[الجزء الثاني] البارت السادس عشر (١٦)

202 16 0
                                    

بلغت الثانية عشرة في عام 2000 ، وكان لزاما علي أن أزور الكنيسة الإجراء طقس التثبيت كما تقول ماما آیدا.
جوزافين بلغ هوزيه الثانية عشرة..
حول طاولة الطعام في المطبخ كنا نجلس. أجابت أمي
- اهتمي بتدخين سمومك آیدا واتركي هوزيه في سبيله..
بوجه صارم الملامح أجابت ماما آیدا: - تركت تدخين الماريجوانا جوزافين. .
من دون اهتمام سألتها أمي
منذ؟
من دون أن تلتفت ماما آیدا إلى أمي، قالت
منذ اليوم..
لم تعقب أمي. انصرفت لتطعم أدريان. واصلت ماما آیدا:
يجب أن نأخذ هوزيه إلى الكنيسة جوزافين. . يرسم أدريان، بحركة تلقائية، علامة الصليب أمام وجهه ما إن
ذكرت ماما آیدا الكنيسة.
عاجلا أم آجلا.. سيتحول هوزيه إلى الإسلام في بلاد أبيه..
قالت أمي. أردفت
مادام بلغ بك الإيمان هذا الحد.. صمتت قليلا. أنهت
بلغت ابنتك السادسة عشرة. أصلحي سلوكها.. ثم خذيها إلى
الكنيسة. أو إلى الجحيم..
لم تفه تفه ماما آیدا بكلمة..
***
كانت زيارتي الأولى ل كاتدرائية مانيلا، بصحبة ماما آیدا التي أصرت أن أقوم بطقس التثبيت، وفقا للأسرار السبعة المقدسة، في : الكاتدرائية بدلا من القيام به في كنيسة حينا الصغيرة، حيث جری تعميدي قبل سنوات. طلبت ماما آیدا من خالي بيدرو وزوجته الحضور ليشهدا الطقس وليكونا والدي بالمعمودية بالإضافة إليها. وافق الإثنان، وبقيت أمي على رأيها: "سيعتنق الإسلام عاجلا أو آجلا"، ولم تحضر. تجاوزنا البوابة الخشبية الكبيرة، ماما آیدا، خالي بيدرو وزوجته، وأنا. توقفنا أمام تمثال لملاك يحمل وعاء الماء المقدس. غطس الجميع أناملهم في الماء ورسموا علامة الصليب أمام وجوههم، وبالمثل فعلت. أهو الإيمان الذي أنزل ذلك الشعور بالرهبة تجاه المكان؟ أم
بي
أن للشموع والتماثيل والأيقونات دورها في ذلك؟
جلست ماما آیدا وخالي بيدرو وزوجته يتلون الصلوات، في حين بقيت واقفا في المنتصف، على سجادة حمراء طويلة، تنتشر الكراسي الطولية الخشبية في صفين عن يميني ويساري. شعور جديد لم آلفه قبل زيارتي تلك. هدوء مطبق، نقوش على سقف يستند إلى أعمدة رخامية ثمانية، علامات الصليب على الجدران بأحجامها الكبيرة، النوافذ بزجاجها الملون، أشعة الشمس تلقي بألوان النوافذ على أرض الكاتدرائية الرخامية، وتمثال السيدة العذراء، بثوبها الأبيض وعباءتها الزرقاء، ينتصب امامي في صحن الكاتدرائية، تحيطه باقات الزهور من كل جانب.
كان هناك الكثير من الصبية، في مثل سني، ينتشرون بصحبة ذويهم في المقاعد الأمامية بانتظار القس ليجري الطقس. لهفة ماما آیدا.. كانت
طقسها بحد ذاته
فرغنا من إجراء طقس التثبيت، وباركنا القس بالماء المقدس، بعد الترديد، مع الصبية، بالإيجاب على أسئلته: "هل ستبقون بعيدا عن الشر؟ هل تؤمنون بالرب، عز وجل، خالق السماوات والأرض؟ هل تؤمنون بيسوع المسيح ابن الرب؟. . المغفرة؟. . التواصل مع القديسين؟. . قيامة الجسد؟. . الحياة الآخرة؟. ."
ما أصعب أسئلتك يا أبانا.. وما أسهل إجاباتي: نعم.. نعم.. نعم! محظوظ أدريان.. لا تشكل له هذه الأسئلة أي قلق.. لا شك ولا إيمان. لا حيرة لا خوف. لو كنت أنا من غرق في تلك ال ليلة، لتعطب خلايا دماغي بدلا منك!
أهدتني ماما آیدا قبل خروجنا من الكاتدرائية قلادة تحمل الصليب. سعادة ماما آیدا في ذلك اليوم.. كانت أجمل ما في طقس التثبيت.
* **

ساق البامبوWhere stories live. Discover now