٥٤ | الاسلحة، الجيش، الادرينالين.

Start from the beginning
                                    

"انا بخير." قلت بنبرة خافتة وضعيفة، اضغط شفتاي واشعر انني سأبكي. مازلت انا ايضًا عالقة في ذكرياته.

"اهدأ." كررت وحاولت ان اسيطر على نفسي قدر الإمكان حتى يهدأ هو ايضًا لكن رعشة اصابعه ازدادت ضد جلد رقبتي، حركة المسح ازدادت عنفًا، وكأنه في نوبة هلع.

"ادريان."

"فقط دعيني—" اقترب من رقبتي اكثر، يعقد حاجبيه ويركز على مسح المرهم الا ان العلبة المرتجفة سقطت من بين اصابعه فأنخفض بهستيريا لحملها.

"انا اسف." شعره كان مبعثر فوق رأسه بطريقة جعلتني أتذكر شعره الملطخ بالدماء، ركضه، خوفه، افكاره، سحقه لجمجمة النايروس.

"ادريان.." رفعت يدي الى خاصته، امسكهما وألف اصابعي حولهما، اوقف رعشتهما وارتجاف اصابعه ليتوقف ويجلب عيناه ألي.

"تنفس." أمرت.

عيناه توهجت وعروقه.

وكأن ايقافي له فجرت ما كان يخرجه بالارتعاش.

كان شيئًا عجيبًا، كيف يمكن ان يكون الحزن في هذا الكم من الجمال.

كيف يمكن ان يكون الغضب خلاب هكذا، اللون الأزرق تدفق في عروقه وكأنها سدود انفتحت، ولكنني اعرف ان مع تدفقها هذا تدفق الهلع المضاعف، الأفكار الزائده، اعرف ان هناك مئة فكرة تصرخ في عقله الان.

لذا فعلت ما فعله لي في الجنوب، عندما وجدني مضطربة في نوبة هلع لاول مرة بسبب الاكابرس. امسكت بيداه واقتربت منه احاول ان اجعل تركيزه يبقى علي، على الواقع هنا.

"تنفس ادريان، لا تتفادى التنفس." كان يتفادى تنظيم انفاسه، حركة عيناه سريعة وعشوائية، تدور في ايًا ما كانت المشاعر والصورة التي يظهرها له عقله الان بدلًا من الواقع ويغرقه فيها، يجعل العالم الواقعي هامش ولا يراه. كل ما عليه الان هو ان ينظم انفاسه فيعود للواقع.

بلعت وتعرقت يداي، اشاهد تأثير الاكابرس نفسيًا على شخص ثاني غيري. ان توهج عروقه كان يزداد مع ازدياد اضطراب انفاسه، هلعه، رجفة اصابعه، الطاقه كانت تتغذى عليه حقًا وتحاول ان تخرج من خلال افقاده السيطرة.

ان كان الغضب قد اذاب الثلج، ما الذي سيفعله الحزن؟

اقتربت اكثر منه حتى لامس جسدي صدره وبشكل تلقائي اغلق عيناه. "نعم، هكذا، تنفس." رطب شفتاه وانفاسه المحتدجة بدأت تنتظم، صدره الذي كان يرتفع وينخفض بسرعه بدأ يتباطىء، وبشكل تلقائي عقد حاجبيه ومال رأسه ألي وخفض جبينه على كتفي، يتنفس بصوت مسموع وكأنه ركض ماراثون، بأرهاق وبضعف.

"انه مجرد.." شبه همست "كابوس."

اعتقد ان الانفجار ومجيء ريكان وكل ما حدث استفز ذكرياته. "انت هنا." مازلت اشعر بأطياف غضبه، خوفه، حقده الذي تملكه في ذكرياته، على جسدي.

غراب | Crow Where stories live. Discover now