اللعبُ بطريقته

3.5K 104 131
                                    

تلميح: كُنت قويَّـة بما يكفِي ولكن بحُبك أصبحتُ هشَّة وهذا حُب لارجاء به ! الحُب الذي لايقويك هو مُجرد محاولات فاشلة للحياة.


لقد استيقظ منذ ساعة، لديه مشكلة في ساعته البيولوجية وهو يعترف، حتى لو كان مريضا ومتعبا لا يستطيع إلا الاستيقاظ في الساعة التي اعتاد عليها.
المهم أنه لم يغادر السرير منذ ساعة، قضى طوال هذه المدة يتأملها، يتأمل الطريقة التي تنام بها، التي تتنفس بها، التي تتحرك بها... بين يديه، هنا تماما، كما لو كان الكون كلّه بحوزته ولا أهمية أخرى لأي شيء في هذه الحياة كلها.
الطريقة التي تُباعد بها شفتيها كي تتنفس، جفونها التي تتزين برموشها السوداء القصيرة.. وشعرها القصير الذي لم ينفك عن لمسه وشمّه وتقبيله... إنه يزداد جنونا بها، يوما بعد يوم، مهما فعلت مهما عاندت مهما كان مزاجها متقلب يزعجه، لكنه يحبها ويحب كل إنش بها حتى نفسيتها الغبية، كان يعود في كلّ مرة فقط ليشمّ رائحتها الجنونية التي يشتاق لها كل ثانية.

ليلة البارحة كانت أسطورية لم يحلم بمثلها في حياته... كانت مثالية كما لو أنها خُلِقَت من أجله وله.
تحرّكت بانزعاج حين سمعت صوت هاتفه يرنّ فأمال فمه بقهر وضغط على الزرّ ليصمت ثمّ أخذه ليعرف من المتصل... قرأ اسم أبيه ولكنه لم يردّ لإنه نسي الأمر حين شعر بها تفتح عينيها بنعاس وهي تتمتم/ مين بتصل عهالصبح....
أنزل الهاتف وابتسم/ صباح الخير


لعقت شفتيها وهي تشعر بالعطش وتنظر حولها بعدم استيعاب كأنها أتت من كوكب مختلف...
ولثانية، فقط ثانية واحدة رآها تتحوّل وتشهق وهي تبتعد عنه لآخر السرير وتشدّ الغطاء معها/ فراس!!!

فراس حاول كبت ابتسامته لكنه لم يستطع/ نبض فراس؟
زين غرقت في مكانها وهي تنظر لكلّ شيء ما عداه/ انا.... اناااا.... ااا...م.ا...
قاطعها بعشق/ انتي ايش؟

زين/ عطشااانة.. انا عطشانة!!

راقبته كيف صحح جلسته وأمسك بالإبريق الذي بجانبه ليصب لها كأسا، قلبها خفق بقوة وسرعة كأنها في سباق... تبا ماذا حدث؟ لماذا لا يمكنها الهرب؟ لماذا تشعر بقدميها قد تخلتا عنها الآن؟! تستطيع أن تموت وتدفن نفسها على أن تواجه ابتسامته التي يحمل تحتها الكثير
كم كرهت ابتسامته!!
أخذت منه كأس الماء الكبير وأفرغته في جوفها بشراهة وتوتر..
ثم أعادته له وهي مازالت لم تنظر له حتى لا تتذكر البارحة... كلّ تخطيطها ذهب أدراج الرياح، كل خوفها غباءها محاولاتها للهرب وحبس نفسها كانت لاشيء أمامه. ولوهلة عرفت أن هناك الكثير من فراس لا تعرفه، هناك جوانب قد اكتشفتها لأول مرة منه.

لدقائق بقوا هكذا، هي تحتضن نفسها وتنظر للأسفل بينما هو يتأملها بابتسامة بسيطة وهو يرجع رأسه للخلف.. فقطع الصمت وقال/ ما في صباح الخير؟
زين ارتجفت ورغما عنها خرج صوتها مخنوقا/ صباح الخير

قاب وطنين أو أدنىWhere stories live. Discover now