قاب وطنين أو أدنى

لَمْلِمْ جراحَكَ

تلميح: مَظلومٌ.

فتح عينيه على صوت الأذان القريب منه، رمش ببطئ ورفع يده لينظر للساعة التي تشير الى وقت صلاة الفجر.
صحّح جلسته ونظر الى المسجد القبلي الفارغ إلّا من بضعة شباب، وبسرعة استطاع أن يضع قطرة عينيه ليخفي احمرارهما، فرك وجهه بتعب ونظر الى الصوت الذي قال/ صباح الخير
ابتسم له حين تذكره/ صباح النور، هلا عم.

كان نفسه ذلك الحاج الذي التقى به في ساحة قبة الصخرة، قال له/ شفتك نايم مبارح بدون غطى، حطيت عليك غطا خفيف.
ابتسم له عمر بامتنان/ غلبتك معي.
استند الحاج على عصاه بتعب وقال/ وتلفونك رنّ كتير مبارح وانت نايم، اخر شي اضطر واحد من الشباب يحطو صامت
عمر تنهد/ ما بعرف شو صرلي مبارح عاد انا نومي خفيف.
الشيخ/ لا عادي، بس شوف شكلهم اهلك قلقانين عليك لانك نمت هون.
اومأ وهو يقف/ ان شاء الله
الشيخ/ المرة الماضية ما تعرّفنا، اسمي أبو القسّام من باب حطة.
ابتسم عمر وهو يسلّم عليه/ انا عمر من حيّ السعدية.
الشيخ/ هلا فيك يا ابني. والحمدلله على سلامتك، حكيتلي انك طلعت من السجن.
عمر اومأ/ اه الله يسلمك، عن إزنك عم بدي اتوضا.

لم يسمع جوابه بل مشى حتى يتوضأ ويلحق بالصلاة جماعة، التقط هاتفه قبل أن يشرع بوضوئه فوجد مكالمات فائتة من عمه أبو فراس وفراس وأمّه وزين.

ابتسم بسخرية وهو يدسّه في جيبه مرة أخرى وتمتم/ شو فايدة المكالمات الفائتة ازا ما كان فيها الشخص الي بدنا ياه يرنّ!
حتى لو بالغلط!!

حسن/
رفع كوب قهوته وارتشف منه قليلاً ثم أعاده الى الطاولة بجانبه، بعد صلاة الفجر كانت أمه قد حضّرت كأسه وأتت به الى سريره.
نظر للساعة، كان هناك وقت على الدوام، رفع هاتفه ليرى رسائله، فوجد رسالة من إسراء على الواتس أب البارحة.
هو ليس صديقاً لهاتفه أبدا كي يتفقده كل ساعة بل يعتبره أداة اتصال فقط، وفي أغلب الأحيان لا يتصل بالانترنت.
فتحها وحدق بها قليلا، كأنه يسمعها تقولها
" كل عام وإنت بخير، عيد ميلاد سعيد... مرّ اليوم خد هديتك❤"

ابتسم بسخرية وهو ينظر للتاريخ، كان عيد ميلاده فعلاً، لا يدري كيف مرّ دون أن يتذكره، في العادة أمه من تهنّئه فيتذكر ولكنها هذه السنة لم تفعل.
ضغط على مربع النص وكتب:" مش ضروري، التهي بدراستك أحسن."