الفصل 55 (رغم الألم)

Start from the beginning
                                    

انسابت دموعها وتساءلت بريبة وذعر: وماذا حدث هنا؟ من بدل لي ثيابي؟ قل لي بأنك لم تفعل بي شيئًا أرجوك.

تصنع الحزن والخيبة بسبب اتهامها وجلس على طرف السرير قائلًا: أنا أقدر ما تمرين فيه، ولكن يحزنني أن تظني بأنني رجل منحط لدرجة أن أستغل حالة الثمالة التي كنتِ فيها ... زينة أنا أحبكِ وأقدركِ ... أنتِ غالية جدًا بالنسبة لي ولا يمكن أن أمسكِ بسوء.

بدأت توزع نظراتها المذعورة والمليئة بالحيرة والتساؤل في المكان، فرمقها بمكر للحظات، ثم عاد لتصنع البراءة وأردف قائلًا: لقد حملتك ووضعتكِ هنا والخادمة بدلت لكِ ملابسكِ ... وأنا نمت في غرفتي ... هذا ما حدث ... الآن خذي هذا الدواء فلا بد من أنَّ رأسكِ يؤلمكِ.

اقتربت منه وأخذت حبة الدواء، ثم أمسك بكوب الماء الموضوع على المنضدة الجانبية للسرير وجذبها لتجلس بجانبه، ثم أعطاها الكوب. بقيت تحدق في الكوب الذي بين يديها بصمت بعد أخذها للدواء وهو يراقبها حتى قالت بأسف: أنا آسفة ... لكنني خفت عندما ...

قاطعها بأخذ الكوب من يدها قائلًا بلطف: لا بأس ... أنا أتفهم الأمر ... لا عليكِ.

أمسك بذقنها بين أصابعه وأجبرها على النظر إليه وابتسم قائلًا: إن كنتِ قد خفتِ لأنني قبلتكِ ليلة أمس فأنا أعتذر ... لكنني لم أستطع مقاومة جمالكِ يا زينة ... خاصة بعد أن ثملتِ ... كنتِ تضحكين وبدوتِ لطيفة للغاية.

احمرت وجنتاها وأبعدت يده قائلة بتلعثم: كانت أول مرة أشرب فيها ولا أذكر الكثير ... أنا لم يسبق وأن سمحت لأحد بالاقتراب مني ولولا ... أقصد ... بأنني ... من فضلك لا تكرر ذلك ومن الأفضل بأن ينتهي الأمر عند هذا الحد ... أنا لن أستطيع مبادلتك المشاعر ... ومن المؤسف أن تستمر بانتظاري على أمل تغير هذا.

كانت تتحدث وهي تحدق بيديها المتشابكتين بارتباك وحرج بينما كان هو يصك أسنانه غيظًا ويرغب بأن يمسك بشعرها ويعاقبها على كل حرف تتفوه به وهي ترفض رجلًا مثله فقط بسبب مشاعرها تجاه زين.

طال صمته، فالتفتت نحوه ليسارع برسم ابتسامة على وجهه وهو يتصنع الحزن والأسف قائلًا: كما تشائين ... لا يمكنني أن أعدك بالابتعاد لأن قلبي سيرفض وسأبقى أطمئن عليكِ بين الحين والآخر دون إزعاجكِ ... لكن إن احتجتِ لي يومًا ما ... سأكون سعيدًا بتقديم يد العون لكِ يا زينة.

مد يده يمسح على شعرها ووجنتها وهو يرمقها بحزن مصطنع مما جعلها تشفق عليه وترمقه بأسف جلي. مد يده لجيبه وأخرج علبة مخملية وفتحها أمامها، لتندهش برؤية سوار رقيق مرصع بالألماس حيث قال: هذه هدية يوم ميلادك ... لم أجد فرصة لأقدمها لكِ ليلة أمس ...

هزت زينة رأسها برفض واضح وقاطعته قائلة: لا ... هذا باهظ جدًا ... لا يمكنني قبوله ... أنا آسفة.

أمسك بيدها وتعابير وجهه ونبرة صوته تخبرها كم هو حزين كما لو أنها كسرت قلبه برفضها القاطع هذه المرة ليقول: اقبلي هديتي من فضلك ... إنها الأولى والأخيرة ... اعتبريها هدية وداع.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now