الفصل 53 (محنة)

Start from the beginning
                                    

أتى الفريق المختص وقاموا بأخذ بقايا طعام حور ورفع البصمات، ثم نظر جواد لحسن وقال: هل جمعت تسجيلات كاميرات المراقبة؟

رد حسن: إنهم يعملون على ذلك ... سنعرف كل من لمس طعامها منذ دخوله إلى الشركة طوال الفترة الماضية.

أغمض جواد عينيه وقال بصوت منخفض: ليسا أغبياء ليضعوا السم هنا .... السم وضع في الطعام قبل وصوله إلى الشركة ... لذا سأذهب إلى المطعم ... أكمل عملك وأخبرني بالمستجدات.

أومأ له حسن بالطاعة، ثم غادر جواد متوجهًا نحو المطعم.

عاد يزيد إلى الشركة بعد أن كان في اجتماع لمناقشة أحد العقود مع العملاء ولاحظ حالة الهرج والمرج بين الموظفين مما جعله يستغرب الأمر. خرج من المصعد وتوجه لمكتب زينة وسألها عما يجري عندما رأى ما يحدث، فوقفت وأخبرته بما حدث، ثم تحدثت بغضب عن جواد وما فعله بالجميع هنا ظنًا منها بأن يزيد سيعترض، ولكنه لم يكترث سوى لما سمعه عن حور وهتف بقلق متسائلًا: إلى أي مستشفى أخذوها؟!

شعرت زينة بالضيق من سؤاله عنها فلم يبقَ سواه كي يركض خلفها كالبقية مما جعلها تقول بضيق: لا أدري ... اسأل جواد.

عاد يزيد أدراجه نحو المصعد وهو يحاول الاتصال بزين الذي لا يرد على هاتفه، ثم هاتف زيد الذي أجابه بصوت حزين وأخبره بمكانهم طالبًا منه عدم إخبار أحد.

......................................

وصل يزيد إلى المستشفى وما أن رأى زين هتف باسمه وهرول نحوه بخطواته وعانقه بقوة قائلًا: لا تخف يا أخي ... ستكون بخير ... بإذن الله ستكون بخير.

دفن زين وجهه بكتف أخيه يبكي بصمت، ولكن اهتزاز جسده يظهر ذلك. دمعت عينا يزيد وربت عليه بهدوء قائلًا: إن الله رحيم كريم ... لن يحرمك منها ... أحسن الظن بالله يا زين ولا تتوقف عن الدعاء لها.

مضى بعض الوقت وخرج الطبيب مجددًا وتعابير وجهه متجهمة لا تبشر بخير والجميع يحدق به بترقب، ثم قال: لا أخفي عليكم ... حالتها صعبة للغاية ... السم قوي جدًا ولا أدري إن كانت ستتعافى تمامًا منه ... مشكلته بأنه عندما يؤخذ على جرعات خفيفة لا يسبب أي أعراض يمكن ملاحظتها ... لحسن الحظ بأن الحمل هو ما كشف آثار السم مبكرًا في جسدها ... بالنسبة للجنين ... لا نظن بأنه سيصمد كثيرًا.

هتف زين بحرقة: المهم زوجتي ... قل لي بأنها ستكون بخير.

تنهد الطبيب بقلة حيلة وقال: سننقلها إلى العناية المكثفة الآن ... مؤشراتها الحيوية ضعيفة ... وستبقى على جهاز التنفس الصناعي.

حاول الطبيب الذهاب من أمامهم إلا أن زين أوقف متسائلًا: ماذا يعني هذا؟! متى ستفيق؟ أخبرني.

ضم الطبيب شفتيه، ثم أجاب بهدوء: سننتظر ... ادعُ الله أن تستفيق بسرعة.

تركه الطبيب يتخبط ويشعر بأن الدنيا تموج به ... لم يعد يشعر بشيء من حوله ولم يعد يسمع أي حرف آخر ... لا يصدق بأنه سيفقدها ... ما زال لديهما الكثير من الأحلام والخطط التي لم يفعلا شيئًا منها بعد ... ما زال هناك الكثير من اللحظات التي يريدان عيشها ... هل حقًا ستفارقه بعد أن وجدها؟! ... هل سيعود للتعاسة من جديد؟! أي حياة هذه التي سيعيشها من غير محبوبته حور؟!

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now