عمرُ روحي

By MayamShahid

30.6K 1K 458

لا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمر... More

الشخصيات
الفصل 1 (حديثي مع النجوم)
الفصل 2 (مشاعر هشة)
الفصل 3 (انطفاء الروح)
الفصل 4 (دموع القلب)
الفصل 5 (فرصة أخرى)
الفصل 6 (كابوس مظلم)
الفصل 7 (رماد قلب)
الفصل 8 (هل هي بداية حب؟!)
الفصل 9 (عاصفة سوداء)
الفصل 10 (طريق النهاية)
الفصل 11 (تحت الركام)
الفصل 12 (روح حرة)
الفصل 13 (ملتقى القلوب)
الفصل 14 (روح خلقت لي)
تنويه هام
الفصل 15 (توأم روحي)
الفصل 16 (هل هو الفراق؟!)
الفصل 17 (ليلة وداع)
الفصل 18 (نتيجة اختيار)
الفصل 19 (لقاء الحبيب)
الفصل 20 (فرصة جديدة)
الفصل 21 (على موعد مع الحب)
الفصل 22 (النصيب الجميل)
الفصل 23 (حفل زفاف)
الفصل 24 (مع الشخص المناسب ستزهر)
الفصل 25 (للسعادة مذاق آخر)
الفصل 26 (ظلال من الماضي)
الفصل 27 (لآخر نفس)
الفصل 28 (ارتباك خوف ... أم عشق؟!)
الفصل29 (دقات قلب)
الفصل 30 (ما قبل الطوفان)
الفصل 31 (مزيج غريب)
الفصل 32 (أحتاج إليك)
الفصل 33 (خطوات الشيطان)
الفصل 34 (الكلب الأسود)
الفصل 35 (مكيدة شيطانية)
الفصل 36 (الشر بالمرصاد)
الفصل 37 (كشف المستور)
الفصل 38 (تسوقنا الأقدار)
الفصل 39 (على طريق الحب نلتقي)
الفصل 40 (قريب أم غريب؟)
الفصل 41 (قليل من الوقت بعد)
الفصل 42 (كيد الكائدين)
الفصل 43 (طيف نهاية)
الفصل 44 (الهدوء الذي يسبق العاصفة)
الفصل 45 (روح مهشَّمة)
الفصل 46 (ما بين عشق وظن)
الفصل 47 (دموع خذلان)
اقتباس
الفصل 48 (أزمة ثقة)
الفصل 49 (ما بين أمل وألم)
الفصل 50 (فرحة قلب)
الفصل 51 (دعوة قلب)
الفصل 53 (محنة)
الفصل 54 (أمل بالله لا يخيب)
الفصل 55 (رغم الألم)
الفصل 56 (فرصة ... اختيار)
الفصل 57 (معًا ... مهما طال الطريق)
الفصل 58 (أمان القلوب)
الفصل 59 (تقارب القلوب)
الفصل 60 (أمل قلب لا ييأس)
الفصل 61 (سندي وقوتي)
الفصل 62 (الوصال)
الفصل 63 (سحر العناق)
الفصل 64 (لنسرق من العمر ليلة)
الفصل 65 (طريق العودة)
الفصل 66 (قلب عاصف)
الفصل 67 (ملاك وشيطان)
الفصل ٦٨ (فخ محكم)
الفصل 69 (ما بين بداية ونهاية)
الفصل 70 (هدوء .. غضب)
الفصل 71 (الحمل والذئب)
الفصل 72 (نسمات باردة)
الفصل 73 (انتقام شيطاني)
الفصل 74 (جريمة زفاف)
الفصل 75 (ليلة عصيبة)
الفصل 76 (دوامة حيرة)
الفصل 77 (نهاية كابوس)
الفصل 78 (تحطم الجليد)
الفصل 79 (تساقط الأوراق)
الفصل 80 (طريق مسدود)
الفصل 81 (دقات على باب القلب)
الفصل 82 (انتظار وقرار)
الفصل 83 (الأمل في الحب لا ينتهي)
الفصل 84 (صاعقة الموت)
الفصل 85 (أرواح حائرة)
الفصل 86 (فرصة أخرى)
الفصل 87 (ظلال الماضي السوداء)
الفصل 88 (السقوط في وادي الظلام)
الفصل 89 (تلاحم القلوب)
حسابي على تيليجرام
الفصل 90 والأخير (وتستمر الحياة ... بحلوها ومُرّها)
الخاتمة ❤

الفصل 52 (انهيار)

235 9 2
By MayamShahid

لا تنسوا التصويت للتشجيع على استمرار الرواية ❤💓


- اذهب وأخبر زوجتك بأمر إلغاء العشاء كي لا تجهز نفسها عبثًا.

- لقد كانت ترتب الثياب ومن ثم ستستحم ... عندما تنتهي سأخبرها.

- لقد انتهت ... سمعت صوت الباب يغلق منذ قليل.

امتعض وجهه فلم يعد لديه حجة للتهرب ولا يسعه الذهاب لأنه سيضطر لطرق باب الغرفة وستسمعه أمه لا محالة. ابتعد عن ساقي أمه وهتف قائلًا: آه ... كيف نسيت هذا ... يجب أن أجري اتصالات هامة من أجل العمل ... أمي أين ملابس ليان التي كانت في شقتها؟

أجابت أمه بهدوء: في غرفتك يا بني ... فاطمة وضعت الحقائب هناك.

نظر لأمه وهو يمسك بهاتفه وقال برجاء: دعيها تذهب لتساعدها بوضعها في الخزانة ... إنها مرهقة ولم تشفى جيدًا بعد ومنذ أن وصلنا وهي تقوم بترتيب وطي الملابس في الخزانة.

نهضت أمه قائلة: أنت محق ... سنساعدها.

تنفس الصعداء وخرج إلى الشرفة متظاهرًا بإجراء اتصال كي يتهرب من أمه.

..........................................

غادروا المستشفى بعد الانتهاء من التحاليل نظرًا لأن ظهور النتيجة سيستغرق بعض الوقت وحور لم تعد تحتمل البقاء في المستشفى، فآثروا المغادرة والعودة في صباح اليوم التالي.

في الطريق التفتت حور للمقعد الخلفي حيث تجلس حنان وتساءلت بقلق: هل يمكن أن تكون هذه الأعراض التي لدي بسبب نظامي الغذائي يا حنان؟ هل عدم تناولي للحوم سيؤثر بي لهذه الدرجة بسبب الحمل؟

حاولت حنان رسم ابتسامة على شفتيها وقالت: لا ... طالما أنكِ تتناولين طعامًا صحيًا وتعوضين ما ينقص جسدك من عناصر غذائية فلا بأس بذلك ... ربما يكون لديك حساسية تجاه شيء ما ... أو ربما تناولتِ طعامًا ملوثًا ... هذا طبيعي فمعدتك ليست معتادة على أنواع الطعام هنا يا حور ... وحدوث شيء كهذا وارد جدًا.

كان زين يستمع بصمت وهو يشدد قبضتيه على المقود في حين هزت حور رأسها بالإيجاب وعادت لتنظر أمامها بشرود. لاحظ زين ذلك، فمد يده وخلل أنامله بين خاصتها وابتسم قائلًا: لا داعي للقلق ... ستكونين بخير.

وضعت حور يدها الأخرى على بطنها وقالت: المهم أن يكون هو بخير.

........................................

جلس ثلاثتهم يتناولون العشاء بهدوء وقد استغربت أم يزيد بقاء ليان بحجابها، فتساءلت قائلة: لن يأتي أحد بعد الآن يا ابنتي ... خذي راحتكِ.

بالكاد منع زيد ابتسامته وقد شعر بالبهجة بداخله فها هي خطته بدأت تسير على هواه، وسيجبر ليان في النهاية على التخلي عن عنادها. بقي صامتًا في حين ردت ليان: لم أكن أعلم بذلك ... خشيت أن يأتي أحدهم لتناول العشاء.

ابتسمت أم يزيد وعادت لتبادلهما الحديث بينما كان لهذين الاثنين حديث خاص بلغة العيون. هو يرمقها بكبر وانتصار لأنها ستنام الليلة في غرفته شاءت أم أبت في حين كانت نظراتها ساخطة محذرة كأنها تخبره بألا يحلم بذلك حتى.

............................................

رأى بائع ذرة في الطريق، فأوقف سيارته وهو يسأل حنان إن كانت ترغب ببعض الذرة فلم تعارض. نظرت له حور وابتسمت ليبادلها هو الآخر الابتسامة قائلًا: هذه المرة سأحضرها.

أغلق النوافذ وأقفل السيارة عليهما وأسرع لشراء الذرة المشوية وعيناه تراقب السيارة رغم أن سيارة الحراس خاصته متواجدة في المكان. عاد بعد دقائق، فابتسمت حور قائلة: سنتناول الذرة حقًا هذه المرة.

سألتهم حنان عما يدور بينهما وما قصة الذرة، فبدأت حور تروي لها ما حدث وغذا بها تتذمر قائلة: على الأقل تشاجر من أجلك ... يزيد لم يحدث وأن تشاجر مع أحدهم من أجلي.

ضحكت حور وتساءلت قائلة: وهل تريدينه أن يفعل؟ أليس من الأفضل ألا يقعوا في المشاكل؟

امتعض وجه حنان وقالت: يجب أن يحدث شيئًا كهذا كي تشعر المرأة بأن رجلها يحبها ويغار عليها.

هز زين رأسه بمعنى لا فائدة وقال: مشكلتك بأنك لا تعلمين مدى حب يزيد لكِ.

ابتسمت حنان وقالت: أعلم ... لولا حبه لي لما تحمل جنوني.

ضحكت حور في حين هتف زين ممازحًا: جيد أنكِ تعلمين بأنه صبر وتحمل الكثير.

بينما كان الثلاثة يلتهمون الذرة لاحظت حنان اهتمام زين بحور واعتنائه بها ومسحه لبقايا الذرة عن شفتيها بأنامله وقد باتت تدرك قلقه عليها مما جعلها تنظر لحور متسائلة: هل تشعرين بغثيان أو أي شيء آخر؟

نظرت لها حور وأجابت قائلة: لا، ولكن بطني تؤلمني قليلًا.

انتهوا من تناول الذرة وعادوا للمنزل وعندما باتا أمام شقتيهما هتف زين موجهًا حديثه لحور: ادخلي حبيبتي ... أنا سأخبر يزيد بشيء ما يخص العمل كنت قد نسيته وسآتي على الفور.

أومأت له بالإيجاب ودخلت الشقة في حين فتحت حنان الباب ودعته للدخول قائلة: تفضل ... سأنادي يزيد إن كان لا يزال مستيقظًا.

عندما تأكد زين من إغلاق حور الباب تساءل بصوت منخفض: أنا فقط أردت أن أسألك عن شكوك الطبيب ... تحدثي بصراحة فلم يعد بوسعي الاحتمال.

ارتبكت حنان وتلعثمت قائلة: ربما يكون تسمم غذائي بسيط لأن الأعراض لديها ليست قوية ... عقب نتيجة التحاليل سنتبين الأمر.

رد زين بحنق: إن كان هذا صحيحًا فلمَ لم يبقِها في المستشفى؟!

تنهدت حنان بضيق وقالت: لأن ضغط دمها مرتفع قليلًا بسبب التوتر وإن طلب منها البقاء ستتوتر أكثر وسيؤثر ذلك على الجنين. غدًا سيقوم بالإجراءات اللازمة من أجلها عقب ظهور نتيجة التحاليل.

أغمض زين عينيه بقلق وغضب، فقالت حنان: لا تقلق يا زين ... بإذن الله ستكون هي والجنين بخير.

............................................

عادت أم يزيد لتخبر ليان بأن تأخذ راحتها وتخلع حجابها وهي تهم بالذهاب إلى غرفتها لتنام، فابتسمت ليان وقالت بأنها ستفعل وتظاهرت بذلك حتى غابت أم يزيد عن ناظريها، فتنفست الصعداء وإذا بزيد يرمي بثقل جسده بجانبها على الأريكة وهو يحمل شطيرة بيد وعلبة مشروب غازي بيده الأخرى ويتساءل بخبث: إلى متى ستتهربين من أمي؟!

ردت ليان بقوة: بقدر ما أستطيع ... لا تحلم بتنفيذ خطتك.

ابتسم ابتسامة جانبية وتساءل بتهكم: لماذا؟ هل ستبقين تشاهدين الأفلام على الأريكة طوال الليل؟! لدينا عمل يا حبيبتي.

