خليّة حرّية!

3K 90 18
                                    

تلميح: صراع وطن وعمر!

في طريقهم للعودة نحو البلدة القديمة، نظر أحمد إلى صديقه نظرة المُذنب، لم يكن عمر منتبهاً له لأنه منشغلاً بالقيادة بحماس مُفرِط، يراقبه كيف يتكلم بحماس وأحياناً بخوف من ردة فعلِ وطن...
ولكن أياً كان، أحمد يعرف أنّ عمر شخصية قيادية من الدرجة الأولى، هو من أولئك الناس الذين يفرضون عليك محبتهم كأنّ لا نقاش في ذلك، لا تستطيع أن تبصر عيوبه بسبب محاسنه، تراه مشرقاً في كلّ حينٍ حتى في حزنه، رغم كلّ ما مرّ به، كلّ ما رآه في أمريكا لسنوات لم ينسِه فلسطين وأهلها.
وكان مُوقناً أنّ وطن سيُسامحه، بالطول بالعرض سيُسامحه!
لأنّه كان من أحبِّ الشباب إليه وأقربهم إلى قلبه، صحيحٌ أنّه رأى نظرة الخيبة في عينيّ وطن بعد طرد عمر.
وهو الذي قرّر الانسحاب لسببٍ ظلّ محفوراً في نفسه كاللعنة، لكن كلّ هذا سينجلي... وسيعود عمر، نفسه الذي كان في السابق.

حين سافر أحمد بعده إلى الرياض، ظنّ أنّ تلك النهاية مع عمر، لا أحد منهم كان يتوقع أن يلتقيا مجدداً.
لا أحد منهم كان ينتظر العودة إلى خليّة حريّة، إلى الجهاد، مرةً أخرى...
ولكنّ الحياة لم تترك لهم فرصة حتى يختاروا، لم تلهمهم أيّ دافعٍ للعدول عن قرارهم.
نفس الموقف...
نفس الحماس...
و بنفس الطريقة!

تلك كانت بداية تعارف عمر الى وطن، بواسطة أحمد، حين طلب عمر منه أن ينضمّ لصفوف المقاتلين في 2012 .
مازال يتذكّر فرحة الناس والأمل الذي يشعّ من أعينهم حين يرون انجازاتِ الشباب في ترويع الصهاينة، لأنّ من مثلهم، لم يقبلوا يوماً بالسلام مع يهودٍ اغتصبوا أراضيهم في القدس وحيفا وعكا ونهاريا وتطول القائمة من المدن والقرى التي هجّروا أصحابها، لكي يتنعّموا هم بها.

بل قاتلوهم، لأنّ العين بالعين والسنّ بالسنّ والبادي أظلم.
ولا شيء أغلى من الأرض لكي ينتفضوا من أجلها، فإذا فقدوها كما حصل في 1948، سينتهي بهم الأمر خارجاً يبحثون عن مأوى بين مخيّمات الثلجِ والرمضاء.
هم لا يُلدغوا من جُحرٍ واحدٍ مرّتين.

تأفّف عمر بصوت مرتفع/ إييييه وين ماخدني؟ الجبال صارت ورانا!
أحمد/ امشي ع باب حطة وانت سااكت
نظر له عمر باستغراب/ بااب حطة؟! ليه؟
أحمد/ وطن هناك!
عمر/ كيف يعني؟ وطن كان مقرّو بالجبل
أحمد/ غيّرو..
صمت عمر ولم يجبه، بل تابع الطريق بصمت.

.
.
.


إسراء/
فتحت جنين الباب بسرعة وهتفت/ لسا مش لاابسسة؟
إسراء نظرت لها باستغراب/ ليه البس؟
جنين تقدمت بذهول/ دار عمي معزومين عنا عالعشا! ما عرفت انك ما عندك خبر... فكرت حسن حكالك
إسراء انتفضت من سريرها كالمجنونة/ عمي مين؟
جنين/ ولك عمي أبو حسن ومرتو وحسن !
وبابا راح يجيب تيتا كمان..

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now