[الجزء الرابع] البارت العاشر (10)

132 13 0
                                    

- هل سنلتقي مرة أخرى؟

كان سؤالي لغسان ما إن ترجلت من سيارته حاملا حقيبتيٌّ أمام
بيت جدتي. أجاب:

- مرات أخرى يا مجنون..

أدرت ظهري متجها نحو الباب. "عيسى!" ناداني غسان؛ "خذ
هذا". كانت يده ممدودة إليّ من نافذة سيارته. تقدمتٌ إليه تاركا حقيبة
ملابسي» حاملا حقيبة أوراقي الثبوتية في يدي. سألته:

- ما هذا؟

- هذا مفتاح شقتي.. في أي وقت يمكنك المجيء.. ولربما لا
أكون موجودا.. لديك المفتاح.

"حتى أنت غير واثق من بقائي في بيت جدّتي يا غسان”؛ قلت
في نفسي. شكرته وعدت إلى جانب حقيبة الملابس عند الباب. وقبل
أن أضغط مكبس الجرس: "أهلا عيسى"؛ قالت خولة التي كانت تنتظر
خلف الباب. ودّعنا غسان ببوق سيارته؛ ثم انطلق بمحبوبته ال لانسر
تاركا إياي بصحبة أختي. "سلامووو عليكوووم". صاح الببغاء كعادته
كلما فُتح الباب. هممت بالدخول. أوقفتني خولة مترددة. التفتت إلى
البيوت المجاورة؛ ثم قالت: "مِن هناك". كانت تشير إلى باب جانبي:
"هناك غرفتك يا عيسى.. ومن هناك يمكنك الدخول إلى المنزل عبر
الفناء الداخلي"”.

دخلت من الباب الجانبي» الباب الذي طُردنا منه أنا وأبي قبل
سنوات. باب يفضي إلى ملحق المنزل. كانت خولة تنتظرني هناك.
طلبت متي أن أتبعهاء توقفت آمام باب المنيوم. أشارت نحو الباب
تقول: "كانت هذه ديوانية أبي.. يجتمع فيها مع المقربين من أصدقائه".
فتحت باب الديوانية: "تفضل.. هذه غرفتك".

كل هذا لي أنا؟! غرفة فوق مستوى أحلامي. لا حاجة لي بالخروج
من هنا. لم أصدق ما رأيته. غرفة ضعف حجم غرفتي القديمة. سجادة
كبيرة تغطي كامل أرضية الغرفة. سرير كبير يكفي لشخصين. وسادتان
وغطاء أبيض أنيق. تلفاز بشاشة كبيرة. طاولة صغيرة تحمل لابتوب.
ثلاجة. مدفأة ومكيّف هواء. "هل أنت سعيد بها؟". سألتنى خولة. أجبتها
في حين كنت أقارن بينها وبين غرفتي البائسة في الفلبين: "أكثر مما
تتصورين".

طلبت مني أن أترك حقيبتي وأتبعها. في الفناء الداخلي للمنزل»
أشارت إلى باب ألمنيوم يحاذي باب غرفتي: "هذه غرفة بابو وراجو..
الطباخ والسائق".. أشارت إلى باب زجاجي بإطار حديدي مقابل باب
غرفتي مباشرة: "هذا الباب يفضي إلى غرفة الجلوس الكبيرة» حيث
كانت جلستنا فى المرة السابقة.. لن تضطر للقاء الببغاء إذا ما دخلت
من هذا الباب". قالت ضاحكة. أشارت إلى نافذة في الدور العلوي؛
أعلى الباب الزجاجى: "هذه نافذة غرفة ماما غنيمة". نظرت إلى الساعة

- الساعة تقترب من العاشرة.. هل أتركك لتنام؟

- لا.. لا يزال الوقت باكرا.

ما أجمل ابتسامتها. أهي تبتسم أم أن لشفتيها شكل الإبتسامة.
هزت رأسها إيجابا. قالت:

ساق البامبوWhere stories live. Discover now