الفصل 59 (تقارب القلوب)

Magsimula sa umpisa
                                    

ابتسم هو قائلًا: دعي الأمر لي.

أخذ زين الغطاء الذي يستعمله عندما ينام وقام بطيه ووضعه على الأرض عند باب الشرفة الزجاجي، ثم أحضر الوسائد ووضعها عند زاوية الجدار البارزة بجانب باب الشرفة وكان عرض الجدار هذا بالكاد يكفي لشخص واحد حتى الغطاء الذي وضعه أرضًا كذلك مما جعلها تظن بأنه سيضعها أرضًا ويعود لإكمال عمله. أتى وأخرج الحقنة من مكانها المخصص في يدها، وقام بسحب الحامل المعدني الذي وضع عليه كيس الدواء ذاك حتى أوقفه قرب الفراش الموضوع أرضًا، ثم عاد لها وسحب الغطاء عنها ووضعه أرضًا وهو يقول: هذا لأضعه عليكِ.

أومأت برأسها موافقة، فرمقها بنظرة باتت تعرفها جيدًا وهي بأنه لا يريد أي إيماءات، بل كلمات، فابتسمت قائلة: حسنًا.

عاد وحملها بين ذراعيه ووضعها على الأرض برفق، ولكنها كانت بعيدة قليلًا عن الوسائد وقبل أن تتحدث لتطلب منه تعديل جلستها وجدته يجلس خلفها لتصبح هي جالسة بين ساقيه، ثم جذبها وأسند ظهرها لصدره.

أجلت صوتها وفي داخلها تشعر بالسعادة من تصرفه اللطيف هذا؛ فهو لم يقلل من شأن رغبتها التي قد تبدو سخيفة بالنسبة للبعض، بل أراد أن يشاركها هذه اللحظات أيضًا بطريقة مريحة قدر المستطاع.

أعاد وضع الحقنة مكانها، ثم قبل رأسها متسائلًا: هل أنتِ مرتاحة بجلستك؟

أجابت بلطف قائلة: أجل، شكرًا لك.

كان يطوق خصرها بذراعه ويده الأخرى تمسك بيدها ومع تغلغل ذلك الدفء اللذيذ إلى جسديهما قالت حور: أنا أحب المطر.

أغمض زين عينيه للحظات، ثم قال بحب: أعلم يا حبيبتي، وأعرف كم اشتقت لفصل الشتاء لأنكِ لا تحبين الصيف.

ابتسمت عندما رأت بأنه يعلم هذا أيضًا، ثم قالت بصعوبة وهي تحاول استجماع كلماتها: أخبرني أكثر عن حياتنا معًا ... كيف كانت؟ هل نحن متفاهمين أم مختلفين؟! كيف هي علاقتنا معًا؟

بدأ يروي لها كل ما هو جميل في حياتهما، وعن حبهما لبعضهما البعض، وتفهم كل منهما لرغبات الآخر، وابتعد تمامًا عن كل ما عكر صفو حياتهما في الأشهر الماضية.

كانت تستمع له وهي تحدق بقسمات وجهه الوسيم بتركيز واندهاش وسعادة في الوقت ذاته، ولا تدري لماذا نسيت هذه اللحظات الجميلة التي عاشتها معه.

- بعد زواجنا بفترة بسيطة بدأت العمل معي في الشركة وسلمتك إدارة شركة البرمجة.

- وأنت؟! ماذا عنك؟

قالتها باستغراب واضح، فضحك زين على تعابير وجهها وعقب قائلًا: يا حبيبتي أنا لدي شركات ومشاريع أخرى وهذه الشركة أنشأتها فقط لأشغل وقتي ونفسي أكثر رغم أنني لا أفقه شيئًا في هذا المجال، وشعرت لاحقًا بأنني قد تورطت في الأمر، ولكن بعد مقابلتك فهمت بأنها إلهام من الله فقط لتكون وسيلة وتجمع بيننا.

عمرُ روحيTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon