وطنٌ جديد

4.5K 121 98
                                    

تلميح: ودّعتك يُمة

دخل المنزل وراءها وأغلق الباب، ثم لحق بها لغرفة النوم فرآها تفتح حقيبتها وتحشو بداخلها بيجامة نومها وبضعة أشياء تحتاجها...
راقبها بهدوء وهو يستند على الباب، بالرغم من كمية الحزن الذي بداخلها إلا أنها لا تُظهر له كم هي محتاجة وضعيفة، دائما ما تتنازل!

قالت حين انتهت/ خلصت.... احطلك انت اشي؟
نفى بهزّة من رأسه واقترب منها وقال/ لا تزعلي... حكيتلك شغل مستعجل
نظرت له بقهر ولم تستطع كبت مشاعرها/ أي شغل؟ عمو معطيك إجازة مفتوحة عشان ترتاااح
أحمد/ الشغل ما الو علاقة بأبوي
نسمة/ ولا بإيش؟!
أحمد/ شغل وبس! بكرة بالكتير بكون هون ف ما تخافي،روحي مع غنى عالمدرسة
نسمة بسخرية/ بكرة الجمعة يعني عطلة! خلينا نروح يلا حاسة حالي مخنوووقة
أحمد/ مهو مش رح نتحرك ازا ضليتي معصبة وزعلانة!!
نسمة نظرت في عينيه/ مش زعلانة منك! ولا من اشي بس بدي ارتاح يا أحمد!
تجمعت دموعها وقالت/ من وقت عرسنا ما عرفت طعم الراااحة! معك خبر؟! لأ! ليه؟ لانو ما بتسأل... ما سألت شو صار فيي بغيابك! ما سألت كيف نمت وصحيت وأكلت وعشت... انا حاسة انو لساتنا هناك! حاسة انو احنا معلّقين من وقت ما انسجنت!
ما مشينا ولاا خطوة!
الاشي الوحيد الي خلاني ما أفقد عقلي وانت بالسجن هو أملي فيك، تخطيطي للمستقبل مع بعض، خيالي الي كان يسرح ويتخيل اشياء عرفت بعدين انها ما رح تتحقق!!
انت.... انت ما بتعرف شو يعني تصيبك خيبة أمل؟
ما بتعرف شو يعني الشخص الوحيد الي حبيتو بحياتك يتغير عليييك؟
هلأ لما جيت اخدتني من المدرسة أول شي حكيتلي ياااه ايش؟ عندي شغل برا البلد لازم تروحي عند أهلك!
ما سألت حتى كيف يومي، ما سألت شو عملت بامتحاناتي، شو صار معي !
ما صار يهمك أي اشي بتعلّق في نسمة! ولا تنكر...

كان يحدّق بها بملامح غامضة ينتظرها أن تنتهي فقال/ واااال.... كل هاد بقلبك؟ شو في كمان؟
نسمة/ في إني بدي نرجع مثل قبل!
اقتربت منه ورفعت يديها إلى أكتافه/ بدي أحمد الي بعرفو! الي ضحكتو ما بتفارقو، الي بس يشوفني بحسّ انو شايفني لأول مرة!
بدي أحمد الي انا بهمّو!

تابعت بحنان/ خليني أساعدك! بتعرف لو بس تحكيلي ليه صار هيك فيك؟ شو الي غيّرك؟ والله بساااعدك!!
رفعت يديها إلى رقبته فشعر بالخطر وحاول أن يوقفها الا أنها قاطعته/ مشان الله أحمد... بطلت أتحمل!! خليني....
انزلقت يدها لظهره/ خليني ألمسك.. خليني أشوف شو الي بيوجعك؟ شو الي مخبيه عني...
قاطعها وهو يقبض على يدها ويسحبها الى صدره حيث موضع قلبه فأبعدها عن ظهره وأغمض عينيه يتنفس بصعوبة...
راقبت حاجبيه المنعقدين بألم، كانت أعصابه تشتعل! وارتجاف جسده بدأ بالازدياد بشكلٍ يوحي بالخطر
فجُنّت! لإنه ليس على ما يرام!

سحبت يدها من يده بألم ودخلت الحمام وأغلقت على نفسها، بينما هو تهاوى على السرير وهو يلهث بقوة كأنّه كان في سباق، خلع جاكيته حين شعر بالاختناق ورفع رأسه للسقف يناجي ربّه!

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now