عمرُ روحي

By MayamShahid

30.6K 1K 458

لا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمر... More

الشخصيات
الفصل 1 (حديثي مع النجوم)
الفصل 2 (مشاعر هشة)
الفصل 3 (انطفاء الروح)
الفصل 4 (دموع القلب)
الفصل 5 (فرصة أخرى)
الفصل 6 (كابوس مظلم)
الفصل 7 (رماد قلب)
الفصل 8 (هل هي بداية حب؟!)
الفصل 9 (عاصفة سوداء)
الفصل 10 (طريق النهاية)
الفصل 11 (تحت الركام)
الفصل 12 (روح حرة)
الفصل 13 (ملتقى القلوب)
الفصل 14 (روح خلقت لي)
تنويه هام
الفصل 15 (توأم روحي)
الفصل 16 (هل هو الفراق؟!)
الفصل 17 (ليلة وداع)
الفصل 18 (نتيجة اختيار)
الفصل 19 (لقاء الحبيب)
الفصل 20 (فرصة جديدة)
الفصل 21 (على موعد مع الحب)
الفصل 22 (النصيب الجميل)
الفصل 23 (حفل زفاف)
الفصل 24 (مع الشخص المناسب ستزهر)
الفصل 25 (للسعادة مذاق آخر)
الفصل 26 (ظلال من الماضي)
الفصل 27 (لآخر نفس)
الفصل 28 (ارتباك خوف ... أم عشق؟!)
الفصل29 (دقات قلب)
الفصل 30 (ما قبل الطوفان)
الفصل 31 (مزيج غريب)
الفصل 32 (أحتاج إليك)
الفصل 33 (خطوات الشيطان)
الفصل 34 (الكلب الأسود)
الفصل 35 (مكيدة شيطانية)
الفصل 36 (الشر بالمرصاد)
الفصل 37 (كشف المستور)
الفصل 38 (تسوقنا الأقدار)
الفصل 39 (على طريق الحب نلتقي)
الفصل 40 (قريب أم غريب؟)
الفصل 41 (قليل من الوقت بعد)
الفصل 42 (كيد الكائدين)
الفصل 43 (طيف نهاية)
الفصل 44 (الهدوء الذي يسبق العاصفة)
الفصل 45 (روح مهشَّمة)
الفصل 47 (دموع خذلان)
اقتباس
الفصل 48 (أزمة ثقة)
الفصل 49 (ما بين أمل وألم)
الفصل 50 (فرحة قلب)
الفصل 51 (دعوة قلب)
الفصل 52 (انهيار)
الفصل 53 (محنة)
الفصل 54 (أمل بالله لا يخيب)
الفصل 55 (رغم الألم)
الفصل 56 (فرصة ... اختيار)
الفصل 57 (معًا ... مهما طال الطريق)
الفصل 58 (أمان القلوب)
الفصل 59 (تقارب القلوب)
الفصل 60 (أمل قلب لا ييأس)
الفصل 61 (سندي وقوتي)
الفصل 62 (الوصال)
الفصل 63 (سحر العناق)
الفصل 64 (لنسرق من العمر ليلة)
الفصل 65 (طريق العودة)
الفصل 66 (قلب عاصف)
الفصل 67 (ملاك وشيطان)
الفصل ٦٨ (فخ محكم)
الفصل 69 (ما بين بداية ونهاية)
الفصل 70 (هدوء .. غضب)
الفصل 71 (الحمل والذئب)
الفصل 72 (نسمات باردة)
الفصل 73 (انتقام شيطاني)
الفصل 74 (جريمة زفاف)
الفصل 75 (ليلة عصيبة)
الفصل 76 (دوامة حيرة)
الفصل 77 (نهاية كابوس)
الفصل 78 (تحطم الجليد)
الفصل 79 (تساقط الأوراق)
الفصل 80 (طريق مسدود)
الفصل 81 (دقات على باب القلب)
الفصل 82 (انتظار وقرار)
الفصل 83 (الأمل في الحب لا ينتهي)
الفصل 84 (صاعقة الموت)
الفصل 85 (أرواح حائرة)
الفصل 86 (فرصة أخرى)
الفصل 87 (ظلال الماضي السوداء)
الفصل 88 (السقوط في وادي الظلام)
الفصل 89 (تلاحم القلوب)
حسابي على تيليجرام
الفصل 90 والأخير (وتستمر الحياة ... بحلوها ومُرّها)
الخاتمة ❤

الفصل 46 (ما بين عشق وظن)

455 12 2
By MayamShahid

تصويتكم هو دعم وتقدير للرواية ولي للاستمرار بالكتابة

فلا تبخلوا بالضغط على زر النجمة


جلست أمام طاولة الزينة بعد انتهائها من مسح تبرجها البسيط الذي كان يزين ملامحها، وخلعت حجابها مطلقة العنان لشعرها. نظرت للساعة على هاتفها واستغربت تأخره حتى هذا الوقت مما جعلها تشعر بالقلق وتفكر بأن هناك خطب ما قد حدث حقًا وهو سبب توتر زيد. ترددت بشأن الاتصال به، ولكن لم يعد بوسعها تحمل هذا القلق أكثر.

عندما سمع رنين هاتفه وأدرك بأنها هي تنهد بتعب وقد انتبه للساعة وأدرك بأنه قد تأخر عليها وعليه أن يجد ذريعة كي لا يتسبب في قلقها.

- لم أنتبه للوقت يا حبيبتي سامحيني.

- أردت فقط الاطمئنان عليك ... هل كل شيء بخير؟

- أجل يا حبيبتي ... انشغلت مع بعض الأصدقاء فقط ولم أنتبه للوقت ... دقائق وسأكون عندكِ.

- حسنًا.

تعلم بأنه لا يقول الحقيقة، ولكنها لن تناقشه على الهاتف على أي حال فقد اعتادت على إخفائه عنها الكثير من الأمور، وتعلم تمامًا بأن دافعه هو إبعاد القلق والخوف عنها ورغم هذا تريده أن يشاركه بكل شيء مهما كان سيئًا، ولكن متى عساه يفهم ذلك؟!

نظر لجواد قائلًا: يجب أن تجدوا هذه المرأة يا جواد ... إن وصلنا لها سنصل إلى التسجيل كاملًا ولا يمكن أن يصدق زيد الحقيقة دون أن يراه.

هز جواد رأسه بالإيجاب فهو يعرف ذلك جيدًا، لذا ها هم الآن يشاهدون جميع تسجيلات المراقبة الخاصة بالفندق ليعلموا من هذه المرأة وكيف ومتى دخلت بعد أن علموا بأنها ليست موظفة في الفندق ولا يعرفها أحد.

عقب جواد قائلًا: اذهب إلى زوجتك كي لا تقلق أكثر.

أومأ له زين بنعم، ثم قال وهو يحدق بهاتفه: لقد أرسلت رسالة لزيد إن كان بوسعي التحدث معه، لكنه لم يرها ولم يرد، ولا يمكنني الاتصال به في وقت كهذا ... أرجو أن يدع شكوكه جانبًا وتسير الأمور بينهما على خير حتى نجد الدليل.

ابتسم جواد وقال: أنت واثق بها رغم ما سمعته ورأيته.

رد زين بابتسامة أخرى قائلًا: لقد بتنا نعرف معادن الناس بعد هذا العمر وكل التجارب التي مررنا بها كما أنني تعلمت منك الكثير.

لاحت ابتسامة خفيفة على شفتي جواد، ثم قال: اذهب ودعني أكمل عملي.

ابتسم زين وخرج من غرفة المراقبة في الفندق متوجهًا نحو المصعد، ليذهب إلى جناحه وما هي إلا دقائق حتى دخله ورأى حور تتقدم نحوه بقلق وهي لا تزال ترتدي فستانها وقد تركت شعرها ينساب على جانبي وجهها وظهرها. سارع بعناقها قبل أن تسأله عن أي شيء وحاول التهرب قائلًا: سأدخل لأستحم بسرعة، لكن لمَ لمْ تبدلي ثيابك بعد؟

رمقته بغيظ قائلة: ليس لدي ملابس كما أنني لم أستطع خلع الفستان وانتظرتك لتساعدني بفك سحابه العالق.

ابتسم زين قائلًا: هذا من دواعي سروري كما أنكِ لستِ بحاجة للملابس هذه الليلة.

عقبت من بين أسنانها بعد أن وقف خلفها وبدأ بتحريرها من فستانها: دعكَ من وقاحتك الآن وأخبرني ما الخطب ... وإياك والكذب.

سقط فستانها أرضًا، ثم أمسك بيدها وسحبها نحو الحمام متجاهلًا كلامها وهو يقول: دعينا نملأ حوض الاستحمام ونستمتع بالمياه الدافئة ... لقد تعبنا اليوم ... طلبت منهم وضع شموع معطرة وورود ... هل فعلوا ذلك؟

أخذت نفسًا عميقًا وهي تمشي معه محاولة التحكم بغضبها، لتقول من بين أسنانها بغيظ: لم أتفقده بعد.

شرع بإشعال الشموع وملء الحوض بالمياه الساخنة المتدفقة، ولا تنكر بأنها تاقت لتجربته فالحمام وكل ما فيه كان جميلًا ومبهجًا ويبعث الراحة والاسترخاء في النفس. انتهى وعاد ليقف أمامها وهو يخلع قميصه وسرواله، ثم بدأ بتحريرها من بقية ملابسها وهو يحاول تشتيتها بحديثه عن الموضوع الأساسي حتى هتفت بغيظ قائلة: كفى ... لست طفلة صغيرة لتخدعني بهذا الأسلوب ... قل بأنك لا تريد إخباري وحسب ... قل بأنك لا ترتاح بمشاركتي كل ما يحدث معك، ولكن توقف عن اللف والدوران معي.

تركته وجلست في الحوض لعل المياه الدافئة تساعدها على الاسترخاء والهدوء. رمقها بتردد وندم فهو دائمًا ما يكرر هذا الخطأ لأن قلبه يشفق عليها من مشاركتها بكل مشكلة تحدث فهو يعلم كم هي عاطفية وسريعة التأثر.

جلس في الحوض هو الآخر وضمها من الخلف قائلًا: سأخبركِ، ولكن سيبقى الأمر بيننا، اتفقنا؟

ردت بغيظ: لست ثرثارة كما تعلم ولا أفشي الأسرار.

ابتسم زين وضمها بقوة أكبر قائلًا: الحمد لله بأنكِ لست مثل حنان.

ابتسمت رغمًا عنها، ثم بدأ يروي لها ما حدث من البداية حتى آخر شيء كان يفعله مع جواد وما طلبه منه، لتقول باندهاش:

- لا ... لا يعقل أن يصدق زيد شيئًا كهذا ... ليان لا يمكن أن تفعل ذلك ... إنها ليست من هذا النوع يا زين.

- أعلم يا حبيبتي، لكنه بالفعل يشك في أمرها وأخشى أن يصدق ذلك.

- كيف ذلك؟ ألم يعرفها طوال الفترة الماضية؟

- حور! زيد يمكنه أن يغير نظرته عن الشخص بلمح البصر ما أن يطرأ هناك ظرف أو دليل يثبت خلاف ذلك ... لقد كان يعرف ندى وشهد ما حدث بيننا وما آلت له الأمور وكذلك كارمن ... يمكنك القول بأن لديه عقدة ثقة سواء في أمور النساء والحب أو حتى على مستوى العمل لأننا شهدنا خيانة أشخاص مقربين لنا وكان آخرها زينة.

- أنا أتفهم كل هذا، ولكن ليان مختلفة ... إنه يحبها وتزوجها رغم الظروف و كان مقتنعًا بها.

- أجل، لكن هذا لا يمنع أن يشك بها للأسف، والأسوأ من ذلك بأنه يمكن أن يقسو عليها بشدة فقسوته تكون بمقدار حبه للشخص.

- هل يعقل أن يسيء إليها أو يشير إليها بأصابع الاتهام؟

- لا أدري ... أتمنى ألا يفعل شيئًا غبيًا يندم عليه ... جواد يبذل ما بوسعه ليحصل على دليل براءة ليان بأسرع وقت ممكن قبل أن يقدم زيد على حماقة ما معها.

- يا لها من مسكينة! حظها سيء ... حتى في حفل زفافها لا زال ذلك الوغد يلاحقها ويريد إيقاعها في مكيدة جديدة.

صمتا لبعض الوقت، ثم قالت حور بقلق: زين! لقد وضعوا كاميرا مراقبة من جديد وعادت تلك المرأة بعد مغادرة ليان وزيد للجناح وأخذتها ... ألا تعتقد بأنهم وضعوا شيئًا في بقية الغرف؟!

ضمها إليه بقوة وأجاب مطمئنًا: لا يا حبيبتي ... اطمئني ... لقد أرسل جواد المختصين لفحص جميع الغرف مجددًا قبل صعود الجميع إلى غرفهم بعد أن علم بأمر التسجيل ... لم يجدوا شيئًا ولم يدخل أحد غرفنا بعد ذلك.

أسندت ظهرها ورأسها لصدره وأغمضت عينيها مستسلمة للشعور الرائع المنبعث من اصطدام المياه الدافئة بجسدها، لتقول: كم أحتاج لتدليك! أشعر بأن عضلات جسدي بأكملها متصلبة.

ابتسم ورد بعفوية: يمكنني أن أحجز لك في قسم التدليك هنا في الفندق، ما رأيك؟

فتحت عينيها وضيقت ما بين حاجبيها وهتفت بقوة قائلة: لا ... لا أريد.

استغرب ردها في الوهلة الأولى، ولكنه سرعان ما فهم سبب رفضها ألا وهو تشوه عنقها وأذنها، فأي مختصة ستقوم بهذا العمل دون أن ترى نظرات الخوف أو الشفقة أو الاشمئزاز في عينيها؟!

أغمض عينيه بندم للحظات وقد أدرك بأن ذهابها لمركز تدليك يعني بأن العديد من العيون ستراها، فحاول تدارك الأمر قائلًا: حسنًا، ما رأيك بإحضار مختصة إلى البيت؟ ستكونين أكثر راحة حينها، أليس كذلك؟

هتفت حور بحنق: قلت لك لا أريد ... كلمة وقلتها فلا تقف عندها.

نهضت حور تاركة الحوض ولفت جسدها بمئزر الاستحمام وخرجت، فأغمض زين عينيه مستاءً من نفسه فهو يعلم كم هي حساسة تجاه هذا الأمر بالذات وتكره معرفة أحد بوضعها، فما باله بأنه يراها ويلمس ندبتها وخاصة إن كان غريبًا؟! ربما بالنسبة له بات ذلك عاديًا فهو حقًا لا يهتم ولا يرى تلك الندبة، وبات يراعي موضوع ضعف السمع لديها عندما يتحدثان بصوت منخفض ويتحدث بالقرب من أذنها السليمة كي تسمعه.

خرج بعدها بلحظات وقد ارتدى هو الآخر مئزره، ووجدها تمسك بالفستان وتضعه في الخزانة ووجهها يخبره بمدى غضبها. في الحقيقة ليس غضبًا إنما محض حزن وألم وحسرة تخرج بين الحين والآخر على شكل غضب.

جلست على طرف السرير تتفقد هاتفها، فاقترب وجلس خلفها واضعًا يده على كتفها برفق وأسند رأسه على كتفها الآخر وقال: حبيبتي ... لمَ أنتِ غاضبة مني الآن؟! ... لقد قلت ذلك بعفوية لأنني أريد راحتك وحسب ... سامحيني إن كنت قد قلت ذلك دون التفكير بمشاعرك تجاه شيء كهذا.

دمعت عيناها وهزت رأسها بالنفي وقالت: أنت لم تقل شيئًا خاطئًا ... أنا فقط حساسة تجاه الأمر ... لأنني أكره رؤية نظرات الشفقة من جهة ولأنني أخشى أن يتم استخدام ذلك ضدي.

استغرب زين جملتها الأخيرة وتساءل باستغراب قائلًا: ضدكِ؟! ماذا تعنين؟

ابتسمت بتهكم والذكريات بدأت تلوح في الأفق قائلة: عندما تسقط الأقنعة وتنكشف الوجوه الحقيقة في المواقف الصعبة كان هذا أول ما تم جرحي به ... عندما لا يجدون بك ما يعيبك أو يسيء إليك ... يستخدمون عجزك لنعتك بأبشع الصفات وتحويلك إلى مسخ مخيف أمام الجميع ... هناك من اعتبرتهن صديقات، ولكن عند الخصومة لم يجدن سوى كشف سري هذا واستخدامه وسيلة للإساءة لي ... نعم كنا أطفال ومراهقات ... صغيرات نجهل مدى وقع الكلمات على الآخرين ... لكنها تبقى جارحة ... تبقى محفورة في الذاكرة ويصعب نسيانها ... أصبحت انطوائية وقليلة الكلام، ولا أجيد التعامل مع الناس، ولست متحدثة بارعة، ولا أجيد حتى المجاملة أو المزاح، ولكنه يبقى أفضل من أن أتقرب من أحد وأجده يستغل ضعفي ليسيء لي ويجرحني في أول موقف صعب نمر به.

ضمها بذراعيه من الخلف وهو يحاول التحكم بالدموع التي اقتحمت مقلتيه وقال بتأثر: أنت أجمل امرأة رأيتها في حياتي يا حور ... جميلة الشكل والروح ... نقية القلب ... لا تدعي أحدًا يشعرك بأي نقص ... من ينعتك بشيء من هذا تأكدي من أنه يعاني من تشوه الروح وبشاعة القلب.

انسابت دموعها قائلة: لطالما شعرت بالنقص الذي ازداد مع الوقت بسبب تعرضي للتنمر ... شخصيتي الضعيفة الهادئة كانت مغرية للمتعطشات إلى القوة من الفتيات ... أنا تلقيت أول خيانة لي من صديقتي التي كانت جارتنا ... كنت في السابعة من عمري ... قبل الحادث ... أبليت جيدًا في دروسي وكنت الأولى على صفي ومدحتني معلمتي أمام الجميع ... هل تعلم ماذا فعلت بي؟ ... أخذتني في طريق العودة من طريق مختصر لا نسلكه في العادة، ولكنه كان أقرب إلى منزلها ... هناك بدأت بضربي ولم أستطع الدفاع عن نفسي ... حدث كل شيء بسرعة وهربت إلى بيتها ... عدت للبيت ورأتني أمي وجدتي بشعري المبعثر وهيئتي المزرية وسألوني عما حدث، فأخبرتهم من بين شهقاتي بما فعلته بي.

صمتت وهي تتذكر ذلك اليوم الذي بالكاد تتذكر لمحات منه بعد أن حاولت جاهدة مسحه من ذاكرتها مما جعله يسألها وهو يشدد من عناقه لها: ماذا حدث بعد ذلك؟

ابتسمت حور قائلة: هجمت جدتي على بيتهم وهي تتوعدها وتكيل لهم الشتائم والأم تحاول تهدئتها بعد أن اختبأت الفتاة في إحدى الغرف ... أراهن بأنها ذاقت رعبًا لا يوصف بسبب جدتي ... كنتُ المفضلة لدى جدتي بسبب وضعي هذا ... تدافع عني بشراسة تامة ولا تأبه لأحد.

ابتسم زين وقبل وجنتها قائلًا: رحمها الله ... عليَّ أن أشكرها على ما فعلته من أجلك ... ذكريني بأن نخرج صدقة عن روحها.

التفتت له ورمقته بحب وإعجاب ورفعت يدها تداعب ذقنه قائلة: جيد بأنك حلقت ذقنك ... كانت شائكة ... رغم أنها تزيد وسامتك.

اتسعت ابتسامته حتى ظهرت غمازتيه، ثم أطبق على شفتيها بقبلة مليئة بالحب والشغف وهو يجذبها إليه أكثر ليغرقها في بحر عشقه الذي لا ينضب.

.....................................................

لا تدري كم مضى على مكوثها أسفل المياه بعد أن فقدت الإحساس بالوقت وجفت دموعها وهي تتساءل ما الذي فعلته في حياتها كي تستحق أن يحدث معها كل هذا؟!

نهضت عن الأرض وأغلقت المياه وأكملت خلع فستانها الممزق، ثم ارتدت مئزر الحمام وخرجت لتبحث في حقيبتها عن ملابس ترتديها. فتحت الحقيبة لتجدها مليئة بملابس تليق بعروس وليس فيها شيئًا مريحًا للنوم مما كانت معتادة عليه، فعادت للبكاء من جديد إلا أنها تمالكت نفسها بسرعة وأخرجت شيئًا مناسبًا وارتدته. وضعت الحقيبة جانبًا وجسدها يرتعش من البرد بعد بقائها كل هذا الوقت أسفل المياه الباردة. حاولت إيجاد جهاز التحكم بمكيف الهواء لتطفئه، ولكنها لم تجده مما زاد الأمور سوءًا، ولم يكن أمامها سوى أن تلتحف بذلك الغطاء لعله يشعرها بالدفء.

هربت من الواقع بالنوم بعد أن بكت مطولًا على وسادتها وهي تلوم نفسها كونها المخطئة؛ لأنها صدقت بأن رجلًا مثله وبمكانته سينظر لفتاة يتيمة وفقيرة ويحبها ويتزوج بها، والأسوأ من هذا بأنها قبلت الزواج به دون أن تأخذ أي مهلة للتفكير وربما هذا ما جعله يظن بأنها تطمع به.

في الغرفة المجاورة كان يستمع ويشاهد التسجيلات مرة تلو الأخرى وعيناه تذرف الدموع وفي صدره نيران مستعرة. يود لو بوسعه النهوض وتحطيم كل شيء من حوله ليخفف من الغضب والقهر والحرقة التي تعتمل في صدره، ولكن ليس بوسعه فعل ذلك كي لا تشعر به. وضع يده على فمه يكتم صوت بكائه وهو يتساءل في داخله لمَ فعلت به ذلك ولمَ حدث كل هذا؟!

.............................................

أشرقت شمس يوم جديد وهناك من بات يستعد للمغادرة مثل السيد فاروق وزوجته الذين كانا على عجلة من أمرهما ليعودا إلى منزلهما بما أنه يوم عودة ابنهما "أوس". من ناحية أخرى كانت فاطمة قد جمعت متعلقات الجميع من الجناحين الذين قاموا بالتجهز فيهما لحفل الزفاف، وطلبت أم يزيد من أحد الرجال أن يذهب بتلك الملابس لجناح يزيد والآخر لجناح زين.

أخذ زيد الحقائب الورقية ومنحها لحنان التي كانت تطعم الطفلين، فضمت شفتيها بتذمر قائلة: سنعود لارتداء ملابس الأمس ذاتها ... لو أن زين أخبرنا بأمر المكوث هنا لأحضرنا معنا بعض الملابس ... كيف عساه يقرر شيئًا كهذا دون الرجوع إليك على الأقل؟! أنت أخاه الأكبر ورغم هذا دومًا يتصرف على أنه ليس الأكبر وحسب، بل الآمر والناهي في كل شيء.

تنهد يزيد بتعب وتذمر وقال: بالله عليكِ لا تبدئي ... أمضينا وقتًا جميلًا فلا تفسدي كل شيء من جديد.

ابتسمت حنان ونهضت لتقترب منه قائلة بصوت منخفض ونبرة مليئة بالدلال: ما رأيك بأن أرسل الطفلين لأمي ليومين ونبقى هنا؟

ابتسم ورفع حاجبه من دلالها وابتسامتها التي تذيب غضبه تجاهها وعندما طال صمته بدأت ترجوه بلطف ودلال اشتاق له كثيرًا، فابتسم وأومأ برأسه موافقًا وعقب بسرعة قائلًا: لكن ليوم واحد فقط، وسأدع الولدين يعودان مع أمي وغدًا صباحًا سنعود للمنزل.

هتفت حنان بحماس قائلة: موافقة، لكن يجب أن أذهب لأحضر بعض الملابس.

عقب يزيد بهدوء: لا داعي لذلك ... سأذهب أنا وأعود بسرعة لأنني أحتاج لبعض الأوراق.

رمقته بتذمر قائلة: أوراق؟! هل ستعمل هنا أيضًا؟! هل كثير علينا أن نأخذ يومًا واحدًا بعيدًا عن العمل؟!

رمقها بتحذير وقال: حنان! عملي لن يستغرق أكثر من ساعة ... يمكنك إمضاؤها في مركز التدليك في الفندق إن شئتِ.

ضمت شفتيها ووزعت نظراتها تفكر بالأمر، ثم ابتسمت قائلة: حسنًا، فكرة جيدة.

تنفس يزيد الصعداء ودخل إلى الغرفة ليبدل ثيابه؛ فهو منهك بالفعل ولا يود بدء أي جدال معها بعد أن تصالحا وأمضيا وقتًا جميلًا ليلة أمس.

................................................

سمع زين صوت طرقات على باب جناحهما، فسارع بالنهوض قبل استيقاظ حور، ليجد بأن أحد رجاله أحضر ثيابهما بناءً على طلب فاطمة. شكره وأخذ ما في يده وعاد إلى الداخل ووجدها تتقلب في نومها وتهمهم متسائلة ماذا هناك، فابتسم ومسح على رأسها قائلًا: أحضروا ملابسنا فقط ... عودي للنوم حبيبتي.

ردت برضى: جيد.

ابتسم وهو يراها تعود للنوم، فقبل جبينها وأخذ هاتفه ليخرج إلى الشرفة ويهاتف جواد. نظر جواد لهاتفه وأجاب على اتصال زين وهو يجلي صوته، فقال زين: هل أزعجتك؟ هل كنت نائمًا؟

أجاب جواد: كيف عساي أنام؟! لا زلت أبحث عن تلك الماكرة رغم أنني أشعر بأن مخرج هذه المسرحية بأكملها هي ندى، ومروان والبقية محض ممثلين لا أكثر.

تنهد زين ووضع يده خلف رأسه ممسكًا بشعره للحظات، ثم قال:

- أطلعني على المستجدات.

- دخلت الفندق بهيئة امرأة ثرية، ثم تسللت وسرقت البطاقة من إحدى الموظفات بحركة ماهرة للغاية بالكاد يمكن ملاحظتها لتتمكن من فتح أي غرفة بها.

- هل استأجروا سارقة محترفة أم ماذا؟

- هذا ممكن ولن تمانع من أجل حفنة من المال، لكن إن كانت بالفعل كذلك فهناك فرصة جيدة لإيجادها.

- تقصد في حال كان لديها سجل إجرامي لدى الشرطة؟

- أجل، لدينا صورتها وبالفعل أرسلتها لأحد الأصدقاء في الشرطة ليتحرى عنها.

- حسنًا، هل علمت شيئًا آخر؟

- عندما خرجت من الفندق كانت هناك سيارة بانتظارها في نهاية الشارع وبعد البحث عنها وجدنا بأنها مسروقة.

- هذا يعني بأننا عدنا لنقطة البداية.

- للأسف ... أحتاج للمزيد من الوقت ... آمل أن يكون لديها سوابق فهذا سيوفر علينا الكثير من الوقت ... حاول التحدث مع زيد قبل موعد الطائرة ... يجب أن تتحدث معه يا زين.

- أعلم هذا ... سأنتظر خروجهما وأستغل الفرصة لأتحدث معه على انفراد.

أنهى مكالمته وعاد ليجلس على السرير بجانب حور، فاتكأ بقربها وهو يرمقها بحب ويود لو يوقظها ويغازلها ويمازحها إلا أنه يعلم بأن ذلك سيزعجها؛ فهما لم يناما إلا عقب تأديتهما لصلاة الفجر. مرر أنامله برقة على طول ذراعها، فهمهمت بنعاس وهي مغمضة العينين متسائلة عن الساعة، فابتسم وأجابها بأنها التاسعة صباحًا مما جعلها توليه ظهرها وتقول بتذمر: دعني أنام إذًا.

ضحك زين، فالتفتت له وقد فتحت عينيها بغيظ قائلة: متى تنام أنت؟ أريد أن أفهم؟ كم ساعة نمت؟ ألستَ متعبًا؟!

أمسك بوجنتها وهو يبتسم بتعب لمسته بنبرة صوته وهو يقول: متعب، ولكن لا يسعني النوم. لدي ما يؤرقني يا حور.

رمقته بحزن واعتدلت بجلستها على السرير وهي تعدل الوسائد خلف ظهرها وتجذب الغطاء عليها جيدًا متسائلة: ماذا حدث مع جواد؟ هل وجد شيئًا جديدًا؟

أومأ لها بالنفي قائلًا: عدنا لنقطة الصفر ... جواد سيستخدم علاقاته في الشرطة للوصول إلى خيط ما.

أدركت بأن هذه المرة ليست هي من تحتاج إلى حضنه لتشعر بالأمان والسكينة، بل العكس، ففتحت ذراعيها وابتسمت وهي تشير له بالاقتراب مما جعله يبتسم باستغراب للوهلة الأولى، فقالت وهي تشير له بيديها ليقترب قائلة: تعال ... هيا.

أدرك غايتها من هذا العناق، فابتسم واقترب مستسلمًا لها واضعًا رأسه على صدره لعل الضجيج الذي بداخله يهدأ قليلًا. ضمته بكلتا ذراعيها ويدها تمسح على شعره ووجهه بكل حب ورقة، ثم قبلت جبينه قائلة: سيكون كل شيء بخير يا حبيبي ... إنه ابتلاء واختبار وعلينا أن نصبر ... طالما نحن جميعًا معًا فسنجد الحقيقة، ولن نسمح لأحد بأن يفرق عائلتنا.

ابتسم عند سماعها تقول عائلتنا رغم أن المشكلة تخص أخاه وأحكم تطويقه لخصرها بذراعيه ينشد بعض الراحة ريثما يحين موعد مغادرة زين وليان إلى المطار.

............................................

استيقظ على صوت الطرقات على باب الجناح بصعوبة؛ فهو بالكاد نام بعد صلاة الفجر بعد أن بكى ودعا الله أن يلهمه الصبر وينير بصيرته، وألا يدعه يقاسي الأمرين بهذا الزواج وهو الذي صان نفسه واتقى الله كي ينال في النهاية امرأة صالحة وليس محتالة كاذبة تسعى وراء المال.

فتح الباب ليجد موظفة تدخل عربة طعام الفطور. عقب خروجها نظر إلى الساعة وقد عزم على تنفيذ قراره. اقترب من باب غرفتها وتردد في طرقه في البداية إلا أنه طرقه بقوة أفزعتها، وهتف بحنق: هيا انهضي ... يجب أن نخرج بعد قليل ... إياكِ أن تتأخري.

كانت تشعر بالألم في كل مفاصل جسدها والحرارة تجتاح جسدها، لتعلم بأنها قد مرضت لا محالة. ضمت شفتيها وقد دمعت عيناها وهي تستمع لتلك النبرة الغاضبة، وتساءلت بحنق بصوت منخفض: من الذي يحق له أن يغضب الآن عقب كل ما قاله؟!

نهضت بصعوبة وأخرجت ملابسها وبدأت بارتدائها، ثم نظرت لنفسها في المرآة بعد أن عقدت حجابها وتحسست حرارة جبينها وأدركت بأنها مرتفعة، ولكنها على أي حال لن تخبره بذلك حتى لا يظن بأنها تستجدي عطفه أو اهتمامه.

خرجت إليه ووجدته يرتشف القهوة وبالكاد تحكمت بدموعها التي بدأت تجتمع في مقلتيها فور أن وقع بصرها عليه. ألقى عليها نظرة سريعة وقال بلهجة آمرة غاضبة: تناولي فطورك بسرعة كي نخرج ... طريقنا طويل.

ابتسمت بتهكم وقالت بحدة: لن أذهب معك إلى أي مكان ... لا تحسب بأنني قبلت بالهراء الذي تفوهت به ليلة أمس ... سنخرج من هنا إلى المأذون على الفور لتطلقني.

وضع فنجانه جانبًا واقترب منها بسرعة ممسكًا بذراعها بقسوة قائلًا من بين أسنانه: لا تمثلي أمامي دور صاحبة الكرامة المجروحة وما إلى ذلك من هراء ... أعرف عينتكِ جيدًا ... قلت لكِ سأطلقك بعد بضعة أشهر ... تصرفي جيدًا إلى ذلك الحين.

نفضت ليان يده عنها بقوة ورفعت سبابتها أمامه وقالت محذرة: أولًا، إياك وأن تلمسني مجددًا ... ثانيًا، لست مجبرة على إكمال هذه اللعبة ... أنا لست دميتك يا سيد زيد ... وإن كنت تخشى المؤخر فأنا لا أريده، وسأعيد لك الهدايا التي قدمتها أنت وعائلتك لي.

ابتسم زيد بسخرية قائلًا: وهل تحسبين بأنني سأصدقكِ أو سأقتنع بأنكِ لستِ جشعة ولم تقبلي بهذا الزواج من أجل المال؟! أنت مخطئة ... عدا عن كل هذا ألا تخشين على سمعتكِ وما قد يقوله الناس عندما أطلقك في اليوم التالي لزواجنا؟! ... ألا تعلمين ما قد يقولونه عنكِ؟

ضمت شفتيها بحنق وقد بدأت الدموع تجتمع في عينيها الجميلتين في مشهد جعل قلبه ينقبض قهرًا وألمًا، ولكن ليس عليه أن يضعف أمامها. ابتعد عنها بضع خطوات وأولاها ظهره كي لا يضعف ويرق قلبه لها، ليسمعها بعد لحظات تقول بأسى وحرقة: لماذا تزوجتني إذًا طالما أنك تظن بي كل هذا؟ لماذا لم تخبر والدتك بكل هذا وترفض الزواج بي بدلًا من أن تخدعني وتوهمني بأنك تمتلك مشاعر تجاهي؟!

كيف عساه يقول بأنه لم يكن يخدعها، وبأن قلبه الأحمق عشقها بالفعل، ولكن هي التي غدرت به؟! لن يذيقها طعم الانتصار عليه. لم ولن يفعل، بل استدار ليقول بغطرسة وغرور: لم أجد فتاة تستحق حبي واهتمامي وتركت الحرية لأمي منذ وقت طويل لتختار لي زوجة وفي النهاية اختارتكِ أنتِ ... لا يعقل أن أرفض لأنها لن تقبل فعل ذلك مجددًا وأنا فقدت الأمل من إيجادي لفتاة تستحقني.

ابتسمت ليان بألم وقد تساقطت دموعها قائلة: نعم ... لن تجد فتاة تستحقك بغرورك وخداعك وغطرستك وأقنعتك الكثيرة التي تخفي بها بشاعتك.

ازدرد ريقه محاولًا إخفاء حزنه وغضبه بقناع البرود، ثم قال: دعكِ من هذا الهراء واستعدي لنغادر ... ولن أكرر تحذيري لكِ ... ستتظاهرين بالسعادة أمام الجميع ... إن حدث وقلتِ شيئًا أو حتى لمحتِ لما حدث بيننا، فسأجعل حياتكِ جحيمًا ... وأنا قادر على هذا.

رمقته بحزن وخيبة وهي ترى هذا الرجل الغريب تمامًا عنها ... لا تدري أين ذهب ذلك الرجل الذي أحبته وشعرت بأنها لمست النجوم من شدة سعادتها بزواجها منه ... أين اختفى ذلك الحنون وتلك الابتسامة التي تذيب قلبها عشقًا؟! ... أين عساها تبحث عن الأمان والملاذ الذين وجدتهما معه؟!

فكرت للحظات أين ستذهب إن حدث وأخبرت عائلته وأجبرته على أن يطلقها الآن؟! لأن هذا سيعني بأنها ستترك الشقة وكذلك عملها، فهل ستعود إلى مسكنها القديم لتكون لقمة سائغة لمروان؟! حتى لو وجدت مكانًا آخر لتسكن فيه فمروان لن يدعها وشأنها، وسيصل إليها أينما ذهبت. مسحت دموعها وقد اختارت جحيمه بدلًا من جحيم مروان وقالت: حسنًا، سأقبل بشروطك من أجل هذا الزواج الصوري، لكن لدي شروطي أنا أيضًا.

ضيق عينيه وهو يرمقها بترقب وتوقع بأنها ستطلب مبلغًا كبيرًا من المال لقاء صمتها وإذا بها تقول: سيكون عليك احترامي كزوجة وتحفظ كرامتي أمام الجميع بما أنني سأفعل المثل معك ... عندما نكون وحدنا ستعود علاقتنا كسابق عهدها وهي علاقة رسمية كغريبين ... أريد غرفة نوم لي وحدي ... لا يمكنك لمسي ... ولا يسمح لك بإهانتي لأنني لم أقترف أي خطأ بحقك، بل أنت من فعل ... أظن بأن ثلاثة أو أربعة شهور ستكون كافية وبعد ذلك ستطلقني.

اكتفى بإيماءة من رأسه تعلن موافقته فهو لا يريد جدالها، وليس له طاقة لفعل ذلك، ولا يريدها أن تعاند فتذهب وتخبر أمه بما حدث بينهما لأنه سيضطر عندئذ لإخبارها بكل شيء وحينها ستكون صدمتها قوية بهذه الفتاة التي اعتبرتها ابنة لها.

.........................................................

خرج زيد وليان من الجناح، فوجدا زين يقف مع جواد في الردهة. ابتسم زين ملقيًا تحية الصباح ومباركًا لهما بلطف، ولم يخفَ عليه أو على جواد تلك الابتسامة المصطنعة التي رسمها كليهما. خرجت أم يزيد مع فاطمة وكذلك حور، وتبعهما بعد لحظات يزيد وحنان وطفليهما كي يسلموا على العروسين قبل سفرهما حيث سيمكثون لنحو ثلاثة أسابيع يقومان خلالها بجولة في أوروبا.

أمسك زين بذراع زيد وجذبه لينفرد به بعيدًا عن البقية وقال بصوت منخفض: علمت بكل شيء ... نحن نبحث عن المرأة التي وضعت الكاميرا في الجناح وبالتأكيد هذه مكيدة ما من مروان وأشك بأن ندى خلفهم ... أخبرني بأنك لم تقم بشيء قد تندم عليه مع زوجتك.

لاذ زيد بالصمت وقد تجهم وجهه وبدا عليه الغضب، فهتف زين من بين أسنانه وهو يحكم قبضته على ذراعه: تكلم ... هل قلت لها شيئًا سيئًا أو جرحتها؟ ... هل اتهمت زوجتك بشيء؟

رفع زيد نظره نحوه قائلًا: وماذا إن فعلت؟ هل هي بريئة؟ لقد حصلت على تسجيلات بالصوت والصورة لهما، وسألتها إن كانت قد قابلت أحدهم بعد أن بقيت وحدها في الجناح، لكنها أنكرت ... لو لم تكن مذنبة لما أخفت عليَّ أمرًا كهذا.

ضم زين شفتيه بحنق إلا أنه حاول ضبط أعصابه كي لا يلاحظ أحد ما يجري بينهما وقال من بين أسنانه: هل أنت أحمق؟ ألست ماهرًا بوضع الاحتمالات لأي أمر؟! ألم تفكر بأن هناك احتمال بأنها تخشى إفساد فرحتكما مثلًا بليلة زفافكما؟! ألم تفكر بأنه قد يكون هددها أو قال شيئًا جعلها تخشى أن تتحدث معك؟! ألم تفكر بأن التسجيلات بأكملها قد تكون مزيفة؟!

صمت زيد وأشاح بوجهه، فأخذ زين نفسًا عميقًا وقال بهدوء وهو يضع يديه على كتفي زيد: زيد! أنت لست أخي الصغير وحسب ... تعلم بأنك بمثابة ابني رغم فارق السنوات البسيط بيننا ... أنا لا أريدك أن تندم على شيء فعلته بلحظة غضب وتسرع ... ليان فتاة طيبة ورقيقة ولا يمكن أن تفعل شيئًا من هذا ... عندما تظهر براءتها من هذا الاتهام ستندم كثيرًا يا زيد ... لكن يا ترى هل سيكون بوسعك إصلاح ما أفسدته بينكما؟! لا تدع غضبك وعقدة عدم الثقة التي تسبب بها الماضي أن تدفعك لظلم الفتاة الوحيدة التي دخلت قلبك.

دمعت عينا زيد وقال بحرقة وهو يخفض صوته: لقد رأيت التسجيلات بعيني وسمعت بأذني يا زين ... لا يمكن أن يكون مزيفًا.

ضمه زين إلى صدره عندما رأى أمه تنظر لهما محاولًا إخفاء وجه زيد عنها وهمس له قائلًا: ليست الحقيقة دائمًا فيما نراه أو نسمعه ... أنت ذكي وتعلم ما قد وصلت إليه التقنية الآن ... عدا عن هذا ثق بالفتاة التي اختارها قلبك ودخلت قلوبنا جميعًا بعفويتها وطيبة قلبها وبراءتها ... ثق بها يا زيد وأصلح ما أفسدته من فضلك ... أيام قليلة وسأضع بين يديك دليل براءتها.

فرقا ذلك العناق وعقب زيد: هل أنت واثق من براءتها لهذا الحد؟

ابتسم زين وهو يربت على وجنة أخيه الصغير بحب: ليس أنا وحسب، بل حور وجواد كذلك ... أي شخص هنا سيعلم بما حدث ويرى التسجيلات التي تقول عنها سيكذبها ويصدق ليان ... حتى لو رأينا وسمعنا بأذننا ذلك الحوار لن نصدقه لأننا نعلم بأن هناك أمرًا ما سيجعل القصة مختلفة.

فرت دمعة من عين زيد وسارع بمسحها، فابتسم زين محاولًا إخفاء حزنه على أخيه وقال: اتركها لله ... استمتع برحلتك وانسَ كل ما حدث ... صدقني إنها محض محاولة فاشلة لتدمير سعادتنا.

أومأ له زيد برأسه رغم عدم اقتناعه التام بما قاله زين؛ فالشك لا زال ينتابه كلما تذكر تلك التسجيلات وموافقتها على دفع المال لمروان بعد كل ما قاله، فلمَ عساها تدفع له وتحاول إسكاته بالمال إن كان كاذبًا؟!

عاد لأمه وعانقها عناقًا طويلًا وهو يحاول التحكم بمشاعره، فكم يود في هذه اللحظة أن يبقى في حضنها ويبكي ويشكو لها همه، ولكنه بات رجلًا كبيرًا وليس طفلًا. شعرت أم يزيد بشيء غريب من عناقه هذا، فرجحت الأمر لسفره وابتعاده عنها بما أنه ليس معتادًا على الابتعاد عنها لفترة طويلة. ربتت على ظهره بحنان قائلة: يا حبيبي! ها قد كبرت وتزوجت ... استمتعا بوقتكما وأرسلا لي الكثير من الصور ... دعني أطمئن عليكما بين الحين والآخر ... انتبه لنفسك ولزوجتك يا صغيري.

فرقا ذلك العناق بصعوبة ونظر لها بابتسامة يحاول إخفاء حزنه خلفها وهو يقول: انتبهي لنفسك أنتِ أيضًا ... سأشتاق إليك يا أمي.

