ثأر (قيد التعديل)

By amalelshiref

87.1K 9.3K 26.5K

عندما يُسلب منك كل شِئ, وتكتشف أن ماضيك وحاضرك مجرد خدعة مُتقنة, فلن يكون أمامك حينها غير الثأر, وإسترجاع ما... More

مقدمة
-1-
-2-
-3-
-4-
-5-
-6-
-7-
-8-
-9-
-10-
-11-
-12-
-13-
-14-
-15-
-16-
-17-
-19-
-20-
-21-
-22-
-23-
-24-
-25-
-26-
-27-
-28-
-29-
-30-
-30- ( لمن لم يظهر لهم هذا الفصل من قبل)
-31-
-32-
-33-
الشخصيات
-34-
-35-
-36-
-37-
-38-
-39-
رواية ثأر
-40-
-41-
-42-
-42- (لمن لم يظهر لهم هذا الفصل من قبل)
-43-
-44-
-45-
-46-
-47-
-48-
-49-
-51-
-52-
-53-
إستطلاع رأي✅
- 4 النـهاية 5 -
فصل اضافي
فصل اضافي٢
نقد
رينا

-50-

822 101 378
By amalelshiref

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اخباركم ايه ؟ وحشتوني

فصل جديد ونزلته بدري علشان تفاعلكم الفصل اللي فات 💙

الرواية خلاص بتخلص ياجماعة فاضل بالكتير قوي ٤ او ٥ فصول او اقل.. انا زعلانة جدا لأني هودعها.. بس كل حاجة ليها وقت وتنتهي زي ما قولتلكوا قبل كدة.

المهم، الرواية الفانفيكشن اللي قولتلكم عليها ان شاء الله لو ربنا كرمني وكتبتها هتبقى من بطولة نايل و هاري و كاميلا كادبيلو لو عارفينها البنت اللي سابت فيفث هيرموني.. ان شاء الله هتبقى مختلفة كالعادة.. وطبعا لو كدة هتنزل ان شاء الله بعد ثأر بفترة كمان علشان اقدر اكتب فيها شوية.

المفروض اني أجلت كتابة قصة خفوت نجم وقصة عالم تاتيانا لأني فعلا مش لاقية اي افكار فيهم.. فإن شاء الله اول رواية تخلص فيهم هنزلها اذا كانت خفوت نجم او عالم تاتيانا او حرب مشروعة اللي هي بتاعت نايل و هاري وكاميلا، و ان شاء الله مش هنتشوش ولا حاجة علشان هحاول مينزلوش مع بعض.

دا غير ان في فكرة تاني هحضرها ان شاء الله الرواية هتبقى عن زين ياجماعة اول مرة اكتب عنه بس برضوا هتبقى مختلفة متقلقوش 😂😂😂 مش هخليه يعذب البت وتحبه في الاخر 😂😂

اما للناس اللي بتتسائل ليه مش هكتب قصة منهم لأبطال مجهولة فأجابتي هي ان انا نفسي اصلا اكتب قصة لأبطال من خيالي بس للأسف مش لاقية افكار تليق او شخصيات تنفع لسه، ان شاء الله اول ما افكر في حاجة كويسة هرجع اكتب لشخصيات مجهولة وخيالية تاني انا مش هتخلى عنهم طبعا، كل ما في الامر اني حبيت فكرة الفانفيكشن بس مش هتخلى عن النوعين ان شاء الله.

اسفة انا اتكلمت كتير، البارت دا اعتقد انه هيعجبكم جدا بس استعدوا للقادم 😈😈😈😈 -ضحكة شريرة-.

شكرا جداا لتفاعل الفصل اللي فات بحبكوا 😍😍 اتمنى يستمر كدة على طول.

.............................................................

"الهدوء.. من اهم و افضل التدريبات التي سنتدرب عليها اليوم.. فإن تجسدتم الهدوء خارجيًا و داخليًا في ساحة القتال فسيكون النصر حليفكم لا محالة، و بالهدوء الداخلي بشكل خاص ستستطيع ان تتحكم في كل ذرة بجسدك.. اما عن الهدوء الخارجي، فستربك به عدوك ليقفد جزءًا من اتزانه"

قالت تمارا و هي تسير بين المتدربين، فتفاجأ البعض من تفاهة ما تقول، و تعجب البعض، و سخر البعض.

