الفصل 9 (عاصفة سوداء)

Start from the beginning
                                    

ردت ريم بحنق: وهل تحسبني أتوق للعودة إليك؟ أنا أطلب هذا لأنني مرغمة. عليك تحمل المسؤولية مثلي تمامًا فما حدث كان خطأنا نحن الاثنين.

رد مصطفى من بين أسنانه وهو يحاول خفض صوته: أعلم كل هذا ... دعيني أفكر فقط ... امنحيني بعض الوقت لأجد حلًا آخر ... ربما أجد طبيبًا يجري لك العملية بشكل سري أو شيئًا من هذا القبيل ... انتظري لبعض الوقت ودعيني أبحث في الأمر.

أنهى مصطفى الاتصال ولاحظت حور توتره وغضبه من بعيد. عاد مصطفى إلى الداخل وسارع بعناقها، فسألته ما الخطب وتعذر بأن مدير مدرسة ابنه يطلب رؤيته لأمر ما وبأنه سيذهب إليهم غدًا.

لاحظت حور توتره الذي يحاول إخفاءه وأدركت بأن الأمر لا يتعلق بمدرسة ابنه، وأن هناك أمرًا آخر، لكنها لا تدري كيف عساها تسأله فهي حقًا لا تريد خوض نقاش معه يخص ريم خاصة أنها عاشت قرابة شهر دون هذا الكابوس.

...................................................................................

كان زين ووالدته يجلسان مع حبيبة وأمها في أحد المقاهي التي جلسوا فيها ليرتاحوا بعد التسوق، وتظاهرت أم كل منهما بأن لقاءهما في ذلك المركز التجاري محض صدفة. بعد قليل ذهبت والدة زين مع والدة حبيبة بحجة أن تريها أحد المتاجر كي تتركا حبيبة وزين وحدهما كالعادة.

كانت حبيبة تحدق في هاتفها غير مبالية بوجود زين، فابتسم بلطف قائلًا: إن كنا قد اتفقنا على مجاراتهما فهذا لا يعني بأننا لا يجب أن نتحدث مطلقًا.

ردت حبيبة باقتضاب وهي لا تزال تحدق بهاتفها: لا أظن بأن هناك موضوعًا مشتركًا بيننا كي نتحدث، ولا يوجد ما يدعو لنتبادل الحديث.

تنهد زين وقال: هل كوني كنت صريحًا معكِ منذ البداية يدعو للغضب؟ هل كان يجب أن أخدعكِ وأخدع نفسي وأمي وأمك أيضًا بأن هناك أمل؟!

نظرت له حبيبة بحدة وقالت: هل تقول بأنك فعلت ذلك حفاظًا على مشاعري؟ هل كنت تظن بأنني سأعجب بك أم ماذا؟

أغمض زين عينيه بتعب ومسح وجهه بكفيه، ثم قال: أعلم بأنكِ مستاءة وبأن الموقف برمته محرج، ولكن صدقيني هو محرج لي أيضًا. أنا لم أقصد الإساءة إليكِ بأي شكل من الأشكال، لذا من فضلكِ تخلي عن موقفك الهجومي هذا.

ابتسمت حبيبة باستنكار وقالت: موقفي الهجومي؟! أنا لم أعد أحتمل هذه المهزلة التي تحدث، والأفلام المبتذلة التي تفتعلها كل من أمي وأمك كي نلتقي. دعنا ننهي الأمر في أسرع وقت ممكن فقد سئمت.

أشاح زين بوجهه وهمس قائلًا: كأنني لا أحاول فعل ذلك.

قطبت حبيبة حاجبيها وقالت بانفعال: ماذا تقول؟

عاد بنظره إليها وقال: كنت أقول بأنني بدأت بالتمهيد للأمر وأنتِ عليك فعل المثل.

رمقته بامتعاض قائلة: جيد.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now