بالسر بساعدو كثير خلايا ومنظمات فلسطينية...
بالأخير انكشفو وانعدمو، كلهم!
هاد خطر... خطر ما رح أعملو وأجازف فيك وبالأعضاء!
ع

مر/ رح أنتبه... ما رح أخليهم يشكوو فيني...
قاطعه وطن/ عمر ! لا تخليني أكرّر حكيي.. ممنوووع!
العمل هاد أخطر من انك تفجر نفسك...
رح ننكشف، بآخر الطريق رح ننحبس كلنا وإنت أولنا..قول رح تضل تخبينا سنة سنتين..عشرررة... بس بعدين شو؟!

.
.
.

لكنّه في النهاية، لم يستطع أن يقاوم الفكرة، كانت الفكرة جنونية انتحاريّة ولكنّه يفضلها حتى لا يوقع بهم، حتى يساعد عملهم، حتى لو عارضوه، في الخفاء!

الماضي:

كان عمر يقود سيارته وهو ينظر لساعة يده عائداً من مكانٍ ما، ملامحه الحزينة طغت عليه... عروقه اشتدت وكأنّ كل أوجاع الأرض به!
كان يحتاج لشيء يعيد له الحماس حتى لا ينسى، شيء يذكّره بما هو مخلوقٌ له قبل أن ينجرف نحو قراره الذي اتخذه ونفّذه رغم معارضة الجميع له..
يريد أن يذكّر نفسه مراراً وتكراراً حتى لا ينسى، وحتى لا يعيش في الكذبة التي اخترعها هو قبل قليل!
.
.
.

قاب وطنين أو أدنىΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα