الفصل29 (دقات قلب)

ابدأ من البداية
                                    

- حسنًا.

- أطلعني على المستجدات وأخبرني إن كان هناك ما يستدعي وجودي.

- لا تقلق.

انتهت المكالمة وزفر زين الهواء بغضب وقلق وقد بدأ الشك يراوده تجاه ندى ... لكن لمَ عساها تحاول إيذاء ليان؟! ... هل اختلط الأمر على الرجل واختطفها بدلًا من حور؟! أم أنها كانت قاصدة لتخبره بأن لا أحد ممن حوله سيكون بأمان ... يكاد يجن من فكرة أن حور قد تتعرض لموقف كهذا فما زال يذكر مقدار خوف ليان بعد الحادثة الأولى، فكيف سيكون حالها الآن؟!

خرج زين من الغرفة محاولًا استعادة هدوئه وعاد ليجلس على الأريكة أمام حاسوبه، فأتت حور بابتسامتها العذبة تحمل له كوبًا من العصير الطازج. أخذه من يديها دون أن يغفل عن شكرها، ثم قال وهو يراها تجلس بجانبه خالية الوفاض: أين كوبكِ يا حور؟

هزت كتفها قائلة: لا رغبة لدي الآن فقد أكلت الكثير.

ابتسم زين قائلًا باستنكار: أكلتِ الكثير؟! لم تأكلي سوى طبق الأرز والقليل من السلطة يا حور.

رمقته باستنكار قائلة: وهل طبق الأرز شيء قليل؟! حنان تعد ملاعق الأرز في طبقها هذا إن أكلت الأرز.

أخفى ابتسامته المتهكمة عندما أتت سيرة حنان وطباعها التي لا تعجبه، ثم قال: ما شأنكِ بها؟ أنتِ حالة مختلفة ... أنتِ نباتية وعليكِ تعويض جسدكِ بما يلزمه.

ابتسمت وهي تتمدد على الأريكة وتضع رأسها على ساقه قائلة: نباتية، ولكنني آكل كثيرًا صدقني.

أمسك زين بوجنتها وقال: تأكلين كمية جيدة، ولكنها ليست غنية ولا تلبي احتياجات جسدك.

قطبت حور جينها بشكل طفولي وقالت بتذمر: تتحدث مثل الأطباء ... لا يسعني الاهتمام بهذه التفاصيل يا زين ... أحاول، ولكن ...

هزت كتفيها بمعنى لا فائدة؛ فهي كلما تشجعت لتعتني بنظامها الغذائي تعود بعد أيام لكسلها ولا مبالاتها بشأن طعامها رغم تأثيره الواضح على صحتها.

دفعها زين بيده لتجلس وأعطاها كوب العصير قائلًا: اشربي هذا.

امتعضت ملامحها، فقال بحزم: هيا ... أخبرتك من قبل بأنني سأتابع أمر استهتاركِ بطعامكِ هذا.

أخذت حور الكوب من يده مرغمة ورفعت حاجبيها قائلة: هل ستفعل مثل أمي وتمنعني من تناول الخبز والأرز والحلويات ... لست أرنبة لأعيش على أكل السلطات والخضار.

ضحك زين وقال وهو يمسك بذقنها: لم أقل هذا ... تناولي ما شئتِ ... لكن سيكون عليكِ تعويض النقص سواء بالفواكه أو بحبوب الفيتامينات التي تحتاجينها ... بالتأكيد لديكِ نقص بالفيتامينات.

ضحكت حور وأطلقت صوتًا بمعنى هناك الكثير، ثم عقبت قائلة: ليس نقص ... هناك جفاف.

ابتسم وهز رأسه باستنكار لاستخفافها بشيء كهذا، واستهتارها بصحتها، ثم قال: اضحكي ... سترين ما سأفعله.

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن