٥٠ | ماسك نواه الشفرات.

Start from the beginning
                                    

رفع هو كف يده ومسح خط الدم الذي نزل الى شفتاه، ثم امسك بأنفه واعاده الى مكانه بطقطقة خفيفة من دون تعبير متألم حتى، انه معتاد على هذه الضربات لدرجة انه لا يشعر بها حتى.

الوغد.

قد أكون ارى اشياء، لكن عينا تونيا لمعت وهي تنظر بيننا.

اكتافي تصلبت واستيقظ غرابي باستيعاب، هؤلاء الناس نفسهم الذين حاولوا طمسي وافقادي عقلي في حمام الفندق، هؤلاء الناس هم من فعلوا كل تلك الاشياء المريضة الى ازيكا، من دمروا الجنوب بحجة التوسع والتطور، من يريدون تدميري وادريان مثل الجنوب تمامًا.

هؤلاء هم اصحاب المصانع.

هؤلاء هم من..خلقوني. شركاء ابي في مشروعه.

'نستطيع ان نفكك ما صنعنا.' الجملة اصبح لها معنى منطقي الان.

مجرد شيء اخر يثبت صحة كلام ادريان.

بلعت وخفضت بصري للاسفل. ان كان ابي استخدم طاقة ممنوعة في صنع اجزاء المركبات التي حاول تطويرها، لماذا يتهمونه بأنه صاحب خطة فصل الجنوب ايضًا؟ أليس الامر فقط..الارهاق انتشر في جسدي يثقلني بأضعاف مع عودة كلام ادريان الى ذهني.

"ولهذا السبب نحن نقدم برنامج منحات كل سنة لجنود القاعدة ديكا. انهم مميزون." انتقلت عيناي الى ريكان، الذي ادخل يدًا في جيب بنطاله، كان ينظر الى ادريان عندما قال ذلك.

وادريان لم يبعد بصره.

شعرت وكأن هناك حديث مخفي دار بين الاثنين، ادريان بدى صلبًا وغاضبًا بينما ريكان كان طبيعي، رسمي جدًا، ولكنني لمحت تعبير غليظ على وجهه الرسمي هذا، ابتسامة مخفية ربما واستمتاع مبطن.

سخرية.

"هل تعرفون معنى اسم المؤسسة يا جنود؟" تحدث بلهجته الانيقة، صوته يدل على انه ليس شاب، ربما في الستينات من عمره. يده الاخرى ارتفعت الى زر من ازرار سترته، فتحها وألتفت الى الجنود الذين كانوا مازالوا صامتين، مصدومين، متحمسين.

"ايغيس، انه درع في الأساطير البشرية الأمازيغية والإغريقية، بحيث يعتقد البعض أنه في الاصل رداء عسكري مصنوع من جلد الحيوانات، كان يرتديه زيوس كبير آلهة الاغريق القدامى كدرع واقٍ. ويعتبره البعض درعٍ ينزل من خلاله الرعد للارض، وبذلك صار الاغيس درع مخيف. لكن أصل تسمية المؤسسة ومعناه الذي اختارته هو الرمح والسلاح العسكري الذي يسقط مثل الرعد من السماء." افترقت شفتاي قليلًا، لان هذه كانت هازل، هي تقدمت من بين الجنود ووقفت امامه.

"هذا صحيح. ما هو اسمك؟" لم يبتسم لكنه أعطاها ايماءة رسمية خافتة. "هازل. انا من الجنوب." الان هو يعرف لماذا تحدثت.

راقبت ردة فعله ولم يرمش حتى او يظهر تعبير مختلف، اومأ لها وحسب. كان طبيعي وكأنها مثل أي جندي ثاني هنا، وكأنها ليست من الجنوب الذي سيقود هو الاسلحة التي ستفصله وتخرجه من المملكة، اسلحة او ازيكا، نفس الشيء.

غراب | Crow Where stories live. Discover now