مقدسيٌّ هَواي

4.5K 117 144
                                    

تلميح: " ثباتُ جأشكَ
عرفانٌ ومعجزةٌ..
وكلُّ الملاحم في عينيكَ ثائرة. "


وقفت بانتصار ووضعت يديها على خصرها بفخر/ خلص هيك؟
ابتسم رغم وجعه على نبرتها المنتصرة/ اه.. يسلمو هالإيدين
حور/ اساسا انا كنت بدي أدخل طب بالزمانات! يعني جينات الطب بدمي

انحنت تلملم بقايا الشاش والمطهّر وكل تلك الأدوات وهي تقول/ خليك مكانك رح أعملك اشي مفيد تشربو
أمسك يدها قبل أن تغادر/ والله إني منيح! بكفي
ارتخت يديها ونظرت لصدره الملفوف بالشاش لا إرادياً وقالت بغصة رغماً عنها/ ما شفت هيك من شوي! لا تضل تكابر وتفكر انو ازا حكيتلي هيك رح أقتنع!
جرحك بدو وقت هيك أحمد حكا !
عمر ترك يدها/ آه مهو أحمد معاه شهادة طب من هارفرد!
حور/ حتى الغبي كان رح يعرف وضعك على فكرة! هيني جاية

وضعت الأغراض في المطبخ ونظرت إلى باب غرفة النوم، وفقط حينها، ككلّ يوم في الأسبوعين الماضيين تسمح لنفسها بالتفكير فقط بعيدة عنه!

جلست على الكرسي وهي تنظر ليديها وتبكي، بتلك اليدين عقمت جروحه ونظفتها... رغم أنّ أحمد لم يتركه ويأتي كلّ يوم إمّا للاطمئنان عليه أو لزيارته مع إحدى الرجال الذين يعرفونهم، كانوا يجلسون في الغرفة لساعات ثمّ يخرجون... لكنّها مازالت قلقة. تشعر أنّها وحيدة ولا تستطيع التصرّف...
كطفلة وسط حرب. لا تدري ماذا تفعل وأيّ طريق تسلك لتنجو، والأهم أنها بحاجة أمها التي منعت نفسها من محادثتها مكالمة فقط كي لا تنفجر لديها بالبكاء
كانت تكتفي بالكتابة لها وللباقي.

مسحت دموعها بعد أن شعرت بمرور وقت طويل، ونهضت لتغسل يديها لكنّها التقت بذلك الرجل الذي يقف رغم كلّ شيء على قدميه وينظر لها كأنّها الملاذ الأخير فإن ضعفت سيضعف، وإن ظهرت قوية سيقوى بها، رغماً عن كلّ شيء.

ابتلع ريقه بحرقة/ بتدمريني شوي شوي... كلهم ما بحركو شعرة مني وإنتي بتخليني أوكل نفسي وأموت بالثانية ألف مرة!
مش حكيتلك بموت بس تضعفي؟...
حور/ ما بقدر عمر... ما بقدر ما أضعف ! انت... انت بتحملني مسؤولية انا مش قدها !!
عمر ابتسم رغماً عنه/ تعالي...
حور نفت/ ارجع للتخت انا رح اعملك فطور
عمر بإصرار/ تعالي!!

مشت باتجاهه بحذر وهو أمسك كتفها، فظنّت أنه سيستند عليها لكنّه مشى باعتيادية نحو الغرفة وأجلسها على السرير...
راقبته بتوتر وهو يفتح هاتفه ويعبث به لثوانٍ ثم قال/ اقرأي

أمسكت الهاتف ولسببٍ ما كانت تعلم أنّ ما ستقرؤه سيغيّرها مجدداً !

مدّ يده وفرك صدره بحرقة وهو بانتظار أن تنتهي، وحين رفعت عينيها له وهي تبكي
جلس أمامها وقال/ شفتي؟ واحد شهيد وستة أسرى! يعني ولادها كلهم قدمتهم لله واحتسبت الأجر عندو.. هدمو بيتها اكتر من 5 مرات بس بترجع وبتبنيه!
شفتيها بتبكي؟ لأ! حتى قاعدة بتوكل بكنافة!
الله شو حكا؟ " وإن عدتم عدنا "

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now