وانفتح بابُ الشك...

3.1K 101 53
                                    

تلميح: أحببتك ونسيتُ أنّكَ فلسطينيّ وغد.

نظرتُ إليه ودموعي كانت تجري بانتظام، وهو يهمس لي بكلمة آسف... سيظنّ أنني لا أفهمه، أو ربما سأفهمه بطريقتي الخاصة : أنّ الحاجز أمامنا وهو يتأسف لإقحامنا في هذا الازدحام وأنه سيكون سببا في خوفنا من الجنود.

أنا متأكدة أنه لم يكن يعرف لماذا أبكي... لم يعرف لماذا أنظر له وأحاول الكلام ولكن لاشيء... لاشيء يخرج! لا كلام يقدر على وصف الهول الذي أنا فيه!
كانت السيارات أمامنا تمشي بحركة بطيئة... وكنا، عاجلا أم آجلا سنصل إليهم! حيث يخرجوننا ويفتشوننا ثمّ يفتشون السيارة ويقبضون علينا جميعا هناك، وربما يعدموننا في الحال!
من يدري؟

هل كان يظنّ أنّ الطريق سوف تكون سهلة؟!
أعدتُ نظري لقطعة السلاح التي انزلقت، وبحركة لا إرادية دفعتها بقدمي لتعود إلى مخبئها كما كانت.. حيث لم أر شيئا، ولن أعرف أنّها هنا.. تحتي، وأنا أجلس فوقها، قطع سلاح متفككة تنتظر التركيب وحشوها بالرصاص لتكون جاهزة للتصويب.

لم يكن الموقف يسمح لي بالتفكير مرّتين... إن بقينا هكذا، مع عمر الذي يعصر تفكيره ويمسح وجهه حتى احمرّ وانزلقت قطرات العرق عليه، كنت أستطيع سماع لهاثه أيضاً، سوف ينتهي بنا الأمر في جحيمهم.

مسحت دموعي، ولم أفكر أكثر وهمست/ عمر...
انتبه لي وظنّ على الأرجح أنني خائفة، كحالة زين لو أنها مستيقظة الآن لكانت ترتعد! فقال ليطمئنني/ لا تخافي حوريتي... لا تخافي.

طمئنني؟ ولكنه يحتاج لأحدٍ أن يهمس له بنفس ما قال! أحد يهدّئ نبضات قلبه المتوثبة.
همس مجدداً/ صحّي زين. رح تنزلو هون قبل ما نقرّب منهم أكثر لا يشوفوكم، وترجعو للطريق المعاكسة.
هززت رأسي بالنفي/ لا عمر... لا!
قال بنبرة صارمة/ امبلا حور! يلاااا... بعدها رني على فراس أو أي حدا خليه ييجي يروّحكم! احكيلو انو احنا ع حاجز ال...
وقاطعتُه/ مش نازلة لا تحاول!!
نظر لي بغضب/ لا تخليني أعصب بكفي الي انااا فييييه...
وتجاهلني كأنّ اعتراضي لن يُغيّر شيئاً، ثم قبل أن ينادي زين لتستيقظ قبضتُ على يده واقتربت من مقعده وقلت/ طيب اصبر!
نظر لي بعدم فهم، فقلت/ مش ضروري تخليهم يفتشونا...
رفع عمر حاجبه/ كيف بالله!! قدامنا بيجي 100 سيارة وجايينا الدور!!
ما في شي أعملو... على الأقل انزلو هون وانا بدبّر حالي!

زممت شفتيّ بتفكير، وغصت في عينيه الزرقاوين رغم كلّ قهره المكبوت لكنني رأيت حزنه هناك متكوّماً.
لم أحب فكرة أنّ عمر ضعيف ومستسلم ومخذول، لطالما كان هو الوحيد الذي يقدر على الوقوف دائماً... أيأتون هم الآن ويعجزونه؟!

فقلت بلا تفكير/ انت مجنون! وصلت لهون مااا توقف!! إعمل أي شي!!
أمسك يدي جيداً وهو يهمس/ سامحيني تمام؟ ازا صارلي اي شي سامحيني...
لم يكن يدري أنني أعرف ولكنه رغم هذا يتأسّف، مازال يطلب سماحا لن يناله!
/ ما رح سامحك.. ما رح اسامحك ازا استسلمت والله والله!! رح أكرهك ...
مسحتُ دموعي ثمّ قلت بتصميم/ مش وقت بربرتك هلأ !! قوم... انت عندك وجه أمريكي أمريكي!!
رمش بصعوبة وهو ينظر لي بعدم استيعاب
فأكملت/ روح احكيلهم اي شي رح يصدقوك!! ورجيهم إنك أمريكي أي ورقة! رح يصدقوك متل ما انا صدقت بأول يوم شفتك فيه...

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now