٨٢ | كلمات جايدن.

ابدأ من البداية
                                    

«لن تنسين هذا اليوم ابدًا جازمين، صحيح؟» أبتسم ابتسامة واسعة، جميلة للغاية تظهر أسنانه البيضاء وسط لحيته الخفيفة، عيناه الزرقاء لمعت ببريق حب وشغف وادرينالين، شعره يتبعثر في جميع الاتجاهات.

«هل توافق السيدة ستيلارد على ركوب ابنتكما الطائرة وهي في هذا العمر؟» تحدث شخص أخر، يجعلني ارمش، أخرج، أرى السماعة التي يحملها والتلفاز الصغير الذي يظهر صورته هو وابي فيه.

انه لقاء قديم.

خلفي، أعتقد ان العالم أنفجر، لكن أمامي، أبقيت تعابيري هادئة.

«أنهم اوغاد.» قالت رين. «يعرفون ان هذه هي القناة الوحيدة التي تبث في الجنوب ويقومون باستفزازنا باظهاره.»

«اوه هي تمانع لكن من يستطيع ان يقاوم طلب من جازمين؟» قال وبعدها مد ذراعه ليلفها حول نسخة صغيرة مني، وانا في الحادية عشر، شعري الذي كان طويل بالنسبة لعمري أسود ويسقط من تحت قبعة القبطان البيضاء التي ارتديها، قبعة ابي، يناقض اللون.

تلك النسخة مني ابتسمت للكاميرا ابتسامة كبيرة.

«ما الذي ستقولينه لوالدتك جازمين؟» ذراع ابي قربتني من صدره، كنت أصل عندئذ الى نصف خصره رغم طولي، لانه كان طويل جدًا.

لوحت لامي عبر الكاميرا التي تحركت لتقرب الكاميرا الصورة علي وتظهرني انا على طول مربعها. كنت أقف بثقة، ابتسامة راقية حقيقية على وحهي، أكتاف غير منخفضة، أعين لامعة، ذقن مرفوع.

«اسفة ماما لكن لا أحد يستطيع مقاومة هذه الجميلة.» ألتفت من فوق ذراع ابي الى الطائرة الجديدة التي كان ابي قد اشتراها مؤخرًا وكان سيجربها لاول مرة، معي. «يبدو ان اليوم سيكون يوم لا ينسى لكما صحيح؟ سمعت مرة ان الجنود يقولون ان أفضل الذكريات الاسطورية والتاريخية تنسجها جدران الطائرات.»

عرفت ما سيحدث بعدها. عرفت ما الذي سأتفوه به. وعرفت تمامًا كيف ستكون ردة فعل الجنوبيين. صككت اسناني ضد بعضها البعض لانني عرفت ايضًا لماذا تم عرض هذا اللقاء وكيف سيتم استفزاز الجنوبيين. اللعنة.

جازمين، ابتسمت للكاميرا ابتسامة واسعة جدًا، أقتربت منها وفي هذه اللحظة هبت رياح خفيفة فتحركت خصلات شعرها خلفها، عقدت حاجبيها بتصنع واستغراب لكن رغم ذلك الابتسامة مازالت ذاتها.

«بالطبع ستكون تاريخية، فيلكس هو من سيقودها، وفيلكس لا يصنع شيء سوى التاريخ. الامس، اليوم وغدًا.»

«حقًا؟ اذًا انتِ تعرفين المهام التي قام بها والدكِ وكيف مهامه أنقذت المملكة في الكثير من المرات، هل تعتقدين انه سيبقى هكذا دائمًا؟ الا تعتقدين انه قد يأتي يوم ويخطىء والدكِ في..شيء؟ زر او استراتيجية تحليق قد تفسد المهمة؟» هززت رأسي بلا تردد.

غراب | Crow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن