من منظورٍ آخر

4K 98 41
                                    

تلميح: رمضان


كانت أيام رمضان الآتية صعبة، بالرغم من جمالها وشهرها المبارك، لكنّ وجود الاحتلال دائما ما ينغّص عليهم أيامهم
رمضان الذي نعرفه... يحملُ وجهاً آخر لا نعرفه في القدس!

الأسبوع الثاني في رمضان:

مشى بخطواتٍ سريعة وهو يصوّر المنظر ويقول بضحكة/ تخووووزقنا... تخوزقنا
رفع شاله من حول رقبته ولفّه على فمه كي لا يستنشق الدخان، وصل مكانه وهو يقطع مسافته نحو الكلية ليجد الشباب أمامها في مواجهة مع الجنود، فقد اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم جامعة أبوديس بحجة القبض على بعض الأسماء لكنّ الشباب تصدّوا لهم واندلعت بينهم مواجهات في ساحة الجامعة، مما أدى الى رمي قنابل الصوت، وقنابل الغاز ومسيل للدموع.
الباب الرئيسي كان مقفلا بسببهم، لذا كان الطلاب يدخلون من باب مدرسة مجاورة ثمّ يتسللون من باب كلية الطب.

نظر يحيى الى أحد أصدقائه الذي يركض باتجاهه فسأله/ شووو صار؟
/ الكلاب... هههه ما اعتبيناهم الا هما دااخلين ! اسمع لف اشي حوالي وجهك لا تطلع هيك من الغاز
ألقى نظرة لباب الكلية وقال/ كمان عشان الجنود بصوّرو !
يحيى/ شو بصوّرو؟
/ شو بعرفني... بصورونا بتلفوناتهم.. ع أساس هيك بخوفونا
يحيى/ تمام... روح روح غسل عيونك لونهم أحمر من الغاز
/ تمام

اتجه يحيى نحو باب الكلية وخرج منه ليجد فعلا جنود الاحتلال هناك من جهة باب الجامعة والشباب قد واجهوهم بحجارة يرمونها بين الحين والآخر، أغلبهم ملثّم والآخرون لم يهتموا أن يلفوا شيئا على وجوههم

تقدّم أحد كاشفي الوجوه وضرب الحجر الذي بيده ليصتدم بجيب الجيش الموجود أمام الباب وهو يصرخ في وجه الجندي/ الله أكبر

رفع يحيى هاتفه وهو يصوّر، حتى رأى عبدالله يركض للناحية الأخرى نحو كلية الصيدلة/ عبدالله!!
لم يردّ لإنه لم يسمعه من أصوات الصراخ وقنابل الصوت المتعالية.

في خارج حدود الجامعة لم يكن أحد يعرف ما يحدث هناك، غير أنهم يسمعون أصوات التكبير.
وقفوا بقلق، وبعضهم ركنوا سياراتهم جانبا وانتظروا للاطمئنان، فيما منع الاحتلال أي تصوير أو جهة اعلامية من الدخول!

في الداخل، كان يحيى يتقدم باتجاه الجنود ويصوّر/ شوف شوف... هااد أسلوبهم هاد! طز فيهم مستاهلين.. رح تشوفو كيف كمان شوي رح ينسحبو زي الكلاااب
حين انتبه على الجندي الذي يصوّر الشباب فيديو - ظنّاً منهم أنه سيخافون بسبب وضوح وجوههم وسهولة القبض عليهم فيما بعد - صرخ وهو يضحك/ ويييين بنقدر نشوف الفيديوو؟ على الفيس بوك؟!

انتبهوا عليه، سواء الشباب أو الجنود، فصرخ أحد الشباب بضحكة أخرى/ اعملولنا منشن!!

واندلعت المواجهات من جديد بعد رمي قنبلة غاز أخرى وتفرّق الشباب وهم يحاولون عدم استنشاقه، إلا أن الأمر كان صعبا، وحدثت حالات اختناق كثيرة مع غياب طواقم الإسعاف ومنعهم من الدخول
ولكنّ طلاب الطب كانوا يساعدونهم بقدر ما يستطيعون.

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now