٧٤ | رقصة حفل التخرج.

Start from the beginning
                                    

نظرت لها، وخفضت من وجهي لها، أرفع يد واحدة الى ظهرها، تحت خصلات شعرها، والاخرى وضعتها على طرف خصرها.

«رفيق تخرجكِ.» قلت اؤكد على الحروف.

نبرتي كانت هادئة وطبيعية، رغم انني شككت في عيناي ولمعتهما لان جسدي بدأت ترتفع حرارته بخفة، أعرف ان نظراتي ثاقبة، لان هذا ما يحدث في عقلي الان؛ شيء يحاول ثقبه وادخال صور سيئة.

وهذا كان عكس النسخة الاخرى مني، عكس تلك النسخة التي اسجنها في نهاية عقلي، التي أرادتني آن أنطق الحروف وانا ازجها من بين أسناني وكأنني أريد كسر الحروف لو كانت ملموسة.

لكن ذلك الشعور ليس من أكون بالحقيقة.

«ذلك الذي طلبتِ الرقص معه.» جسد جاز ارتخى بين يداي، لكن ليس بطريقة اطمئنان مما نشر شعور سلبي في صدري.

ابتعدت هي عني خطوة بغير قصد ورمشت وكأنها تسرح في الذكرى وتفكر مما زاد انزعاجي الذي دفنته، يكفي انه موجود في ماضيها، هل سيسرق ذهنها الان وهي معي ايضًا؟ ذلك أسقط ثقل على أكتافي لكن لم يخمل جسدي أنما شعرت بالثقل لانني شعرت بنفسي وأنا أحمله قبل ان يسحقني هو والشرخ الذي تصدع في صدري، هي لم تحترم وجودي حقًا؟ ضغطت شفتاي، أشعر بأنيابي تلكز لثتي للخروج.

ارتخت اجفاني، بأحباط خافت.

«جاز..» ناديتها واصابعي حول جسدها ألتفت أكثر، اشعر بها تفلت من بين يداي، لكن لم أسحبها لي، أنما أرجعت جسدها للوراء بيداي حتى صار ظهرها ضد الزجاج.

أحتاج ذهنها معي، وليس في ذكرياتها، ان حركت جسدها وحاصرته سوف يعود للواقع على الفور، انها غريزة النجاة.

ولقد نجحت معها.

«ابراهام؟» نطقت أسمه وكأنه سم، لكن بهدوء، اذكرها به. أعرف أسمه جيدًا، لقد سمعت الحديث كامل، دائمًا أسمع أحاديثها كاملة.

كل حرف لعين ينطقه لسانها.

عيناي تتبعت تقاسيم وجهها بتركيز، انها عادة بنيتها وانا أراقبها او هكذا ظننت في البداية، انني فقط أراقبها، حتى وجدت نفسي في كل مرة نكون فيها في نفس الغرفة بشكل تلقائي أسترق السمع لها وهي تتحدث.

هذا حتى وان كنت أخوض حديث او نقاش مهم مع أحد.

وكوني أمتلك ذاكرة تصويرية سهل الامر علي لانه جعلني أقدر على حفظ كلامها وكلام من أمامي والتركيز في الاثنين.

حتى أصبحت مثل ظلها، تحت أنفاسها، في أسفل عنقها. أعرف كل حرف تنطقه من بين شفتاها، كل نفس تأخذه.

غراب | Crow Where stories live. Discover now