خذني إلى وطن!

3.3K 100 48
                                    

تلميح: يقتلونا؟ ما أحلا الموت فِدا قُبّتي!

عينان سوداوان كالليل، شعرٌ أسود طويل نسبيّاً بالنسبة لرجل، راقب من أمامه بتَيه وهو يهتف/ ليه ما أجا لهلأ؟ معقول يحيى ما حكالو؟

أمال سامر فمه بضيق وهو ينظر لساعته/ ما بعرف... رح اتصل بيحيى.
منعه ذلك الرجل العشرينيّ وهتف/ اتصل بعمر! قلبي مش مرتاح أبداً.
سحب سامر هاتفه وهو يضغط عليه، بينما أدار هو عينيه في النادي الشبابي الذي يجتمعون به، كانت الأضواء تملأ المكان رغم ظلمة الليل الحالك، ابتسم بهدوء وهو يتذكر عمر الذي لا يحب الأضواء الساطعة كهذه، كانت تؤذي عينيه كثيراً لذلك أغلب جلوسه كان في مناطق معتمة نسبياً حتى اعتاد عليها كأنّها جزءٌ من شخصيته.

قاطع أفكاره سماع اسمه من شخص خلفه/ أحمد؟
وقف وهو يتعرّف على الصوت واستدار له/ هلا صلاح كيفك؟
ابتسم الأخير بشوق وهو يسلّم عليه/ الحمدلله على سلامتك والله اشتقنالك كثيير انت وعمر، وينكم اختفيتو بدون وداع ولاشي؟
أحمد أمال رأسه بحركة عفوية/ حياة يا صاحبي حياة!
صلاح/ الله يهدّي بالكم، انبسطت كتير اني شفتك وكان عمر هون قبل يومين كمان... سلّم عليه كثير.

ابتسم أحمد بوهن وبنظراتٍ ضعيفة، هو لم يره حتى الآن! لا يُجيب على اتصالات سامر ولا يعرف بأيّ بقعةٍ هو الآن!
كان يريد مفاجأته، أخبره أنّ سفره سيتأخّر عن عمد، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السُفن! وسبحان الله... سفينته هو وعُمر تسلك دائماً طريقاً صعباً.

ودّع صلاح وعاد إلى سامر وهتف بشوق/ ردّ؟؟
سامر بوجهٍ عابس/ تؤ... رح يجنني! عادتو ما بغيّرها، اتصلت بيحيى حكالي إنو صارت مشكلة بينو وبين أبوه وراح...
خايفين إنو يسافر من جديد والكل ببحث عنو!

ابتلع أحمد ريقه بقلبٍ مُنقبِض على صديق عُمره، يا إلهي هل الأهوال تتفق حينَ تجتمع؟
لماذا لا تأتي فُرادى؟ علّ قلبنا يحتملها، لأنّها هكذا : دفعة واحدة، تؤلم أكثر!

تمتم أحمد/ ما رح يسافر، أنا بعرف وينو...
سامر اقترب منه/ وين؟
أحمد/ رح اروح عندو، ماشي؟
سامر هزّ رأسه/ اوك، مع إنو كان نفسي اشوف ردة فعلو بس يشوفك... بس ما النا نصيب، هالكلب دائماً بخرّب خططنا!

ابتسم أحمد قليلاً وقال وهو يبتعد/ هالكلب عندي، سلام!

خرج من النادي وهو ينظر للوقت الذي تأخّر قليلاً، مشى بسرعةِ رجلٍ مشتاق، ملهوف!
لا يستطيع تحمّل الُبعدِ أكثر!
ستصبح ستّ سنوات دون رؤيةِ أخيه الثاني! عُمر!

قرّر أن ينسى كلّ شيء حصل، كلّ ما كان في الماضي، هو لا يريد أن يخسر عُمر وثقته... هذا آخر ما يُريده!
يُفضّل الموتَ على أن يرى في عينيه نظرة الخذلان من جديد!
هبط الدرجات بعد أن وصل إلى مقصده، دلف للباب الذي يؤدي إلى الحرم، نظر لساحة الحرم الواسعة وهو يعرف وجهته تحديداً، مشى رغم الظلام بخطواتٍ واثقة...
تنفّس هواءَ الأقصى بعشق وهمس/ ياخي والله غييييير... غيييير حتى لو إنّه هواكِ سمّ! أنا راضي فيه!!

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now