تلميح: حقائق كانت متدارية.
عند النظر في عينيها، تساءل عمر، كيف يمكن لجاذبية الكون أن تتكوّم لتنحصر في قزحيتين ضيقتين؟
وعلى الرغم من كمية الألم التي رآها تلك اللحظة، إلّا أنّ قلبه انشغل بنسيج حبٍّ وليد.
أيكون وليداً حكم عليه بالإعدام مُسبقاً، أم أنّ الأمل لم يمت بعد؟
وعندما أعادت سؤالها " رح تتزوجها يا عُمر؟ "
فتحت في داخله طرقاتٍ واسعة من المشاعر!
يتزوج؟ هل يمكن لزواجٍ مفروض عليه أن يُسمّى "زواج" ؟
ألا تنتهي قدسية الزواج حين يكون بالإكراه؟ حين يحمل قلبه المُدمى ويعيد تسليمه إلى من كان سبباً في حالته، مرة أخرى؟
سيعيد الكرّة مرة أخرى؟!
هزّ رأسه، وكلّ الدنيا لا تستطيع شرح مقدار ألمه في تلك اللحظة، حين نطق بالإيجاب في حضرتها، في حضرة مَن كانت غريبة يوماً عنه، لتصبح جزءاً لا يتجزّأ من أفكاره
/ آه! رح أتزوج... رح أتزوج ريم.
وكأنّها كانت تنتظر إجابةً بالنفي، وإيجابه هذا حطّم أشرعتها، لتغرق... تغرق إلى القاع!
همست بلا وعي/ جبان! والله جباااااااان!!
أشاح بوجهه عنها، ووقف يريد المغادرة، فأوقفته/ كان عمي معو حق!
انت مش شاطر غير بالهرب... انت بتهرب بكل مرة!
جرّب مرة وحدة بحياتك تواجه مخاوفك...
ليه ما جربت توقف قبال أبوك وتكسر حاجز الخوف منو؟
ليه ما جربت توقف قدام ريم وتنتقم منها؟
لإنّك جبان عمر. رح تضل طول عمرك بين حبال ماااضيك
ما رح تقدر تطلع منهم ازا ضليت تفكر بالي خانك وغدرك!
وتضل ماخد دور الضحيّة!
الشخص الوحيد الي لازم تحاسبو قبل الجميع هوه انت!
أغمض عينيه، يناجي ربّه...
لماذا تكون الحقيقة مُرّة في كلّ مَرّة؟
لماذا لا يستطيع إلّا الكذب على نفسه خوفاً وهرباً منها؟
أهو جبان حقا لعدم مقدرته على الوقوف أمام ريم دون أن تتيه نبضات قلبه؟
هل صفة الجبان ستلازمه إذا لم يتمرد على والده وبقي يستجدي عطفه ومغفرته لذنبٍ لم يرتكبه؟
السؤال الأكبر هل كان، منذ الأساس، عليه المواجهة؟
أم أن يظلّ في أمريكا ويعتاد، وينخرط معهم...
لا يدري، ولو أنّ حور تروي له ما تفادى سمعه خلال خمس سنوات، لكان اختلق من رحم الأكاذيب أكذوبة جديدة يكذب بها على نفسه.
نظر لها وقال/ الموضوع... مش انه مش قادر اوقف قدام ابوي..
ولا انو ما بدي انتقم من ريم!
الموضوع إني بدي انسى، بدي ابدا من جديد...
الموضوع انو انا بحاول أعيش عمري مرّة !!
وقفت أمامه وهي تمسح دموعها وتأخذ أنفاساً متلاحقة قبل أن تنظر له وتقول/ نسيانك بلو واشرب ميتو..
طول ما انت بتتنفس ما رح تنسا الموقف الي قلبك مية وتمنين درجة، الي كان السبب بنسخة عمر جديدة ما رح ترجع للقديمة!!
أنت تقرأ
قاب وطنين أو أدنى
General Fictionاقترب منها مؤنّباً وقال بصوته الرجولي/ حور... قاطعته بنبرة مهزوزة وهي ترتجف وتبكي/ شششش... بس جاوبني! مين بتحب أكثر؟ أنا ولا فلسطين؟ هزّ رأسه بالنفي، باستحالة ما ترمي إليه/ انتو التنتين معقودات بقلبي، هي بتشد وانتي بتشدي! بحبك قد ما بحب فلسطين. لاح...