انتفخت وجنتيها من شدة الغيظ ورفعت سبابتها بتحذير قائلة: أنت ستنام في تلك الغرفة بما أنك لا تريدني أن أنام فيها وأنا سأنام في غرفتك، اتفقنا؟

اتسعت عيناه ورفع حاجبيه وقال بطريقة درامية ليغيظها أكثر: ماذا لو رأتنا أمي؟ ماذا سأقول لها؟ يا لها من فضيحة!

كادت أن تضحك، ولكنها بالكاد منعت نفسها وتمسكت بغضبها وهي ترد قائلة: لقد قلت ما لدي ... وإن لم تقبل سأنام على الأريكة هنا كي تراني وتعرف حقيقة علاقتنا.

اقترب منها وقد لمعت نظرات الخبث في عينيه وقال: لدي حل لكل شيء ... أنا ماهر في الكذب وسأجد حجة لنومك هنا ...

ضمت شفتيها بغيظ، ثم قاطعته بغضب وشجن: شكرًا لأنك ذكرتني بمهارتك في الكذب ... خذ ما تحتاجه من الغرفة لأنني لن أفتح لك الباب حتى الصباح ... وإن بقيت تزعجني سأذهب وأنام مع خالتي وأنت جد كذبة مناسبة لها.

تنهد بتعب وتساءل قائلًا: أنتِ لن تنسي بسهولة، صحيح؟!

دمعت عيناها قائلة: لن أنسى أبدًا.

انسابت دمعتها تزامنًا مع نهوضها متوجهة إلى غرفته، فتبعها ودخل الغرفة خلفها وإذا بها ترمقه بنظرات نارية مما جعله يرفع يديه أمامها باستسلام ويقول: سآخذ وسادتي فقط ... سيكون من الصعب أن أنام من دونها ... احرصي على إيقاظي قبل أذان الفجر لأن أمي تستيقظ عند الفجر وتوقظني عادة للصلاة.

ضمت شفتيها بحنق وهتفت قائلة: ضع المنبه واستيقظ وحدك.

ضم شفتيه ورمقها بحدة متظاهرًا بالغضب وسارع الخطى نحوها مما جعلها تشعر بالخوف وتتراجع بخطوات متعثرة للخلف وإذا به يجذب يديها خلف ظهرها ويقيدهما بقبضته، وبيده الأخرى ثبت رأسها وقرب وجهه منها، فشهقت وهي تحدق في عينيه بارتباك تام وقد تسارعت دقات قلبها بشكل جنوني. انزلقت نظراته من عينيها حتى شفتيها وهمس قائلًا: ليتك تعلمين ما في قلبي لك يا ليان.

دمعت عيناها قائلة بشجن: كيف لي أن أعلم إن لم تخبرني؟! ... وحتى إن فعلت ... كيف عساي أصدقك؟! أنا لم أعد أعرف صدقك من كذبك ... لم أعد أميز ذلك خاصة بعد أن رأيت مهارتك بالكذب اليوم.

رد زيد بحرقة: تعلمنا الكذب من أجل أمي ... قلبها ضعيف ... جميعنا نكذب عندما يتعلق الأمر بأي شيء قد يقلقها ... لمَ لا تفهمين؟!

انسابت دموعها وهي تتساءل بألم وحرقة: وهل تزوجتني من أجلها؟ فقط لتنفذ رغبتها.

هز رأسه بنفي قاطع وهو يكرر كلمة "لا" وأردف قائلًا: أقسم لكِ بأنني أردتكِ زوجة لي يا ليان ... نعم كنت أنوي أخذ الأمور بروية، ولكن قراري كان واضحًا وجميعهم يعلمون بما أحمله في قلبي لكِ ... التوقيت هو فقط ما ظلمنا ولم يمنحنا الفرصة ...

قاطعته بألم وانكسار قائلة: دعني ... أنت تؤلمني.

ترك يديها بسرعة وهو يعتذر بينما بدأت هي بفرك رسغيها ودموعها تنساب بصمت مما جعل قلبه ينتفض بين ضلوعه، وأمسك بيديها مجددًا وتفاجأت به يطبع قبلات رقيقة عليهما من بين كلمات الأسف خاصته وهي ترمقه باندهاش وتوتر وخجل حتى وضع كفيها على وجنتيه وقال: سامحيني ... لم أنتبه بأنني بالغت بالضغط على يديكِ.

