"لماذا تتوقعين وجود خطب ما في كل مرة؟ نظرت للفتى بتشويش حيث لبرهة اعتقدتُه صاحب السؤال قبل ان تلفحني رائحة ادريان القوية هي وهالة غرابه، كل شيء حوله يحمل رائحة البحر والثلج

اعتلى وجهي البرود قبل ان ادير راسي له بنظرات حادة. "ماذا؟" نطقت بجفاء. "انت لا تسألين ما الذي يحصل أو ما بهما، دومًا تسألين ما الخطب، لماذا تتوقعين وجود خطب في كل مرة؟" رفعت حاجبي، وكورت قبضتي

"ولماذا انت تركز علي هكذا ؟ تريد اكتشاف شيء ما بخصوصي؟" زجرت بملامح متهكمة ولوى شفتيه بلا اكتراث مع كتفه، يقف الى جانبي ويشاهد الشجار. "أو ربما لأنك تتحدثين عكس طريقة الاخرين؟" اطلقت نفس ثقيل حينما استأنف.

"طريقة الآخرين؟ واي طريقة تلك بالضبط؟ على حد علمي يستطيع المرء التحدث كيفما يريد هنا، مملكة حرة تعرف؟" نظر لي بطرف عينه ثم ابتسم بخفة. "هي مملكة حرة بالفعل." همس، ونقلت نظري للامام لا ادخل الجو الباسم خاصته، في الحقيقة الجو خاصته وتلك الابتسامة جعلتني احبس انفاسي واقضم لساني حتى لا أفسد الامر

خيم الصمت بيننا ونحن نشاهد الشجار يشتد بين الجنديان قبل ان اردف بتساؤل مزيف مثبتة ناظري على تقنيات جنود السنة الثالثة. "ام هل اعتدت طريقة حديث الاصناف والممالك الاخرى سيدي؟" رأسه سرعان ما انتفض باتجاهي ونظراته فورًا حرقتني. "ماذا؟" املت رأسي قليلًا اثني شفتي

"لن يفوز كلاهما ، ولم يَغِشْ احدهما، انها عداوة شخصية كما يبدو عليهما، هما يتقاتلان بشراسة وضرباتهما ليست على وفق نمط معين بعشوائية فقط من اجل التسبب بالاذى، صحيح سيدي؟" تجاهلته ادرس الجنديان

"جازمين." ضغط على اسمي " أو ربما لانني انحدر من لعنة تعرف، ولابد أن يكون هناك خطب ما بمن هو حولي ان كنت كذلك ولهذا علي طرح سؤالي بتلك الطريقة، الا تظن هذا سيدي؟" استرسلت بسخرية ميتة وجامدة

استَخدِمُ كلام ميكا بالضبط وبالحرف، اشعر برغبة في اقتلاع لسانها وفي الوقت ذاته بشياطيني تطوي الحقد الذي في داخلي وتكتمه، تغرزه في عظامي حتى انطق بالسم خاصتها على لساني بطريقة غير مبالية، حتى وان شعرت بمرارة الكلام في حلقي

مثل المضاد كنت أتأقلم مع ما يؤذيني اغرزه جيدا في عظامي وروحي واستسيغ طعمه الى ان اغدو محصنة منه ولا اتأثر به مثل الان

"نعم سيدي" اجبت برسمية جعلته يقبض فكه لانه يعلم جيدا انني اقصد شيئاً، وانتي غاضبة. تبادلنا النظرات الساخنة لبرهة قبل ان اشيح ببصري عنه

"انتِ غاضبة. " أوضح

"ليست معلومة جديدة" حركت كتفي

"ولكن حرارتك لا ترتفع، ولا توشكين على الانفجار. هل هذا تطور ام انك طورت ثغرة ما لاخفاء الامر؟ ان كان هكذا فلن تنجحي" ادرت رأسي له فوراً على وقع كلماته وناظريه امسكا خاصتي تزامنًا مع ظهور الضوء الابيض ليغلف كل شيء من حولي يلحق به الوميض البرتقالي ومن ثم الاعين الزرقاء والخوف الذي يستمر بقشعره بدني، بجعلي اشعر بالذنب لشيء انا لم ارتكبه

غراب | Crow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن