عمرُ روحي

De MayamShahid

30.7K 1K 458

لا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمر... Mai multe

الشخصيات
الفصل 1 (حديثي مع النجوم)
الفصل 2 (مشاعر هشة)
الفصل 3 (انطفاء الروح)
الفصل 4 (دموع القلب)
الفصل 5 (فرصة أخرى)
الفصل 6 (كابوس مظلم)
الفصل 7 (رماد قلب)
الفصل 8 (هل هي بداية حب؟!)
الفصل 9 (عاصفة سوداء)
الفصل 10 (طريق النهاية)
الفصل 11 (تحت الركام)
الفصل 12 (روح حرة)
الفصل 13 (ملتقى القلوب)
الفصل 14 (روح خلقت لي)
تنويه هام
الفصل 15 (توأم روحي)
الفصل 16 (هل هو الفراق؟!)
الفصل 17 (ليلة وداع)
الفصل 18 (نتيجة اختيار)
الفصل 19 (لقاء الحبيب)
الفصل 20 (فرصة جديدة)
الفصل 21 (على موعد مع الحب)
الفصل 22 (النصيب الجميل)
الفصل 23 (حفل زفاف)
الفصل 24 (مع الشخص المناسب ستزهر)
الفصل 25 (للسعادة مذاق آخر)
الفصل 26 (ظلال من الماضي)
الفصل 27 (لآخر نفس)
الفصل 28 (ارتباك خوف ... أم عشق؟!)
الفصل29 (دقات قلب)
الفصل 30 (ما قبل الطوفان)
الفصل 31 (مزيج غريب)
الفصل 32 (أحتاج إليك)
الفصل 33 (خطوات الشيطان)
الفصل 34 (الكلب الأسود)
الفصل 35 (مكيدة شيطانية)
الفصل 36 (الشر بالمرصاد)
الفصل 37 (كشف المستور)
الفصل 38 (تسوقنا الأقدار)
الفصل 39 (على طريق الحب نلتقي)
الفصل 40 (قريب أم غريب؟)
الفصل 41 (قليل من الوقت بعد)
الفصل 42 (كيد الكائدين)
الفصل 43 (طيف نهاية)
الفصل 44 (الهدوء الذي يسبق العاصفة)
الفصل 45 (روح مهشَّمة)
الفصل 46 (ما بين عشق وظن)
الفصل 47 (دموع خذلان)
اقتباس
الفصل 48 (أزمة ثقة)
الفصل 49 (ما بين أمل وألم)
الفصل 50 (فرحة قلب)
الفصل 51 (دعوة قلب)
الفصل 52 (انهيار)
الفصل 53 (محنة)
الفصل 54 (أمل بالله لا يخيب)
الفصل 55 (رغم الألم)
الفصل 56 (فرصة ... اختيار)
الفصل 57 (معًا ... مهما طال الطريق)
الفصل 58 (أمان القلوب)
الفصل 59 (تقارب القلوب)
الفصل 60 (أمل قلب لا ييأس)
الفصل 61 (سندي وقوتي)
الفصل 62 (الوصال)
الفصل 63 (سحر العناق)
الفصل 64 (لنسرق من العمر ليلة)
الفصل 65 (طريق العودة)
الفصل 66 (قلب عاصف)
الفصل 67 (ملاك وشيطان)
الفصل ٦٨ (فخ محكم)
الفصل 69 (ما بين بداية ونهاية)
الفصل 70 (هدوء .. غضب)
الفصل 71 (الحمل والذئب)
الفصل 72 (نسمات باردة)
الفصل 74 (جريمة زفاف)
الفصل 75 (ليلة عصيبة)
الفصل 76 (دوامة حيرة)
الفصل 77 (نهاية كابوس)
الفصل 78 (تحطم الجليد)
الفصل 79 (تساقط الأوراق)
الفصل 80 (طريق مسدود)
الفصل 81 (دقات على باب القلب)
الفصل 82 (انتظار وقرار)
الفصل 83 (الأمل في الحب لا ينتهي)
الفصل 84 (صاعقة الموت)
الفصل 85 (أرواح حائرة)
الفصل 86 (فرصة أخرى)
الفصل 87 (ظلال الماضي السوداء)
الفصل 88 (السقوط في وادي الظلام)
الفصل 89 (تلاحم القلوب)
حسابي على تيليجرام
الفصل 90 والأخير (وتستمر الحياة ... بحلوها ومُرّها)
الخاتمة ❤

الفصل 73 (انتقام شيطاني)

235 9 13
De MayamShahid

نزلت الفصل بدري أتمنى يعجبكم ... لا تنسوا التصويت بالضغط على ⭐️

بعد تأديتهما صلاة الفجر توجهت للسرير مباشرة كي تستأنف نومها كعادتها، ليهتف بإحباط وتذمر:

- هل ستنامين مجددًا؟

- أجل، لا زال هناك ساعتين ونصف على موعد استيقاظي للعمل.

- ساعتين فقط .. النصف ساعة تلك تأخير منك.

ابتسمت وهي تجذب الغطاء عليها قائلة: نوم فترة الصباح هذه هو الأجمل.

قفز على السرير وجذب الغطاء عنها قائلًا: إنها تجعلك كسولة لبقية اليوم ... انهضي ودعينا نتمرن قليلًا.

قوست شفتيها بتذمر طفولي قائلة: دعني أنام يا زين.

تنهد وهز رأسه بمعنى لا فائدة فرغم تغيير أدويتها إلا أن موضوع النوم لا نقاش فيه، ثم نهض قائلًا: سأنزل إلى الصالة الرياضية.

خرج من الجناح متوجهًا إلى هناك وبعد أن بدأ بتمارينه بقليل وجد هاتفه يرن. أوقف جهاز الجري ورد على جواد الذي سأله إن كان وحده في الصالة الرياضية لأنه يود التحدث معه في أمر هام. أتى جواد بعد لحظات، ليسارع زين بسؤاله وعلامات القلق بادية على وجهه، فأجاب جواد بهدوء: عادل وصل الليلة .. حددنا مكانه وهو تحت مراقبتنا منذ وصوله حتى الآن.

أومأ زين برأسه وعقب قائلًا: حسنًا، هل هناك ما يدعو للقلق؟ هل ينوي فعل شيء لنا؟

هز جواد رأسه نافيًا وقال: لا شيء حتى الآن ... سنحاول وضع كاميرا أو جهاز تنصت في بيته لأن لقاءاته من رجله ذاك لن تكون كافية لنعرف كل ما يخطط له.

رد زين بهدوء وجدية: افعل اللازم، ولكن كن حذرًا .. لا أريد ان يخاطر أحدهم بحياته أو يتعرض للأذى.

هم جواد بالرد، ولكن قاطعهم صوت المصعد معلنًا قدوم أحدهم، فالتفت كلاهما باتجاهه ليجدا حور تدخل وما أن رأت جواد ابتسمت ملقية التحية، ثم قالت بحرج: هل قاطعت حديثكما؟

أجاب جواد بشبح ابتسامة ولطف طفيف نادرًا ما يتحدث به مع أحد: لقد انتهينا .. تفضلي.

توجه زين نحوها يمسك بيدها ليسندها قائلًا: تعالي حبيبتي.

ثم نظر لجواد وعقب بسرعة قبل أن يهم بالخروج متسائلًا: من النادر رؤيتك تتحدث بنبرة تحمل بعض اللطف سيد جواد.

رفع جواد حاجبه وهو يرى زين يرمقه بنظرات متفحصة ويخفي ابتسامته، ليقول بنبرة مستفزة: وهل سأتحدث مع أختي كما أتحدث مع الغريب؟

لم تكن حور تركز في هذا الحوار ولا نظراتهما، ولكن عندما قال "أختي" وزعت نظراتها بينهما بتساؤل، ليردف زين باستغراب مصطنع: أختك؟!

قلب جواد شفتيه ببرود قائلًا: سواء أعجبك أم لا ... أقول هذا فقط كي تعرف من ستواجه في حال ضايقتها فقط.

ضمها زين بذراعه وقبل جبينها قائلًا: هذه روحي .. هل يمكن للإنسان أن يضايق روحه؟!

ابتسمت حور وقد فهمت بأن الحوار يخصها، فنظرت لجواد قائلة: كلامك هذا يسعدني .. لطالما اعتبرتك أخًا يعتمد عليه ويسعني الوثوق به يا جواد.

هتف زين بضيق مصطنع: ما هذا؟! أنا لا أقبل بهذا الكلام .. الغيرة بدأت تتسلل لقلبي.

ضحكت حور في حين ابتسم جواد ابتسامة جانبية وخرج من المكان ليتركهما وحدهما. طوق زين خصرها بذراعيه ونظر في عينيها بحب متسائلًا: ما الذي أتى بكِ؟ ألم تكوني ترغبين بالنوم؟

وضعت يديها على صدره وأجابت قائلة: في الحقيقة حاولت، ولكن لم أستطع .. شعرت بالضيق من نفسي لأنني شعرت بانزعاجك مني.

ضمها إلى صدره وهو يقول: لمْ أنزعج منك يا حبيبتي ... هل يعقل ذلك؟! ... أعلم بأن كل شخص يحتاج جسده لعدد ساعات معين كي يشعر بالراحة وهذا طبيعي.

كانت مستكينة بين ذراعيه بصمت وهي تغلق عينيها، فابتسم قائلًا: حوري! هل ستنامين؟ لدينا تمارين يا حبيبتي.

ضحكت حور وابتعدت عنه تضربه بقبضتها قائلة: حسنًا، لكن لا ترهقني بالتمارين.

أجلسها على أحد الأجهزة الخاصة بتمارين الساقين بعد أن خلعت سترتها الطويلة وعدل وضعيتها قائلًا: عندما تتحسن قدرتك على التوازن والارتكاز على ساقيك سنبدأ بتمارين الدفاع عن النفس. سيكون الأمر سهلًا لأن لديك خلفية جيدة عن الأمر، ولكن سنبدأ من جديد وسنعمل على تقوية عضلاتك أكثر، وتعلم مهارات احترافية أكثر.

استغربت حور جديته في الحديث، لتتساءل قائلة: لمَ كل هذا؟ هل سأحتاج لضرب أحدهم أم ماذا؟ الحراسة دائمًا حولنا يا زين رغم أنني أشعر بأن موضوع الحماية هذا مبالغ به.

جثا بقربها وقال بهدوء: ليس مبالغًا به يا حور .. ليته كان كذلك.

وضعت يدها على وجنته عندما رأت القلق المرسوم في عينيه وتساءلت قائلة: ماذا هناك يا زين؟ أخبرني ما الذي يقلقك؟

رسم ابتسامة باهتة على شفتيه قائلًا: لا شيء محدد يا حبيبتي ... من باب الحيطة فقط ... نحن لدينا الكثير من الأعداء وهناك العديد من الأشخاص الذين قد يطمعون باختطاف أحدهم لقاء فدية.

لم تقتنع حور بكلامه أو بالأحرى شعرت بأنه يخفي السبب الحقيقي لهذا القلق البادي على وجهه، ونظراتها الصامتة له جعلته يدرك ما يدور في ذهنها، ليقرر تشتيت تفكيرها هذا بسرعة حيث هتف بحماس: هل تعلمين بأنكِ أنقذتنا من ضائقة مالية كبيرة؟

عقدت حاجبيها باستفهام متسائلة: ماذا؟ ماذا تقصد؟

بدأ زين يروي لها قصة البريد الإلكتروني، وطلبها لكمية كبيرة من المواد نتيجة الخطأ وقد تذكرت بالفعل ما حدث ذلك اليوم، فوضعت يدها على أذنها مكان التشوه بتلقائية وقد غيم الحزن على عينيها، ليسارع زين بإمساك يدها قائلًا: حوري! هذا الخطأ أنقذنا من خطر الإفلاس ... لو أنكِ طلبت الكمية التي قلت لك عنها لاحترقت في ذلك المخزن مع بقية المواد ... هذه نعمة صدقيني ... إياكِ أن تشعري بالحزن أو النقص بسبب شيء قدره الله لكِ.

دمعت عينا حور واعتدلت بجلستها تلك وطوقت عنقه بذراعيها قائلة: أحبك .. أعشقك يا زين.

ضمها بقوة هو الآخر قائلًا: وأنا أعشقك يا حوري.

فرقا ذلك العناق المؤثر، ليتسم زين قائلًا بحب: اطلبي وتمني ... زيد قال بأن عليَّ إحضار هدية ثمينة للغاية لقاء إنقاذكِ لنا.

هزت رأسها نافية وقالت: لا أريد شيئًا سواك ... أنت أغلى وأثمن شيء في حياتي.

ابتسم وهو يمرر أنامله على وجهها قائلًا بهيام: وأنت أجمل وأغلى ما في حياتي يا حوري.

......................................

جلسوا جميعًا حول المائدة لتناول الفطور قبل ذهابهم إلى العمل وسط جدال محتدم بين ولدي يزيد من جهة وبين حنان بسبب الجنين ونوع الطفل القادم؛ فالكبير يريد فتاة والصغير يريده ولدًا وأسئلة كثيرة تدفع البقية للضحك بصمت على براءة وشقاوة هذين الاثنين.

تنبهت أم يزيد لليان التي لم تكن تأكل وملامح وجهها ممتعضة، فتساءلت بحنان قائلة: ليان! ما بكِ يا ابنتي؟ لمَ لا تأكلين؟

توجهت نظرات الجميع نحوها، فشعرت بالحرج وأجابت قائلة: لا شيء .. معدتي متخبطة منذ الصباح.

لم تكد تكمل جملتها حتى وضعت يدها على فمها وهرعت إلى الحمام. شعر زيد بالقلق عليها ونهض ليتبعها وبدا الجميع قلقًا بشأنها مما جعل زين يقول: إن كانت متعبة فلا داعي لتأتي إلى الشركة اليوم.

رد يزيد: أوافقك الرأي ... لا بأس إن تغيبت ليوم أو اثنين.

هتفت حنان ببرود قائلة: لا داعي للقلق .. يبدو بأن هناك حفيدًا آخر يعلن وصوله.

تهللت أسارير أم يزيد وهتفت بعدم تصديق قائلة: حقًا؟! تأكدي يا ابنتي.

نهضت حنان متوجهة إلى جناحها لتحضر اختبار حمل إضافي كانت تحتفظ به لأنها كانت قد أحضرت عددًا منها لتفحص بين الحين والآخر. أخذته وتوجهت إلى الحمام الذي فيه ليان في الطابق الأول وطرقت الباب، فخرج زيد، لتقول حنان: اخرج ودعني أتولى أمرها.

نظر لها زيد بعدم فهم، فجذبته من قميصه للخارج ودخلت هي مغلقة الباب خلفها. بعد أن سألت ليان بضعة أسئلة مدت يدها لها باختبار الحمل قائلة بحماس:

- هيا أجري الاختبار.

- ماذا؟ أي اختبار؟

- اختبار حمل ... الأعراض لديك تقول بأنكِ حامل.

- حقًا؟ لكن كيف أستعمله؟

ضربت حنان جبهتها بكف يدها وهزت رأسها بيأس. بعد انتهائها من شرح كيفية استعماله خرجت وتركتها، لتجد زيد لا زال يقف على مقربة من الباب والقلق واضح عليه. مضت لحظات وحنان تمنعه من الدخول إليها دون أن تخبره بشأن اختبار الحمل إلى أن خرجت ليان وعلى وجهها علامات التساؤل قائلة: حنان! ماذا يعني ظهور خطين؟

هتفت حنان بسعادة: يعني بأنكِ حامل يا حبيبتي.

هرعت حنان نحو البقية لتبشرهم بالخبر في حين بقي زيد وليان ينظران لبعضهما البعض بشيء من الدهشة والسعادة وعدم التصديق حتى تقدمت ليان بخطوة نحوه كأنها تناديه بنظراتها، فقطع المسافة المتبقية بينهما وعانقها بقوة، ليقول بتأثر: مبارك يا حبيبتي ... الحمد لله.

توالت عليهما التهاني من الجميع وبعد أن عانقت حور ليان وهنأتها هتفت بسعادة قائلة: هل رأيتِ؟ قلت لكِ فلتكن أول ملابس لطفلك مني.

سرعان ما أخفى زين تأثره وهرع للخارج متظاهرًا بالرد على اتصال ما في حين أنه كان يقول لنفسه: لولا ما حدث لأصبحت بطنك بارزة الآن يا حور ... بحلول هذا الوقت كنا لنعرف نوعه ونشتري له الكثير من الملابس ... كنا سنشعر بحركته وركلاته وهو في أحشائك ... لكنه النصيب ... يا رب ... عوضنا خيرًا يا الله.

فرت دمعة من عينه مسحها بسرعة، ثم سرعان ما أحكم قبضته وقال من بين أسنانه بصوت منخفض: سأنهيك يا عادل ... استمتع بالأيام الأخيرة من حريتك لأنك لن ترى النور بعدها ... سأتركك تتعفن في السجن ... بل أتمنى أن يقوموا بإعدامك لقاء جرائمك.

.........................................

كانت الأيام تمضي بين سعادة البعض وقلق آخرين وغضب وحزن يجتاح البعض الآخر.

كان عادل قد لجأ للمواجهة المباشرة وتوجه إلى قصر المنياوي لرؤية ابنه وتفاجأ بالسماح له بالدخول. استقبله رجل خمسيني يتمتع بهيبة طاغية ونظرات حادة رغم ابتسامته وترحيبه، ليدرك بأنه "حسن المنياوي" الشهير. بدأ النقاش بينهما بسيطًا وبدأ يحتد عندما شرع عادل بتهديده مقابل أخذ ابنه، ليبتسم حسن قائلًا: هذا الشاب أصبح ابني، ولن يخرج من بيتي ولا أحد يجرؤ على الاقتراب مما يخصني. سمحت بدخولك فقط لأوضح لك الأمر بشكل شخصي ومباشر. هو لا يريدك ولا يريد رؤيتك، لذا دعه يعيش مع أمه وأخوته بسلام فقد حرم من جو الأسرة وحنان أمه بما يكفي.

نهض عادل بغضب وقال من بين أسنانه: تذكر بأنك أنت من بدأ الحرب ... ابني سآخذه رغمًا عن الجميع.

ابتسم حسن بسخرية وأشار له بيده نحو الباب وهو لا زال يجلس واضعًا ساقًا فوق أخرى بكل كبرياء وثقة وقوة.

منذ ذلك اليوم وعادل يحاول بشتى الطرق أخذ ابنه ولو اضطر لخطفه، ولكنه لا يخرج كثيرًا وإن خرج مع أخوته أو أمه يكون معهم حراسة مشددة حتى لا يكون بوسع أحد الاقتراب منهم.

من ناحية أخرى سافر زيد وليان من أجل استلام البضاعة حيث انتهى زيد من أمر توزيعها في المخازن كما أوصاه زين، وتفرغ بعدها ليخرج مع ليان ويستمتعا بوقتهما.

أوس بات يحاول التقرب من مرام ويعاملها بشكل جيد ومهذب لدرجة استغرابها من عدم محاولته استفزازها كالمعتاد، ولكنها قالت لنفسها بأنه ربما سئم من الأمر لكونه لم يحقق شيئًا من استفزازها.

جواد ووتين يتقابلان صدفة بين الحين والآخر يلقيان التحية على بعضهما البعض، ولكن لا شيء أكثر فكل منهما يرتبك على الفور فور رؤية الآخر ويحاول الفرار.

رغم السعادة التي تملأ القصر بحمل حنان وليان إلا أن فاطمة تصر على تنغيص حياة حور بإلقاء كلمات سامة أمامها كلما سنحت لها الفرصة بشكل غير مباشر فيما يخص الحمل والأطفال، وحور تقابل ذلك بالتجاهل التام رغم أن ذلك يؤلم قلبها ولا يسعها منع دموعها عندما تختلي بنفسها في بعض الأحيان.

...........................................

دعت حور المبرمجين لاجتماع بعد التشاور مع أوس الذي وافقها على قراراتها، وأخبرتهم بأنها بعد مراجعتها لمشاريعهم وطريقة عملهم طوال الفترة الماضية ستقوم بإقالة عدد منهم لتفسح المجال لموظفين جدد تم اختيارهم من قبلها هي وأوس في الأيام الماضية.

بدأ الجميع ينظرون لبعضهم البعض في حيرة، فمن الذي سيتم طرده ومن الذي سيبقى منهم؟!

نظرت حور لأوس كي يعلن أسماء من سيتم الاستغناء عن خدماتهم وأولهم أماني التي غضبت وضربت الطاولة بيدها قائلة: ستطردينني أنا؟! أعلم بأنكِ تفعلين ذلك من أجل وتين فهي صديقتك وحبيبتكِ.

عقدت حور حاجبيها وتحولت نظراتها لأخرى حادة وقالت بنبرة هادئة، لكنها حانقة: لو كنت سأطردك من أجل ما فعلته معها لطردتك من البداية ... انتبهي لكلامك ولا تتحدثي معي بهذه النبرة.

لم تتوقف أماني وبدأت تصرخ وتكيل الاتهامات لحور بشأن سبب طردها لها في حين رمقتها حور بازدراء وتهكم، لتقول بسخرية: كان من الحري بي أن اطردكِ منذ ما حدث لأن تلك المشكلة كشفت معدنكِ، ولكنني للأسف قررت فصل الأمور الشخصية عن المهنية، وغاب عن ذهني بأن من خانت صديقة طفولتها وسرقت منها خاطبها يمكنها فعل أي شيء.

رمقتها أماني بحدة وعادت للصراخ والإهانة، لتقول حور بملل وهي تنظر لأوس: قم باستدعاء الأمن من فضلك ليخرجوها فالأمر بات مزعجًا.

هرع زين ويزيد على صوت الصراخ القادم من غرفة الاجتماعات، ليجدوا أماني تحاول التهجم على حور لولا زميلتها وزميل آخر يقيدان ذراعيها وحركتها. تقدم زين ليقف بجانب حور التي تجلس متظاهرة بالبرود رغم أن قلبها يثير عاصفة بسبب ما يحدث؛ فهي لا تحب الصراخ ولا الشجار.

هتف زين بحدة أسكتت الجميع: ما الذي يحدث هنا؟ أين تحسبون أنفسكم؟

بعد أن هدأت حركة أماني حررت ذراعيها ممن يمسكان بها على غفلة، وهرعت نحو زين لتستعطفه قائلة: سيد زين! أعلم بأنك لا ترضى بالظلم، فهل يرضيك أن تقوم زوجتك بطردي فقط لترضي صديقتها وتين؟!

رمقها زين بحدة وقال بجدية: ولأنني لا أرضى بالظلم سأدع أوس يقول سبب طردك بالتفصيل.

بدأ أوس يشرح سبب تخليهم عنها بالدليل حيث كثرة أخطائها البرمجية في عملها، وتكاسلها، وتأخيرها لعملها، وسلوكها الطريق الأسهل دائمًا كي لا تبذل أي مجهود عدا عن افتقارها للإبداع فجميع أعمالها متشابهة.

نكست رأسها بخزي للحظات ورغم ذلك لم تتخلى عن نظراتها الغاضبة لحور في حين هتف زين بحدة طالبًا إرسال أحدهم لتولي الأمور الورقية لإنهاء عقدها كي تستلم مستحقاتها ومن ثم تغادر الشركة.

ما أن خرج الجميع من الغرفة جثا زين على ركبته بجانب كرسي حور، فسارعت بتطويق عنقه وقد تسارعت أنفاسها كأنها كانت تكتمها من قبل، فربت على ظهرها قائلًا: اهدئي ... انتهى الأمر يا حبيبتي.

ابتعدت قليلًا لتنظر إلى وجهه قائلة: لقد أتت إلى مكتبي قبل الاجتماع لطلب إجازة من أجل حفل زفافها ... لقد فكرت للحظات بأن أتخلى عن فكرة طردها كي لا أنغص فرحتها ... فكرت بمنحها فرصة أخرى ... لكنني عدت وقلت لنفسي بأن العمل لا مكان فيه للعواطف خاصة إن كنا نود رفع مستوانا وهي تسحبنا للحضيض ... تحدثت مع أوس وأيد قرار طردها كذلك لذا ...

أمسك زين بيديها وقاطعها قائلًا: حبيبتي ... أنتِ لم تخطئي بشيء ... منحتها فرصة وأوس منحها فرصة من قبل وهي أخطأت بعدم استغلالها ... وها قد رأيتِ الآن أي نوع من الأشخاص هي ... لا داعي لتبقي نوعًا سامًا كهذا بقربك ... من تخون صديقتها المقربة ستخون شركتها ورب عملها أيضًا ولا يمكن أن تؤتمن.

أومأت له حور بالموافقة وعادت لتطوق عنقه كأنها تستمد الطاقة منه، ليقول ممازحًا لن أبقى جاثيًا على ركبتي هكذا ... مفاصلي لم تعد كالسابق يا حوري.

قبل أن تجيب وجدت نفسها بين ذراعيه يحملها نحو الأريكة، فابتسمت قائلة: لا أصدق بأنك تقترب من الأربعين.

جلس وأبقاها في حضنه، ليقول بمرح: لكن هذا لا يعني بأنني كبرت ... لا يغركِ الشيب فأنا شبت مبكرًا.

مدت يدها تعبث بخصلاته البيضاء التي زادته وسامة ووقارًا، لتقول بحب: أنت أوسم رجل في نظري ... أنت الوحيد الذي نقش اسمه على جدران قلبي وجعله ينبض باسمه وحسب.

داعب زين أنفها بأنفه واتسعت ابتسامته حتى ظهرت غمازتيه قائلًا: تقولين شعرًا وأنت تتغزلين بي.

ضحكت حور قائلة: الفترة الماضية قرأت الكثير من الروايات بسبب الملل.

وضعت سبابتها على إحدى غمازتيه وهي تبتسم بعشق واضح قائلة: عندما يرزقنا الله ويحدث حمل أريدك أن تبتسم أمامي كثيرًا ... أريد لطفلي أن يرث هاتين الغمازتين.

كان ينظر لها بحب بينما كانت هي تتأمل قسمات وجهه وتمرر سبابتها على ملامحه كأنها ترسمها وتردف قائلة: وعينيك الجميلتين أيضًا ... رموشك الطويلة ... أنفك ... شفتيك.

توقفت نظراتها عند شفتيه ولم تشعر بنفسها وهي تقترب وتطبع قبلة خفيفة على شفتيه، لكنه لم يسمح لها بالابتعاد، بل جذب رأسها بيده واكتسح شفتيها بقوة، لتبعده بعد مدة لا تعلمها وهي تقول بصوت متهدج: زين! نحن في الشركة.

رمقها بمكر قائلًا: لا تلعبي بالنار من البداية إذًا ... لا تشعلي الفتيل وتهربي.

ابتسمت بخجل وأخفت وجهها بصدره، فضمها بقوة وبعد لحظات من الصمت وهو يفكر بتصرفاتها في الفترة الأخيرة تساءل بحنو قائلًا: حوري! هل هناك ما يضايقكِ مؤخرًا؟

نفت حور الأمر ورغم ذلك لم يأبه لإجابتها التي يثق تمامًا بأنها ليست صحيحة فقد سبق ورآها تحاول مسح دموعها فور دخوله الغرفة، ليتساءل بجدية: هل هي دادة فاطمة؟ هل عادت لتضايقك؟

ضمت شفتيها تحاول إيجاد كذبة مقنعة؛ فهي تعلم بأنها إن أخبرته ستحدث مشكلة أخرى وربما يطردها كما هدد من قبل، ثم قالت: لا ... أنا فقط ... أفكر كثيرًا بموضوع الحمل مؤخرًا ... أخشى أن يتأخر حدوث حمل بعد انتهائي من الأدوية ونحن لم نعد صغيرين والجميع يريد رؤية أطفالنا.

ضمها زين بقوة أكبر قائلًا: يا حبيبتي لا زال أمامنا سنوات لنحظى بها بالأطفال ... كما أن الأمر لا علاقة له بالعمر ... هذا رزق من الله وسيأتي في موعده الذي اختاره الله لنا.

دمعت عينا حور قائلة: أعلم كل هذا، لكن الأمر يختلف بالنسبة للنساء يا زين ... فرص الإنجاب تقل بعد الخامسة والثلاثين.

قالتها بحرقة وشفاه ترتعش لمحاولتها منع بكائها مما جعل قلبه يعتصر ألمًا عليها حيث وضع يده على وجنتها الناعمة وقال بحنو: قبل عيد ميلادك الخامس والثلاثون ستكونين حامل صدقيني ...

ابتلع غصته وقال ممازحًا وهو يغمزها بعبث: سأبذل جهدًا مضاعفًا عقب انتهاء أدويتك لا تقلقي.

ضربته بقبضتها على صدره وهي تهتف بحنق مصطنع: قليل أدب.

ضحك زين، ثم قبل جبينها قائلًا بجدية: توكلي على الله وثقي بكرمه يا حوري ... لا تعدي السنوات ولا تحسبي الأيام ... فعندما يشاء الله سيحدث ما يريد ولو كان الأمر يبدو مستحيلًا ... قولي يا رب.

همست ترددها برجاء وقد انسابت دموعها بحرارة على وجنتيها، فمسحها بأنامله وبقي يربت عليها ويتلو آيات من القرآن حتى غفت بين أحضانه. نهض يحملها وفتح الباب الداخلي لغرفة الاجتماعات الذي يفضي إلى مكتبه مباشرة ليتجنب رؤية أحد لهما وهناك أدخلها للغرفة السرية كي تنام مرتاحة.

......................................

أبت أن تغادر قبل أن تنتقم لنفسها من تلك الإهانة التي شهد عليها الجميع، وستردها بإهانة أكبر لمن تعتبره السبب بها. أخرجت ورقة صغيرة الخاصة بتدوين الملاحظات التي يستعملها الموظفون هنا، وخطت بضع كلمات وهي تحاول تغيير خطها، واستغلت أن الجميع في استراحة الغداء، ثم دخلت لتضعها على مكتب غريمتها. أنهت مهمتها وخرجت لتأخذ حقيبتها وتغادر منتظرة اللحظة المناسبة.

دخلت سلمى ووجدت بعض الأوراق المتناثرة بسبب الهواء الذي دخل من النافذة التي تركتها مرام مفتوحة قليلًا كي يتم تهوية الغرفة؛ فالغرفة تصبح مضغوطة وتشعرها بالاختناق. حملت سلمى الأوراق، لتدرك بأنها تعود لمرام، فوضعتها على مكتبها ومن بينها تلك الملاحظة الصغيرة.

أتت مرام بعد دقائق وأخبرتها بشأن الأوراق، فشكرتها مرام، ثم نظرت للملاحظة وتساءلت قائلة: من ترك هذه الملاحظة؟

قلبت سلمى شفتيها قائلة: لا أدري ... ربما وتين ... كانت تقول بأننا نحتاج للدفاتر والأقلام وكذلك أوراق للطابعة بما أننا نطبع الملفات بدلًا من ليان في فترة غيابها.

ضمت مرام شفتيها؛ فهي لا تريد الذهاب لتلك الغرفة مجددًا، ثم قالت بحيرة: لا أعلم إن كانت قد أخذت المفتاح أم لا ... لم تخبرني بشيء عندما كنا نأكل معًا.

هتفت سلمى بعدم اكتراث: ربما نسيت ... إنها تنسى كثيرًا كما تعلمين.

تنهدت مرام بضيق وخرجت متجهة لمكتب ليان؛ فهي تعلم أين تحتفظ بالمفتاح ووجدته مكانه. أخذته وتوجهت نحو المخزن. في الوقت ذاته كان قد أنهى غداءه في كافتيريا الشركة ويود النهوض ليعود إلى مكتبه، فوصلته رسالة من رقم مجهول تطلب منه القدوم إلى المخزن على الفور بطريقة مغرية، فابتسم بعبث وتساءل في نفسه من هذه التي تشتاق إليه لهذا الحد لدرجة أنها حصلت على المفتاح وتنتظره هناك. لم يكن يريد تكرار التجربة، ولكنه محض فضول تمكن منه ولم يستطع مقاومته.

دخلت مرام إلى المخزن وقد امتعضت ملامحها فور تذكرها لما رأته هنا وحاولت الاتصال بوتين، ولكنها لم تجب؛ فالأخرى كان هاتفها على الوضع الصامت والتقت بجواد في المصعد الأمر الذي جعل عقلها يتوقف وتفكر بمحاولة خلق حوار معه.

تأففت مرام بضيق وقررت أن تبحث بنفسها عما يحتاجونه وأخذه دون مساعدة وتين. توجه بخطوات سريعة نحو المخزن يحركه فضوله الذي لم يعلم بأنه يقوده للهاوية غافلًا عن العيون الماكرة التي تراقبه وتنتظر دخوله كي تحقق انتقامها.

دخل المخزن الذي وجده مفتوحًا، لتدرك بأنها قد وصلت وخطتها تسير على ما يرام، لذا يجب أن تسارع بتنفيذ ما أرادته قبل خروجهما. تفاجأ كل منهما برؤية الآخر هناك، ولكنه سرعان ما ابتسم قائلًا بعبث: طالما أنكِ تحبين هذه الطريقة، فلماذا ترفعتِ وتكبرتِ في البداية؟!

عقدت مرام حاجبيها وهي تعود للخلف كلما تقدم منها، لتقول متسائلة: ما الذي تقصده بكلامك هذا؟ وما الذي أتى بك إلى هنا؟

تأفف أوس بحنق وقال: ألم ترسلي لي رسالة تقولين فيها بأنكِ بانتظاري هنا؟

هتفت مرام بغضب وذعر: هل جننت؟ أنا لم أرسل شيئًا ... أتيت لإحضار بعض المستلزمات ... اخرج من هنا على الفور.

شعر أوس بأن هناك خطب ما وقبل أن يحلل الأمر ويفكر به سمع كلاهما صوت جلبة في الخارج وأصوات أشخاص مما زاد الذعر في قلب مرام، لتتساءل قائلة: ما الذي يحدث هنا؟ ما الذي يقوله هؤلاء؟

فتح الباب فجأة وكان هناك رجال أمن وموظفون من ضمنهم أماني التي كانت تقول بصوت مرتفع بأنها رأتهما يمارسان الرذيلة بالداخل، وبأنه يجب الإمساك بمن في الداخل وطردهم من مكان محترم كهذا. اجتمع الناس وبدأت الأقاويل ولم يكن الأمر صعب التصديق فالكثيرون لاحظوا أفعال أوس مع الموظفات، واستخدام هذه الغرفة تحديدًا.

الأمر الذي فاجأ أماني عندما نظرت للداخل هو رؤيتها لمرام بدلًا من وتين، لتدرك حينها بأن خطتها باءت بالفشل، فضمت شفتيها بغيظ لاعنة غباءها لعدم تأكدها من ذهاب وتين بنفسها فقد فرغت من وضع الملاحظة على مكتبها وذهبت تبحث عن أوس لتضمن ذهابه هو الآخر، ولكن بات عليها الآن الانسحاب والهرب من الشركة بأكملها.

بلغ الأمر لجواد الذي عاد أدراجه راكضًا إلى ذلك الطابق في حين كان الأمن يبعد الموظفين وأوس يصرخ بهم بحنق محاولًا نفي التهمة عنه. وصل جواد بعد لحظات وصرخ بالجميع كي يعودوا إلى مكاتبهم وخلال لحظات لم يبقَ أحد حتى رجال الأمن غادروا. دخل جواد بغضب مستعر وقبض على عنق أوس قائلًا من بين أسنانه: ألا تتعظ أبدًا مما يحدث معك؟! ألا يمكنك التخلي عن قذارتك؟!

رد أوس باختناق: لم أفعل ... شيئًا ... إنها ... مكيدة.

لم يتوقف جواد إلا عندما سمع نحيب إحداهن، فترك عنق أوس ليرى من هذه التي تنتحب الآن بعد أن ضيعت شرفها، ولكنه صدم برؤية مرام، ثم سمع أوس يقول: إن لم تكن تصدقني وتثق بي فصدقها هي ... وصلتني رسالة وأتيت من باب الفضول فقط ... تفاجأ كل منا بالآخر ... إنها مكيدة يا جواد ... لا أعلم المقصود بها هي أم أنا ولكن ...

التفت له جواد وصرخ بغضب عارم: اخرس ... لا أريد سماع صوتك.

وقف جواد أمام مرام التي بالكاد تقف على ساقيها وتجهش بالبكاء، ثم تساءل بهدوء: ماذا حدث؟ أخبريني بكل شيء ولا تقلقي بشأن أحد.

أومأت له بالموافقة وبدأت تروي له ما حدث بصوت مختنق من إثر البكاء، ثم عقب أوس قائلًا: لقد رأيت أماني وسمعت صوتها وهي تهتف محرضة علينا، لكنها هربت فور رؤيتها لنا.

همهم جواد وصك أسنانه بغضب، ثم قال: لأن خطتها فشلت ... كانت تريد الفضيحة لأحد آخر ... كانت تقصد وتين بفعلتها على ما يبدو لتنتقم منها بعد أن تم طردها من الشركة ... أرادت أن تفضح وتين لتطرد هي الأخرى.

عقب أوس بغيظ: الأفعى الماكرة ... على أي حال ... ماذا سنفعل الآن؟! ... أنا لا أهتم، ولكن من أجل مرام ... ستصبح حديث الجميع هنا.

قال كلماته ببرود غير مكترث لوقعها على تلك المسكينة، ليتفاجأ كلاهما برؤيتها تهوي أرضًا مغشيًا عليها. هم جواد بالاقتراب منها، لكن سبقه أوس الذي سارع بحملها بين ذراعيه قائلًا بجدية: سآخذها للمستشفى ... ستحتاج للبقاء نائمة تحت تأثير المهدئات بعد ما حدث.

أومأ له جواد موافقًا إلا أنه رفع سبابته وقال من بين أسنانه محذرًا: لكن إن تجاوزت حدودك معها سأقتلك، هل فهمت؟

هتف أوس بتذمر: ماذا تحسبني؟! هل يعقل أن أستغل فتاة بهذه الحالة؟!

خرج وهو يحملها بين ذراعيه من الباب الرئيسي غير مكترث لنظرات أحد في حين لعنه جواد وشتمه بالكثير من الكلمات وهو يتوجه إلى مكتب زين ليجدوا حلًا لهذه الكارثة وينقذوا سمعة الفتاة.

............................................

وصل بها إلى المستشفى حيث أرشدته الممرضة أين يضعها وعندما رأى طبيبًا يتقدم منها صرخ قائلًا بأنه يريد طبيبة وشدد على ذلك. بعد لحظات أتت طبيبة وطلبت منه الخروج كي تفحصها. همَّ بالرفض، ولكنه خرج مع الممرضة التي طلبت منه بعض البيانات حيث عندما سألته عن صلة القرابة بينهما صمت للحظات، ثم هتف قائلًا بأنه زوجها. لا يدري لماذا وكيف، ولكن كل ما سيطر عليه هو بأنه سيتم إبعاده عنها في حال لم يكن كذلك، وسيطلبون منه الاتصال بعائلتها وهو لا يريد سوى أن يكونا معًا وحدهما.

بعد انتهاء الطبيبة خرجت قائلة: تعرضت لضغط عصبي شديد ... تحتاج إلى الراحة والابتعاد عن أي توتر فعلى ما يبدو جسدها ضعيف وأقترح إجراء المزيد من الفحوصات لها.

رد أوس بعدم اكتراث: أعلم بأنها تحتاج للراحة، لذا يفضل إبقاؤها تحت المسكنات فقد واجهت مشكلة عصيبة وسننتظر ريثما يتم حلها. أريد أن يتم نقلها لغرفة خاصة.

أومأت له بالموافقة، ثم تساءلت قائلة: وبشأن التحاليل؟

رد أوس بضيق: افعلي ما شئتِ، ولكن بسرعة.

تم نقل مرام لغرفة خاصة وأخذت الممرضة عينة من الدم، ثم خففت عقدة حجاب مرام وأبعدته عن عنقها وأوس يحدق بها بنظرات شاردة وعندما همت الممرضة بالخروج هتف قائلة: لا أريد لأي رجل أن يدخل الغرفة، هل كلامي واضح؟

اقترب من سريرها بخطوات متريثة وهو يحدق بوجهها كالمسحور. بدأ يمرر أنامله على وجهها برقة كأنه يرسم ملامحها. خلصها من نقابها وحجابها تمامًا، وفك عقدة شعرها الأسود الحريري الطويل، ثم انخفض نحوها يستنشق عبيرها قائلًا: كيف يمكنكِ أن تكوني بهذا الجمال؟! لم أرَ في حياتي امرأة بهذا الجمال الملائكي يا مرام.

كان قلبه يدق بعنف وهذا شيء غريب عليه. توقفت نظراته عند شفتيها المكتنزتين ولم يعد بوسعه منع نفسه من تذوق شهد هاتين الكرزتين، فانخفض نحوها أكثر، ولكن قاطعه طرقات على الباب، ليتأفف بحنق ويتوجه نحو الباب ليرى من هذا البغيض الذي قاطعه وكانت الممرضة ومعها ثياب المستشفى قائلة بأنها تود تبديل ثياب مرام. ضيق عينيه وأخذها منها قائلًا بجمود: أنا سأفعل.

أغلق الباب بوجهها دون اكتراث، فامتعضت ملامحها من قلة ذوقه. ارتسمت ابتسامة لعوب على شفتيه وهو يقترب من سرير مرام تلك المسكينة الغافلة التي لا تعي لشيء مما يحدث لها بسبب الأدوية. بدأ يجردها من ثيابها بتمهل تام وهو يحدق بها بوقاحة تامة كأنه يريد حفظ كل ما يراه حتى الممات، ولم يستطع منع نفسه من لمس جسدها وطبع قبلات متفرقة عليه. انتهى من إلباسها الثياب، ليجد النيران تشتعل بجسده تطالبه بالمزيد، فتساءل بهمس أمام شفتيها: ما الذي تفعلينه بي يا مرام؟! يبدو بأنني وقعت تحت تأثير سحرك الذي لن يزول إلا إن حصلت عليكِ وأنا الآن أريدك بشدة، ولكن ليس بهذه الطريقة، بل بالطريقة التي ترضينها أنتِ.

طبع قبلة متريثة على جبينها، ثم همَّ بتقبيل شفتيها، لتقاطعه مجددًا طرقات على الباب، فبدأ يشتم ويلعن وتوجه ليفتح الباب بغضب إلا أنه صمت عندما رأى زين وحور أمامه. رمقته حور بحدة ودخلت لترى مرام نائمة دون نقابها ولا حجابها، فالتفتت له بحدة وقالت من بين أسنانها: اخرج على الفور.

ضيق أوس ما بين حاجبيه إثر نبرتها وأمرها هذا، ليسارع زين بجذبه للخارج وإغلاق الباب. جلست حور على كرسي قرب سريرها ترمقها بحزن وألم؛ فهي تدرك معنى أن تمر فتاة بموقف كهذا يسيء إلى شرفها وهي بريئة إضافة إلى أنها تشعر بالذنب تجاهها فلو لم تطرد أماني لما حدث كل هذا.

في الخارج كان زين يستمع لرواية أوس وما حدث بالتفصيل، ثم تنهد بتعب قائلًا: جواد اقترح بأن يحضر أماني ويجبرها على الاعتراف بما فعلته أمام الموظفين وإجبارها على الاعتذار منكما، لكنني أعلم بأنه رغم ذلك سيبقى الحديث مستمرًا، وستكثر الأقاويل لدرجة أنهم قد يقولون بأننا أجبرنا أماني على الاعتذار لإخفاء الفضيحة وحسب.

صمت كلاهما للحظات، ثم هتف أوس بشرود: سأتزوجها.

التفت له زين متسائلًا بتعجب: ماذا قلت؟

نظر له أوس وقال بثقة: سأتزوجها ... على الأقل لبضعة أشهر ريثما ينسى الجميع القصة.

أطبق زين على ياقة قميص أوس وقال من بين أسنانه: هذه الفتاة ليست لعبة أو نزوة، وليست إحدى فتياتك الرخيصات لتقول بضعة أشهر.

حمحم أوس وقال: لم أقصد ذلك ... اهدأ ...

ترك زين ياقته، فأردف أوس قائلًا: مرام تعجبني كثيرًا ولها تأثير عليّ ... أريد الزواج بها، ولكن هذا لا يعني بأنها ستقبل ببساطة؛ فهي لا تطيق رؤيتي حتى ... رغم ذلك أود خوض هذه التجربة فربما خلال هذه الأشهر عندما تعرفني جيدًا تقبل باستمرار الزواج ... هذا ما قصدته.

سرعان ما أخفى أوس نظراته الماكرة قبل أن يلتفت زين نحوه الذي هتف بتهكم: تريد إقناعي بأنك تريد الزواج بها كبقية الأشخاص الطبيعيين؟! أنت والزواج خطان متوازيان لا يلتقيان ... منذ أيام كنت تقول بأنك لا تستطيع تخيل نفسك مع امرأة واحدة لبقية العمر ... فما الذي تغير الآن؟

هتف أوس بحنق: أريدها ... أريدها يا زين ... لا تعلم ماذا يصيبني كلما اقتربت منها أو حتى سمعت صوتها ... تأثيرها عليَّ يتخلل ذرات جسدي بأكملها ... إنها مختلفة عن كل نساء الكون.

ابتسم زين بسخرية قائلًا: هل وقعت في حبها أم ماذا؟

تأفف أوس وأشاح بوجهه قائلًا: ليس حبًا ... محض تأثير ... إعجاب ... لا أدري.

ابتسم زين ابتسامة جانبية وقد أدرك بأن صديقه هذا غرق في بحر العشق، ولكنه ينكر ذلك.

دخلت الممرضة لترى المحلول الموصول بيد مرام، فسألتها حور عن حالها ومتى ستستيقظ، لتجيبها الممرضة، ثم عقبت قائلة: زوجها يريدها أن تبقى نائمة لأطول فترة ممكنة ريثما يقوم بحل المشكلة ولكن ...

قاطعتها حور متسائلة: زوجها؟ من تقصدين؟

أجابت الممرضة: الرجل الذي أحضرها إلى هنا وكان معها ... حتى أنه منع أي رجل من دخول الغرفة لأنها منقبة على ما يبدو ... من الواضح بأنه يحبها ويغار عليها فقد رفض أن أبدل لها ثيابها وفعل ذلك بنفسه.

خرجت الممرضة وتركت حور تغلي من الغضب من وقاحة هذا الأوس. نهضت حور وتفقدت جسد مرام وهي عازمة على سحق أوس والانتقام لهذه الفتاة المسكينة في حال قد قام بإيذائها، ووجدت علامتين على جسدها، لتدرك بأنهما أثر قبلاته المحمومة.

خرجت حور من الغرفة كالإعصار ... كلبؤة شرسة تريد الانقضاض على فريستها ... أحكمت قبضتها وانطلقت نحوه لتوجه له لكمة قاسية في معدته جعلته ينحني على نفسه محاولًا كتم ألمه.

اتسعت عينا زين وتساءل باندهاش عما يحدث، لتقول بحدة من بين أسنانها وهي تحدق بأوس: هذا الحقير استغل غياب مرام عن الوعي وبدل لها ملابسها بنفسه بدلًا من الممرضة وفوق كل هذا كان يقبل جسدها بكل وقاحة وفضحته تلك العلامات التي تركها.

لكمه زين بكل قوة فطرحه أرضًا، ثم قال: ماذا أفعل بك؟! قل لي ماذا أفعل كي تتوقف عن قذارتك هذه؟! حتى هذه المريضة المسكينة لم تدعها وشأنها ولم تحترم مصابها؟! كيف لك أن تستغل حالتها تلك؟!

هتف أوس بغضب: قلت لك سأتزوجها ... ليس وكأنني سعيد بالحالة التي أصبحت عليها ولا بما فعلته بها ... أكره عدم سيطرتي على نفسي أمامها فلست أنا من يستغل مرض فتاة أو حالة عدم الوعي لديها ... لكن أمامها يضيع ثباتي وأنسى كل شيء.

أمسك زين بياقته وقال: ستكلم أهلك وتخبرهم بأنك تود الزواج بها دون أن تتفوه بأي شيء مما حدث ومن ثم ستذهبون لطلب يدها من أهلها وتحدد موعد عقد القران بأسرع وقت ممكن. سنتحدث معها لإقناعها بكل هذا، ولكن يبقى مصير هذا الزواج بيدها هي سواء أرادت أن تكمل أم لا، وإن حدث وأجبرتها على شيء سأدع جواد يتولى أمرك، هل فهمت؟

تركه زين بقوة ارتد على إثرها أوس خطوتين للخلف، ليرد وهو ينكس رأسه: فهمت ... فهمت.

نظرت حور لزين بتعجب واعتراض على ما قاله، ثم جذبته من يده بعيدًا عن أوس وقالت بصوت منخفض:

- ما الذي قلته له؟! أي زواج هذا؟!

- هذا هو الحل الأنسب يا حور.

- لا ... لا يمكن أن نعالج الخطأ بآخر يا زين ... مرام لا تطيقه ولا زالت تخافه بسبب الحادثة السابقة، فكيف ستتزوجه؟

- حور! أوس يحبها ويبدو بأنه سيتغير من أجلها.

- لو بقي معها لوقت أطول لن أستغرب إن اعتدى عليها ... هذا شخص لا يؤتمن ... حتى هي لن تقبل بذلك.

- الناس لن تتركها وشأنها يا حور صدقيني ... لن نتمكن من إسكات أفواههم جميعًا.

- سنجد طريقة ما، لكن لا يمكن لمرام أن تتزوج بشخص كهذا. ماذا لو أنه يريد الزواج بها لينتقم منها ويذلها؟! ماذا لو خانها أو طلقها بعد حصوله مبتغاه منها؟!

- إن أساء إليها سنكون له بالمرصاد ... لن نسمح له بذلك.

تأففت حور وعادت للداخل، فتنهد زين بتعب واستند للحائط خلفه. اقترب منه أوس متسائلًا بهدوء: ماذا هناك؟

أجاب زين دون النظر إليه: حور ليست موافقة على الزواج وتقول بأن مرام أيضًا سترفض.

هتف أوس بضيق: ما شأنها بالأمر لترفض أو تقبل؟!

التفت له زين وقال بحدة: تحدث عن زوجتي باحترام ... بل لا تتحدث عنها مطلقًا ... هل فهمت؟

امتعض وجه أوس وأشاح بوجهه عنه، ثم قال بضيق: أنا سأقنع مرام وستوافق على الزواج.

هز زين رأسه بوعيد وقال: حسنًا، ولكن إن حدث وآذيتها يا أوس فلن تتخيل ما سنفعله بك.

تأفف أوس وقال: أعلم بأنكم لا تثقون بي فيما يخص النساء، ولكن هذه المرة مختلفة صدقني.

رفضت حور أن يتم إعطاء مرام المزيد من المسكنات؛ فهي تريدها أن تستيقظ لترى ما الحل الذي يرضيها وستفعله.

مضت بضع ساعات وبدأت مرام تستعيد وعيها، ثم تحسست وجهها وشعرها، ولكنها اطمأنت عندما رأت حور. بدأت تذرف الدموع وقد تذكرت ما حدث وهتفت باسم حور التي سارعت لتعانقها قائلة: اهدئي .. كل شيء سيكون بخير .. سأعيد لكِ حقكِ يا مرام .. هذا دين في عنقي.

بعد أن هدأت مرام أخبرتها حور باقتراح جواد بأن يجعل أماني تعترف بفعلتها وتعتذر لها أمام الجميع ومن ثم أخبرتها باقتراح أوس ورغبته بالزواج بها، فهزت مرام رأسها برفض قاطع قائلة: لا ... لا يمكنني الزواج برجل مثله ... هذا مستحيل ... أفضل الموت على ذلك.

ارتدت مرام حجابها ونقابها، ثم استدعت حور زين وأوس وكذلك جواد الذي وصل منذ قليل. دخل ثلاثتهم وقلب أحدهم يهفو إليها ويود لو يذهب ويعانقها، ويمسح تلك الدموع العالقة برموشها الطويلة.

أخبرتهم حور بقرار مرام، وبأنها اختارت اقتراح جواد ورمقت أوس بحدة، ليقول الآخر ببرود: لكنها لم تسمع حديثي بعد، لذا لا يمكن الأخذ بقرارها، أليس كذلك؟

ردت حور بحدة: قرارها واضح ولا مجال للنقاش.

عقب أوس بتهكم: لستِ محاميتها الخاصة .. لها لسان وعقل وسأتحدث معها وأناقشها.

أمسك به زين من ملابسه وقال بحدة: هذه آخر مرة أنبهك فيها ... تحدث مع زوجتي باحترام.

رد أوس بحدة هو الآخر وهو ينفض يد زين عنه: ومن حقي التحدث مع مرام وأحاول إقناعها، لذا هلا خرجتم جميعًا لأتحدث معها على انفراد.

همت حور بالرفض إلا أن زين أشار لها بالخروج وعندما بقيت مرام صامتة خرجت معهما. جلس أوس على الكرسي بجانب سريرها وابتسم متسائلًا: كيف حالكِ الآن؟ هل أنتِ بخير؟

ردت مرام بحدة: طالما أنت بقربي فلن أكون بخير أبدًا ... قراري قلته وكلامك لن يؤثر بي.

ابتسم أوس بغضب إلا أنه تمالك نفسه قائلًا: امنحيني الفرصة لأتحدث على الأقل ... مرام ... أنا معجب بكِ وأرغب حقًا بالزواج بكِ.

بقيت صامتة ولم تعقب وهي تنظر أمامها بعيدًا عنه، فأردف قائلًا: ربما لا تصدقين، ولكنني كنت أغيظكِ فقط لتتحدثي معي وتنظري لي ... لم يحدث وأن تأثرت بقرب امرأة مني ... أنت أول امرأة تمتلك هذا التأثير علي ... لن أكذب وأقول بأنني أهيم بكِ عشقًا فأنا حتى لا أعرف كيف يكون الحب ولم أجربه من قبل ... كل ما يسعني قوله هو بأن تمنحيني فرصة فلعلها بذرة حب.

التفتت مرام نحوه وقالت بجمود: ربما يكون لديك بذرة حب تجاهي، ولكن ما لدي هو جبال من الكره تجاهك ... لو كنت آخر رجل في الدنيا فلن أقبل بك، لذا اخرج من فضلك.

ضم شفتيه بغيظ وقال: ألا تعلمين بأنكِ تخاطرين بسمعتك؟! لا حل أمامك لخرس الألسنة سوى الزواج بي.

ردت مرام بتهكم: لكي أنقذ نفسي من شائعة أتورط بزواج يثبت حقيقتها؟! بعد اعتذار أماني وكشف الحقيقة سينسى الجميع الأمر بعد فترة، لذا لا تظن بأنك تملك ورقة ضاغطة.

أغمض أوس عينيه بغضب؛ فهو لم يشأ الوصول لهذه المرحلة معها، ولكن ليس أمامه سوى تهديد هذه العنيدة الآن كي تقبل بالزواج به. أخرج هاتفه يريها صورها التي حصل عليها من هاتفها، ليخبرها بأنه سبق واخترق هاتفها، وهددها بابتسامة خبيثة بنشر صورها، ليكمل قوله بأنه هو من بدل لها ثيابها، بل وقبلها أيضًا في حين كانت هي تشعر بانهيار تام ودموعها تنهمر بغزارة كالمطر، ولسانها انعقد ولم تستطع التفوه بحرف واحد مما جعله يشعر بقلبه يتمزق على حالها إلا أنه تماسك وقال: تزوجي بي ولو لبضعة أشهر ... أنا أرغب بك ولن أتوقف حتى أحصل عليكِ وها أنا أمنحك فرصة الزواج الشرعي ... كما ترغبين ... لقد تحدثت مع أهلي بشأن الزواج ... بقي أن تحددي لنا موعدًا مع أهلك كي نأتي ونطلب يدكِ ونحدد موعد عقد القران ... إن رفضتِ عقب كل ما قلته سأنشر الصور، وسأخبر أهلكِ وكل من تعرفينهم بما تتناقله الألسن في الشركة.

.....................................................

ماذا سيحدث برأيكم؟ هل ستقبل مرام بالزواج من أوس أم ستجد مخرجًا لها من هذه الورطة؟ 💔🤔

لا تنسوا التصويت ⭐️🌹❤️



Continuă lectura

O să-ți placă și

15.7M 340K 55
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
513K 11.8K 40
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
14.1K 468 18
عندما تهان كرامتك.. حتى لو بدون قصد.. عندما يمن عليك الآخرون بما فعلوه لأجلك.. حينها فقط لن تستطيع الصمود.. و البقاء فى حياتهم.. قررت الإبتعاد و الخر...
443K 11.5K 64
جميلة عشقت الوحش 🤍🖤 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد💜✨ قاسي, متملك, قلبه مظلم .. أسهل شئ في حياته القتل .. رغم ثروته التي لا تُعد والقصور والسيارات ا...