الفصل 73 (انتقام شيطاني)

Start from the beginning
                                    

ضمها زين بذراعه وقبل جبينها قائلًا: هذه روحي .. هل يمكن للإنسان أن يضايق روحه؟!

ابتسمت حور وقد فهمت بأن الحوار يخصها، فنظرت لجواد قائلة: كلامك هذا يسعدني .. لطالما اعتبرتك أخًا يعتمد عليه ويسعني الوثوق به يا جواد.

هتف زين بضيق مصطنع: ما هذا؟! أنا لا أقبل بهذا الكلام .. الغيرة بدأت تتسلل لقلبي.

ضحكت حور في حين ابتسم جواد ابتسامة جانبية وخرج من المكان ليتركهما وحدهما. طوق زين خصرها بذراعيه ونظر في عينيها بحب متسائلًا: ما الذي أتى بكِ؟ ألم تكوني ترغبين بالنوم؟

وضعت يديها على صدره وأجابت قائلة: في الحقيقة حاولت، ولكن لم أستطع .. شعرت بالضيق من نفسي لأنني شعرت بانزعاجك مني.

ضمها إلى صدره وهو يقول: لمْ أنزعج منك يا حبيبتي ... هل يعقل ذلك؟! ... أعلم بأن كل شخص يحتاج جسده لعدد ساعات معين كي يشعر بالراحة وهذا طبيعي.

كانت مستكينة بين ذراعيه بصمت وهي تغلق عينيها، فابتسم قائلًا: حوري! هل ستنامين؟ لدينا تمارين يا حبيبتي.

ضحكت حور وابتعدت عنه تضربه بقبضتها قائلة: حسنًا، لكن لا ترهقني بالتمارين.

أجلسها على أحد الأجهزة الخاصة بتمارين الساقين بعد أن خلعت سترتها الطويلة وعدل وضعيتها قائلًا: عندما تتحسن قدرتك على التوازن والارتكاز على ساقيك سنبدأ بتمارين الدفاع عن النفس. سيكون الأمر سهلًا لأن لديك خلفية جيدة عن الأمر، ولكن سنبدأ من جديد وسنعمل على تقوية عضلاتك أكثر، وتعلم مهارات احترافية أكثر.

استغربت حور جديته في الحديث، لتتساءل قائلة: لمَ كل هذا؟ هل سأحتاج لضرب أحدهم أم ماذا؟ الحراسة دائمًا حولنا يا زين رغم أنني أشعر بأن موضوع الحماية هذا مبالغ به.

جثا بقربها وقال بهدوء: ليس مبالغًا به يا حور .. ليته كان كذلك.

وضعت يدها على وجنته عندما رأت القلق المرسوم في عينيه وتساءلت قائلة: ماذا هناك يا زين؟ أخبرني ما الذي يقلقك؟

رسم ابتسامة باهتة على شفتيه قائلًا: لا شيء محدد يا حبيبتي ... من باب الحيطة فقط ... نحن لدينا الكثير من الأعداء وهناك العديد من الأشخاص الذين قد يطمعون باختطاف أحدهم لقاء فدية.

لم تقتنع حور بكلامه أو بالأحرى شعرت بأنه يخفي السبب الحقيقي لهذا القلق البادي على وجهه، ونظراتها الصامتة له جعلته يدرك ما يدور في ذهنها، ليقرر تشتيت تفكيرها هذا بسرعة حيث هتف بحماس: هل تعلمين بأنكِ أنقذتنا من ضائقة مالية كبيرة؟

عقدت حاجبيها باستفهام متسائلة: ماذا؟ ماذا تقصد؟

بدأ زين يروي لها قصة البريد الإلكتروني، وطلبها لكمية كبيرة من المواد نتيجة الخطأ وقد تذكرت بالفعل ما حدث ذلك اليوم، فوضعت يدها على أذنها مكان التشوه بتلقائية وقد غيم الحزن على عينيها، ليسارع زين بإمساك يدها قائلًا: حوري! هذا الخطأ أنقذنا من خطر الإفلاس ... لو أنكِ طلبت الكمية التي قلت لك عنها لاحترقت في ذلك المخزن مع بقية المواد ... هذه نعمة صدقيني ... إياكِ أن تشعري بالحزن أو النقص بسبب شيء قدره الله لكِ.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now