الفصل 32 (أحتاج إليك)

ابدأ من البداية
                                    

اقترب وقبلها بشغف أذاب اعتراضها الواهي حتى اضطر لتفريق تلك القبلة وقال: عودي لمكتبك الآن ووافيني في المرآب بعد عشرة دقائق، اتفقنا حبيبتي؟

ابتسمت وأومأت له موافقة وراقبها بنظراته حتى خرجت، ليعود هو إلى مكتبه كما أتى ويتوضأ ليؤدي صلاته.

عندما همت حور بدخول المكتب سمعت صوت وتين تتحدث بصوت منخفض عبر الهاتف وقد التقطت أذنها صوتها الباكي وتحدثها بحرقة. لم تفهم ما تقوله بالتحديد بسبب صوتها المنخفض وضعف السمع لديها بالطبع، لكن من الواضح بأنها تتشاجر مع أحدهم. أكملت حور طريقها إلى مكتبها كونها تعلم بأنه ليس من اللائق أن يراها أحد تستمع إلى مكالمة وتين في حين أنها تحاول التحدث بشيء من الخصوصية وهي مختبئة في إحدى الزوايا لدرجة أنها لم ترها بل فقط سمعت صوتها.

انتهت مكالمتها بعد لحظات وهرعت إلى الحمام، فرأتها صديقتها أماني وتبعتها لترى ما خطبها. كانت وتين تبكي بعد شجار مع خاطبها والذي ازدادت المشاكل بينهما مؤخرًا.

- ما خطبكِ؟ لمَ تبكين؟

- لقد تعبت ... لا أدري ماذا أصابه ... أشعر بأنه لم يعد يطيق أي تصرف أقوم به ولا أي حرف أتفوه به حتى.

- ماذا حدث مجددًا؟

تنهدت وتين وجففت وجهها الذي غسلته بالماء، وبدأت تروي لها ما حدث بينهما وكيف اشتعل الشجار من أبسط الأمور بسبب اختلاف بسيط في الرأي على تجهيزات حفل الزفاف والذي يفترض أن يقام بعد شهرين.

عقبت أماني قائلة وهي تربت على كتف وتين: سيكون لي حديث مع هذا الأحمق ... لا تقلقي ... سأتكلم معه وأوبخه من أجلك ... كيف له أن يحزن هذا الوجه الجميل؟! ... لا تقلقي بشأن شيء ... اهدئي وعودي لعملك.

...........................................

دخلت حور المصعد، لتجد زينة تسرع وتضع يدها قبل أن ينغلق باب المصعد لتدخل هي الأخرى قائلة: ما الذي تفعلينه في هذا المصعد؟

رمقتها حور باستغراب من أسلوبها الجاف هذا وقالت ببرود: ما يفعله الناس في المصاعد.

زمت زينة شفتيها بغيظ وعقبت قائلة: هذا المصعد مخصص للمدراء فقط ... مصعد الموظفين في الجهة الأخرى.

همهمت حور وقالت ببرود: لم أكن أعلم ... لقد رافقت السيد زين ولم يخبرني بشأن المصعد عند قدومنا ... لكن بما أنه للمدراء فقط ... لماذا تستعملينه أنتِ؟

ردت زينة وهي ترى حور تتكلم بابتسامة أثارت غيظها أكثر: أنا المساعدة الرئيسية لهم.

همهمت حور وقلبت شفتيها ببرود وعادت لتنظر أمامها، ثم خرجت زينة من المصعد عندما وصلت إلى الطابق المنشود في حين أكملت حور حتى وصلت المرآب.

نظرت من حولها تبحث بعينيها عن زين حتى رأته يبتسم ويشير لها، فسارعت الخطى نحوه، ثم فتح لها باب السيارة الجانبي واحتل مكانه خلف المقود. انطلق زين بسيارته وإذا بحور تتساءل بحماس: أين سنذهب؟

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن