[الجزء الخامس] البارت الثاني(2)

114 8 0
                                    


شاركت إبراهيم سلام غرفته الصغيرة بشكل مؤقت لحين عثوري
على سكن. "لماذا تسكن الجابرية؟”» سألت إبراهيم وأنا لا أحمل لتلك
المنطقة سوى مشاعر مؤلمة.. موت صديق أبي في طائرة تحمل الاسم
نفسه» وخيانة صديقه الآخر الذي يسكن في المنطقة ذاتها. "لأن السفارة
الفلبينية. حيث أعمل. تقع بالقرب من هنا". أجابني إبراهيم.
طلبت منه ذات ليلة أن يحدثني عن النبي محمد مقابل أن أحدثه
عن اليسوع؛ على غرار أحاديث ما قبل النوم التي كانت تدور بيني وبين
تشانغ حول اليسوع وبوذا. أجابني إبراهيم: "سأحدثك عن سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم» ولكنني لست بحاجة إلى أن تحدثني عن عيسى
عليه السلام ". وحين سألته عن السبب أجاب واثقا: "أجزم بأنني أعرف
عن المسيح ابن مريم ما لا تعرفه أنت".
حدثني كثيرا عن الإسلام. أثار اهتمامي بعض التشابه بين القرآن
والكتاب المقدس. أهو دين جديد كما كنت أحسب» أم تتمة لأديان
سبقته؟ حدثني إبراهيم عن الصّخْف الأولى التي أشار لها القرآن.
وبسؤالي عن تلك الصحف أجابنى ممسكا بالمصحف بين يديه
مترجما لفقرات عدة» أتذكر ان إحداها كان من سورة اسمها النساء(34.
فهمت مما قاله ان الإسلام لا ينكر الأديان التقي سبقته» فالقرآن يشير
إلى الأديان السابقة» ويذكر الأنبياء والرسل بأسمائهم» ويخبرنا بأنهم
(34) انا أَوْحَيْنَا إِلَيِكَ كَمَا أَوْحَيَْنا إلى نوح وَالنّبيُينَ من بَعْدِِ وأَوْحَيْنا إلى إِبرَاهِيمَ
وإِشْمَاعِيلَ وَإِسحَاقٌ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُوبَ وَيونْسَ وََهارُونَ وَسُلَيْمانَ
وَآتيْنَا داوود زَبُورا» القرآن الكريم. النساء: 163 (المترجم).

جميعا, مرسلون إلى البشرية من قبل الله. أشعل إبراهيم مصابيح في
رأسي ولكنه أطفاً أخرى. وأمام حيرتي وجدته مهتما أكثر مني في هذا
الأمر . لست أدري ان كان يحاول اقناعي أم اقناع نفسه. أطبق المصحف
ثم أعاده إلى مكانه في درج قرب سريره. حدثني عن معجزات لم أسمع
بها من قبل. غيوم تُشكّل اسم الله في السماء.. ثمرة بطيخ ترسم بذورها
اسم محمد النبي.. سمكة إذا شاهدتها بوضع مقلوب تقرأ اسم الله في
الخطوط الممتدة من ذيلها إلى رأسهاء وأشياء تشبه تلك التي كنت
أسمع عنها في القلبين عن رؤية البعض لتمثال السيدة العذراء والدموع
تسيل من عينيها.. أو ظهورها في مكان ما سرعان ما يستحيل مزارا.
أثار إبراهيم دهشتي. كان ذلك باديا على وجهي. وإزاء دهشتي تلك
وجدته يسألني بثقة: "ها؟ ما رأيك؟". لم تكن دهشتي سوى دهشة
خيبة فهمها إبراهيم بشكل عكسي. أجبته: "هذه مجرد خيالات!". امتقع
وجهه. أتممت: "لو انك اكتفيت بقراءة نصوص من القرآن!".

من الدرج الذي وضع فيه المصحف أخرج ورقة مطوية. قال:
"سوف أريك معجزة". انتصبت شعيرات جسدي. رغم عدم إيماني
بتلك الأشياء» فإنني كنت متحفزاء لشدة حماسه؛ لرؤية شيء جديد.

- حدث قبل أكثر من عامين.. في ديسمبر 2004..

قاطعته بعد أن تشكّلت في مخيلتي صور مشؤومة. قلت:

ساق البامبوWhere stories live. Discover now