[الجزء الخامس] البارت التاسع عشر (١٩)

135 11 0
                                    

كان إبراهيم منهمكا بين صحف الأسبوع يبحث عما يتعلق
بالفلبين من أخبار ليرسلها إلى الصحف الفلبينية بعد ترجمتها. هذا
فصل الصيف. مجانين بوراكاي يطوفون العالم يتثرون جنونهم. لعلهم
أصبحواء في ذلك الصيف» مجانين إسبانيا.. مجانين لندن.. فرنسا..
تايلاند أو ماليزيا. هل سيصادفون نصف كويتي على شواطئ تلك
الدول؟ الله وحذه يعلم!

وجدتني وحيدا كما لم أكن في حياتي. بلا عمل ولاا سكن
يخصني. درجة الحرارة التي تتجاوز الخمسين من شأنها أن تذييني
ودراجتي إن أنا فكرت في الخروج. ماتت سلحفاتي. أصدقائي في
سفر. لقاء أختي مستحيل بعد انتقالها إلى بيت جدتها لأمها. أبي؛ كما
هو دائماء لا وجود له إلا في الصور. أمي وأخي وماما آيدا في مكان
آخر من الكرة الأرضية؛ وميرلاء رغم إيماني بوجودهاء لم تكن قريبة.
أما غسان. فقد أصبحت أتحاشاه خشية أن أزيد همه همًا.

لا شيء يحفزني على البقاء في بلاد أبي مدة أطول. ولكنني. لا
أملك حتى ثمن تذكرة الطائرة للسفر إلى بلاد أمي. أنا.. في حيرة.

خولة؛ في عطلتها الصيفية؛ تقرأ رواية أبي الناقصة للمرة المليون..
ربما. هي حزينة. تقول: "أحتاج إلى سنوات طويلة لإكمالها". ترجمت
لي فقرات مما كتبه أبي. كتب في صفحة الإهداء: "إليكما.. الكويت و..
أني". تقول خولة أنها طيلة السنوات التي كانت تقر فيها الرواية كانت
تحسب أن أبي يعني والدتها إيمان بقوله: "أنتٍ". ولكنهاء مع قراءاتها
المتكررة اكتشفت انه لم يكن يعني سوى الفتاة التي أحبها حين كان
طالبا جامعيا. تلك التي رفضت ماما غنيمة زواجه منها. "تلك التي لو تزوجها أبي لما تورط مع جوزافين!"» قلت لأختي ساخرا.

عرفت» مما ترجمته لي خولة؛ أن أبي كان يعيش غربة من نوع ما
في وطنه هو الآخر. وجدتني حين أنهيت المكالمة أطلب ورقة وقلما
من إبراهيم. شرعت بالإنكليزية أكتب:

"أنا رغم اختلاني عنكم. وربما تخلفي أيضا في الكثير من
الأشيا ورغم شكلي الذي يبدو غريبا بينكم» ورغم الهجتي وطريقتي في
لفظ الكلمات والحروف.. رغم كل تلك الأشياى فَأنا اأحمل تلك الأوراق
القي تحملون. ولي حقوق وعلي واجبات مثل حقوقكم وواجباتكم تماماء
كما اندي رغم كل شيء لم اكن لحمل لهذا المكاز سوى الحب»
ولكنكي ولسبب الجهله» حلم بيني وبين أن الحب المكان الذي وُلدت
في والذي مات الي من اجله. متعتموني من القيام بواجباتي»؛ وحرمتموني
من انسط حقوقي.

عندما كنت هناك صغيرا لا أزال» كانت أرضكم هي الحلي اقول
أرضكم ولا اقول ارضيء لأنهاء رغم أوراقي الإبوتبة؛ هي ليست كذلك.
كانت الكوبت؛ في سنوات مضت؛ هي الجنة التي سأقون بها في .يوم ما.
والتي كان الداسء هناك؛ ببشروتي إبها.

كنت غريباء ولا ازال. حاولت بشتى السبل أن تالف مع كل شيء؛
رغم صعوبة .. كل شيء.

ساق البامبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن