٥٢ | السقوط الاخير.

Start from the beginning
                                    

"يا للهول، ادريان!" ركضت نحوي ترفع يدها الى فمها ، خلفها ركض ازيكا يتبعها ، يحاولان الوصول الي من فوق الحطام على الارض.

"ما الذي حدث؟" قلت اشعر بمخالبي تخرج من قوة الألم في رئتاي. كانت تتقلص بألم شديد ومن ثم تنتفخ وكأنها ستنفجر من بطني.

"محطة البانزين انفجرت." قال ازيكا يجثو هو وايفي عند بطني."وهذا أدى الى انفجارات اخرى دمرت المنطقة."

"ماذا .." نظرت بينهما بحيرة وخوف، اعرف ما يعنيه هذا. نظرت ايفي الى جسدي نظرة شاملة سريعة تمسحه.

"حسنا ، حسنا ، انت بخير، عد معي، عند الثلاثة."امسكت بالصخرة من طرف وازيكا امسك الصخرة من طرف ثاني وانا من طرف ثالث.

"واحد.." نظرت ايفي لي بأعين قلقة وامسكت بصرها ابحث عن المزيد، عن الجواب الحقيقي لسؤالي.

وعيناها لمعت بغصة بلعتها. "اثنان."

"این اغسطس؟" سألت، صوتي خرج بضعف، بلعت وحلقي كان مرّ وجاف.

"ذهب لجلب ايفريست من متجر الالكترونيات." قال ازيكا ، زرقاوتيه الواسعة كانت مثبتة علي ايضا، خصلات شعره الفضية كانت متوهجة اكثر من خاصتي في وسط عتمة هذا المكان.

"ثلاثة!" استمددت القوة من غرابي واجنحتي حتى شعرت بأسناني توشك على الانكسار من شدة صكها ، دفعت الصخرة معهم بكل قوتي وشعرت بعروق رقبتي وجبيني توشك على الانفجار مثل رئتاي. وبعد ثواني، دفعنا الصخرة عن بطني للجانب، سقط راسي للوراء بنفس راحة وبصعوبة.

"يع!" قال ازيكا ينظر لي بغثيان ووجه مشمئز، يكمش انفه.

خفضت عيناي الى ما ينظر له، جرح صغير ولكن عميق مملوء بالدماء في خصري.

"انتظر." ايفي وضعت اصابعها على الجرح واغمضت عيناها ثم تمتمت بخفوت بضعة كلمات، سرعان ما سارت على طول الجرح برودة خفيفة وحكة خافتة ناتجة عن الالتئام السريع.

"البنايات تتهدم وتسقط، علينا الخروج من هذه المدينة بسرعة." قالت تمسك بيدي وتساعدني على النهوض.

"لحظة-این نولان؟" سألت انظر في ارجاء المكان بقلق، أربت التراب عني، اتذكر انه اخبرني قبل ان يسقط السقف علي انه سيأتي الى هنا بعد دقائق.

"لا اعرف! ازيكا اعطني يدك، ادريان لا تحلق، هناك مروحيات عسكرية في السماء والنيران مشتعلة والبنايات قد تسقط عليك وتدمر اجنحتك. بيتركس قال ان نلتقيه في شارع بيرنيت بأسرع وقت."

"نولان!" هتفت اركض معهما من خلال ممرات المنزل التي صدمتني لانها كلها كانت مدمرة، محترقة، مكسرة، وعندما دفعت ايفي باب المنزل للخارج توقفت بصدمة وافترقت شفتاي برعب.

الشارع..

الشارع كان جحيم.

المنازل التي قضيت معظم حياتي معها كانت مولعة بالنيران، وبعضها مهدومة، التراب الهائج والدخان الخانق الابيض ملأ الشارع الذي كان فارغ من الناس تماما ، الدخان ارتفع للافق ورفع معه ألسنة النيران وفتات الرماد.

غراب | Crow Where stories live. Discover now