عرينٌ فارغ...

4.2K 119 245
                                    

تلميح: إنّك تحبُّ دائماً ما يمكنك فقده: نفسك، امرأة أو... وطن!


إحدى مراكز الشرطة الاسرائيلية البلدة القديمة - القدس

تذكّر وهو يجلس على كرسيه في تلك الغرفة باسترخاء كيف جرّوه إلى هنا بمجرد خروجه من باب الأسباط، أخذوا منه كلّ أغراضه الشخصية ، هاتفه ونظاراته ومحفظته.

طرق بأصابعه على الطاولة... ينتظر فهو مازال على نفس الجلسة منذ ساعة ونصف وبات يشعر بالملل وأخذ يفكر في ماذا سيقول وكيف سيتعامل مع الأمر...

قبل أربعة وعشرون ساعة

وقفت أمام المرآة وهي تنهي لفّ حجاب رأسها بطريقة بسيطة ثم ابتسمت برضى، نظرت في عينيها الزرقاء بقوة وتمتمت/ ايوة هيك... هاي هي غِنى... هه الحقير! الواطي! مفكر اني رح اقعد اندب وابكي عليه!
تمام بكيت شوي... بس هاد مش يعني انو وقفت حياتي عليه!! ينقلع يتزوج الله لا يردّو!
قال حب قال... لا إجري!!

التقطت حقيبتها ووضعتها على كتفها الأيمن لتتدلى الى خصرها من الجهة الأخرى ثم نزلت للأسفل صارخة/ انا طالعة عالمسجد
أمها من الداخل/ روحي ما تنسي تقرأي قرآن... انااا كنت عارف انها عين وصابتك! شوفي بعد ما تحممتي من المي المقري عليها كيف فزيتي!

تجاهلتها وخرجت للطريق، مسكينة أمها... إلهي لو أن كل الناس كالأمهات!! كم ستكون الدنيا بخير لو أن القلوب كقلوب الأمهات!

ثبتت يدها على حزام حقيبتها وأمسكته بإصرار... نعم، ستنساه، اصلا نسيته بالفعل! لم تعد تفكر به... تخلّت حتى عن فكرة كونها تحبه!!
كانت غبية جدا أغبى فتاة في العالم لاعتقادها أنها تحبه وأنه سيحبها بعد كل ذلك الجنون، النظرات، الرسالة... تباً له! المغرور... هل يظن أنّ الكون فارغ إلّا منه؟!
هناك مئات الرجال الذين سوف يلاحقونها لمعرفة باب منزلها حتى يخطبوها!
وهو؟ يلاحق فتاة غبية! اسمها أغبى، شكلها عاديّ، لسانها ينقط سُمّاً! ماذا رأى بها ولم يكن بغنى؟! لا شيء! هي واثقة أنّ جمالها يعادل مليون بل مليار شمس...

مرّت من جانب الشرطة الاسرائيلية من امام باب الاسباط ودخلت للمسجد... جيد لا تنظري... نعم انظري للأمام لا تلتفتي لمكانه... إنه لا يهمك بعد الآن أنتِ متحررة منه ومن حبه الأحمق!
تبا... لماذا ليس في مكانه؟! إنه موعد درس تجويده!!!
هل نظرت للتوّ؟! ضربت رأسها بقبضتها تعنّف نفسها/ اخرسي واطلعي قدامك بلا هبل! يغور بستين داهية انتي مال إمك!؟ ايوة هيك امشي لسطوح قبة الصخرة... انسيه، انسيه... ايوة هيك! شايفة النسيان ما أسهلو!!

جلست واتكّأت بظهرها على حائط القبة المزخرف... تنظر أمامها بابتسامة انتصار حمقاء... ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها لتضيئه من جديد... فقد أقفلته كليا منذ أن سمعت الخبر المتفجر ذاك!! لا تريد حتى أن تتذكر وجهه المقرف البشع... يا الهي كم هو بشع
لماذا لم تحب شخصا وسيما حتى؟!

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now