قاب وطنين أو أدنى

ضَربٌ من الجنون

تلميح:خطوبة.

كانت تجلس بجانبه على الأريكة ويشربون النيسكافيه ويشاهدون الأخبار على التلفاز، الناس في كل مكان، المظاهرات، الأغاني، الفرح...
إسراء/ برأيك مين الي عمل هيك؟
حسن هزّ رأسه/ مهما كان... الله يحيّي البطن الي حملو
إسراء ابتسمت/ صح، والله إنهم كفو

رنّ جرس المنزل، نظرت له باستغراب/ بتستنا بحدا؟
حسن/ لا... يمكن إمي افتحي.
وقفت لتذهب ولكنّه رأى منامتها التي تصل الى ركبتها فقال
/ استني!! انا بفتح، بدلي اواعيكي لإشي مستّر...
نظرت له باستغراب/ ليه؟ مش كثير قصير
حسن وقف وتجاوزها/ لا تناقشيني.. ادخلي
همست/ تمام..
ودخلت الغرفة، بينما هو فتح الباب ليراه يبتسم ويلوّح بيده له/ حسن مرحبا

ابتسم/ هلا هلا... كيفك؟
كرم بابتسامة/ الحمدلله...
حسن أفسح له المجال ليدخل/ تعاال... شو ذكّرك فينا؟
كرم دخل/ كنت بدي اجي عندكم من زمان، بس امي دائماً بتحكيلي مش هلأ.. يعني متى اه؟
اليوم كانو مشغولين بالمظاهرات وانا مسكت حالي وجيت بالسّر...

حسن/ هههههه ادخل ادخل
كرم جلس على الأريكة/ وين إسراء؟
حسن جلس بجانبه/ هلأ بتيجي...
كرم/ اشتقتلها كثيييير... صراحة بكيت غصب عني بالليل لما كان سريرها فاضي..

وقفت إسراء على الباب وهي تستمع له، انحنت شفتيها بحزن وقالت
/ كررم
مدت يديها وهي تتجه له وتعانقه بقوة وتبكي.
/ كررررم اشتقتلك يا عمررري
كرم/ واناااا ليه انتي ما صرتي تيجي عنا؟ نسيتوني؟
حضنت خدوده وقالت/ يا عمري ما نسيتك حدا بنسا روحو؟ بس يعني.. احنا كنا مشغولين شوي عشان هيك ما جينا عندكم.
كرم عانقها من جديد وهو يبتسم/ طيب خلص سامحتك
نظرت لحسن وهي تمسح دموعها لتجده يهزّ رأسه ويقول/ كرررم... من متى حركات البنات هااي؟ بتبكي وبتحضن.. ما شا الله
كرم ابتعد عنها فوراً/ هاي مش حركات بنااات... انا اشتقتلها !!

مسحت إسراء على شعره الأسود الناعم، كان يصل لرقبته تقريباً
/ لا تردّ على حسن.. احكيلي كيفكم؟
كرم/ الحمدلله
إسراء/ وكيف مارسيل؟
كرم/ هاد أخوكي معو انفصام بالشخصية... ساعة بضحك وساعة بتلاقيه جامد ما بحكي كلمة... انا تعبت منو خلص كان أخذتيه معك يوم العررس وخلصتينا منو.

حسن تمتم وهو يفتح هاتفه/ نفسي أعرف شو مشكلة هالعيلة... طلعو كلهم مثل بعض.

وقفت إسراء بعد قليل وقالت/ أعملك شي تشربو؟ شو توكل؟
كرم بخجل/ ولاشي اقعددي اقعدي ما جيت اوكل.. جيت أشوفك.
إسراء شدّت خدّيه بقوة وقالت/ رح جبلك بسكوت بتحبو

بعد قليل كان يجلس متربّعاً على الأريكة، يضع صحن البسكويت في حضنه ويأكل ويقول/ وحور نقلوها على المستشفى. هي بتكره المستشفيات كثير أنا بعررف...
وطلعت منو، قالت ماما بدهم يزوروها اليوم
يعني ما فيها شي ليه يزوروها؟ هاي مثل القردة ما بصيرلها اشي!