عمرُ روحي

By MayamShahid

30.6K 1K 458

لا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمر... More

الشخصيات
الفصل 1 (حديثي مع النجوم)
الفصل 2 (مشاعر هشة)
الفصل 3 (انطفاء الروح)
الفصل 4 (دموع القلب)
الفصل 5 (فرصة أخرى)
الفصل 6 (كابوس مظلم)
الفصل 7 (رماد قلب)
الفصل 8 (هل هي بداية حب؟!)
الفصل 10 (طريق النهاية)
الفصل 11 (تحت الركام)
الفصل 12 (روح حرة)
الفصل 13 (ملتقى القلوب)
الفصل 14 (روح خلقت لي)
تنويه هام
الفصل 15 (توأم روحي)
الفصل 16 (هل هو الفراق؟!)
الفصل 17 (ليلة وداع)
الفصل 18 (نتيجة اختيار)
الفصل 19 (لقاء الحبيب)
الفصل 20 (فرصة جديدة)
الفصل 21 (على موعد مع الحب)
الفصل 22 (النصيب الجميل)
الفصل 23 (حفل زفاف)
الفصل 24 (مع الشخص المناسب ستزهر)
الفصل 25 (للسعادة مذاق آخر)
الفصل 26 (ظلال من الماضي)
الفصل 27 (لآخر نفس)
الفصل 28 (ارتباك خوف ... أم عشق؟!)
الفصل29 (دقات قلب)
الفصل 30 (ما قبل الطوفان)
الفصل 31 (مزيج غريب)
الفصل 32 (أحتاج إليك)
الفصل 33 (خطوات الشيطان)
الفصل 34 (الكلب الأسود)
الفصل 35 (مكيدة شيطانية)
الفصل 36 (الشر بالمرصاد)
الفصل 37 (كشف المستور)
الفصل 38 (تسوقنا الأقدار)
الفصل 39 (على طريق الحب نلتقي)
الفصل 40 (قريب أم غريب؟)
الفصل 41 (قليل من الوقت بعد)
الفصل 42 (كيد الكائدين)
الفصل 43 (طيف نهاية)
الفصل 44 (الهدوء الذي يسبق العاصفة)
الفصل 45 (روح مهشَّمة)
الفصل 46 (ما بين عشق وظن)
الفصل 47 (دموع خذلان)
اقتباس
الفصل 48 (أزمة ثقة)
الفصل 49 (ما بين أمل وألم)
الفصل 50 (فرحة قلب)
الفصل 51 (دعوة قلب)
الفصل 52 (انهيار)
الفصل 53 (محنة)
الفصل 54 (أمل بالله لا يخيب)
الفصل 55 (رغم الألم)
الفصل 56 (فرصة ... اختيار)
الفصل 57 (معًا ... مهما طال الطريق)
الفصل 58 (أمان القلوب)
الفصل 59 (تقارب القلوب)
الفصل 60 (أمل قلب لا ييأس)
الفصل 61 (سندي وقوتي)
الفصل 62 (الوصال)
الفصل 63 (سحر العناق)
الفصل 64 (لنسرق من العمر ليلة)
الفصل 65 (طريق العودة)
الفصل 66 (قلب عاصف)
الفصل 67 (ملاك وشيطان)
الفصل ٦٨ (فخ محكم)
الفصل 69 (ما بين بداية ونهاية)
الفصل 70 (هدوء .. غضب)
الفصل 71 (الحمل والذئب)
الفصل 72 (نسمات باردة)
الفصل 73 (انتقام شيطاني)
الفصل 74 (جريمة زفاف)
الفصل 75 (ليلة عصيبة)
الفصل 76 (دوامة حيرة)
الفصل 77 (نهاية كابوس)
الفصل 78 (تحطم الجليد)
الفصل 79 (تساقط الأوراق)
الفصل 80 (طريق مسدود)
الفصل 81 (دقات على باب القلب)
الفصل 82 (انتظار وقرار)
الفصل 83 (الأمل في الحب لا ينتهي)
الفصل 84 (صاعقة الموت)
الفصل 85 (أرواح حائرة)
الفصل 86 (فرصة أخرى)
الفصل 87 (ظلال الماضي السوداء)
الفصل 88 (السقوط في وادي الظلام)
الفصل 89 (تلاحم القلوب)
حسابي على تيليجرام
الفصل 90 والأخير (وتستمر الحياة ... بحلوها ومُرّها)
الخاتمة ❤

الفصل 9 (عاصفة سوداء)

387 14 14
By MayamShahid

لم يذهب مصطفى إلى عمله ليومين عقب هذه الليلة لرغبته بأن يعوض حور عن الأيام الجميلة التي كان يفترض بها أن تعيشها معه عقب زفافهما. كانت حور تشعر بأنها في عالم آخر في هذين اليومين إلا أن هناك أمرًا واحدًا كان يثير استياءها وقلقها وهو محاولة ريم المستمرة للاتصال بمصطفى.

بقي مصطفى يتجنب اتصالاتها، ولاحظت تعكر مزاجه كلما رأى اسمها على شاشة هاتفه إلى أن طلبت منه أن يرد عليها ويسمع ما لديها، فربما الأمر يتعلق بالطفلين.

كان مصطفى قلقًا من اتصالها بالفعل؛ فهو منذ تلك الليلة لم يتحدث معها ولم يرها وها قد مضى نحو شهر الآن. أمسك بهاتفه وتوجه نحو الشرفة وأجابها بحنق قائلًا: لماذا تتصلين؟ ما الذي تريدينه مني؟

- مصطفى! يجب أن نتحدث.

- لا أود التحدث معكِ.

- الأمر هام للغاية ... اسمعني فقط.

- لا أريد سماع شيء ولا تتصلي بي مجددًا.

- هناك مصيبة.

قالتها بحدة وهلع واضح مما جعله يصمت قليلًا، ثم يسألها ماذا هناك لتقول: أنا حامل!

أغمض عينيه محاولًا استيعاب الأمر، ثم قال متلعثمًا: ماذا قلتِ؟

انهارت ريم باكية وقالت: قلت لك أنا حامل ... لا أدري ماذا سأفعل ... إن علم أحد بما حدث بيننا ... مصطفى أرجوك ... أنا ابنة عمك وأم أطفالك ... شرفنا واحد ... نحن عائلة واحدة شئنا أم أبينا ... لا يمكنني تخيل ماذا سيحل بعائلتنا إن علموا بأمرنا.

صمت مصطفى وقد ضج عقله بالكثير وإذا به يقول: أجهضيه ... افعلي شيئًا وأجهضيه.

صرخت بوجهه قائلة: هل تظن بأنني لم أحاول؟! لقد أرهقت نفسي وفعلت كل ما يحذرون منه المرأة الحامل ولم أستفد سوى الألم والتعب. جربت كل شيء دون فائدة.

رد بغضب وهو يحاول التحكم بارتفاع صوته كي لا تسمعه حور وقال: دعي الطبيبة تعطيكِ دواء ما ... لا أدري ... تصرفي.

صرخت عليه ريم قائلة: هل أنت مجنون؟ هل تظننا في أوروبا أم أين؟ لا يمكنني الحصول على دواء للإجهاض، ولا يسعني إجراء عملية إجهاض، فماذا عساي أفعل؟ ليس أمامنا سوى حل واحد.

قطب مصطفى حاجبيه وقال: ماذا تقصدين؟ نتزوج من جديد؟ لا ... لا يمكنني ذلك ... حور لن تقبل.

عقبت ريم بصراخ وغضب: وهل يهمنا قبولها من عدمه الآن؟ أنت لا تحبها على أي حال مهما ادعيت ذلك. أخبرها بأننا سنتزوج من جديد من أجل الأطفال وانتهى الأمر، وهذا ما ستقوله لأهلي أيضًا. علينا أن نتزوج في أسرع وقت ممكن من أجل موعد الولادة.

مسح مصطفى وجهه بكفه، ثم قال: زواج ... لا ... بالكاد بدأت حياتي تستقر ولا أريد تدميرها من جديد.

ردت ريم بحنق: وهل تحسبني أتوق للعودة إليك؟ أنا أطلب هذا لأنني مرغمة. عليك تحمل المسؤولية مثلي تمامًا فما حدث كان خطأنا نحن الاثنين.

رد مصطفى من بين أسنانه وهو يحاول خفض صوته: أعلم كل هذا ... دعيني أفكر فقط ... امنحيني بعض الوقت لأجد حلًا آخر ... ربما أجد طبيبًا يجري لك العملية بشكل سري أو شيئًا من هذا القبيل ... انتظري لبعض الوقت ودعيني أبحث في الأمر.

أنهى مصطفى الاتصال ولاحظت حور توتره وغضبه من بعيد. عاد مصطفى إلى الداخل وسارع بعناقها، فسألته ما الخطب وتعذر بأن مدير مدرسة ابنه يطلب رؤيته لأمر ما وبأنه سيذهب إليهم غدًا.

لاحظت حور توتره الذي يحاول إخفاءه وأدركت بأن الأمر لا يتعلق بمدرسة ابنه، وأن هناك أمرًا آخر، لكنها لا تدري كيف عساها تسأله فهي حقًا لا تريد خوض نقاش معه يخص ريم خاصة أنها عاشت قرابة شهر دون هذا الكابوس.

...................................................................................

كان زين ووالدته يجلسان مع حبيبة وأمها في أحد المقاهي التي جلسوا فيها ليرتاحوا بعد التسوق، وتظاهرت أم كل منهما بأن لقاءهما في ذلك المركز التجاري محض صدفة. بعد قليل ذهبت والدة زين مع والدة حبيبة بحجة أن تريها أحد المتاجر كي تتركا حبيبة وزين وحدهما كالعادة.

كانت حبيبة تحدق في هاتفها غير مبالية بوجود زين، فابتسم بلطف قائلًا: إن كنا قد اتفقنا على مجاراتهما فهذا لا يعني بأننا لا يجب أن نتحدث مطلقًا.

ردت حبيبة باقتضاب وهي لا تزال تحدق بهاتفها: لا أظن بأن هناك موضوعًا مشتركًا بيننا كي نتحدث، ولا يوجد ما يدعو لنتبادل الحديث.

تنهد زين وقال: هل كوني كنت صريحًا معكِ منذ البداية يدعو للغضب؟ هل كان يجب أن أخدعكِ وأخدع نفسي وأمي وأمك أيضًا بأن هناك أمل؟!

نظرت له حبيبة بحدة وقالت: هل تقول بأنك فعلت ذلك حفاظًا على مشاعري؟ هل كنت تظن بأنني سأعجب بك أم ماذا؟

أغمض زين عينيه بتعب ومسح وجهه بكفيه، ثم قال: أعلم بأنكِ مستاءة وبأن الموقف برمته محرج، ولكن صدقيني هو محرج لي أيضًا. أنا لم أقصد الإساءة إليكِ بأي شكل من الأشكال، لذا من فضلكِ تخلي عن موقفك الهجومي هذا.

ابتسمت حبيبة باستنكار وقالت: موقفي الهجومي؟! أنا لم أعد أحتمل هذه المهزلة التي تحدث، والأفلام المبتذلة التي تفتعلها كل من أمي وأمك كي نلتقي. دعنا ننهي الأمر في أسرع وقت ممكن فقد سئمت.

أشاح زين بوجهه وهمس قائلًا: كأنني لا أحاول فعل ذلك.

قطبت حبيبة حاجبيها وقالت بانفعال: ماذا تقول؟

عاد بنظره إليها وقال: كنت أقول بأنني بدأت بالتمهيد للأمر وأنتِ عليك فعل المثل.

رمقته بامتعاض قائلة: جيد.

............................................................

في صباح اليوم التالي استيقظ مصطفى مبكرًا حتى قبل أن تستيقظ حور على صوت المنبه. شعرت بحركته في الغرفة، فاستيقظت وسألته لماذا استيقظ مبكرًا فهو ليس موعد عمله ولا حتى الموعد المناسب للذهاب إلى المدرسة.

تعلل مصطفى بأنه سيذهب ليشرف على موقع بناء ويرى ماذا أنجز العمال هناك قبل أن يذهب إلى مكتبه. لم تقتنع حور بما قاله خاصة مع نبرة صوته المتلعثمة والمتوترة تلك إلا أنها همت بالنهوض قائلة بأنها ستحضر له الفطور، فأسرع نحوها ومنعها من النهوض، ثم جلس بجانبها وبدأ يمرر أصابعه بين خصلات شعرها قائلًا: لا داعي لذلك ... لا تتعبي نفسك.

ابتسمت حور وأمسكت بيده قائلة: أنت تدللني كثيرًا في الأيام الأخيرة ... هل حقًا بت تحبني مصطفى؟

انحنى مصطفى نحوها ومنحها قبلة أخذتها إلى غيمة وردية جميلة، ثم قال: أخبرتك بذلك، لكن ماذا عنكِ حور؟ هل سامحتني على ما مضى؟ هل لديك ما يكفي من المشاعر تجاهي كي تغفري لي ما مضى ... مهما كان؟

شعرت حور بوخز في قلبها وابتسمت بتردد قائلة: لا أريد أن أكذب عليك ... النسيان أمر صعب ... خاصة في وقت قصير كهذا ... لكنني أحاول ... أريد أن أصدق بأنك تحبني ... أنا سعيدة معك الآن ... أتمنى أن تبقى هكذا لأنني حقًا سأصبح متيمة بك حينها ... أرجوك لا تعد كما كنت مصطفى.

قالت جملتها الأخيرة برجاء وقد لمعت الدموع في مقلتيها، فتأثر مصطفى مما جعله يسرع ويعانقها بقوة قائلًا: لن أعود ... لن أعود ... ثقي بي.

خرج مصطفى من المنزل يدور في الشوارع بسيارته يفكر فيما عليه فعله، ثم تذكر بأن يسأل طبيبًا يعرفه عن الأمر، والذي أخبره بأنه لا يمكن أن يقوم أي طبيب أو طبيبة بإجهاض طفل دون أن يكون هناك فحوصات تؤكد بأنه مشوه أو أنه يشكل خطرًا على حياة الأم. تساءل مصطفى إن كان هناك أشخاص يقومون بالأمر بشكل سري مما أثار ريبة الطبيب وجعله يقول: لا أظن ذلك، فكما تعلم البلد صغير والجميع يعرف الآخر، وأمر كهذا سيحرم الطبيب من رخصة مزاولة المهنة، وفوق كل هذا سيفتضح أمره بين الناس، عدا عن هذا يا مصطفى الأمر حرام شرعًا، ولا أدري لماذا تسأل عن أمر كهذا من الصباح الباكر.

رد مصطفى معللًا: أعلم بالطبع كل هذا، ولكن لدي صديق أزعجني كثيرًا لأجد له حلًا. لقد تسرع وأخطأ مع مخطوبته وهي الآن حامل، ولا زال هناك وقت حتى موعد الزفاف ويخشيان أن يكتشف أمرهما.

رد الطبيب بحزم: فليقدما موعد الزفاف بسرعة ويقولا بأن الطفل ولد في الشهر السابع وانتهى الأمر. لا يوجد حلول أخرى يا مصطفى.

امتعض مصطفى من إجابته وشكره محاولًا إظهار لطفه قدر المستطاع وما أن انتهت المكالمة حتى بدأ يلقي كل ما طالته يده عن مكتبه بكل غضب.

حاول أن يهدأ ويفكر بحلول أخرى، ولكن أتاه اتصال من ريم، فأغمض عينيه بحنق وأجابها قائلًا: ماذا تريدين؟

- هل وجدت حلًا؟

- ليس بعد، انتظري.

- لا يمكننا الانتظار، ألا تفهم؟!

- اصمتي وأمهليني فرصة لأفكر وأجد حلًا، لا تضغطي عليَّ ريم.

- الحل موجود، لكنك ترفضه.

- لن أتزوجكِ.

- لماذا؟ كنت ترجوني كي أعود إليك ... ألم أعد أعجبك الآن سيد مصطفى؟!

- أجل، لم تعودي تعجبينني ... هل ارتحتِ الآن؟

- هل أحببتها مصطفى؟ أم أنك تشعر بالذنب تجاهها؟ ما خطب جنونك هذا الآن؟

- ليس من شأنك.

- بل من شأني وشأن أطفالي وعائلتي بأسرها ... إنه شرفي وشرف أطفالنا أيها المعتوه.

- تبًا لكِ ... كل ما حدث كان بسببك.

- إياك ... إياك أن تلقي باللوم عليَّ وحدي ... هل فهمت؟ تصرف وتعال لتتحدث مع العائلة هذه الليلة ودعنا نعقد القران غدًا.

- قلت لكِ لن أفعل ... سأجد طبيبًا أو طبيبة يجري لك عملية إجهاض وانتهى الأمر ... ألا تفهمين؟

- لن تجد ... لقد بحثت وسألت من قبلك ... أنت تعلم بأن مجتمعنا محافظ ولا أعتقد بأنه هناك أحدًا سيغامر ويجري عمليات كهذه ... عدا عن هذا قد ينتج مضاعفات خطيرة عن العملية.

- تبًا لكِ ... تبًا لي أيضًا ... اللعنة علينا وعلى غبائي الذي جعلني أتبعكِ في تلك الليلة السوداء.

- اشتم كما شئت ... المهم دعنا نتخلص من هذه المصيبة ... سأنتظرك الليلة ... إياك ألا تحضر ... أنا أحذرك مصطفى ... إن لم تفعل وحاولت تجاهل الأمر سأخبر عمي بأنك فعلت ذلك رغمًا عني، ومع قليل من الدموع والكلام العاطفي سيصدقني وسيجبرك على الزواج بي ... لذا حري بك أن تفعل ذلك بإرادتك بدلًا من أجعلك تنفذه رغمًا عنك.

- اللعنة عليكِ ... سحقًا لكِ.

أنهت ريم المكالمة وهي تدرك بأن لديها العديد من أوراق الضغط على مصطفى لتنقذ نفسها. حتى لو كان هناك أحد يجري عملية إجهاض فلن تقبل وتغامر بنفسها لخطورتها. لا يمكنها تخيل أن تموت وهي تفعل خطيئة كهذه وتزيد أوزارها. ربما تكون متهاونة بالحجاب والعبادات، ولكن ليس لدرجة ارتكاب الكبائر. حاولت في البداية إجهاض نفسها، ولكنها عندما فكرت جيدًا عدلت عن ذلك، واختارت الحل الأنسب لها ولأطفالها في الوقت ذاته.

أمسك مصطفى بهاتفه وحاول البحث عن أسباب الإجهاض لعله يجد ضالته، لكن دون جدوى مما زاد غضبه أكثر وصرخ وهو ينظر للسماء: لماذا؟ لقد تبت ... وبدأت أعوض حور عن كل الظلم الذي اقترفته في حقها ... أعلم بأنني أخطأت كثيرًا ... لكنني عرفت خطئي ... إن حاولت إصلاح خطيئتي هذه بالزواج سأظلم حور ... مجددًا ... ماذا أفعل؟

جثا على ركبتيه وانسابت دموعه بقهر وألم وقال: لا أريد أن أبكيها مجددًا ... أشعر بالراحة وينتابني شعور جيد عندما أراها سعيدة ... لا أريدها أن تتألم بسببي مرة أخرى ... لا أريد.

.......................................................

كان زين في الشركة مع أخويه يتناقشون في بعض الملفات عندما طرقت زينة الباب ودخلت قائلة بأن السيدة ندى تريد مقابلته. امتعض وجه زين في حين قال زيد بحنق وتهكم: تبًا لها ... لم أرَ في وقاحة هذه المرأة في حياتي.

نظرت لهم زينة بحيرة وحرج قائلة: سيد زين، ماذا أقول لها؟

تنهد زين بعمق وطلب منها إدخالها ليرى ما الذي تريده. نظر له كل من يزيد وزيد باستنكار، فأردف قائلًا: ربما تريد التحدث بشأن المشروع ... ليس لها ذريعة أخرى للقدوم.

دخلت ندى بكل أناقتها وغرورها وحاولت أن تبدو أمامهم واثقة بنفسها وكأنها لم تؤذِهم قط من قبل، ولم تجرح قلب أخيهم بعد أن كانت مقربة منهم وشاركتهم حتى الطعام. ألقت التحية ولم يرد عليها أحد فقد تجاهلها يزيد بشكل تام في حين كان زيد يرمقها باحتقار واضح أما زين وضع ساقًا فوق أخرى وقال ببرود: ما الذي تريدينه؟

عندما رأت ندى ردة فعلهم جلست متصنعة التجاهل وقالت بغطرسة: أيًا كان موقفكم تجاهي بسبب الماضي تذكروا بأنني صاحبة المشروع الضخم الذي حصلتهم عليه بفضلي.

رد زين بالبرود ذاته: أنت شريكة بنسبة بسيطة ولست صاحبة المشروع سيدة ندى. أظن بأننا وضحنا للسيد عاصم بأن تعاملنا سيكون معه، وكان ذلك شرطي لتوقيع العقود. هل لنا أن نعلم ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟

تغيرت تعابير وجهها ونظرت لزين برجاء قائلة: أردت التحدث معك زين ... دعنا نتحدث على انفراد ... لدي الكثير من الكلام الذي يجب أن تعرفه.

رد زين ببرود ولا مبالاة لا تعكس النيران التي بداخله: لا أريد سماع شيء منكِ ... لقد دفنت الماضي ونسيته ولا أريد فتحه من جديد.

عقبت ندى بسرعة: لكن يجب أن أوضح لك بعض الأمور ... كي تفهم موقفي آنذاك ... لقد تركتك مرغمة ... كنت صغيرة ولم أفكر جيدًا ... ظننت بأن المال سيحل كل مشاكلي و ...

قاطعها زيد الذي لم يعد يحتمل هراءها قائلًا: يا لوقاحتك! ... قولي بأنك كنتِ جشعة وحسب ... اعترفي بأن كل ما يهمك هو المال، لذا ركضت خلف رجل يكبرك بعشرين عامًا وحطمت قلب الرجل الذي أحبك بصدق ... بأي وجه أتيتِ إلى هنا بعد ما فعلته؟! ... أنتِ ...

قاطعه زين بنبرة لا تحتمل النقاش وأشار له بالصمت، فصمت زيد على مضض ليتابع زين: أنا لا أريد سماعكِ ولا التحدث معكِ ... لا يهمني أمركِ بتاتًا ووجودكِ لا يعنيني بشيء ... إياكِ أن تظني بأن محاولاتكِ هذه حتى وإن طالت ستجعلني أتناسى أو أسامحكِ حتى ... أنا لا أكرهكِ ندى وأعلم بأنكِ اخترت مصلحتكِ في النهاية ... لكن لا تحاولي تجميل الأمر أمامي ... إن لم تكوني تشعرين بالخجل من فعلتك فعلى الأقل تظاهري بذلك أمامي ... سأكون ممتنًا إن لم تجعليني أضطر لرؤيتك مجددًا ... وكوني واثقة من أن محاولاتكِ هذه لا تؤثر بي ولو بمقدار ذرة ... رافقتكِ السلامة.

نظرت له ندى بامتعاض ونهضت تجر أذيال الخيبة لتخرج من المكتب مسرعة وما أن خرجت حتى أغمض زين عينيه وأخذ نفسًا عميقًا، فاقترب منه يزيد وربت على كتفه قائلًا: أحسنت ... هذا أفضل ما يمكنك فعله ... أحسدك على تماسكك وصبرك يا زين.

نظر له زيد بإشفاق وقال: أجل، لقد أبديت ردة فعل جيدة للغاية يا زين. ما قلته لها كان في الصميم، ويثبت بأنك لا تكترث لأمرها مطلقًا، وإن كان لديها ذرة احترام لنفسها ولكرامتها فلن تريك وجهها بعد اليوم.

تنهد زين وقال: لن تستسلم ... لقد عقدت عزمها ... إن لم أعد إليها ستنغص حياتي وحسب ... تلك النظرة الخبيثة المليئة بالإصرار أعرفها جيدًا ... لن تدعني وشأني بسهولة.

........................................................

حل المساء ولا يزال مصطفى في مكتبه يفكر وقد احتار في أمره. لا زال يرفض فكرة الزواج من ريم مجددًا. الأمر لا يتعلق بحور فقط، بل من أجل كرامته؛ فهي من تخلت عنه وأصرت على الطلاق والآن تريده أن يعود لها. لا يريد أن يشعر بأنه طوع بنانها فمتى شاءت تتركه ومتى شاءت تعود له.

تجاهل جميع اتصالاتها وهم بإغلاق هاتفه، ولكنه علم بأن حور ستقلق عليه وتتصل بما أنه تأخر في العودة إلى المنزل. حاول أن يهدأ قدر المستطاع واتصل بها وسرعان ما أجابت تسأله عن سبب تأخره وحجته هي العمل بالطبع. سألها إن كانت تناولت عشاءها، فأجابت بأنها تنتظره، ليقرر بأن يفاجئها ويشتري لها بيتزا بالخضار التي تعشقها في طريق عودته.

عاد حاملًا لها ما يعلم مسبقًا بأنه سيروقها بشدة؛ فهي تبدو كطفلة عندما تجد بعض الاهتمام ويفاجئها أحدهم بشيء تحبه، ليس وكأنها على وشك أن تبلغ الواحد والثلاثين من عمرها، لكن هل العمر هو ما يحدد هويتها، وطبيعتها، وطريقة تصرفها أم عمر الروح التي بين ضلوعها؟!

هناك من يبقى طفلًا رغم بياض الثلج الذي يغزو شعره، وهناك من ينطفئ ويذبل مبكرًا لأنه يحمل روحًا مسنة بين ضلوعه يرهقها حتى التنفس وهذا ما كانت تخشى منه حور. كانت دائمًا تتمنى أن تحتفظ بطفولة روحها التي تريد أن تحملها معها كما هي حتى نهاية حياتها دون أن تتعبها هموم الدنيا، ودون أن تنجح قسوة الحياة بجعلها تهرم. لا تدري إن كانت ستنجح، ولكنها تحاول.

في صباح اليوم التالي غادر مصطفى إلى عمله وهمت حور بالعودة إلى النوم فليس لديها عمل يذكر. بعد قليل من الوقت تفاجأت بقرع جرس الباب معلنًا قدوم ضيف ما فهو بالتأكيد ليس مصطفى لأنه يفتح الباب بمفتاحه عادة.

نهضت لترى من القادم وعرفت بأنها ريم، فسارعت بوضع مئزر طويل فوق قميص نومها، وأخفت ندبتها بشعرها، ثم فتحت لها الباب محاولة الترحيب بها بلطف قدر المستطاع. دخلت ريم وهمت حور بإرشادها إلى غرفة الضيوف، فقالت ريم بجمود: أعلم، كان منزلي لسنوات في حال نسيتِ ذلك.

صمتت حور ولم تعقب رغم شعورها بالسوء مما قالته، فسألتها حور بجمود يظهر استياءها الذي لم تستطع إخفاءه عما تريد أن تشربه، فنظرت لها ريم وهي تجلس على الأريكة قائلة: لا أريد أن أشرب شيئًا ... أتيت لأتحدث معكِ.

جلست حور مقابلها وقد شعرت بالفضول والقلق في الوقت ذاته وسألتها عما تريده، فأخذت ريم نفسًا عميقًا وقالت: لا أجيد وضع مقدمات طويلة لتمهيد الأمر خاصة في المواضيع الهامة ... أعلم بأن مصطفى لن يخبرك بما حدث فكلانا محرج من الأمر، ولكن ما حدث لم يكن بيدنا.

ازدردت حور ريقها وقالت: ماذا تقصدين؟ لم أفهم شيئًا.

عقبت ريم قائلة: أنا حامل ... من مصطفى.

قطبت حور حاجبيها ولم تستوعب ما قالته ريم وعقبت بتلعثم: ماذا تعنين بحامل؟ لقد تطلقتما منذ شهور ولو كنتِ حامل لكنت قد أنجبتِ الآن أو ربما في شهرك الأخير حتى.

نفخت ريم الهواء بحنق، ثم قالت: أنا حامل بالشهر الأول من مصطفى ... لقد حدث ذلك في يوم حفل خطبة أختي راما ... ألم تسألي نفسكِ أين اختفينا كل هذا الوقت؟ ... ظننت بأن الطلاق سيكون نهاية علاقتنا، ولكننا لا زلنا نحب بعضنا البعض ... في تلك الليلة لم نستطع مقاومة مشاعرنا ... أدركنا بأننا أخطأنا وارتكبنا إثمًا كبيرًا وقررنا نسيان ما حدث ... لكن لم ينجح الأمر ... أنا حامل الآن ولا يجب أن يعلم أحد من عائلتنا بذلك ... ليس من أجلنا وحسب، بل من أجل طفلينا، ومن أجل هذا الطفل الذي لا ذنب له.

قالتها وهي تضع يدها فوق بطنها ولم تجد من حور سوى الصمت المطبق رافقه دموعها التي تعبر عن صدمتها بما تسمعه الآن. أدركت ريم بأن ما تمر به حور صعب وقد عقد لسانها، فأردفت قائلة: أنا ومصطفى سنتزوج مجددًا، ويجب أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن. لا تفهمي قصدي بأنني سأطلب منه أن يطلقك أو شيئًا من هذا القبيل. أنا فقط أتيت لأبلغك لأن مصطفى يستمر بتأجيل الأمر وليس لدينا وقت للتأجيل أو الانتظار.

بقيت حور تستمع بهدوء وهي تحدق في الفراغ بعيون باكية وإذا بمصطفى يفتح باب المنزل ويدخل مسرعًا ينادي على حور، فقالت ريم: أنا هاتفته عندما كنت في طريقي إلى هنا.

دخل مصطفى الغرفة ووجد حور جالسة تبكي بصمت وهي تحدق بالفراغ، فجثا على ركبته أمامها وقال برجاء وقلق: حور ... حور ... انظري لي ... لا تستمعي لها ... لقد رفضت الزواج بها ... لن أفعل صدقيني ... سأجد حلًا للأمر.

أمسك بيديها بين يديه وإذا بها تنظر له بحدة وتسحب يديها من بين يديه قائلة: هل ما قالته صحيح؟ هل ... هل ... زنيت بها؟

كم كان وقع تلك الجملة صعبًا على ثلاثتهم، ولكن هذه هي الحقيقة. دمعت عينا مصطفى وقال: رغمًا عني ... لم أشعر بنفسي ... لقد كانت زوجتي لأعوام عديدة ... طلقتها رغمًا عني بسبب إصرارها ... استفزتني تلك الليلة وأثارت غيرتي وحدث ما حدث.

نظرت له حور باندهاش واستنكار، ثم قالت: إذًا تغيرك معي كان بسبب شعورك بالذنب ... ليس حبًا كما كنت تدعي.

هز مصطفى رأسه بعنف نافيًا وقال: لا ... ليس كذلك ... كنت صادقًا معكِ.

حاول الإمساك بيديها من جديد، فأبعدتهما عنه مما جعله يحاول الإمساك بكتفيها، فأبعدت يديه بقوة بحركة دفاعية، ثم دفعته بقبضتها بقوة حتى فقد توازنه ووقع أرضًا مما جعله ينظر لها بذهول وهي تنهض قائلة: لا تلمسني ... إياك أن تلمسني بعد الآن.

وجه مصطفى نظره لريم التي  راقبت ما فعلته حور بصمت وتعجب، ثم نهض وأمسك بشعر ريم بقوة وقال من بين أسنانه: قلت لك انتظري حتى أجد حلًا ... هل أنتِ سعيدة بتدمير كل شيء؟

تأوهت ريم من قوة قبضته على شعرها وقالت بألم: كيف عساي أدمر شيئًا ليس موجودًا؟! هل ستخدع نفسك أم تخدعها بأنكما زوجين حقيقيين؟! أنا أعرفك جيدًا مصطفى، وأعلم بأنك لن تحب فتاة مثلها ... متعلمة ومتعجرفة وفوق كل هذا مشوهة ... جميعنا نعلم بالأمر فشيء كهذا لا يمكن إخفاءه في مدينة صغيرة كهذه ... لا تنكر بأنك تزوجتها كي تغيظني وحسب بعد أن انتهت عدتي ورفضت العودة إليك.

ترك مصطفى شعرها وصفعها بقوة جعلتها تتمدد على الأريكة وقد صرخ عليها لتصمت، ثم عاد وأمسك بشعرها بقوة أكبر قائلًا: بات لدي حل الآن ... سأضربك حتى تجهضين ما في بطنك أو ربما ألقيك عن الدرج.

نظرت له ريم بذعر وبدأت ترجوه ليتركها وشأنها، وتستحلفه من أجل طفليهما كي لا يؤذيها بينما كان هو قد بدأ يجرها من شعرها نحو الدرج. حاولت حور أن تتماسك وهرعت مسرعة حتى وقفت أمامه وباغتته بصفعة، ثم قالت من بين دموعها بكل حدة وقوة: اتركها ... هذه المرأة حامل بطفلك ... هل تريد اقتراف جريمة جديدة تضيفها إلى قائمة ذنوبك وجرائمك؟!

ترك مصطفى شعر ريم التي ظنت بأنه سيبدأ بضرب حور بعد أن صفعته، لتتفاجأ به يصرخ قائلًا: ماذا عساي أفعل إذًا؟ هل أتزوجها؟ إن فعلت هذا فهل ستبقين معي؟ لقد تبت عقب تلك الليلة وأنت لاحظتِ تغيري ... عاهدت نفسي أن أسعدك وألا أظلمك بعد الآن ... لكن ... ماذا عساي أفعل الآن؟ ... ما هو الحل؟

صمتت حور لبرهة وهي تحاول كبت صوت بكائها، ثم قالت بكل ألم وبصعوبة بالغة: تزوجها ... من أجل الجنين ... ومن أجل طفليكما.

اقترب منها مصطفى وقال: حسنًا ... سأفعل ما تريدينه ... طالما أنكِ موافقة لا يهم ... سأطلقها بعد أن تنجب وسينتهي كل شيء حينها.

تساقطت دموعها بحرارة وقالت بغصة وصعوبة: لن تطلقها هي ... طلقني أنا ... قوما بتربية أطفالكما معًا ... أنا لم يعد لي مكان هنا ... إنه مكان حصلت عليه فقط كي تغيظها في البداية، ثم لأنك تشفق عليَّ وتشعر بالذنب ... لا أريد زواجًا كهذا ... طلقني مصطفى.

أومأ مصطفى برأسه برفض قاطع وقال: لا ... هذا مستحيل ... حتى لو أطعتك فأهلك لن يسمحوا لكِ بذلك ... الجميع سيتعرض لكِ بالسوء وستضطرين حينها لإخبارهم بالحقيقة ... لا ... هذا الحل مرفوض.

ابتسمت حور بألم وقالت: لا تقلق ... لن آتي على ذكر ما حدث ... سأخبرهم بأنك لم تستطع نسيان زوجتك، وبأن حالة الأطفال النفسية باتت سيئة للغاية، لذا كلاكما اضطررتما لاتخاذ هذا القرار من أجل الطفلين.

استمر مصطفى بهز رأسه باستنكار ورفض قاطع، ثم اقترب ووضع يديه على وجنتيها قائلًا: لا ... لن أتخلى عنكِ ... بعد كل ما حدث وبعد ما وصلنا إليه ... لا ... هذا خطأ يا حور ... لقد بدأنا معًا للتو.

ردت حور بتعب: دعني مصطفى ... لقد انتهى الأمر ... كنت أعلم بأنه سيأتي يوم وأقول بأن هذه هي النهاية ... ها قد أتت ... لم أعد أستطيع الاحتمال أكثر ... لقد خارت قواي ... دعني وشأني أرجوك.

قالت جملتها الأخيرة برجاء وهي بالكاد تستطيع الوقوف على قدميها؛ فما تشعر به الآن أعقد وأصعب بكثير من قدرتها على التعبير عنه بكلمات. الأمر ليس محض خيانة، وطلاق، ونهاية علاقة ظنت بأنها بدأت تزدهر وتنمو. خيانته لها في أول يوم من ذلك الوعد ببداية جديدة يدل على أن الأمر برمته زائف. خيانته لها بحد ذاتها تجرح أنوثتها، وتشعرها بنقصها، وتزيد جرحها بسبب تشوهها، ويشعرها بمدى عجزها وبشاعتها في عينيه وعيني كل رجل قد يفكر بالارتباط بها. خيانته هذه تجعلها تشمئز منه ومن نفسها التي سلمتها له بكل ود وطواعية عقب ما فعله بها. هي بالكاد كانت تحتمل رؤية ريم التي كانت زوجته لسنوات أمامها، ففكرة أنه لمس غيرها تزعجها بشدة، ولكنها كانت زوجته وهذا أصبح من الماضي، لكن أن يلمس غيرها ويرتكب خطيئة الزنا معها فهذا فوق الاحتمال.

بدأت حور تشعر بالدوار، ولكنها قاومت ذلك الإحساس وقالت: سأذهب لأجمع ثيابي.

توجهت حور إلى غرفة النوم بخطوات متثاقلة، ثم نظر مصطفى لريم وقال بشراسة: غادري على الفور قبل أن أرتكب جريمة.

أسرعت ريم بالخروج من البيت وقد أدركت بأن الأمر في النهاية سيكون في صالحها رغم كل ما حدث أمامها للتو. هي لا تريد سوى إنقاذ نفسها وحماية سمعتها وسمعة طفليها حتى لو كان على حساب سعادة غيرها.

توجه مصطفى إلى غرفة النوم عله يقنع حور بالعدول عن رأيها، فوجدها ممددة على الأرض فاقدة للوعي. هرع نحوها بقلق وحملها بين ذراعيه، ووضعها على السرير، ثم شرع بمحاولة إفاقتها حتى نجح بذلك. فتحت عينيها وأدركت ما حدث، فعادت لتبكي من جديد وإذا به يضمها إلى صدره قائلًا: حور ... اسمعيني أرجوكِ ... أنا حقًا أحببتك وأريد أن أمضي حياتي معكِ ... لا تتركيني من فضلك ... سأتزوج ريم كما طلبتِ من أجل الأطفال فقط ... لكن أعدكِ بأنني لن ألمسها ولن يكون بيني وبينها سوى الأطفال ... سامحيني يا حور ... أعلم بأنني أخطأت ... لكنني تبت ... انسي أمر الطلاق أرجوكِ، وأعدك بأنني سأفعل كل ما تريدينه وسأحرص على أن تكوني سعيدة.

ابتعدت حور عنه واضطجعت على جنبها كي لا ترى وجهه، وأجهشت بالبكاء رغمًا عنها. بكت بحرقة، وألم، وقهر لم تشعر بهم من قبل.

اضطجع هو الآخر خلفها وضمها إليه مشفقًا على حالها، وهمس لها قائلًا: نامي وارتاحي الآن ... سيسعك التفكير بعقلانية عندما تهدئين ... لا تقرري وأنتِ منفعلة ... أنا أحبكِ ولن أتخلى عنكِ.

استمرت بالبكاء وهي تشعر بجسدها منهك وخائر القوى، وليس لديها طاقة حتى لإبعاده عنها، ولم تشعر بنفسها عندما غطت في سبات عميق.

.........................................................

رأيكم في الفصل والأحداث

لا تنسوا التصويت ♡♡♡


Continue Reading

You'll Also Like

343K 29.5K 13
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
2.9M 41.4K 61
مطلق لقب حول حياتي للجحيم الابدي وكأنه ذنب لايغتفر مطلق كنت اظن ان هذا اللقب اللعين خاص بالسيدات فقط وان الرجال لايطلقون عليهم بذلك اللقب ولكن الم...
18.1K 1K 17
القصة تتكلم عن إنتقال طاقم قبعة القش إلى عالم موازي لهو نفس الشخصيات لاكن قصة مختلفة سأبدأ بها عما قريب
443K 11.5K 64
جميلة عشقت الوحش 🤍🖤 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد💜✨ قاسي, متملك, قلبه مظلم .. أسهل شئ في حياته القتل .. رغم ثروته التي لا تُعد والقصور والسيارات ا...