الفصل 52 (انهيار)

Start from the beginning
                                    

ابتسمت أم يزيد وعادت لتبادلهما الحديث بينما كان لهذين الاثنين حديث خاص بلغة العيون. هو يرمقها بكبر وانتصار لأنها ستنام الليلة في غرفته شاءت أم أبت في حين كانت نظراتها ساخطة محذرة كأنها تخبره بألا يحلم بذلك حتى.

............................................

رأى بائع ذرة في الطريق، فأوقف سيارته وهو يسأل حنان إن كانت ترغب ببعض الذرة فلم تعارض. نظرت له حور وابتسمت ليبادلها هو الآخر الابتسامة قائلًا: هذه المرة سأحضرها.

أغلق النوافذ وأقفل السيارة عليهما وأسرع لشراء الذرة المشوية وعيناه تراقب السيارة رغم أن سيارة الحراس خاصته متواجدة في المكان. عاد بعد دقائق، فابتسمت حور قائلة: سنتناول الذرة حقًا هذه المرة.

سألتهم حنان عما يدور بينهما وما قصة الذرة، فبدأت حور تروي لها ما حدث وغذا بها تتذمر قائلة: على الأقل تشاجر من أجلك ... يزيد لم يحدث وأن تشاجر مع أحدهم من أجلي.

ضحكت حور وتساءلت قائلة: وهل تريدينه أن يفعل؟ أليس من الأفضل ألا يقعوا في المشاكل؟

امتعض وجه حنان وقالت: يجب أن يحدث شيئًا كهذا كي تشعر المرأة بأن رجلها يحبها ويغار عليها.

هز زين رأسه بمعنى لا فائدة وقال: مشكلتك بأنك لا تعلمين مدى حب يزيد لكِ.

ابتسمت حنان وقالت: أعلم ... لولا حبه لي لما تحمل جنوني.

ضحكت حور في حين هتف زين ممازحًا: جيد أنكِ تعلمين بأنه صبر وتحمل الكثير.

بينما كان الثلاثة يلتهمون الذرة لاحظت حنان اهتمام زين بحور واعتنائه بها ومسحه لبقايا الذرة عن شفتيها بأنامله وقد باتت تدرك قلقه عليها مما جعلها تنظر لحور متسائلة: هل تشعرين بغثيان أو أي شيء آخر؟

نظرت لها حور وأجابت قائلة: لا، ولكن بطني تؤلمني قليلًا.

انتهوا من تناول الذرة وعادوا للمنزل وعندما باتا أمام شقتيهما هتف زين موجهًا حديثه لحور: ادخلي حبيبتي ... أنا سأخبر يزيد بشيء ما يخص العمل كنت قد نسيته وسآتي على الفور.

أومأت له بالإيجاب ودخلت الشقة في حين فتحت حنان الباب ودعته للدخول قائلة: تفضل ... سأنادي يزيد إن كان لا يزال مستيقظًا.

عندما تأكد زين من إغلاق حور الباب تساءل بصوت منخفض: أنا فقط أردت أن أسألك عن شكوك الطبيب ... تحدثي بصراحة فلم يعد بوسعي الاحتمال.

ارتبكت حنان وتلعثمت قائلة: ربما يكون تسمم غذائي بسيط لأن الأعراض لديها ليست قوية ... عقب نتيجة التحاليل سنتبين الأمر.

رد زين بحنق: إن كان هذا صحيحًا فلمَ لم يبقِها في المستشفى؟!

تنهدت حنان بضيق وقالت: لأن ضغط دمها مرتفع قليلًا بسبب التوتر وإن طلب منها البقاء ستتوتر أكثر وسيؤثر ذلك على الجنين. غدًا سيقوم بالإجراءات اللازمة من أجلها عقب ظهور نتيجة التحاليل.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now