عمرُ روحي

MayamShahid द्वारा

30.6K 1K 458

لا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمر... अधिक

الشخصيات
الفصل 1 (حديثي مع النجوم)
الفصل 2 (مشاعر هشة)
الفصل 3 (انطفاء الروح)
الفصل 4 (دموع القلب)
الفصل 5 (فرصة أخرى)
الفصل 6 (كابوس مظلم)
الفصل 7 (رماد قلب)
الفصل 8 (هل هي بداية حب؟!)
الفصل 9 (عاصفة سوداء)
الفصل 10 (طريق النهاية)
الفصل 11 (تحت الركام)
الفصل 12 (روح حرة)
الفصل 13 (ملتقى القلوب)
الفصل 14 (روح خلقت لي)
تنويه هام
الفصل 15 (توأم روحي)
الفصل 16 (هل هو الفراق؟!)
الفصل 17 (ليلة وداع)
الفصل 18 (نتيجة اختيار)
الفصل 19 (لقاء الحبيب)
الفصل 20 (فرصة جديدة)
الفصل 21 (على موعد مع الحب)
الفصل 22 (النصيب الجميل)
الفصل 23 (حفل زفاف)
الفصل 24 (مع الشخص المناسب ستزهر)
الفصل 25 (للسعادة مذاق آخر)
الفصل 26 (ظلال من الماضي)
الفصل 27 (لآخر نفس)
الفصل 28 (ارتباك خوف ... أم عشق؟!)
الفصل29 (دقات قلب)
الفصل 30 (ما قبل الطوفان)
الفصل 31 (مزيج غريب)
الفصل 32 (أحتاج إليك)
الفصل 34 (الكلب الأسود)
الفصل 35 (مكيدة شيطانية)
الفصل 36 (الشر بالمرصاد)
الفصل 37 (كشف المستور)
الفصل 38 (تسوقنا الأقدار)
الفصل 39 (على طريق الحب نلتقي)
الفصل 40 (قريب أم غريب؟)
الفصل 41 (قليل من الوقت بعد)
الفصل 42 (كيد الكائدين)
الفصل 43 (طيف نهاية)
الفصل 44 (الهدوء الذي يسبق العاصفة)
الفصل 45 (روح مهشَّمة)
الفصل 46 (ما بين عشق وظن)
الفصل 47 (دموع خذلان)
اقتباس
الفصل 48 (أزمة ثقة)
الفصل 49 (ما بين أمل وألم)
الفصل 50 (فرحة قلب)
الفصل 51 (دعوة قلب)
الفصل 52 (انهيار)
الفصل 53 (محنة)
الفصل 54 (أمل بالله لا يخيب)
الفصل 55 (رغم الألم)
الفصل 56 (فرصة ... اختيار)
الفصل 57 (معًا ... مهما طال الطريق)
الفصل 58 (أمان القلوب)
الفصل 59 (تقارب القلوب)
الفصل 60 (أمل قلب لا ييأس)
الفصل 61 (سندي وقوتي)
الفصل 62 (الوصال)
الفصل 63 (سحر العناق)
الفصل 64 (لنسرق من العمر ليلة)
الفصل 65 (طريق العودة)
الفصل 66 (قلب عاصف)
الفصل 67 (ملاك وشيطان)
الفصل ٦٨ (فخ محكم)
الفصل 69 (ما بين بداية ونهاية)
الفصل 70 (هدوء .. غضب)
الفصل 71 (الحمل والذئب)
الفصل 72 (نسمات باردة)
الفصل 73 (انتقام شيطاني)
الفصل 74 (جريمة زفاف)
الفصل 75 (ليلة عصيبة)
الفصل 76 (دوامة حيرة)
الفصل 77 (نهاية كابوس)
الفصل 78 (تحطم الجليد)
الفصل 79 (تساقط الأوراق)
الفصل 80 (طريق مسدود)
الفصل 81 (دقات على باب القلب)
الفصل 82 (انتظار وقرار)
الفصل 83 (الأمل في الحب لا ينتهي)
الفصل 84 (صاعقة الموت)
الفصل 85 (أرواح حائرة)
الفصل 86 (فرصة أخرى)
الفصل 87 (ظلال الماضي السوداء)
الفصل 88 (السقوط في وادي الظلام)
الفصل 89 (تلاحم القلوب)
حسابي على تيليجرام
الفصل 90 والأخير (وتستمر الحياة ... بحلوها ومُرّها)
الخاتمة ❤

الفصل 33 (خطوات الشيطان)

312 10 4
MayamShahid द्वारा

لا تنسوا التصويت وترك تعليق ... ❤💌

بانتظار أسئلتكم وتوقعاتكم  للأحداث القادمة 🔥🔥


- كيف تم الإمساك بها؟ أهذه أول مرة تفعلن شيئًا كهذا؟

- لماذا لم تحذرنا بشأن رجال الحراسة؟

- اصمتي ... لا تحاولي المراوغة للتغطية على فشلكن.

- فشلنا؟! أنت لم ترَ تلك الفتاة ... لقد ...

- اخرسي ... عليكما الاختفاء لأيام حتى لا يجدونكما.

انتهت المكالمة وكلاهما يحمل الضغينة والغضب ... ليس سوى رجلًا يجلب لهن هذه المهمات مقابل المال، ويمنحهن صورة ما طالبًا منهن ضرب شخص ما وهذه المرة تلقين الأمر بضرب فتاة ... أما البقية لم تكن في الحسبان.

...................................................

دخل كل منهم إلى شقته وبدأ زيد ينادي أمه فور دخوله كعادته، ليجدها تناديه إلى غرفة المعيشة حيث وجدها تجلس مع آمال. نهضت آمال ومدت يدها لتصافح زيد وتسأله عن أحواله، فرد عليها باقتضاب وإذا بأمه تقول: لو أتيت أبكر بقليل لوجدت عمتك ... كانت تود رؤيتكم قبل ذهابها.

رد زيد متصنعًا اللطف: كان لدينا الكثير من العمل وتأخرنا.

عقبت أمه متسائلة: هل عاد زين وحور؟

تنهد زيد وهو يرغب بإنهاء هذا النقاش فرأسه يكتظ بأمور أخرى حيث قال: حور عادت معي، لكن زين بقي في الشركة وسيتأخر اليوم. أستأذنكم بالذهاب إلى غرفتي.

توجه زيد إلى غرفته وتبعته أمه، ثم تحولت تعابير وجه آمال للضيق والإحباط فقد تمنت أن ترى زين ويكون أول المرحبين بها، ولكن خاب ظنها.

بدأ زيد بخلع قميصه وأمه تتساءل قائلة: هل هناك مشكلة في الشركة؟ أخوك لم يتأخر في عمله منذ زواجه.

ابتسم زيد محاولًا طمأنتها قائلًا: لا ... لا يوجد مشكلة بفضل الله ... لكن هناك مناقصة ضخمة نتحضر لها وكالعادة يحرص زين على الفوز بها وتقديم أفضل ما لديه.

بدأت أمه تجمع ملابسه التي خلفها بعد دخوله إلى الحمام، ثم قالت: أين سترتك يا زيد؟

حمحم زيد وأطل برأسه من خلف باب الحمام وقال متصنعًا الضيق: بقيت مع ليان ... تلك الخرقاء لوثت ملابسها بالحلوى كالأطفال وحور اقترحت أن أعطيها سترتي كي تخفي البقعة ... قبلت مضطرًا فقد شعرت بالحرج في حال رفضت.

همهمت أمه ورفعت حاجبها بمكر متسائلة: حلوى؟ هل خرجتم معًا أم ماذا؟

رد زيد محاولًا إخفاء ارتباكه: أجل، في طريق عودتنا ... بعد إلحاحهما بالطبع.

هزت أمه رأسه مؤكدة بتهكم: بالطبع بسبب إلحاحهما ... وهل يعقل أن تقترح أنت عليهما شيئًا كهذا؟!

وقبل أن يعقب على كلامها قاطعته طالبة منه أن يكمل استحمامه، ثم خرجت.

عادت لتجلس مع آمال وقالت:

- بما أن ليان قد عادت سأرسل فاطمة بعد قليل لتخبرها بقدومك.

- لمَ عليَّ العيش مع تلك الموظفة؟ يمكنني البقاء في غرفة زين.

- لن تأخذي راحتك وزيد كذلك الأمر، أظننا ناقشنا هذا الأمر مع والدتك يا آمال.

- وهل هذا قراركِ أم قرار أبنائك؟

- قرارنا جميعًا تبعًا للأصول يا ابنتي. أمك وخالكِ يتفهمان ذلك ورأوا بأنه الحل الأنسب.

- أجل بالطبع كما تشاؤون ... أنا فقط ... أردت العيش في بيت عمي ... كي لا أشعر بأنني غريبة.

- لستِ غريبة يا آمال ... ستمكثين في الشقة المقابلة وستتناولين الطعام معنا كل يوم كما لو أنك تعيشين هنا.

هزت آمال رأسها بابتسامة باردة تتصنع موافقتها وقبولها بكلام أم يزيد في حين أنها كانت تشتمها بينها وبين نفسها لظنها بأن هذا الأمر سيضعف فرص رؤيتها لزين الذي ستفعل المستحيل لتقوم بإغوائه. فكرت كثيرًا وقررت ألا تستلم بشأنه رغم زواجه، فما المشكلة بزواجه طالما أن لا شيء يمنع زواجه بأخرى فمن حقه الزواج بأربعة.

.................................................

اغتسلت حور وأدت صلاتها، ثم جلست تفكر بما قاله زيد بشأن غضب زين مما حدث، فضمت شفتيها وقالت: أنا حتى نسيت إخباره بأنني سأذهب مع زيد وليان إلى ذلك المطعم، هل يعقل بأن يغضب مني؟

كثير من الأفكار دارت في ذهنها، لكنها أخرستها جميعًا قائلة: سأحاول تهدئته قدر المستطاع ... لقد دافعت عن ليان وحسب ... كل شيء حدث بسرعة ولم يكن بوسعي التفكير بحل آخر.

...................................................

فتحت ليان الباب مرحبة بآمال بابتسامتها العذبة حيث دخلت برفقة أم يزيد وفاطمة التي رتبت لها غرفتها منذ قليل وأخبرت ليان بقدومها.

بعد دقائق خرجت أم يزيد وطرقت باب حور، ففتحت الباب بعد أن ارتدت ثياب الصلاة بسرعة ورحبت بأم يزيد ودعتها للدخول إلا أن الأخرى دعتها لتأتي وتسلم على آمال. أجبرت حور شفتيها على رسم ابتسامة، ثم أعلنت موافقتها.

بدلت حور ملابسها وارتدت عباءة أنيقة، ثم دخلت إلى شقة ليان. رغم الابتسامة المرسومة على وجه آمال والتي بادلتها إياها حور وهي تصافحها إلا أنها تشعر بالضيق وقد راودها شعور بعدم الراحة تجاهها.

................................................

- دعينا ننزل ونسلم على آمال.

- لم يبقَ سوى السيدة آمال كي أذهب وأسلم عليها ... أليس عليها هي القدوم لتسلم علينا؟

- حنان! هي الضيفة هنا وواجبنا الترحيب بها من باب الذوق فقط.

- أشعر بأنكم بدأتم تجمعون النساء من كل حدب وصوب وتسكنوهن هنا ... لقد سئمت من هذا المبنى وما فيه ... قلت لك ألف مرة دعنا ننتقل من هنا ... إلى متى سنعيش في هذه الشقة؟!

- ها قد عدنا ... ألم تعد تعجبكِ الشقة سيدة حنان؟

- هل تعلم؟! من الجيد بأنني رفضت الإنجاب مجددًا لأنني حقًا لا أعلم أين سأضعهم.

ابتسم يزيد بتهكم واستنكار وقال:

- من يسمعك يقول بأنك أنجبتِ عشرة أطفال ... إنهما محض ولدين.

- أجل، والحمد لله أنهما كذلك. لو أنجبت فتاة فأين سأضعها؟

- هناك غرفة للمكتب وهناك غرفة ضيوف يمكن تحويلهما لغرفة أطفال.

هزت حنان رأسها باستنكار وقالت: لقد سئمت من تفكيركم هذا ... من أجل شقة واحدة وذكريات اشتريتم المبنى بأكمله وترفضون الانتقال منه.

اشتعل يزيد غضبًا وهتف باسمها بغضب، فتركته متوجهة نحو الباب قائلة بتهكم: لأذهب وأسلم على السفيرة عزيزة خاصتكم التي أتت بحجة الدراسة.

أغلقت الباب خلفها بقوة وتركته يشتعل غضبًا بسبب كلامها. استهزأت بذكرياتهما وما فعلوه تخليدًا لذكرى أبيه الذي تعب كثيرًا حتى اشترى أول شقة لهم هنا.

...........................................

جلست حنان مع أم يزيد والفتيات لبعض الوقت وقد وجدتها فرصة لتبتعد عن يزيد لأنها تدرك بأنه يشتعل غضبًا الآن.

مضى بعض الوقت وسمعن طرقات على الباب، فتهلل وجه آمال عندما قالت أم يزيد: ربما عاد زين.

لاحظت حنان وحتى حور حماسها ونظراتها المعلقة بالباب التي سرعان ما تغيرت عندما رأت يزيد يدخل منه. سلم عليها وسألها عن حالها باقتضاب، ثم غادر بحجة بقاء الطفلين وحدهما.

مضت ساعات وغادرت أم يزيد إلى شقتها لتنام وتبعتها حنان في حين بقيت حور مع ليان وآمال. أجبرت آمال نفسها على الابتسام وسألت حور:

- هل يتأخر زين في العادة هكذا؟

- لا، هذه أول مرة لأن لديه عمل في غاية الأهمية.

- سمعت زوجة عمي تقول بأنكِ عدت مع زيد من الشركة، هل ترافقين زين إلى الشركة؟

- أجل.

- لماذا؟ ألم تقولي بأنه مشغول؟

- أنا أعمل معه في الشركة.

- بهذه السرعة! ... أقصد لا زلتِ عروس.

- زوجي يحتاجني في الشركة، فكيف لي أن أرفض له طلبًا؟!

لم تستطع آمال إخفاء نظرات الغيرة والازدراء خاصة بعد أن تحدثت حور بدلال متعمدة إغاظتها مما جعل ليان تستغرب هذا الحوار بينهما، لتقول موضحة: حور مبرمجة مميزة وقد علمت بأنها سبق وحلت بعض المشاكل في عمل السيد زين، لذا هو بالفعل يحتاجها في القسم الجديد في الشركة حتى أنه جهز لها مكتبًا لتستلم إدارة القسم عما قريب.

ابتسمت آمال بغيظ وقالت بابتسامة باردة: أهنئكِ.

وصلها رد منه على رسالتها الأخيرة يقول فيها بأنه انتهى من عمله وسيغادر المكتب الآن. ابتسمت حور وهي تحدق بهاتفها، فابتسمت ليان وقالت: يبدو بأنه قادم بما أنكِ ابتسمتِ.

اتسعت ابتسامة حور وقالت: هل الأمر واضح لهذه الدرجة؟ سيخرج من الشركة بعد قليل ... علي الذهاب.

همت حور بالنهوض، فهتفت آمال: إلى أين؟ ابقي لبعض الوقت ... ستستغرق عودته بعض الوقت.

فهمت حور ما تريده آمال وهو أن يأتي زين وهي هنا كي تراه وتسلم عليه لأنه لن يفعل ذلك إن لم تكن حور موجودة.

جلست حور وقد قررت أن تكمل معها لعبتها، لكن بطريقتها هي.

خرج زين برفقة جواد حيث قال بتعب: جواد! قد السيارة من فضلك ... لا طاقة لي على فتح عيني حتى.

أخذ جواد المفتاح واحتل مكانه في سيارة زين خلف المقود، وجلس زين بجواره وفي الطريق بدا على جواد التردد حين قال: زين! لقد حدث أمر ما وأجلت إخبارك به بسبب انشغالك.

رد زين بتعب: ماذا حدث أيضُا؟

أجاب جواد: هناك ثلاثة نساء حاولن الاعتداء على الآنسة ليان والسيدة حور بالضرب.

انتفض زين ونظر له قائلًا: ماذا؟ متى حدث هذا وأين؟ هل هما بخير؟

التفت له جواد وقال: اهدأ ... كلتاهما بخير تمامًا ... زوجتك ضربت الثلاثة ... وأمسك الرجال بإحداهن ويقومون الآن بالتحقيق معها ليعلموا من دبر لذلك.

أخذ زين نفسًا عميقًا وقال بنبرة هادئة، لكن حادة: كانت تراسلني ولم تخبرني بما حدث.

حاول جواد تهدئته قائلًا: بالطبع لم تشأ أن تقلقك لسبب كهذا ... لقد مر الأمر بسلام ... أخذنا التسجيلات من المطعم وسنحقق في الأمر بالتعاون مع الشرطة.

اكتفى زين بهز رأسه وهو ينظر للطريق بهدوء لا يعكس البركان الذي في داخله وهو يتخيل حدوث الأسوأ، ثم قال من بين أسنانه: حاسب رجالك على التقصير قبل أن أحاسبهم بنفسي.

هم جواد بالرد والذي يعرف زين بأنه للدفاع عنهم، فهتف قائلًا: حتى لو كان حمام النساء ... كان يجدر بهم البقاء قريبين فلو كانوا كذلك لسمعوا صوت الشجار وتدخلوا، أليس كذلك؟

صمت جواد فهو محق في ذلك ورغم ذلك حاول تهدئته وتغيير مجال الحديث. وصلته رسالة أخرى تقول فيها: ابنة عمتك تصر على بقائي كي تسلم عليك ... أغلق قميصك وضع يديك في جيبك ... اتفقنا؟

لمح جواد الابتسامة الصغيرة المرهقة التي ارتسمت على وجه زين، فقال متسائلًا: هل أنت سعيد؟ أقصد بالزواج؟

تنهد زين والتفت له قائلًا: هل ستصدق إن أخبرتك بأنني لم أشعر بهذه السعادة من قبل؟! ... كأنني أحب لأول مرة ... وأتزوج لأول مرة ... لن أقول لك الكلام الذي تسمعه من أمي ودادة فاطمة لأنك سئمت سماعه ... لكن عن تجربة ... ستبقى رافضًا للزواج حتى يأتي نصيبك وينطق لسانك ويهتف قلبك بجملة (أريد الزواج بها).

ابتسامة حزينة بالكاد ظهرت على وجه جواد الذي قال: وضعنا مختلف ... هذا لن يحدث أبدًا.

ربت زين على كتفه قائلًا: لا أحد يعلم ما في الغيب ... اتركها لله.

.....................................................

وصل زين وتوجه مباشرة إلى شقتهم ليرى زيد. تفاجأ زيد الذي كان يستعد للنوم بدخول زين المباغت فهو لم يشعر بدخوله إلى الشقة لكونه دخل بمفتاحه نظرًا لتأخر الوقت. رفع زيد يديه باستسلام وقال: اهدأ! أنا بريء ... أردت أن أسعد الفتيات ببعض الحلوى فقط ...

قطع زين المسافة بينهما بخطى سريعة وأمسك زيد من أذنه كالأطفال وقال من بين أسنانه: هذه المرة مرت بسلام ... لكن إن ابتعدت عيناك عنهما وهما أو إحداهما برفقتك سيكون لي تصرف آخر معك ... هل فهمت؟ ... سواء هما أو أي امرأة تكون بجانبك حتى لو غريبة فهي مسؤولة منك وواجبك حمايتها ومساعدتها ... ألم تسأل نفسك ماذا لو من هاجمنهما كنَّ يحملن سلاحًا أو سكينًا ولديهن أمر بالقتل أو حتى الإيذاء؟!

أمسك زيد بيد أخيه التي تمسك بأذنه وقبلها محاولًا امتصاص غضبه وهو يقول: أعلم كل هذا ... لقد أخطأنا وقصرنا ... سامحني ... عدا عن هذا لم تقل بأنك متزوج بجاكي شان ... ليان قالت هذا ... أنا لم أرَ شيئًا.

تنهد زين بتعب فلا طاقة له لاحتمال مزاح أخيه الآن. دفع بالملف الذي كان يحمله بيده الأخرى نحو زيد الذي التقفه متسائلًا: هل انتهيت منه؟

أومأ زين برأسه إيجابًا وقال: سلمه غدًا ولا أريد لأحد أن يعلم بشيء .. لا أحد ... هل فهمت؟

أشار زيد بأصابعه نحو شفتيه بطريقة مضحكة يقصد بأنه سيغلقهما إلا أن زين هز رأسه باستنكار وتعب وخرج قائلًا: تصبح على خير أيها الصغير المدلل.

ما أن خرج زين تنفس زيد الصعداء وقال: الحمد لله ... مرت بسلام.

سمع الثلاثة قرع الجرس، فنهضت حور قائلة: هذا زين.

توجهت نحو الباب وفتحته، لتجده يحدق بها بنظرات تراها لأول مرة، لكنه تحكم بنفسه بسرعة فور رؤيته لآمال تتبعها وتبدأ بالترحيب به. خرجت حور من الباب ووقفت بجانبه بعد أن جذبها من يدها، ثم طوق خصرها بذراعه على الفور وهو ينظر لآمال ويرد عليها التحية. انزعجت من رؤيته يمسك بحور ويده اليمنى على خصرها مما جعلها تهم بمد يدها إليه لتصافحه علها تجبره على ترك حور، فحمحم زين بحرج مما جعل حور تنقذه قائلة بلطف: زين لم يعد يصافح النساء ... أرجو أن تتفهمي.

قبضت آمال يدها وتجهمت ملامحها، ثم تساءلت بجمود: ومنذ متى؟

هذه المرة أتت الإجابة من زين الذي قال: لا يهم منذ متى، ولكن هذا هو الصواب يا ابنة عمتي.

ابتلعت آمال مرارة رده لشعورها بأنه يدافع عن زوجته لظنها بأنها هي من منعته وليس لأي سبب آخر. رسمت ابتسامة باردة ودعته ليشرب شيئًا، فاستغرب هذه الدعوة مما جعله يقول: شكرًا لكِ ... الوقت تأخر ...

نظر لحور وقبل رأسها قائلًا: هيا بنا حبيبتي.

ابتسمت حور ومشت برفقته نحو باب شقتهما في حين انحنى هو وهمس لها قائلًا: سمعت بأنكِ تحولتِ إلى جاكي شان.

ابتسمت حور ونظرت له وهو يفتح الباب وهمست قائلة: صدقني يبالغون ... لا جاكي شان ولا فاندام أنا فقط ...

نظر لها وقد فتح الباب ووضع يده على ظهرها يدفعها برفق إلى الداخل قائلًا: لنتحدث في الداخل.

كانت آمال تراقبهما حتى دخلا بغيظ والغيرة تشتعل في صدرها حتى دمعت عيناها وهي تراهما يتهامسان وحور تبتسم له بدلال.

ما أن دخلا حتى رأت حور نظراته المشتعلة، فقالت بدلال: ماذا تريد أن تأكل؟

هتف بحنق وهو يتوجه إلى غرفة النوم: لا شيء.

ضمت شفتيها وأدركت بأنه غاضب، فتبعته إلى الغرفة ووجدته يخلع قميصه بحنق وعضلاته متصلبة، فسارعت بتطويق جذعه من الخلف وطبعت قبلة على ظهره قائلة: لا تغضب ... لم يحدث شيء ... آسفة لأنني لم أخبرك بشأن ذهابي مع زيد وليان إلى المطعم ... لكننا لم نكن ننوي التأخر ونسيت إخبارك فهذه أول مرة أذهب لمكان من دونك.

أبعد زين يديها واستدار ليقابلها وقال: أهذا ما تظنين بأنه يغضبني؟ حور! أنتِ لا تدركين ما حدث بعد، أليس كذلك؟ ألم تفكري ماذا لو كانت إحداهن تحمل سكينًا أو سلاحًا؟! ألم تفكري بأنه كان يجدر بك أن تنادي الحراس على الفور قبل أن يبدأن بالضرب؟!

رمقته حور بإحباط وقلة حيلة فهي تعلم بأنه محق، لكن عليها أن تخبره بتفاصيل ما حدث، وبأنه لم يكن بوسعها أن تخرج لتنادي أحدهم وتتركهن يكملن ضرب ليان. جذبته من يده ليجلس على طرف السرير وجلست على ساقيه وبدأت تروي لها ما حدث، وتسرد مبرراتها بكل هدوء ودلال ويديها لم تتوقفا عن العبث بشعره ووجنتيه ولحيته. انتهت من سرد كل شيء وهو لا زال يحدق بها بنفس النظرات كأنها لم تقل شيئًا مما جعلها تستغرب الأمر وإذا به يقول: إن ظننتِ بأن ما قلته وفعلته ونبرة صوتكِ هذه قد تخفف من غضبي فأنتِ مخطئة.

قوست شفتيها بإحباط وضربت الأرض بقدمها قائلة: ماذا أفعل أيضًا؟ لقد أخبرتك بكل شيء ... ألا يمكنك أن تعذرني وتقدر الظروف؟!

تنفسه ونظراته وهو يحدق بها تعكس حجم غضبه ومحاولته التحكم بنفسه ... ربما يتظاهر بأنه غاضب منها، ولكنه غاضب من نفسه ومن رجاله لشعوره بأنه فشل بحمايتها ... ماذا لو لم تكن تجيد الدفاع عن نفسها؟! ماذا لو كانت مثل ليان التي انكمشت على نفسها مذعورة باكية؟! الأسوأ من هذا ... ماذا لو تأذت وفقدها؟!

لم يعد يحتمل ضجيج عقله وأنفاسه الثائرة، فأبعدها عن ساقيه ونهض قائلًا بأنه سيستحم. دخل إلى الحمام مباشرة في حين ازداد إحباطها وحزنها وفكرت بطريقة لتراضيه؛ فهي لن تجعله ينام غاضبًا منها مهما حدث. ارتدت قميص نوم مثير ووضعت بعض الزينة وتعطرت وقد حدث ما أرادت فقد وقف للحظات مذهولًا بجمالها الأخاذ وعندما تقدمت نحوه ابتعد مسرعًا نحو طاولة الزينة ليجفف شعره.

تبعته ووقفت خلفه تضمه إليها حتى شعر بحرارة جسدها، فأغمض عينيه وقال من بين أسنانه: ابتعدي.

صدمتها نبرته وتراجعت للخلف وهي تتساءل في نفسها هل حقًا لم يعد يطيقها ويكره قربها فقط بسبب خطأ بسيط كهذا؟ هل تبخر كل الحب والتفاهم بسبب خطأ صغير؟!ا

تركته متوجهة إلى السرير وأولته ظهرها لتجد دموعها تنساب بحرقة صامتة. أدرك بأنه أحزنها، لكنه لم يقصد ما فهمته من تلك الكلمة ولا النبرة. لم يعلم بأنها تبكي إلا عندما رآها تسحب المناديل الورقية واحدة تلو الأخرى من المنضدة الجانبية للسرير. أسرع نحوها واضعًا يده على كتفها ليجبرها أن تستدير نحوه، فهتفت بنبرة باكية وغاضبة في الوقت ذاته: ابتعد ... دعني وشأني.

عادت وأولته ظهرها، فتجمد للحظات، ثم قال: حور! لم أقصد ما فهمته عندما قلت لكِ أن تبتعدي عني.

هتفت حور بغضب وهي لا تزال توليه ظهرها: لا يهمني تبريرك أو أي عذر ستقوله لأنك لم تأبه لأي شيء قلته أو فعلته.

عقد حاجبيه وقرر أن يريها ما قصده بتلك الكلمة رغمًا عنها. طوقها من الخلف بيديه وقدميه حتى لم تعد قادرة على تحريك أي جزء من جسدها مما جعلها تهتف بحنق أكبر: ما الذي تفعله؟ ابتعد عني ... ألم تطلب مني الابتعاد عنك منذ لحظات.

باءت كل محاولاتها بالإفلات من قبضته بالفشل، فازداد غيظها لشعورها بالعجز في حين كان هو هادئ ينتظر لحظة سكونها واستسلامها هذه، ليقول بهدوء: لست غاضبًا منكِ يا حور ... أنا غاضب من نفسي وربما من زيد والحراسة ... لأنني شعرت بالفشل ... لم أستطع حمايتكِ ... طوال الطريق وأنا أتخيل أسوأ المشاهد في حال استطاعت إحداهن إيذاءك بطريقة ما ... أخبرتكِ من قبل بمقولة اتقِ شر الحليم إذا غضب ... أنا رجل أفرغ غضبي وحزني وكل المشاعر السلبية بالتمارين القاسية ورفع الأثقال حتى أفقد الإحساس بجسدي ويتوقف عقلي عن التفكير ... أتيتِ لي بهذا الجمال في الوقت الخطأ ... لذا أخشى أن أؤذيكِ يا حور ... لم أبتعد عنكِ كرهًا أو غضبًا ... بل هربت كي لا أضعف أمامكِ وأنا في هذه الحالة.

حركت حور رأسها ونظرت له بصمت والدموع عالقة في محرجيها مما جعله يمسح دموعها بشفتيه ويقول: لا تبكي يا روح قلبي ... مع الوقت ستفهمين مختلف حالاتي ... أقدر بأننا لم يتح لنا الوقت لنفهم بعضنا بالشكل الكافي ... لكن الوقت كفيل بذلك.

بقيت تحدق به للحظات وهو بدأ بتخفيف قوة تقييده لها حتى يسمح لها بحرية الحركة وأول ما فعلته هو صفعة على كتفه العاري، لتعقب بعدها بحنق: غاضب من نفسك ورجالك وأنا التي كنت أحاول تخفيف غضبك لظني بأنك غاضب مني؟!

رد زين: وغضبت منكِ قليلًا لأنكِ ...

صفعة أخرى أقوى من سابقتها هوت على كتفه، فتأوه وهو يرمقها باندهاش ويحاول ألا يبتسم على ردة فعلها وهي تعقب بحنق: أنا الغاضبة الآن بسبب هرائك هذا ... أخبرتك بكل ما حدث وبدلًا من أن تعانقني وتكون لطيفًا معي بعد هذا الموقف تنفس عن غضبك من نفسك ومن رجالك بوجهي أنا؟! هل تظنني لم أشعر بالخوف؟! بلى، فعلت، ولكنني لم أظهر خوفي لأن هناك من كان يحتاج لمساعدتي ... فكرت بالاحتمالات التي قلت عنها ولهذا كان عليَّ التصرف بسرعة قبل أن تؤذي إحداهن ليان ... في الوقت الذي احتجت فيه لحضنك الذي أستمد منه الأمان أنت كنت تبعدني بحجة غضبك ... دع غضبك ينفعك الآن سيد زين فأنا ...

ابتلع بقية كلماتها بين شفتيه بعد أن أطبق على خاصتها بقبلة قوية لم تستشعر مثلها من قبل حتى شعرت بأنه سيمزق شفتيها لا محالة. انهارت ممانعتها الواهية، وتوقفت ضرباتها، وبدأت تتمسك به بكل قوتها لتبحر معه في بحر العشق الهائج الذي تذوقه لأول مرة معه.

بعد وقت طويل أشبعها فيه بحبه وشغفه وجنونه الذي لم تره بهذا الشكل من قبل جذبها لصدره وكلاهما يلتقطان أنفاسهما المبعثرة. قبل جبينها وتساءل بقلق عندما رأى سكونها وصمتها: هل أنتِ بخير حبيبتي؟ هل تأذيتِ؟

ابتسمت وهمست له بخجل: أنا بخير.

ابتسم هو بدوره عندما استشعر خجلها وقال مداعبًا: أين ذهب صوتكِ؟ منذ لحظاتٍ فقط كنتِ ...

وضعت يدها على فمه وهتفت باسمه باستنكار وهي تبتسم بخجل. ضحك زين وقبل راحة كفها التي تضعها فوق شفتيه وأبعدها قائلًا: أما زلتِ تخجلين مني يا حور قلبي؟!

ابتسمت بصمت وهي تغمر رأسها بحنايا عنقه، فربت عليها وأردف بجدية: هل حقًا أنتِ بخير؟

همست له حور بنفس النبرة: كما لو أن شاحنة اصطدمت بي ... لكنني بخير.

رمقها بقلق وأجبرها على رفع رأسها متسائلًا بقلق أكبر: هل أنادي حنان؟

ضحكت حور بخفوت هتفت قائلة: لا ... أنا حقًا بخير ...

عضت على شفتها وهي تنظر له قائلة بدلال: يمكنك أن تغضب كل يوم.

ضحك زين وقال: لا ... هذا الجنون مرهق ...

دفعها للخلف واضطجع على جنبه ليشرف عليها ومرر يده على الكدمة التي على ذراعه والتي اكتشف وجودها منذ قليل وقال:

- هل تؤلمكِ؟

- لا ... لم أشعر بها إلا عندما أمسكت بذراعي.

- أؤكد لكِ بأنهن سينلن عقابهن.

- هل حقًا تعتقد بأن هناك من دفعهن لافتعال هذا الشجار؟ لكن ما الغاية ولماذا ليان؟

- ربما تكونين أنتِ المقصودة وليان مجرد عذر، ولكن عندما وجدن فاندام أو جاكي شان أيًا كان هربن.

- هل تعتقد بأنها ندى؟

- احتمال قوي ... سنرى.

- إن كانت هي فهذا يعني بأنها جبانة ولا تجرؤ على المواجهة.

- لكنها ليست كذلك ... إنها جريئة لدرجة الوقاحة ... ربما يكون محض تحذير لأمر أكبر.

- بالطبع ... فأنت تعرفها جيدًا.

- حور! لا تفتحي دفاتر الماضي ... انتهينا من سرد القصص وأغلقنا الكتاب ... أليس كذلك؟

- بلى، لكن ... لا أدري ماذا أقول ... تبدو كالشبح في حياتنا لدرجة أنها تجعلك تضع كل أولئك الحراس.

- حور! الحراس ليسوا بسببها ... لنقل ليس بسببها هي وحسب ... نحن لدينا حراسة منذ سنوات عديدة.

- لماذا؟ ليس لديك عمل غير شرعي ليكون لك أعداء كسلاح أو ما شابه ولست سياسيًا ولا ...

- حبيبتي! حتى الشرفاء لديهم أعداء يكرهونهم ويتمنون لهم الأذى ... إن كنتِ نباتية فهذا لا يعني بأنكِ لستِ فريسة لأكلة اللحوم ... هل تفهمين قصدي؟

أومأت له بالإيجاب وقد كسى الحزن ملامح وجهها، ثم نظرت في عينيه وقالت: كلامك هذا يشعرني بالقلق يا زين ... ستجعلني أخاف عليك ... أكثر من ذي قبل.

لم يشأ إخافتها، ولكنه أراد أن يشرح لها شيئًا من الواقع فقط، فقال مداعبًا: أكثر من قبل؟! ومما تخافين علي؟

مطت شفتيها وقالت بغيظ: من النساء.

ضحك زين حتى ظهرت غمازتيه، فقالت بغيظ: لا تضحك.

ملامح وجهها المغتاظة ووجنتيها الورديتين المنتفختين لم تسمح له بالتوقف عن الضحك إلا بعد حين. نظر للساعة على هاتفه وقال: مضى الوقت ولم نشعر به ... كنت أخطط للنوم طوال الليل، لكن ها هو الفجر سيؤذن بعد قليل.

اتكأت على مرفقها وأسندت رأسها على يدها وقالت بدلال: ألم يعجبك إفساد مخطط النوم خاصتك؟

ابتسم زين وقال: أعجبني للغاية، لكننا سنتأخر بالذهاب إلى الشركة اليوم ... هيا لنغتسل كي نصلي الفجر وننام.

......................................................

استيقظ زيد مبكرًا وأرسل رسالة إلى ليان ليخبرها بضرورة خروجهما مبكرًا اليوم ليوصلها ويذهب إلى مكان ما. كانت ليان بالفعل مستيقظة وتعد بعض الشطائر وما أن رأت رسالته أخبرته بأنها ستجهز نفسها بسرعة. هرولت ليان إلى غرفتها وشرعت بتبديل ملابسها، وخرجت بعد دقائق ووجدت آمال تجلس في المطبخ تأكل الشطائر التي أعدتها هي. ابتسمت ليان وتجاهلت الأمر ملقية عليها تحية الصباح، فردت آمال ببرود، ثم قالت متصنعة الجهل: آه ... هل هذه الشطائر لكِ؟ ظننتكِ صنعت لي البعض.

ابتسمت ليان قائلة بلطف: لا عليكِ ... السيد زيد يريد أن نخرج مبكرًا اليوم، لذا ليس بوسعي تناول الفطور.

رفعت آمال عينيها وقد ابتلعت ما في فمها قائلة باندفاع: وزين؟ هل سيخرج معكما؟

ردت ليان وهي تتفقد حقيبتها: لا أدري.

استأذنتها ليان وخرجت لتجد زيد هو الآخر يودع أمه بعد أن رفض تناول الفطور. التفت عندما سمع صوت باب شقتها، فوجدها تقف خلفه بابتسامتها العذبة، فابتسم هو الآخر وقال: صباح الخير.

ردت عليه بنفس الابتسامة وإذا بآمال تقف عند الباب وتقاطع سيمفونية النظرات خاصتهما وتقول: صباح الخير يا زيد.

نظر زيد لها وسرعان ما أشاح بوجهه عنها وهو يرد عليها التحية، ولا يدري ما هذا الذي ترتديه من ملابس بيتية ضيقة وذلك الوشاح الذي بالكاد يلامس شعرها لا يخفي منه شيئًا. لم يتح لها فرصة الحديث فقد توجه مباشرة نحو المصعد وهو ينادي ليان التي تبعته مهرولة وما أن أغلق باب المصعد قال بضيق: ما هذا الذي ترتديه هذه المعتوهة؟ ولمَ وجهها منتفخ هكذا؟ تبدو مخيفة.

هنا انفجرت ليان ضاحكة بعد أن حاولت منع ضحكتها على ما يقوله، فالتفت لها قائلًا: اضحكي ... سأشاهد فيلم الرعب هذا يوميًا، لكنك ستعيشين معه.

وضعت ليان يدها على فمها تكتم ضحكتها قدر المستطاع بينما كان هو سعيدًا برؤيتها تضحك بهذا الشكل لأول مرة.

انطلق زيد بالسيارة وقال بقلق لم يعد بوسعه إخفاءه: ليان! هل أنتِ بخير؟ هل تأذيتِ بسبب ما حدث أمس؟

ابتسمت ليان بانكسار قائلة: لا بفضل الله ... بعض الكدمات البسيطة فقط ... هل عرفتم من فعل ذلك؟

رد زيد: لم نعرف من أمر بذلك بعد ... ما قاله جواد بأنهم عصابة عملهم الضرب وإثارة المشاكل والفضائح وغيرها مقابل المال ... هؤلاء النساء يعملن لحساب رجل وعرفوا اسمه منها ... جواد يبحث بشأنه ليمسك به الآن ويعلم من أمره بفعل ذلك.

تنهدت ليان بحيرة ونظرت للطريق أمامها قائلة: ما داموا كذلك فلا بد من أنهم يتقاضون الكثير من المال ... لا أعتقد بأن مروان لديه ما يكفي من المال كي يستأجر هؤلاء.

عقب زيد: لا تقلقي ... سنعرف في نهاية الأمر ... زين وحور سيتأخران في القدوم اليوم ... وجدت رسالة منه عند الفجر يخبرني بأنه سيتأخر اليوم.

ردت ليان: لا بد من أنه متعب فقد تأخر كثيرًا في الشركة ليلة أمس.

...........................................................

اقترب زين من الشركة بسيارته، فقالت حور: زين! أنزلني هنا لأدخل من الباب الرئيسي وأنت أكمل طريقك إلى المرآب.

لم يرق الأمر لزين وبدا عليه التردد، فأردفت قائلة: كلانا متأخر عن موعد دوامه ودخولنا في نفس التوقيت سيثير الشكوك.

صمت زين وقد بدا عليه الضيق فهي محقة، ولكن كيف عساه يتركها في الشارع لتكمل الطريق سيرًا على الأقدام ولو كانت أمترًا معدودة بعد ما حدث أمس؟! أوقف سيارته وطلب منها الانتظار، ثم أجرى اتصالًا بسيارة الحراسة التي خلفه وأملا عليهم أوامره باصطحاب حور حتى الباب. ابتسمت حور وهي ترمقه بقلة حيلة فهو يخشى عليها من المشي لبضعة أمتار. قبلت وجنته وهبطت مسرعة من السيارة لتجد أحد الرجال يفتح لها الباب الخلفي للسيارة الأخرى.

انطلقت سيارة الحراسة ونزلت منها حور أمام الشركة وبقي زين يراقبها من بعيد حتى اطمأن بأنها دخلت، ثم أكمل طريقه.

مرت حور بمكتب ليان وألقت عليها التحية بلطف وإذا بزينة تهتف قائلة: أخبرتك بشأن المصعد فلماذا لا زلتِ تستخدمينه؟

انزعجت حور من نبرتها تلك فهي بالفعل تكره هذا النوع من المساعدات الشخصيات اللواتي ينصبن أنفسهن مدراء على البقية. أخذت حور نفسًا عميقًا وابتسمت ببرود قائلة: إن اشتكى أحد المدراء من استخدامي لمصعدهم سأتوقف عن فعل ذلك، اتفقنا؟

اغتاظت زينة فهي لا يسعها أن تشكو الأمر لزين أو أخويه وهي تعلم بأنها زوجة صديق زين والذي هو جارهم وذوقهم لن يسمح لهم بالاعتراض.

............................................................

في المساء كانت تجلس بين ساقيه تسند ظهرها إلى صدره على السرير يشاهدان فيلمًا ما بهدوء تام كلاهما يحتاجه بعد إرهاق الأيام الماضية. في الحقيقة لم يوليا أحداث الفيلم أي تركيز فالرقة التي يداعب كل منهما بها الآخر، وقبلاتهما اللطيفة جعلتهما ينفصلان عن الواقع حتى همس لها قائلًا: إلى أين تريدين الذهاب غدًا الجمعة؟

ابتسمت له بحب قائلة: هل يمكننا الذهاب لمشاهدة مسرحية؟

ذلك الحماس في عينيها الذي يجعلها كطفلة ترغب بتجربة شيء جديد جعله يتساءل: مسرحية؟ ألم تشاهدي واحدة من قبل؟

قلبت شفتيها وقالت: لا يمكن القول بأنني شاهدت فما يتم عرضه في بعض المناسبات سواء في الجامعات أو بعض الجهات الأخرى تكون مواضيعها محدودة وهي مناقشة ظروف الاحتلال والصعوبات وما إلى ذلك وأنا لا أحب ذلك لأنني أتأثر بسرعة.

ضمها إليه بقوة قائلًا: حبيبتي ... حسنًا ... سآخذك لمشاهدة شيء مضحك ... لكن لا أعتقد بأن الأمر ممكن في الغد ... يجب أن أجد عرضًا جيدًا وأشتري التذاكر في موعد مناسب لنا ... لكنه سيكون قريبًا لا تقلقي.

ابتسمت قائلة: حسنًا.

بدأ يعبث بخصلات شعرها وهو يقول: سآخذكِ غدًا إلى المختبر لإجراء بعض التحاليل.

رمقته باستغراب متسائلة: تحاليل ماذا؟

أمسك بوجنتها بين أصابعه وقال: تحاليل لنعلم إن كان لديك نقص في أي نوع من الفيتامينات، وسنذهب إلى طبيبة تغذية لتكتب لك الأدوية اللازمة التي يحتاجها جسمك مع نظام غذائي صحي.

همت بالحديث، فوضع سبابته على شفتيها قائلًا: لا ... لا يمكنكِ الاعتراض ... سننتهي من هذه المهمة ومن ثم سآخذكِ في نزهة جميلة ... اتفقنا؟

هزت رأسها بالإيجاب، ثم أمسكت بهاتفها لتريه شيئًا قائلة: كنت أبحث عن أماكن للتنزه هنا ووجدت هذا، ما رأيك؟

رفع زين حاجبه باستغراب وهو يشاهد ما اختارته، ثم قال: حقًا؟ ظننتك ستريني شيئًا رومانسيًا؟

ابتسمت حور وقالت بدلال: أود تجربة ذلك.

ضحك زين وقال: حسنًا، لكننا نحتاج إلى فريق كما يقولون وبالطبع لن نلعب مع أشخاص غريبين.

ابتسمت بحماس وقالت: لنذهب جميعًا ... نحن وزيد وليان ويزيد وحنان ... هكذا سنكون فريق ... ما رأيك؟

همهم زين وقال: زيد سيقبل أما البقية فلا أعلم.

ابتسمت حور بحماس قائلة: ليان ستقبل وسنحاول إقناع يزيد وحنان.

قرر أن يشاكسها ليثير غيرتها عليه وتساءل ببراءة مصطنعة: آه ... لقد نسينا آمال.

رمقته بنظرات لو كانت رصاصًا لاخترقت جسده وهتفت بحنق: لا.

رد متصنعًا الجهل: ماذا تعنين بلا؟

أجابت من بين أسنانها: لا يعني لا ... لا تحتاج إلى تفسير ... لا ترفع ضغطي بحديثك عنها.

ضحك زيد مما زاد غيظها وشكت بأمره مما جعلها تستدير نحوه وتجلس على ركبتيها بين ساقيه، ثم بدأت تميل نحوه وهي تقول بعينين تطلقان الشرر: أنت تغيظني لأنك تعلم ... بالطبع تعرف بمشاعرها تجاهك فالأمر واضح وضوح الشمس خاصة بعد رؤيتي لها متلهفة للقائك دون أدنى خجل.

عقب زين بصوت يحمل آثار الضحك: لقد خفت منكِ ... اهدئي ... كنت أمازحكِ.

ردت حور بغيظ ونبرة حازمة: لا تمازحني بشأن النساء ... هذا الموضوع خط أحمر ... نعم أغار عليك، ولكن باعتدال فأنا لن أشعر بالغيرة من تعاملك مع الموظفات أو أي امرأة في مجال العمل ... لكن ... عندما يتعلق الأمر بامرأة معجبة بك ولا يمكنها حتى إخفاء مشاعرها، وأشك بنواياها تجاهك فهنا يجدر بك التوقف ... لأنني سأريك حينها الوجه الآخر.

رفع حاجبه وطوق خصرها بحركة خاطفة حتى التصقت به وقال بعبث: هكذا إذًا ... أود رؤية الوجه الآخر.

قرب وجهه منها، فدفعته وابتعدت قائلة: دعني ... أنا غاضبة منك الآن.

جلست على طرف السرير وأولته ظهرها، فاقترب منها وهمس لها بإغواء: كنت أمازحكِ حبيبتي ... أحب رؤيتكِ تشعرين بالغيرة علي.

امتلأت عينا حور بالدموع وقبضت على أطراف الفراش، ثم نهضت قائلة: مازحني كما تشاء ... لكن ليس في هذا الأمر ... من فضلك يا زين.

نهض هو الآخر بسرعة ووقف أمامها ليرى دموعها التي انسابت رغمًا عنها فور أن تلاقت عينيهما، فضمها إلى صدره بسرعة وقد أدرك كم يجرحها هذا الأمر فهي بالكاد بدأت تستعيد ثقتها بأنوثتها. تمسكت به بكل قوتها بينما قال هو: حبيبتي ... سامحيني ... لم أتخيل بأن ما قلته قد يزعجكِ لهذه الدرجة ... انسي الأمر تمامًا من فضلك.

ردت وهي تغمر رأسها في صدره دون أن تنظر له: أعلم بأنه لا يسعني منعك ... وبأنه يسعك الزواج من أخرى ... لكن هذا أمر لن أحتمله مطلقًا ... اتفقنا أن تخبرني عندما تدرك بأنني لم أعد كافية لك ... سأعود من حيث أتيت حينها دون أن أكلفك أي شيء ... فقط لا ...

ردد زين بحنق: اصمتي ... لا تكملي ... ما هذا الكلام يا حور؟! ... لا أدري كيف تصل مزحة سخيفة لكلام كهذا؟!

شددت من تطويقها له بذراعيها وهمست بحرقة: أنت لي ... لي أنا ... لا تتركني.

بكاؤها ... نبرة صوتها المنكسرة ... أنفاسها الساخنة التي أحرقت صدره ... ارتجاف جسدها بين ذراعيه ... كل هذا جعله يقاوم هبوط الدموع التي اجتمعت في عينيه.

قال وهو يمسح على شعرها: أنا زوجك وحبيبك ولك وحدك يا حور ... أنت المرأة الوحيدة التي اخترتها وأحببتها وغيرت حياتي التعيسة إلى سعادة ... كيف لي أن أفكر بسواكِ حتى؟! اطمئني يا روحي ... أنا لكِ وحدكِ ولا يمكن لامرأة أن تحصل مني على نظرة حتى ... كما تصونين نفسكِ من أجلي فأنا أفعل المثل.

رفعت رأسها نحوه وقد احمر وجهها من أثر البكاء وقالت متسائلة ببراءة وعفوية أذابت قلبه: حقًا؟ هل ستبقى معي؟ ستبقى تحبني؟

ابتسم زين وتنهد قائلًا وهو يمسح على وجهها: لقد انتظرتك لسنوات يا حور ... لمَ عساي أنظر لسواكِ؟! هل بعد أن وجدت كنزي المفقود سأبحث عن أشياء بلا قيمة؟ أنت حور من الجنة ... أتيتِ ومسحت دموعي ... عالجتِ جراحي ... أعدت لقلبي الحياة ... بوجودك أصبح كل شيء جميل ... هل يعقل أن تشكي بأنني سأتخلى عن كل هذا بعد أن وجدته؟!

صمتت وعادت لتغمر رأسها في صدره ... كم تحبه وتحب كلامه! ... تحب عناقه والأمان بين أحضانه ... صوت دقات قلبه ... حتى رائحته ... تعشق كل ما فيه، فكيف عساها أن تحتمل بعده أو جفاءه؟!

........................................................

خلف جدار غرفتهما تلك كانت هناك من تلصق أذنها وتحاول استراق السمع كشيطان رجيم وهي تبكي بغيظ وحقد وتتلفظ بالوعيد.

لم تستطع النوم الليلة الماضية وهي تدرك بأنه لا يفصلها عن محبوبها سوى هذا الجدار الذي اختلى خلفه بزوجته التي لا تكره أحدًا على وجه الأرض أكثر منها. بعض الأصوات التي سمعتها كانت كافية لتخبرها عما يعيشانه وتتخيلهما معًا وهي تغلي من غيظها وقهرها، وتقول بأن هي من كان عليها أن تكون معه الآن، وليست تلك الغريبة التي لا تدري من أين أتى بها وجعلها زوجته.

لقد عزمت وعقدت النية بأنه سيكون لها مهما طال الزمن وهي مستعدة لفعل أي شيء ... أي شيء لتفوز به وقد بدأت بتنفيذ خطتها بالفعل.


لا تنسوا التصويت وترك تعليق ... ❤💌

بانتظار أسئلتكم وتوقعاتكم للأحداث القادمة 🔥🔥

पढ़ना जारी रखें

आपको ये भी पसंदे आएँगी

أسيره الليث Aya Amer द्वारा

रहस्य / थ्रिलर

302K 9.6K 96
رومانسيه هل ينشأ الحب بقلبها مره أخري... ولكن بمن تقع في الحب.. ب زعيم عصابات..
34.6K 1.3K 33
تبدو لك الحياة أحيانا حزينة بائسة، تظن أنك تحب أحدهم ثم يأتى الزمان يخبرك بمنتهى الخفة أنك لم تكن ذلك الشخص وأن العشق خلق ليكون من أجل شخص أخر.
163K 3.7K 19
لماذا كل من احب يبتعد عني لماذا انا دائما سيئة الحظ لقد كرهت كرهت الحب انه من فعل بي هذا وانت لماذا اتيت ايضا هل تريد الموت انا لا اريد الاذيه لإحد...
284K 3.4K 86
قصة حب مليئة بالاحداث المثيرة والمؤامرات