قاطعها أوس وقد عادت نظراته الحادة: لست متفرغًا الآن ... عندما أعود سنتحدث.
تركها ومشى مسرعًا في حين رمقته هي بامتعاض وتذمر، ثم قالت متهكمة وهي تقلده بصوت منخفض: لست متفرغًا ... اركض هيا كي لا تتأخر على الجميلة ... وغد وقح.
عادت إلى مكتبها والغضب واضح من مشيتها وتخبطها، فابتسمت سلمى وقالت ممازحة: لماذا عدتِ بهذه السرعة.
ردت مرام بتهكم: السيد ليس متفرغًا ... خرج من مكتبه يركض لا أدري إلى أين وقال سنتحدث عندما يعود.
تنهدت وتين وقالت: لا أدري لماذا رفض التصاميم فهي جميلة ومميزة للغاية.
ردت مرام بتهكم: لكي يغيظني وحسب فقط لأنني أرد عليه بنفس أسلوبه المستفز.
ابتسمت سلمى: ها قد ظهرت شخصية مصمم الجرافيك العصبي.
عقبت مرام بحنق: لم يرَ شيئًا من عصبيتي بعد ... إن حاول استفزازي سأمسح بكرامته بلاط الشركة.
ضحكت وتين وسلمى في حين هتفت مرام وهي تتفقد دفترها بغضب: تبًا ... لقد نفذت الصفحات الفارغة ... أريد دفترًا جديدًا ... هل لديكن واحد إضافي؟
أجابت كلتاهما بالنفي، ثم عقبت وتين: استعملي ورقة في الوقت الحالي.
رفضت مرام وقالت بأنها تفضل استعمال الدفتر كي تحتفظ بأفكار التصاميم وإذا بوتين تعرض عليها أن تسأل ليان عن إمكانية حصولها على دفتر وبالفعل نهضت متوجهة لمكتب ليان كي تسألها.
.........................................
كان أوس في قسم المحاسبة يسلم بعض الأوراق الخاصة بقسم البرمجة وهو يتحدث في الهاتف قائلًا: لم أكن أعلم بأن زين بهذا الدهاء ... لقد أعجبتني خطته ليمسك بالرأس المدبر.
استرسل أوس بالحديث وهو يتظاهر بأنه يخفض صوته، ولكنه قاصد بأن يصل صوته لرنا. أنهى ما يقوم به مع انتهاء المكالمة وخرج من المكتب، فتبعته رنا مسرعة وأوقفته وهي تقول بدلال مفرط: لم نتحدث منذ أيام ... هل نسيتني أم ماذا؟
أجاب أوس بابتسامة رغم نظراته الماكرة: وهل يعقل أن أنسى هذا الجمال؟! لكنني مشغول جدًا ... لقد عاد زين للعمل كما تعلمين وهناك الكثير من العمل والاجتماعات وما إلى ذلك.
اقتربت منه أكثر وبدأ تعبث بأزرار قميصه قائلة: أود رؤيتك الليلة.
همهم أوس بحيرة مدعيًا التفكير، ثم قال: للأسف ... لدي موعد آخر.
قربت وجهها من وجهه وهمست له بدلال: أهم مني؟
ليرد عليها الآخر بنظرات وقحة: ذكريني بمدى أهميتك فقط لأرى إن كان أهم من موعدي لهذه الليلة ... لحسن الحظ المفتاح معي.
ابتسمت محاولة إخفاء غضبها، ثم قالت: حسنًا، هيا بنا.
مشت معه نحو مخزن الأدوات المكتبية وما أن دخلت حتى جذبته من ثيابه، فدفع الباب بقدمه، ولكنه لم ينغلق ولم تمنحه فرصة لإغلاقه حتى، بل باغتته بقبلات محمومة أشعلته رغم محاولته السيطرة على نفسه، ثم تساءلت بمكر ودلال: هل تذكرت الآن؟
YOU ARE READING
عمرُ روحي
Romanceلا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمرها قلت فرصها؟ ... ماذا لو لم يكن الأمر مقتصرًا على عمرها وحسب؟ كم ستنخفض نسبة هذه الفرص الضئيلة في مجتمعاتنا؟ ... هل الزواج هو طوق النجاة له...
الفصل 65 (طريق العودة)
Start from the beginning