٧١ | يرتدي اكثر من وجهين في العلن ويضحك على الجميع.

Start from the beginning
                                    

«ولقد أنتهينا. لا تتحدثي كثيرًا ولا تلمسي الجرح حتى يشفى بشكل سليم.» قال الطبيب يضع ضمادة على رقبتي. «ولا تدخلي في شجار مرة اخرى.» اومأت له.

«ما الخطب؟» سأل ارماني يدغدغ المنطقة تحت ذقني وأدرت رأسي له بتنهيدة.

مررت اصابعي على قدمي ورطبت شفتاي ثم نظرت له. «الخطب هو انني مستجدة سنة اولى فقط.» نهضت أبعد ذراعه عني.

«ولا داعي لتخبر ادريان بشيء، سأذهب له بنفسي.» ان كان يثق به ادريان فهذا يعني ان ارماني شخص جدير بالثقة.

هو لم يرد وتركني ارحل، أخذت السلالم للاعلى، شعور غريب غلف الهواء حولي، كلام جايدن كان مثل ثقل سقط على أكتافي.

انهم ينون على مجزرة جنوبية. كيف بالضبط؟

اخذت المنعطف ودخلت الممر، رأيت على الفور ادريان يقف عند باب غرفة العمليات. بصره مثبت على الارض، لمعة جنوبية متقدة في عيناه الساكنة، سارح في افكاره، كان يضع رسغ على رسغ على بطنه، وكأنه يفكر ويفكر ويفكر.

«هل ينون ارتكاب مجزرة حقًا؟» سألت فور ان وقفت أمامه، أرتفع رأسه ألي.

هالة من الثقل كانت تلتف حوله، ولكنه ضغط شفتاه واستقام في بوقفته، يحرك أكتافه باعتدال. «نعم.» عيناه مرت على رقبتي.  «هل انتِ بخير؟»

«كيف عرفت انه جايدن؟» مر بريق تفاجؤ في عيناه لثانية لكن سرعان ما ارتخت أجفانه.

«انت كنت تشك به صحيح؟ ان له علاقة؟ وهو بمجيئه لك أثبت ذلك. فكيف عرفت؟»

«هل تتذكرين خريطتك التي تم تبديلها في الجنوب؟» اومأت، عقلي يعود الى احداث المهمة.

«بدأت من هنآك أراقب كل شخص له صلة بالمهمة، بعد ان تفقدت الخريطة جيدًا وجدت ان حبرها وورقها مختلف عن ورق وحبر بقية خرائط القاعدة التي تصنع خصيصًا للجنود هنا، وفي الفترة الاخيرة وجدت ان كتب جايدن مصنوعة من نفس نوع الورق والحبر.» افترقت شفتاي ونظرت له بصدمة.

«ولا يوجد شخص يريد ايذاءكِ بهذا القدر غير ايغيس، عرفت عندئذ انه متورط معها، ومع جريمة هازل تأكدت لكن الجماجم..رغم التهديد والهول والرعب الذي سببه، بعد ان تفقدت الخط..رغم انه مكتوب بطلاء جدران رش لكنه مثل خط جايدن، الاختلاف الوحيد هو انه كان مرتعش، وهذا أكد شكوكي. جايدن خائف من شيء ما. اما مني اما من ايغيس.» ضغط فكه فأحتدت تعابيره، تفاحة ادم خاصته تحركت.

«لاحظت الكدمات على جسده بعد موت هازل، عندما ذهبت للتناقش بخصوص جثتها وعدت الى المستشفى حتى أخذ ملابسها وما كانت تحمله، رأيته في المستشفى، لم يراني لانه كان يعطيني ظهره والذي كان مملوء بالكدمات. فكرت لوهلة انه شجار عادي بين الجنود لكن حالما استدار لثانية، رأيت الخدوش التي على ذراعيه. عندئذ تأكدت من انه هو. خدوش هازل عنيفة وعميقة لكنها ناعمة. الضرب الذي تلقاه من ايغيس لم يسمح لغرابه ان يشفي الجروح لان نظامه الحامي كان يركز على اشفاء عظامه وكدماته أولًا وهنا..قررت استدراجه بنفسي والتأكد مئة بالمئة.» هو من غير خريطتي؟ جايدن الذي كان يتقرب مني بشكل حميمي اكثر من اللزوم—رفعت ذقني قليلًا، شفتاي تستقيم في خط.

غراب | Crow Where stories live. Discover now