٥٧ | ما هو لون ازرقي؟

Start from the beginning
                                    

"ربما .. مساندوا الثورة يبدون غاضبين." قالت ميلاني ترجع بظهرها، تقرب ركبتيها من صدرها وتعانقهما، تضع رأسها عليهما، كنا نجلس في نهاية الكافتيريا او قاعة الطعام التي كانت مملوءة بالجنود الهادئين وهم يشاهدون الاخبار على التلفاز الوحيد المعلق الهدوء لاول مرة طغى القاعة حتى مع كون الجنود ليسوا نائمين او متعبين

"هذا غباء." قالت ميكا "الجنوب يريد الانفصال سياسيًا وهذه حماقة، اما الانفصال جغرافيا وسياسيا او لا انفصال. لماذا يثيرون ضجة مثل هذه؟" لم استغرب انها بارعة في الكذب فهي صقر، الصقور ليست مخلوقات منافقة لكن حادة في عملها جادة.

البقية اضافوا كلامها الى الاقتراحات الكثيرة التي تدور في عقولهم وتجعلهم حائرين ومتسائلين لكننا انا وهي تبادلنا النظرات اعرف انها تتصنع هذا الدور وهي تعرف هذا اشحت ببصري عنها اعيده الى التلفاز.

كانت تجلس على مقعد سحبته من الطاولات الى هنا حيث سحب جايدن وبضعة جنود عدة ارائك حشروها في الزوايا واحتلوها لاننا لم نتمكن من وضع رؤوسنا او النوم بعد سماع الاخبار على التلفاز. مازالوا يتحدثون عن سقوط مبنى دابين للفن على الاخبار، وعن حادث القطارات، وحتى ذكروا حادثة مقبرة كروفورد. كنت قد جلست على ذراع الاريكة وطويت قدمي اضع يدًا بينهما والاخرى لعبت بقلادتي التعريفية بين شفتاي واسناني، الاضواء في القاعة معتمة لانهم اطفوها بعد غروب الشمس والعشاء فكان مصدر الضوء الوحيد هو ألوان نشرة الاخيار الزرقاء والبيضاء واحيانًا برتقالية بسبب اعادتهم اشرطة الحوادث السابقة التي تضمنت نيران ملتهبة.

"ان حدث انقسام في المملكة مع من سيقف الجيش؟ نحن؟ " سأل جيمس بقلق، عيناه مثبته على التلفاز.

"مع مؤخراتكم الخبيثة، مع الانفصال طبعًا." قالت هازل تاتي وترمي وسادة عند الاريكة. جلست عليها مع صديقها نوكس والجنوبيين الاخران، ارشون وایراکس كل واحد منهم يمسك بيده كتاب الطائرات الذي اعطانا ایاه نولان قبل العطلة.

"انا لا افهم شيء فهموني " قالت تفتح الكتاب وتضعه على الارض، تستدير لنا وتنظر لنا وحسب، رمشنا كلنا نحوها.

"هازل هل نبدو مثل كلاب مدربة بالنسبة لك؟ أو خدم؟ تأمرينهم وسوف يطيعونك فورا ؟" ديكو قال بأنزعاج لاول مرة وهي ابتسمت له بتصنع "انت الهادئ الاقل تقييمًا هنا فلا داعي لان تتحدث، لم يطلب منك احد شيء. انا اخبر البقية، فلا تتدخل" جيمس وجايدن اصدر شخير ساخر يضحكان على تعليقها

"تخبرين؟" رفعت حاجبي، انها لم تقل "اطلب منهم" او "اسألهم" فقط "انا خبرهم وكأننا كلابها حقا

"انظروا .." تحدث نوكس وتبعثر لسانه عندما انتقلت ابصار الستة منا نحوه

اخذ لحظة ومن ثم اكمل، "نحن لا نعرف شيء عن الامتحان، مجرد مراهقون جنوبيين تذكرون؟ لم نرد ان نكون جنو-" ارشون آخرسه بسعال حاد سحب فيه الكتاب من الارض ورماه علينا. "نحن لا نفهم شيء وانتم ستساعدوننا. معظمكم لا يمانع القتل من اجل النجاح وهذا ما جعلنا نأتي أليكم. ولا لن نطلب منكم لان ان ساعدتمونا سنسرق لكم ملاحظات من تريدون لاننا نستطيع ان نسرق اي شيء بسهولة." انهى النقاش

غراب | Crow Where stories live. Discover now