الفصل 15 (توأم روحي)

Start from the beginning
                                    

كان الجميع غافلًا عن زوجة أخ حور التي كانت تلتقط الصور وتشاركها عبر حسابها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي كرد على ما فعلوه أقارب مصطفى عندما عقد قرانه على ريم. ليس حبًا بحور، ولكنه كيد النساء.

دعا والد حور الجميع لتناول العشاء حيث كانوا قد أعدوا مائدة ضخمة، وعليها كل ما لذ وطاب من الطعام. بقي زين ممسكًا بيد حور ليحرص على جلوسها بجانبه، وأجلس والدته على الجانب الآخر، وبجانبها أخاه زيد الذي رافقهما لحضور عقد القران أما يزيد فقد بقي ليتابع أمور الشركة.

لم تكن الأحاديث والضحكات تتوقف خاصة بسبب زيد الذي استطاع بخفة ظله كسب ود الجميع أما زين وحور كانا يتبادلان الحديث بشأن الأطباق المنوعة، وحرصت على جعله يتذوق كل شيء لترى ما سيحبه منه، وفي الوقت ذاته كانت تلفت نظره ليضع الطعام لأمه خشية أن تخجل رغم أنه هو وزيد كانا يهتمان بها.

انحنى زين باتجاهها وهمس لها قائلًا:

- تهتمين بتناول الجميع لطعامهم، فماذا عنكِ؟

- ماذا عني؟

- ماذا تأكلين؟

- أرز، وسلطة، وبطاطا مقلية.

- لا بأس لديكِ إذًا بتناول الأرز رغم أنه مطهو مع الدجاج؟

- أجل، أنا فقط أكتفي بإبعاد الدجاج أو اللحم من طبقي. هذا من حسن حظك لأنه سيتوجب عليك تناول حصتي من الدجاج واللحم.

لم يبتسم .. ظنت بأنه سيضحك أو سيعقب مازحًا على جملتها تلك، لكنه مد ذراعه وطوق خصرها وقبل رأسها .. لم تعلم بأنه أشفق على حالها وهو يراها تأكل ما يسد رمقها رغم أنها لا تجده شهيًا أو لذيذًا .. لم تعلم بأنه شعر بنبرة الحزن التي غلفتها بتلك المزحة لتخفيها .. ربما حتى عن نفسها .. وعد نفسه بأنه سيهتم بأمر طعامها لتتبع نظامًا صحيًا .. سيهتم بكل شيء يخصها كي يرى عينيها تلتمع بالسعادة.

قاطعهم صوت صراخ قادم من باحة المنزل فنهض أخو حور وألقى نظرة من النافذة فوجد مصطفى يصرخ بغضب ويضرب الباب بكل ما أوتي من قوة. نظر أخوها لأبيه قوال من بين أسنانه بغضب: إنه المجنون مصطفى .. سأخرج إليه .. اتصل بأبيه على الفور وإلا قتلته هذه المرة .. لقد سئمت من هذا المعتوه.

ارتجف قلب حور بين ضلوعها وسط استغراب زين وعائلته بشأن هذا المدعو مصطفى؛ فهو لم يسأل من قبل حور عن اسم زوجها السابق حتى، ولم يهتم ليعرف، لكن عندما رأى ارتباكها وقلقها همس لها متسائلًا: من يكون هذا؟

لم يدرك بأنك هذه الكلمة ستكون صعبة النطق لهذه الدرجة، فرطب شفتيه وقال: هل هو زوجكِ السابق؟

اكتفت بإيماءة من رأسها وهي تطأطئ رأسها حرجًا، فأحاطها بذراعه وقال: اهدئي .. يبدو بأنه علم بعقد قراننا.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now