وعدٌ بالحياة

5.1K 112 177
                                    

الصورة للمُصلى القبلي.
تلميح:أعلم أنني ضائع، وأنّ رجلاً ضائعاً مثلي لا يُحَبّ!
أعلم أنني غريب وأنّ رجلاً غريباً مثلي لا يُحِب
ولكنكِ حبيبتي رغم هذا تحبينني.
أعتذر لإنني لا أستطيع أن أقدم لكِ حباً كالباقي، أعتذر لأنني أقدّم لكِ وجعاً بالمقابل! اعذريني فإنّي قد مِتّ شوقاً لعينيكِ يا فاتنةَ العيون!

كانت حرارة الشمس عالية، ترسل أشعتها على قبة الصخرة المشرّفة فتلمع لمعاناً يجعلك تتلهّف لها، وتتوق لرؤيتها ولاحتضانها، وتجعل قلبك يُفرغ ما فيه من كلّ شيء سواها!

أنزل يحيى كاميرته الكانون بعد أن التقط عدة صور للمسجد، سواء كانت داخله أم خارجه، ثمّ وقف ينظر للصور التي صوّرها ويبتسم بعشق مختلف، عشق لا يمكن لأحد فهمه، عشق يولَد معك بالفطرة، غير قابل للتفسير سوى أنّه عشق!

نظر لليمين بعد أن انتهى ليتنهد دون هدف، بينما في الجانب الآخر وبعيدا عن المسجد، كانت طريقا خالية إلّا من درّاجتين تتسابقان بسرعة كبيرة، نظر الأول للثاني لصديقه وصرخ/ لا تروح من هالطريق!
ولكنه لم يستمع له، فشتم ولحق به غاضبا، حتى انتهى بهم الأمر يقفون أمام صفين طويلين من السيارات، نظر له بضيق/ خذ تفضل! عبطنا الحاجز، حكيتلك لا تروح من هالطريق!
خلع بشار الخوذة وقال/ مااا سمعتك!
قصي تمتم بغضب/ جعلك لا تسمع! مش جااايب هويتي!
بشار أمال فمه ونظر أمامه حيث كان جنود الاحتلال يفتشون السيارات على أقل من مهلهم!
زفر/ تيجي نرجع؟
قصي/ اه عشان يطخونا!
قال بشار/ قولتك؟

نظر للخلف ورأى شاحنة كبيرة قادمة باتجاههما لكنها على يمينهما حيث الطريق سالك للمستوطنين ولكنه مغلق للفلسطينيّين، فقال بشار/ عندي فكرة، شوف...
وأشار له للخلف لينظر قصي للشاحنة وقال/ بس تقرب، واحد اثنين.... ثلاث!

شغلوا الدراجات وبمجرد أن غطتهما الشاحنة استداروا عائدين بأسرع ما لديهما، ضحك بشار حين ابتعدوا وقال/ هاااا قول عني عاطل!
قصي/ اخرس اخرس، تعال ميّل أشربك شاي
بشار/ لااا شكرا، بخاف من أبوك بحسو بدو يوكلني!
قصي بسخرية/ افااا ، ما بتخاف من صهيوني وبتخاف من ابوي!
بشار وهو يبطئ سرعته/ الحق يُقال! أبوك بخوّف اكثر من مية جندي مجتمعين!

قصي وهو ينحرف لليمين/طيب ورجيني شطااارتك مين بوصل اوول
بشار ضحك ولحق به/ لااا توثق بحالك كثير!

ومشت الدراجة متجهة نحو البلدة القديمة، نظر قصي حوله في الطريق... كلّ شيء يتغير! كلّ شيء! ما عدا القدس!

.
.
.

تجلس على سريرها تتربع وأمامها كتبها، حين ملّت من الدراسة أغلقتهم وتمتمت بأغنيةٍ ما.

قاب وطنين أو أدنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن