٦٠ | نصل الحرب.

ابدأ من البداية
                                    

صوت انفتاح باب جذب بصري الى ارشون الذي خرج من غرفته بملابس سوداء مشابهة لخاصتي، مع سيجارة بين اصابعه، حقيبة على كتف واحد، اغلق الباب خلفه بحذر واستدار. توقف ونظرنا لبعضنا لثانية.

لا اعرف ما يدور في عقله ولا يعرف ما يدور في عقلي.

«لا يفترض بالجنود ان يدخنوا السجائر.» قلت بخفوت وسط هدوء الليل.

«انتِ مهووسة بالجيش الى هذه الدرجة أليس كذلك؟» كمش طرف شفته بانزعاج وسحب من نهاية السيجارة كومة هواء سام ثم نفخه ينشره في المكان، نظرت له بأنزعاج واضح في عيناي.

«المرة القادمة سأضعها في مؤخرتي، اعتذر.» تمتم بجدية واعرف انه يسخر ثم نفض السيجارة بطرقه عليها مرة بأصبع السبابة، اعطاني ظهره يبدأ التحرك. «اتبعيني.»

«هل جلبت معك اسلحة؟» سألته.

«بالطبع.»

«من اين عرفت عن هذا الممر؟»

«انتِ لستِ الوحيدة التي تتسكع في ردهات القاعدة ليلًا، راقبت بعض جنود بقية السنوات وتتبعتهم.» اخذنا منعطفات اعرفها حتى دخلنا ممرات ومخازن طائرات ومعدات وغرف اسلحة لا اعرفها ثم سحبنا ارشون الى سلالم اخذتنا الى انفاق مملوءة بالاسلاك والخزائن الحرارية والمائية التي اعتقد انها توصل القاعدة بالكهرباء المطلوبة.

«اذًا كيف هي مجموعة مارس؟» مررت من فوق جسر معدني صغير فوق مولد كهربائي ضخم تسربت منه نفثات بخار حارة.

«ما الذي تريدين المعرفة عنهم؟» ألتفت الي يرفع يده، اخذت بها وقفزت المسافة الصغيرة بين الجسر والارض.

«هل الغربان هناك مثل ديكارسيس؟ اذكياء؟ هل يعيشون في مستودع مثل ديكارسيس؟»

«لا انهم يعيشون في كهوف ويتناولون الاجساد الميتة والفئران.» سقطت تعابيري ببرود. «مضحك للغاية.»

ارشون ادخلنا عبر نفق كان مملوء بالانابيب التي نقلت الماء الى القاعدة؛ في نهايته كان هناك باب مغلق يدويًا. «انهم يفتحون الباب بين حين واخر فقط في حالة حدوث خلل من نوع ما مثل ارتفاع حرارة الالات.» الهواء المنعش لامس بشرتي عندما فتح الباب وقابلنا الظلام والتراب.

«كيف سنذهب وهل المستودع بعيد؟»

«توجد سيارة بالقرب من هنا، متروكة لكن الجنود في المرحلة الرابعة اصلحوها بالسر نستطيع استخدامها، والطريق هو مسافة ساعة ونصف، سوف اختصره في نصف ساعة حتى نعود قبل استيقاظ الجميع.»

-

السيارة كانت سيارة جيب مرتفعة قديمة، المقاعد متهرئة والباب اصدر صوت صرير عندما فتحته واغلقته، الا ان المحرك اشتغل بسرعة ومن دون صعوبة، مسحتها بعيناي وارتفع طرف شفتي؛ رأيت بصمة الجنود عليها معلقة حول المرآة في سلسلة بشكل رصاصة. «ما الذي يفعله الجنود عندما يخرجون؟»

غراب | Crow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن