[جزء الخامس] البارت السادس(6)

123 10 0
                                    

انقطعت أخبارها منذ مدّة.. حين سألنا ماريا قالت انها لا تعرف
عنها شيئا.. خالتك آيدا تكاد نجِنٌ".

هذا ما قالته أمي في إحدى محادثاتنا عبر كاميرا الانترنت. سألتني:
"أليست هي على تواصل معك؟". أجبتها بأنني منذ فترة لم أفتح بريدي
الإلكتروني. في تلك الأثناء قمت بفتحه. وجدت بريدي يغص برسائل
الإعلانات إلى جانب رسالة واحدة من ميرلا كانت قد أرسلتها قبل تسعة
أيام» ترك خانة العنوان خالية.

"هوزيه!.. هل تراني؟"» سألتني أمي في حين كانت تلوح بيدها
أمام الكاميرا. كنت مشغولا مع بريدي الإلكتروني. "نعم ماما.. ولكن..
أنا مشغول.. نتحدث لاحقا". أغلقت الكاميرا وانتقلت إلى صفحة البريد.
قمت بمسح الرسائل الإعلانية وأبقيت رسالة ميرلا من دون أن أقوم
بفتحها مباشرة. شيء يقول لي أن هذه الرسالة تحمل خبرا لن يسعدني.
ختمت رسالتها السابقة بمقولة ل ريزال: يجب أن يكون الضحية نقيا كي
تُقبل التضحية. إلامَ كانت تُلمّح هذه المجنونة؟!

وكما ختمت رسالتها السابقة بمقولة ل ريزال» بدأت رسالتها هذه
بإحدى مقولاته:

هوزيف»

الموت هو العلامة الأولى للحضارة الأوروبية عند إدخالها إلى
المحيط الهادي.

هل تتذكر هذه المقولة ل خوسيه ريزال؟ عموماء ها أنا الذكرك بها
قد تتساءل ما علاقة هذه المقولة برسالتي. أنا نفسي لا أعلم» ولكنها منذ
يام تسكن رنسي. هل هي نبوءة تتحقق لكل من يقترب من الأدرويين؟
لست أتحدث عن الموت الذي يعنبه ريزال في سنوات الاحتلال. بل موت
آخر. عندما احتل الأوروبي المجهول جسد أَبْدا تركني بذرة في الحشائها
ثم رحل. وقّل أن أولد بأبام قليلة كشف الموت عن نفسه عندما سلب
حياة جذتي التي لم أزها سوى في الصور. منذ ذلك استقر الموات في بيتنا
من دون أن ثتتبه له. إيُعطل الحياة فنا وإن استمرت قلوبنا في النبض. أبّدا
التي حب والتي تناديها ب ماما هي الأخرى ميتة منذ زمن» منذ مجزرة
الدبوك التي سمعناء أنا وأنت» بها بعد أن كبرنا. أثاء ولدث ميتة بجسد حي
أرضعتني آَيْدا الموت من ثديها الذي أكر» الذي امستباحته كفوف وأقواه
رجال قذرين لست أدري ل لي. الموت الذي أرضعتي إيباه أَبدا اصبح
يقتات على مشاعري مسنة بعد أخرى. أكبر وتموت مشاعري نحو الرجال
الدبوك و..النساء الدجاجات وما تفقسه ببوضهن.

هوزية»

هل تتذكر كلمة قلتها لي قل سنوات في بياك-نا-باتو؟ قد لا تتذكر.
أنا أتذكر. قلت لي: "لا يُقدم على الانتحار سوى إنسان جبان فشل في
مواجهة الحياة". هل تتذكر الآن؟

امستفزتني كلماتك حين نعتني» من دون قصدء بالجّن. لم أرغب
بأن أكون جبانة. ولكنني اليوم أفكر بشكل مغاير. نعم نا جبانة فلت
في الااستمرار بالحياة بسلا وفشلت في مواجهتها. وأنا اليوم لا أزيد
اللاستمرار في فشلي. في كلامك لي؛ عندما كنا في بيالا-نا-باتو؛ قلت
نصف الحقبقة وأففلت نصفها الآخر.. لا ُقدم على الانتحار سوى إنسان
جبان فشل في مواجهة الحياة» وإنسان شججام تمّكن من مواجهة الموت.

ساق البامبوWhere stories live. Discover now