ألمٌ يجسّد انسحاقهم

3.2K 92 42
                                    

تلميح:رواية و وردة؟!

راقبه وهو يأكل بشراهة، كأنّه لم يذق الطعام في حياته قط.

عمر/ يا الهي ستختنق أيها الأحمق، منذ متى لم تأكل؟
قال والطعام بفمه/ منذ ساعتين... ربّاه .. هذا الطعام لذيذ جداً يا عمر! لم أتذوق مثله في حياتي كلها كلها !!
فرك عمر جبينه بحيرة/ ألن تنتهي؟ لدي العديد من الأسئلة لك!
يوسف/ أعرف جميعها! لذا سأجيب... لماذا أنا هنا؟ أمي طردتني من المنزل!
صرخ عمر/ ماذا؟ طردتك؟ وهل عندما تطردك أمك تقطع القارات من الغرب الى الشرق لتأتي عندي لسبب غبيّ كهذا؟
يوسف هل تمزح معي؟!!

يوسف وهو يأكل/ مطلقاً... اسأل السؤال التالي أنا جائع!
عمر/ أيها المجنون لماذا انطردت؟ ماذا فعلت لها؟
وضع ملعقته وشرب كوب الماء ثم قال/ الحمدلله.
نظر له وأجابه ببرود/ أمي عرفت أنني أسلمت!
عمر/ ماذا؟! وهل عرفت أنني السبب؟
يوسف/ لااا... اساسا أمي لم تتح لي المجال كي أتناقش معها، يعني... عندما عدت الى المنزل وجدت حقائبي امام الباب!
عمر/ كيف علمت بالأمر إذاً؟!
يوسف/ أعتقد أن بعض الأشخاص كانوا يرونني حين أدخل المسجد.. لا أعلم، هذا العصير لذيذ جداً يا صاح ههههههههههههه
عمر/ ستقودني للجنووون يوسف! أنت في مصيبة الآن وتضحك؟
يوسف/ ماذا تريد مني أن أفعل إذاً ها؟ أساسا كنت أتوقع هذا منذ زمن!
تنهّد عمر/ حسناً... قل لي ماذا ستفعل الآن؟
يوسف/ تقصد خططي؟ اسمع عمر...

وقف وذهب للنافذة ثم قال/ هذه المدينة جميلة جداً، يعني إنها أجمل ما رأيت طيلة حياتي .. هذا الطعام لم أر مثله ابداً في طعمه وروعته!
كما أنّ الفتيات هنا يا أخي أجمل من حظي إذا ابتسم لي!
والفيزا مدتها ثلاثة شهور... لذا إليك الآتي...
سأبقى هنا، مؤكد أنّ أمي ستفكر بالأمر وتندم وترضى بعد ثلاثة شهور، صحيح؟

عمر كان يهزّ رأسه وهو يستمع إليه ثم قال/ تمام... هذه خططك أنت، أما خاصتي فاسمعها أيها المجنون...
سنفعل هكذا الآن... تحمل حقائبك وتعود إلى أمريكا وتحاول إرضاء أمك بكل الطرق، سمعت أم أعيدها؟ هل أغنيها لك؟
قال يوسف بعدم تصديق/ أنت تمزح مؤكد! لم أقطع كلّ هذه المسافة الى هنا حتى أعود!
عمر/ وستبقى بالفندق إلى متى؟ من أين ستحضر المال؟
يوسف/ لا تقلق أبي لم يعلم بأمر اسلامي ويستمر بإرسال الأموال إليّ...
عمر/ وماذا لو أخبرته خالتي؟
يوسف/ لن تخبره، أنسيت أنهما منفصلان منذ ثمانية عشر سنة!
هي لا تعرف أين هو حتى! لا أعتقد أنّ حظي سيء لدرجة كهذه!!
عمر بربك إنّها ثلاث شهور فحسب بعدها سأطييير من هنا ولن تراني ابداً بعدها، حسنأ؟
عمر/ الأمر ليس أنني لا أريدك هنا يوسف!! الأمر أكبر من هذا!
هنا ليس أمريكا... لن تستطيع التكيّف!
كما أنني قلق على خالتي
يوسف/ أمك معها لا تقلق! كما أنها تخرج مع رجل منذ فترة أظنهما سيرتبطان.
عمر بعدم اقتناع/ لا أدري... هنا الناس تختلف عن أمريكا.. كل شيء يختلف عنك يوسف! افهمني...
جلس يوسف بجانبه ووضع يده على كتفه/ اسمع ما رأيك أن تنسى كل شيء... وتعاملني كضيف وابن خالتك الحبيب الذي جاء من الشرق للغرب كي يزورك ها؟
انظر سنكون جميلان جداً ونحن نتحدث بهدوء ونأكل من هذا الطعام اللذيذ يعني فكّر بهذا!
تنهد عمر/ مجددا اسمها من الغرب الى الشرق، حسنا حسنا فقط ابتعد عني
قفز يوسف/ إذن إليك خطتي التاااالية!!

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now