تلميح: " إن ضللتُم الطريق، اتبعوا طريق الشُّهداء "
.
.
صيف 2011
أغلق باب المنزل بعد أن دلف وأرخى قبضة يده لتقع الحقيبة الرياضية بجانب قدميه، انحنى ليفك رباط حذائه الرياضيّ المخصّص لعُشب الملاعب... ثمّ حاول التسلّل نحو الأعلى
/ شفتك!
تجمد ونظر باتجاه أمه برجاء/ ماما !!
قالت وهي تشير لملابسه وهيأته المليئة بالعرق والأوساخ
/ يكون بعلمك مش رح أغسل ولا اشي من الي عليك! بتشلح وبتغسلهن انت !
قال بغصة/ طيب !!
جاءه صوت من خلفه/ احنا عارفين انك مش رح تعملي هيك ورح تغسليهم! نفس كل مرة.. بتهددي وقلبك كبير
نظر لقصي وأكمل/ ايش؟ احكيلي إنكم نفختو عين الفريق هداك وشرشحتوهم!
قصي بفخر/ كسرنا راسهم كمان !
عمر ضحك/ هههههههه هاد اخوي الزود !
عائشة قالت قبل أن تدخل المطبخ مجددا / هاد آخر تحذير !
عمر ابتسم ونظر لقصي/ لا تخاف انت بتعرفها بتحكي هيك وهي معصبة بس... بتلاقيها مكيفة لانك فزت بالمباراة!!
قالت من الداخل بحدة/ ما بهتم للمباراة!!! خليه ينظف حالو ويرجع ابني وبعدين بنتفاهم !!
قصي رفع أكتافه / خلص. خليني اروح اتحمم لا تقلب علينا.
عمر/ وارجع احكيلي كيف حطيت فيهم جوااال
اومأ قصي بحماس وركض بجسده المراهق نحو الأعلى مسرعاً حتى يستحم ويعود لعمر كي يقصّ عليه أحداث المبارة ، لأنه لا أحد - حرفيا لا أحد - يهتم بأنّ المُستديرة هي شغفه غير عمر !
على طاولة العشاء كان يتحدث له كيف أحرز هدف الفوز
ليعلّق يحيى بسخرية/ انا لازم أوديك ع شي نادي تحترف بتصير تقبض باليوم مليون يورو بلكي استغنينا من وراك !
عمر أرسل له نظرات حادة / لا تتخوث وخليك بحالك ! انتا هاد الي شاطر فيه... ع الأقل هو عندو حلم
يحيى/ عفوا بس آخر اشي بفكر فيه هو إني أحلم بإشي بعرف ومتأكد انو أول حاجز بواجهني لما اطلع من القدس رح يكسرلي ياه!!
عمر رفع حاجبيه/ عشان هيك اسمو حلم !
يحيى/ لازم يكون حلم واقعي! مش متلو... بستنا يصير كريستيانو بدولة محتلة مش معترف فيها بالدول الي رح يحترف فيها وهاد ازا خلوه يطلع من القدس !
اصلا قصي كيف عملتو المباراة وشرطة الاحتلال مانعاكم ومسكرة الملعب ؟!!
عمر ترك طعامه وقال/ الاحتلال مسألة وقت مش اكتر، زي ما حكيت... حاجز.. آخرتو يروح ونقدر نتجاوزو... ما بزبط نوقف أحلامنا عشانو.
كانت زين الصغيرة بعينيها تنظر لهم بعدم فهم وهي بالكاد تصل لطاولة الطعام بسبب قصرها المعتاد.
بينما أبو عمر غائب عن الطعام. وأمهم تراقبهم بصمت.
YOU ARE READING
قاب وطنين أو أدنى
General Fictionاقترب منها مؤنّباً وقال بصوته الرجولي/ حور... قاطعته بنبرة مهزوزة وهي ترتجف وتبكي/ شششش... بس جاوبني! مين بتحب أكثر؟ أنا ولا فلسطين؟ هزّ رأسه بالنفي، باستحالة ما ترمي إليه/ انتو التنتين معقودات بقلبي، هي بتشد وانتي بتشدي! بحبك قد ما بحب فلسطين. لاح...