نبرة صوته جعلت قلبها يشعر بالقلق رغمًا عنها فالأم تعرف متى يكون فلذة كبدها في ضيق وها هو صغيرها المدلل يكبح دموعه، ونبرة صوته الحزينة جعلت قلبها يرتجف في مكانه.

ودعا الجميع بابتسامة زائفة متوجهين نحو المصعد وجواد يرافقهما حتى وصلا إلى السيارة، ليقول زيد: سأقود بنفسي ولا أريد أن ترافقني سيارة الحراسة.

ابتعد السائق ليفسح المجال لزيد إلا أن جواد أوقفه وقال من بين أسنانه: ما الذي تنوي عليه؟

صمت زيد وأشاح بوجهه، فأمسك جواد بذراعه وقال: تكلم ... تعلم بأنني لن أتركك تغيب عن عيني.

زفر زيد بسأم وقال: لن أسافر ... سأذهب إلى المزرعة وسنعود بعد بضعة أيام وحسب.

رد جواد بحنق وهو يخفض صوته كي لا يصل حديثهما إلى ليان قائلًا: هل أنت أحمق؟ ألم تقتنع بعد كل ما قاله لك زين؟

أغمض زيد عينيه ورطب شفتيه قائلًا: أنتم محقون وربما يكون كلامكم صحيحًا، ولكن ... هناك أسئلة عالقة في عقلي ولا يمكن أن يتم إسكات شكوكي تلك إلا بالأدلة.

شدد جواد من قبضته على ذراع زيد حتى شعر بالألم إلا أنه ضم شفتيه وكبت ألمه حيث عقب جواد قائلًا: هل أنت أحمق؟ لا تدمر سعادتك بيدك ... ثق بالمرأة التي أحببتها كما وثقت هي بك ... عندما يكون بين يديك دليلًا حقيقيًا ضدها حينها يحق لك أن تتكلم، ولكن ما حدث كان مؤامرة واضحة.

رد زيد من بين أسنانه وهو يجذب ذراعه من قبضة جواد: دعني وشأني.

تركه جواد بحنق وقال: افعل ما شئت ... لكن لا تأتِ باكيًا عندما تظهر الحقيقة ... يا للخسارة! ظننتك أذكى من هذا ... هيا ادخل سيارتك ... سنرافقكما للمزرعة.

احتل زيد مكانه خلف المقود وألقى عليها نظرة سريعة وهي تجلس بجانبه بهدوء وتشيح بوجهها نحو النافذة بشرود. يقسم بأنه لم يرَها يومًا بهذا الحزن حتى عندما حاول مروان اختطافها، ليعود ويسأل نفسه هل كان حقًا كل ذلك محض تمثيل؟!

انطلق جواد بسيارته خلفهما وتتبعه سيارة الحراسة وهو يشتم زيد بحنق، ثم أمسك بهاتفه وأجرى مكالمة بالرجل المسؤول عن المزرعة طالبًا منه تنظيفها ووضع الطعام والشراب فيها وكذلك تشديد الحراسة لاستقبال العروسين.

لم يعد بوسع ليان مقاومة ذلك الألم الذي يجتاح جسدها لدرجة أنها باتت ترتجف أكثر بعد أن قام زيد بتشغيل مكيف الهواء في السيارة. شعر زيد بذلك وهم بإغلاقه إلا أن غضبه جعله يتراجع ويثني نفسه عن الاهتمام بها.

مضى وقت لا بأس به واستغربت بأنهما لم يصلا إلى المطار بعد خاصة بأنهم قد اختاروا الفندق ليكون قريبًا من المطار. التفتت إليه وتساءلت بصوت متعب وملامح شاحبة:

- متى سنصل إلى المطار؟ أما زال الطريق طويلًا؟

- لسنا ذاهبين إلى المطار.

- إلى أين إذًا؟

- إلى الفيوم ... لدينا مزرعة هناك ... سنمضي بضعة أيام فيها ونعود.

ظن بأنها ستعترض أو على الأقل ستتساءل عن سبب تغييره لرأيه، لكنها أشاحت بوجهها وعادت لنفس وضعيتها الصامتة.

.......................................

كان زين في مكتبه بعد أن أوصل حور مع أمه وفاطمة إلى المنزل، ثم توجه إلى الشركة بعد أن بدل ثيابه وترك حور لترتاح هناك. استغرب تأخر جواد فمن المفترض أن يكون قد عاد بعد أن أوصلهما للمطار مما جعله يهاتفه ليطمئن عليهم وعندئذ أخبره جواد بقرار زيد.

- هذا الأحمق! لم يقتنع بعد كل ما قلته.

- ولن يقتنع إلا بعد أن نريه الدليل.

- حسنًا، اهتم بهما يا جواد. دع أفضل رجالك هناك فلا أريد أن يستغل مروان الفرصة.

- لا تقلق، ما أن نصل سيكون كل شيء جاهز وسيكونان بأمان تام هناك.

- شكرًا لك ... لا تتعب نفسك بالعودة اليوم ... يمكنك البقاء هناك هذه الليلة إن شئت.

- أنا بخير ... سأتدبر أمري ... أنا أتابع كل شيء فلا تقلق وركز على عملك وحسب.

ابتسم زين وشكره من جديد فهو يعلم بأن جواد يبعد عنه الكثير القلق، ويتولى الكثير من الأمور التي لو تُرِكَت له لما كان قادرًا على إيجاد وقتٍ للراحة أو النوم.

.......................................................

وصلا إلى تلك المزرعة التي تحتضن الخضرة والأشجار والورود من كل ناحية. لم يأتِ لها منذ سنوات مضت فقد اعتادوا القدوم إلى هنا مع والدهم بين الحين والآخر وبعد وفاته بات قدومهم إلى هنا نادرًا جدًا.

نظر لها ليخبرها بأنهما قد وصلا، فوجدها نائمة وهي تضم نفسها بذراعيها مما جعله يستاء من نفسه كونه أدرك بأنها كانت تشعر بالبرد طوال الوقت، لكنها لم تطلب منه إطفاء مكيف الهواء. طرد ذلك الشعور بسرعة، ثم قال بجفاء: استيقظي ... لقد وصلنا.

فتحت عينيها بصعوبة والتفتت نحوه ببطء لعلها تستوعب ما قاله لها فهي في حالة يرثى لها الآن وتشعر بأنها على وشك أن تغرق في الظلام. مدت يدها لتفتح الباب بينما قد ترجل هو من السيارة وأسرع نحوه رجل كهل بملابس تقليدية بسيطة مرحبًا به. ابتسم له زيد بحب سائلًا إياه عن أحواله في حين كانت ليان تترجل من السيارة بصعوبة حتى تمكنت من الوقوف على قدميها أخيرًا وأغلقت الباب. تقدم جواد وبقية رجاله الذين توزعوا في المكان وحمل أحدهم الحقائب للداخل.

أتت زوجة الرجل ترحب بليان وقد كانت امرأة بسيطة تبدو الطيبة مجبولة بملامح وجهها التي ذكرتها بأمها. مشت ليان برفقتها وهي تتحامل على نفسها وتبتسم وترد على المرأة بلطف رغم ألمها وتعبها حتى دخلا ذلك المنزل الكبير.

هتفت المرأة عقب دخولهم بأنها ستجهز المائدة على الفور فقد طهت لهم الطعام وكانت بانتظار وصولهم. لم يشأ زيد ردها وابتسم معلنًا رغبته بتناول الطعام خاصة بأنه كان بالفعل يشعر بالجوع، لكنه استغرب أمر ليان التي اعتذرت وقالت بأنها تحتاج للنوم والراحة وحسب. هي لم تتناول فطورها حتى، فكيف لها أن ترفض طعام الغداء الآن؟! هل تحاول أن تشعره بالذنب مثلًا أم أنها ستخوض إضرابًا عن الطعام؟!

حمحم زيد وقال بأنه سيصعد ليبدل ثيابه، فأمسك بالحقيبتين وصعد الدرج نحو الطابق العلوي مشيرًا لها بأن تتبعه. بدأت ليان بصعود الدرجات بصعوبة وهي تتمسك بالحاجز المعدني خاصته "الدرابزين". لاحظ جواد تعبها، وحاول أن يمنع نفسه من التفكير بأن زيد قد أقدم على إيذائها في لحظة غضب، ثم طلب من المرأة أن تذهب وتساعدها لأنها مرهقة من السفر وبالفعل هرعت نحوها وأمسكت بيدها لتساعدها على الصعود رغم اعتراضها في البداية إلا أنها شكرتها على لطفها.

ارتبك زيد عندما رأى المرأة تمسك بليان وتساعدها على الصعود فقد وضع كل حقيبة في غرفة ولا يريد لها أن تلاحظ بأنهما لن يناما في الغرفة ذاتها. هرع نحوهما قبل أن تقتربا من الغرف وقال بلطف بأنه سيساعدها، فتركتها المرأة وعادت أدراجها للطابق السفلي.

أبعدت ليان ذراعها التي هم بإمساكها أمام المرأة وقالت من بين أسنانها: لا تلمسني.

رد بتهكم: ليس وكأنني أتوق لذلك، لكن لا أريدها أن تشك بأمرنا. توقفي عن طلب الاهتمام من الجميع. إن كنتِ مرهقة فنامي وإن كنتِ تشعرين بالدوار فتناولي طعامكِ ... لستِ طفلة لتنتظري اعتناء أحدهم بكِ.

سكين آخر يغرزه في قلبها وهي التي ظنت أخيرًا بأنها وجدت من يحبها بصدق ويهتم لأمرها مما جعلها تكتم غيظها وخيبتها وتقول بحنق: حتى لو رأيتني أموت أمامك فلا تأبه لأمري ... لأنني أفضل الموت على أن يساعدني شخص مثلك.

أخفى انكساره هو الآخر وأشار ببرود نحو غرفتها التي كانت بجانب غرفته قائلًا بأنه وضع حقيبتها فيها مما جعلها تقول وهي تتقدم بصعوبة نحوها وهي تتكئ بيدها على الحائط: سأصلي وأنام ... لا أريد لأحد أن يزعجني.

لم يعقب، بل دخل غرفته ليأخذ حمامًا دافئًا، ثم نزل الدرج متوجهًا نحو المطبخ قبل أن يوقف جواد الذي سأله بصوت منخفض وهو يحدق به بغضب: ما خطب زوجتك؟ هل آذيتها؟

عقد زيد حاجبيه باستهجان من هذا السؤال وأجاب قائلًا: ماذا تحسبني؟ أنا لم ألمسها مطلقًا ... ربما لأنها لم تأكل شيئًا منذ ليلة أمس ... ما أدراني.

هز جواد رأسه بمعنى لا فائدة وقال: أنا حقًا أشفق عليك لأنني أعلم بأنك ستبكي دمًا عندما تدرك بأنك خسرت فتاة مثلها.

رد زيد من بين أسنانه: أحضر لي دليل براءتها وحينها سأصلح كل شيء.

ابتسم جواد بتهكم قائلًا: هل أنت واثق من ذلك؟! هل إصلاح القلوب المكسورة سهل للغاية؟! انظر لقلب زين كم من الوقت احتاج كي يتمكن من ترميمه وهو رجل، فما بالك بفتاة رقيقة مثلها؟!

ارتبك زيد وأشاح بوجهه بحيرة وقلق من هذا الكلام، فهل حقًا سيخسرها بعد اكتشاف الحقيقة؟! ألن يتمكن من إصلاح الأمور إن كانت بريئة من كل هذه المؤامرة؟!

أسئلة كثيرة دارت في عقله وأدرك جواد ذلك، فتركه في حيرته قائلًا: سأتحدث مع الرجال في الخارج وأطمئن على نظام المراقبة، ثم أغادر.

هتف زيد قبل خروجه: لا تخبر أحدًا بأننا هنا ... من فضلك.

اكتفى جواد بإيماءة من رأسه وأكمل طريقه نحو الخارج بينما استجاب زيد لنداء المرأة لتناول طعام الغداء بعد جهزت له مائدة بأشهى الأطباق.

انتهت ليان من صلاتها التي أدتها وهي جالسة نظرًا لعدم قدرتها على الوقوف، ثم ألقت بنفسها على السرير وهي لا تزال بملابس الصلاة. جذبت الغطاء عليها واستسلمت لتلك الظلمة التي بدأت تسحبها بعيدًا عن الواقع.

بعد انتهاء زيد من الغداء نظر للمرأة وطلب منها بلطف ألا يدخل أحد للمنزل، وبأنهما إن احتاجا لشيء فسيطلبان ذلك منهما. تفهمت المرأة ذلك خاصة كونهما عروسين ويريدان وقتًا خاصًا وحدهما، ولن يشعرا بالراحة في حال دخولها وخروجها من البيت.

صعد هو الآخر متوجهًا إلى غرفته ليرتاح وتوقف للحظات ينظر إلى باب غرفتها يفكر فيما قاله جواد وما هي إلا لحظات حتى غزت الدموع مقلتيه وقال بصوت منخفض: إن كنتِ حقًا بريئة من تلك المؤامرة فسأفعل أي شيء لتسامحيني يا ليان، لكن لا يمكنني أن أتصرف كأن شيئًا لم يحدث وكل تلك الأسئلة والشكوك في عقلي.


.................................................................................

ترى هل سيتمكن زيد من جعل ليان تسامحه؟💔

أم زال لخطط مروان وندى بقية؟ 😨

لا تنسوا التصويت وترك تعليق 🙏

Continue Reading

You'll Also Like

163K 3.7K 19
لماذا كل من احب يبتعد عني لماذا انا دائما سيئة الحظ لقد كرهت كرهت الحب انه من فعل بي هذا وانت لماذا اتيت ايضا هل تريد الموت انا لا اريد الاذيه لإحد...
18.4K 348 30
صدمت ريناد وارتدت للخلف وقالت بشرود انت اكيد بتهزر نظر لها سيف وابتسم بسخرية ودي حاجة فيها هزار بردو
1.2M 6K 12
خطيئة ولكن لا تغتفر..تجعل ملاكآ بقلب قاسي كالحجر. فيتحول قلبه العاشق لقلب غاضب مجنون لا يرى سوى الإنتقام. ولكن الغلبه للحب دائمآ.❤ بقلمى/سارة رجب...
261K 991 7
لكل انسان شيطان منهم من يتغلب عليه ومنهم من يغلبه الشيطان فيسقط في براثن الخطيئة وكان لاصحاب السوء اليد العليا لأستسلام بطلنا الي اغواء شيطانه ليخ...