[الجزء الثاني] البارت الثالث عشر (١٣)

202 15 0
                                    

كم كنت أعشق الأرض التي نشأت بها. كم من الوقت كنت أختلي فيه بنفسي متأملا الأشياء من حولي، حتى خلتني إحدى أشجار أرض جدي. لا أستبعد فكرة أن يورق رأسي، أو أن تنبت ثمرة مانجو خلف أذني.. أو أن أرفع ذراعي لأكشف عن عذق موز نبت في إيطي. وأحياناء كنت أتخيلني حصاة مهملة في الأرض ذاتها، قد يتغير مكانها، يطمرها الرمل، ويكشف عنها المطر، ولكنها تبقى هناك، لا تتجاوز سور البامبو الذي يحيط الأرض قط. أحببت اللون الأخضر، لون الحياة، بدرجاته حتى خلته اللون الوحيد في هذا الكون.. ومع ذلك، ويقدر عشقي للون
الأخضر في أرض میندوزا، كنت أكره.. میندوزا۔ لم تسلم من جشعه حتى الأرض. دمر الحسنة الوحيدة التي كنت أراه قد صنعها. ولكن، رغم جشعه، كان هناك ما يشفع له عندي في ما مضي، وهو اهتمامه بالأرض، بالأشجار، بالكلب وايني وعصاية الديوك كنت أحترم فيه هذا الأهتمام، وإن لم يكن يتجشم عناء اهتمامه هذا، إذ يتمثل اهتمامه بالأوامر التي كان يوجهها لي بالعناية بكل تلك الأشياء أما بعد موافقته على إقامة ذلك البرج المسخ في الأرض التي أحبت، اليزاحم الأشجار هناك، فقد قام بنسف الشيء الوحيد الذي كنت أراء
طيبا بين خصاله البغيضة. كنت قد اعتدت في أوقات كثيرة، في الليل غالبا، أن أسند ظهري إلى ساق أكبر الأشجار في أرض میندوزا. مساحة مسطحة تمتد أمامي تفصل بيني وبين منزل إينانغ تشولينغ. أراقب كل شيء حولي ما عدا منزل تلك العجوز، كي لا تتحرك النحلة الساكنة في رأسي تصدر طنينها.
في هذه المساحة كانت تقوم حياة أخرى. كنت أجلس على الأرض الرطبة. يكاد الظلام أن يبتلع المكان لولا الأنوار التي ت تسل ل من نوافذ البيوت الأربعة المنتشرة من حولي.، پینا، پیت جدي.. بيت خالي بيدرو .. وبيت إينانغ تشولينغ.
نقيق الضفادع .. صوت اسرار الليل.. نباح وايتي يتبعه نباح كلاب الحي.. واصرات أخرى لا أميز مصدرها. كانت الأصوات، بتحالفها مع رائحة الأرض تحثني على المكوث وقتا أطول. وكانت أمي، إذا ما افتقدتني ليلا، قبل عودتها إلى منزل ألبيرتو، تعرف أني أجلس تحت الشجرة إياها. تفتح النافذة "هوزييها هيا عد للداخل". أترك المكان عائدا في حين أشعر بالأشجار من ورائي تعد أغصانها محاولة الإمساك بي. نقيق الضفادع وصرير الحشرات يرتفع، أكاد أميز اسمي يتردد مصاحبا أصواتها الأعشاب المهملة تشابك حول قدمي تعطلني عن المضي في السير. وأنا لا أخشى فراق تلك الأشياء، لأن لفاني المقبل معها قريب جدا. بعد غروب شمس اليوم التالي أكون قد هيأت نفسي
اللقاء احيني
تها
فور دخول المنزل تعلق آیدا: "ها هو اليد بوذا قد عاد" لماذا كان جلوسي تحت الشجرة يزعج أمي؟ أتراها كانت نخشی أن تنبت لي جذور تضرب في عمق الأرض ما يجعل عودني إلى بلاد أبي أمرا مستحيلا؟. . ريما، ولكن، حتى الجذور لا تعني شيئا أحيانا. الر كنت مثل نيئة البامبو، لا انتماء لها. تقتطع جزءا من سانها.. تغرسه، بلا جذور، في اي ارض.. لا يلبث الساق طويلا حتى تبث له جذور جديدة.. تنمو من جديد.. في أرض جديدة.. بلا ماض.. بلا ذاكرة.. لا يلتفت إلى اختلاف الثاني حول نمیشه.. کاوايان في الفلبين.. خيزران في الكويت.. او بامبو في أماكن أخری۔
منذ اليوم الذي انتصب فيه برج الاتصالات في المساحة أمام شجرتي الأثيرة، أصبحت أجلس، مقرفصا على الأرض، بشكل عكسي. ظهري للبرج، مواجها ساق الشجرة. والأصوات ذاتها، رغم وضعي ...
المغاير، عرفت طريقها إلى أذني
***

ساق البامبوKde žijí příběhy. Začni objevovat