سحبت يديها بسرعة وتساءلت بحرقة وهي تبتعد عنه:

- لمَ تفعل هذا بي؟!

- والله لم أقصد ...

- أنا أعني كل شيء ... كل ما تفعله بي ... تربكني وتثير حيرتي وألمي ووجعي ... تارة تبدو ذلك الرجل الحنون الطيب الذي عرفته ... وتارة أخرى تذكرني بذلك البغيض الماكر الذي رأيته ليلة زفافنا ... من أنت ... ما هي حقيقتك؟!

أسرع نحوها واحتضن وجهها بيديه وقال بنبرة حانية: هذا أنا ... زيد ... الذي عرفتِه وأحببتِه وتزوجتِ به ... ما رأيته في تلك الليلة كان محض قناع ارتديته لأحمي نفسي وغروري وكبريائي عندما أعماني الغضب.

أبعدت يديه عنها بعد أن بقيت تحدق به صامتة لبرهة، ومسحت دموعها وهي تقول: خذ وسادتك واخرج من فضلك.

اغمض عينيه وتنهد بتعب، ثم اقترب من السرير وأخذ وسادته، ولكن قبل خروجه اقترب وطبع قبلة على جبينها قائلًا: تصبحين على خير ... يا حبيبتي.

تعمد التشديد على كلمته الأخيرة وهو ينظر في عينيها كأنه يخبرها بأن هذه هي الحقيقة التي ترفض تصديقها وهي بأنها حبيبته ومالكة قلبه الوحيدة، ولا شيء يمكنه أن يغير ذلك مهما حدث.

............................................

انتهيا من تأدية صلاة العشاء وساعدها على التمدد على السرير ووضع الغطاء عليها، ثم همَّ بالابتعاد، فأمسكت بيده متسائلة: إلى أين؟ ألن تنام؟

رفع يدها التي تمسك بكفه نحو شفتيه وقبلها، ثم قال: سأقوم ببعض التمارين.

ابتسمت وهمهمت قائلة: بعض التمارين تعني ساعة.

ابتسم هو الآخر واعتدل بوقفته بجانب السرير قائلًا: ماذا أفعل؟! لا يسعنا حرق السعرات معًا في هذه الفترة كما تعلمين.

اتسعت ابتسامتها وعضت على شفتها السفلى، ثم حمحمت قائلة: حسنًا، قم بتمارينك هنا أمامي.

رفع حاجبه الأيسر وعلى شفتيه ابتسامة لعوب، ثم خلع قميصه المنزلي وبدأ يقوم بتمارينه بهدوء وهي تتأمل عضلاته المشدودة بإعجاب تام. مضى بعض الوقت وبدأ بممارسة تمرين الضغط، فنهضت وقررت مشاكسته، فتمددت أمامه بشكل عامودي بينما كان هو وجهه يقابل الأرض، ويرفع جسده مستندًا على كفيه. بقي يراقب ما تفعله حتى رآها تزحف باتجاهه حتى بات وجهها أسفل وجهه، فابتسم متسائلًا: ماذا تفعلين؟

أجابت ببراءة مصطنعة: أساعدك بالتمرين.

ضحك بخفوت وقال بأنفاس لاهثة إثر ممارسته التمارين: وكيف ستساعدينني وأنتِ تعترضين طريقي؟

ابتسمت بدلال قائلة: مع كل عدة ستحصل على قبلة، ألا يعجبك ذلك؟!

اتسعت ابتسامته وثنا مرفقيه لينخفض بجسده تجاهها وقبلها وكرر فعل ذلك عدة مرات، ثم هتف قائلًا: هذا لن ينفع.

استدار بسرعة ليقابلها واعتلاها ليبدأ بإغراقها بقبلاته وهي تضحك كونه يدغدغها بقبلاته ولمساته حتى توقف وبقي يحدق في وجهها بشرود وقد اعتراه الخوف عليها عندما تذكر كلام الطبيب وكذلك حنان. استغربت شروده وتحديقه بها بصمت وأدركت بأنه يفكر بشيء ما، فرفعت يدها نحو ذقنه لتداعب لحيته التي تخللتها شعيرات بيضاء وقالت: ماذا هناك؟ بماذا تفكر؟

رسم على شفتيه ابتسامة باهتة وأجاب قائلًا: تذكرت المشروع الذي طرحته علي من أجل تطوير شركة البرمجة.

همهمت حور وتساءلت قائلة: هل بدأت بدراسة الأمر؟

اعتدل بجذعه وأمسك بيديها يجذبها هي الأخرى ليساعدها على الوقوف وهو يقول: لم أجد وقتًا في الحقيقة، لكن بما أن زيد قد عاد الآن فسيتسنى لي ذلك، وكنت أفكر باقتراح شيء عليكِ.

ذهب واغتسل بسرعة وعاد إليها ليجدها تنتظره في الفراش وسألته عن ذلك الاقتراح.

- أوس ابن السيد فاروق درس هذا المجال ولديه خبرة طويلة وشهادات عديدة. لقد هاتفني اليوم وقال بأنه سيأتي لمقابلتي خلال يومين أو ثلاثة.

- حسنًا، هل تريد أن تقترح عليه منصبًا؟

- إن وافقتِ ورأيته مناسبًا.

- إن كان ماهرًا كما تقول فلا مانع لدي بالطبع، لكن لا تعطه منصبي.

قالتها بنبرة تحذير طفولية لتمازحه، فضحك زين وعقب قائلًا: بالطبع لن أفعل ... أنتِ الآمرة الناهية لا تقلقي.

ابتسمت بسعادة واقتربت منه تقبله، ثم قالت: هذا هو حبيبي ... لا أريد أن أعاني تحت إمرة شخص لا أعرفه ... ليس لدي طاقة لذلك.

خلل أصابعه في شعرها الحريري وقال: يا حبيبتي أنت مديرة الشركة ويحق لكِ توظيف وطرد من تشائين دون الرجوع لي ... إنه عملكِ يا حور ... وأنا أثق بكِ وأعلم قدراتك ... إن كان أوس بوسعه مساعدتكِ فيما قلته بشأن التطبيقات والذكاء الاصطناعي وما إلى ذلك فوظفيه ... لن يكون الأمر سهلًا ولا أدري إن كان سيقبل فربما لديه خطط أخرى كتأسيس عمله الخاص مثلًا.

قلبت حور شفتيها قائلة: هذا وارد ... لنرى.

........................................

في الصباح خرج الجميع متوجهين لعملهم عقب تناولهم الفطور معًا في بيت أم يزيد وقد بقي كل من ليان وزيد يرمقان بعضهما بنظرات حادة؛ فهما بالكاد استطاعا منع أم يزيد من اكتشاف أمر نومهما في غرفتين منفصلتين لأن زيد غط في النوم ولم يستطع الاستيقاظ إلى أن دخلت ليان الغرفة وأيقظته بصعوبة.

بينما هما في المصعد تذكرت هيئته وهو عاري الصدر ويرتدي سروالًا قصيرًا، فاندفعت الحمرة لوجنتيها من جديد وعادت ترمقه بنظرات غاضبة كونه اضطرها لفعل شيء كهذا.

مضت ساعات وحور تقاوم شعورها بالألم والغثيان والدوار، ثم أتى زين وأخبرها بأن لديه لقاءً هامًا سيذهب إليه ومن ثم سيأخذها إلى الطبيب.

توجه زين إلى المستشفى وقابل الطبيب بعد أن أخبره بقدومه حيث جلس على الكرسي أمام مكتبه وتحدث معه بفراغ صبر.

- أنا لم أعد أحتمل الانتظار ... أخبرني من فضلك بنتيجة التحاليل ... ما بها زوجتي؟

- سيد زين ... أريدك أن تهدأ أولًا ...

- تكلم من فضلك ... فكلامك هذا يوترني أكثر.

- سيد زين ... في الحقيقة ... وجدنا مادة سامة في جسد زوجتك ... ويبدو بأنها كانت تأخذها منذ فترة.

- ماذا؟ مادة سامة؟! ماذا تعني بذلك؟

- نحتاج لإجراء المزيد من الفحوصات لمعرفة ما هي المادة ومدى الأضرار التي سببتها لها.

- ما الذي تقوله؟! هذا غير ممكن ... هي لا تتناول أي طعام أو شراب مجهول المصدر ... حتى وجبة الغداء تصلنا يوميًا إلى الشركة من مطعم موثوق ... وبقية الوجبات تعد في البيت عادة ...

- سيد زين! اهدأ من فضلك ... حسب ما علمت هي لا تأخذ أية أدوية سوى المكملات الغذائية، لذا لا يوجد دواء قد يتعارض مع الآخر ويسبب لها مضاعفات ... إنها تتعرض لتسمم غذائي على جرعات ... وهذا الموضوع بات جنائيًا ويجدر بي الإبلاغ عنه.

- لن تبلغ أحدًا ولن تتفوه بحرف واحد عما قلته للتو ... سأحضرها لك بعد قليل ... وتجري لها الفحوصات والتحاليل التي تريدها ... لكن إياك أن تتفوه بشيء كهذا أمامها ... قل بأنه تسمم غذائي بسبب طعام ملوث ومعدتها لم تحتمله ... سبب جرثومة ما وتحتاج إلى العلاج والبقاء في المستشفى ... جد حجة جيدة وكلامًا مقنعًا تقوله لها.

- من حقها أن تعلم بحقيقة ...

نظر له زين بحدة وقال بشراسة من بين أسنانه: لا ... زوجتي لن تعلم ... لن أسمح لك بإخافتها ...

تنهد الطبيب بقلة حيلة وقال: كما تشاء ... على أي حال أعتقد بأن هذا أفضل ... ارتفاع ضغط دمها سيؤثر عليها سلبًا وقد يؤدي إلى مشاكل لا تحمد عقباها ... لكن عليك تحمل المسؤولية فكما قلت الأمر جنائي.

أجاب زين بسرعة: لا تقلق، سأتولى الأمر بسرية تامة ...

أغمض عينيه وأردف متسائلًا بقلق من الإجابة: ستكون بخير ... أليس كذلك؟

ضم الطبيب شفتيه بتردد، ثم قال: لا يمكنني الإجابة قبل أن أجري المزيد من الفحوصات، لكن بإذن الله ستكون بخير.

إجابة صادمة أخرى جعلت قلبه يتخبط بين ضلوعه، وعقله يكاد يقفز من رأسه، فهب واقفًا وهو يقول بحدة: زوجتي ستكون بخير ... إن لم يكن بوسعك علاجها سآخذها لأفضل مستشفى في العالم.

خرج كعاصفة هوجاء لا يرى أمامه سوى وجه حور الشاحب وابتسامتها الباهتة وهو يشعر بالنار تلتهم صدره. قاوم دموعه وانهياره الوشيك وأمسك بهاتفه يطلب جواد الذي سرعان ما رد عليه.

- جواد! لا تدعهم يوصلون الطعام لحور ... أظنه مسمم.

- ماذا؟ هذا غير ممكن.

- كنت مع الطبيب وأخبرني بأنها تتعرض لجرعات من السم منذ فترة.

- تبًا!

ركض جواد نحو المصعد فقد مضى دقائق منذ أن وصلت وجبتها وبالتأكيد بدأت بتناولها إلا أنه كان يدعو الله ألا تكون قد فعلت. هاتف زين أخاه زيد يطلب منه منع حور من تناول وجبتها على الفور، ليدرك الآخر بأن هناك كارثة وشيكة دون أن يسأل عن التفاصيل. خرج من مكتبه يركض مذعورًا نحو مكتب حور، فرأته ليان مما جعلها تشعر بالقلق وتتبعه وهي تسأله ماذا هناك حتى فتح باب مكتب حور وصدم كلاهما برؤيتها على الأرض تضع يدها على عنقها وقد تحول وجهها للأزرق، ودموعها تنساب على وجنتيها وهي تحاول الوصول إلى هاتفها الموجود على المكتب. ذعر كلاهما وهرعا نحوها حيث بدأت ليان تبكي بينما حملها زيد بين ذراعيه وخرج متوجهًا نحو المصعد وإذا بجواد يخرج منه وهاله رؤية حور بتلك الحالة.

تجمد جواد للحظات، لكنه سرعان ما استعاد ثباته لأن الموقف يتطلب منه ذلك حيث رافقهم إلى المرآب وطلب منهم ركوب سيارته على الفور. وضعها زيد في المقعد الخلفي وجلست ليان بجانبها وهي تبكي بينما جلس هو بجانب جواد الذي انطلق بأقصى سرعة نحو المستشفى.

هاتف جواد زين وطلب منه العودة إلى المستشفى لأنه في طريقه إلى هناك مع حور. أوقف زين سيارته فجأة، فاصطدمت السيارة التي خلفه بسيارته، لكنه لم يأبه، بل تساءل بقلق: ما بها حور؟ هل هي بخير؟

ضم جواد شفتيه للحظات وقال: يبدو بأنها تعرضت لجرعة كبيرة من السم.

تساقطت دموع زين وقال بصعوبة بالغة: لكنها ما زالت حية ... ستكون بخير ... صحيح؟

انهمرت دموع زيد وهو يستمع لصوت أخيه المعذب المذعور، ثم التفت نحو حور ووجدها قد غابت عن الوعي وليان ترمقها بصدمة وقد تجمدت الدموع في عينيها. وضع كفه على فمه كي لا يصل صوته إلى أخيه فيزداد ذعرًا. ازداد ارتباك جواد ولم يعد يدري ماذا يقول وإذا بزين يصيح بغضب يسأله عنها، فقال: ستكون بخير ... أخبر الأطباء فقط أن يستعدوا لاستقبالها على الفور.

لا يعلم كيف عاد إلى المستشفى بعد أن استدار بسيارته غير مكترث للسيارات من حوله. ركض للداخل ينادي الأطباء ويصرخ بأعلى صوته. أتى الطبيب وسأله ماذا جرى وبدأ زين يخبره بما علمه وبتناولها جرعة إضافية وعلى ما يبدو بأنها كبيرة هذه المرة.

بدأ الطبيب يملي أوامره لطاقم الأطباء والتمريض من حوله في حين خرج زين ينتظر وصول جواد وقلبه ينبض بعنف كأنه على وشك مغادرة صدره. أوقف جواد السيارة أمام المستشفى، فهرع زين نحوها وحمل حور بين ذراعيها، وشعر بقلبه يكاد يتوقف عندما رأى وجهها ولا شيء يدل على أنها لا زالت على قيد الحياة. لم يعد بوسعه التنفس وبالكاد استجاب للأطباء الذين طالبوه بوضعها على السرير المتحرك لأخذها للداخل.

ركض زين خلفهم إلى حيث يقتادونها في حين هتف جواد لزيد قائلًا: ابقَ معه ... سأعود للشركة لأتحرى عن الأمر.

كانت ليان قد هرعت خلف زين وحور، ثم تبعهم زيد.

أغمض جواد عينيه وهو يتذكر مأساته وفقدانه لزوجته والجنين الذي كانت تحمله في أحشائها ودعا الله ألا يذيق زين نفس الألم.

أمسك بهاتفه وكلم ذراعه الأيمن وهو أكثر شخص يثق به وقال من بين أسنانه:

- هل دخل أحدهم للمكتب عقب خروجنا؟

- لا، أنا أقف هنا منذ خروجكم كما طلبت مني.

- قم باستدعاء المختصين على الفور ... أريد فحص الطعام والبصمات ... كل من لمس طعامها أريده أمامي.

- أمرك.


.......................................................................

مين برأيكم حاول إيذاء حور؟ عدو قديم أم جديد؟ 🤔

لا تنسوا التصويت فضلًا

Continue Reading

You'll Also Like

284K 3.4K 86
قصة حب مليئة بالاحداث المثيرة والمؤامرات
153K 3.7K 77
دلفا للشقة ليلقى حازم المفاتيح بعصبية يلتف خلفه لكنه لم يجدها دلف الغرفة ليجدها هناك تنزع حجابها لينسدل شعرها اتجه لها يمسك ذراعها المكتنز بقوة آلمته...
147K 3.3K 75
الرواية سرد وحوار عامي في بادية الأمر وفي النهاية بدأ يتحسن السرد والحوار، من تقرأ للأدباء ولا تحب قراءة الأفكار المتكررة والحوار المليء بالايموجي لن...
302K 9.6K 96
رومانسيه هل ينشأ الحب بقلبها مره أخري... ولكن بمن تقع في الحب.. ب زعيم عصابات..