"و كيف سنستطيع ان نحافظ على هدوئنا في ميدان مليىء بالمخاطر ؟! ماذا ان حدث شىء جعلنا نفقد اعصابنا بدون ارادتنا ؟!"

سألت إحدى المتدربات و كانت تشعر بالفخر لسؤالها الذي تراه في قمة الذكاء، و أنها قد احرجت تمارا به فبالتالي لن تستطيع هذه الأخيرة الرد عليه بشكل مقنع.

"العميل الناجح لا يفقد اعصابه مهما حدث، و لتفعلوا ذلك، يجب ان تتأقلموا مع حقيقة انه من الممكن ان يحدث اسوأ الكوارث لأحبائكم و للأشخاص المقربون منكم، و يجب ان تتعلموا كيفية التحكم في النفس في مثل هذه المواقف بشكل خاص، فلن يحرق اعصابكم و يدمرها اكثر من رؤية من تحبون في خطر.. و ان اردتم انقاذهم فيجب ان تكونوا في كامل تركيزكم و في كامل سيطرتكم على انفسكم.. "

"و لكن، هذا سيحتاج الكثير من الوقت و ربما سنوات"

قاطعتها نفس الفتاة مرة اخرى، و التي اتضح انها نفس الفتاة التي كانت تتغزل بنايل في اول يوم لها، و لأن تمارا تمتلك الان سببان لتكرهها، الاول هو مغزالتها لنايل، و الثاني هو مقاطعتها لها و هي تتحدث، فقد و قفت امامها و ابتسمت و كأن البركان الذي بداخلها خامد و ليس مشتعل و على وشك الانفجار.

"حتى تتقنوا هذا الفن فيجب ان تأخذوا بعض الوقت للتدرب عليه بالفعل، و لكنه لن يصل لسنوات.. اقصى حد لهذا التدريب هو شهر كامل.. لا اكثر و لا اقل"

قالت تمارا بحزم لتعقد المتدربة حاجباها بضيق، و كانت على وشك ان تتحدث مرة اخرى لولا ايقاف تمارا لها بواسطة وضع يدها امام وجهها.

"شىء اخر آنسة جرين، انا لا احب ان تتم مقاطعتي و انا اتحدث"

اردفت تمارا بإبتسامة غريبة ارعبت المتدربة داخليًا، ثم اومأت سريعًا لتتجنب غضب تمارا الذي على وشك الاندلاع.

"هل هناك اسئلة اخرى ؟"

سألت تمارا و هي تبتعد عنها و تعود في المقدمة لتنظر للجميع، رد الجميع بلا فأخبرتهم ان وقت التدريب قد انتهى و انه يجب ان يكونوا هنا في نفس الميعاد يوم غد ليتلقوا اول درس في فن الهدوء كما تدعوه.

"ألهذا كنتِ تتغلبين علي في الكثير من الأحيان ؟!"

إلتفتت تمارا بإبتسامة لنايل الذي كان يراقب تدريبها من على بعد، و ما ان خرج المتدربون حتى ذهب اليها و سأل هذا السؤال بنية المزاح.

"هل اعتبر هذا اعتراف صريح بخسارتك امامي طوال الوقت ؟"

عقدت تمارا يديها على صدرها و سألته بنبرة خبيثة و نظرة مستفزة، اقترب نايل منها خطوة و كانت الابتسامة مازالت مرتسمة على شفتيه.

"لم اعترف، و لن اعترف بذلك، و ان اعتقدتِ انكِ قد تغلبتِ علي في يوم من الأيام فلن احاسبكِ على احلامكِ"

"حقًا ؟! فمن كان اذًا يفقد اعصابه امامي بكل سهولة و يُسر بينما هو لم يحرك و لو خلية واحدة بداخلي ؟!"

و بدلًا من ان يجيبها نايل بالمثل، بسخرية، و رغبة في استفزازها، فقد اقترب منها اكثر ببطىء، و وقف امامها مباشرةً، ثم رفع يده و ارجع خصله هاربة الى خلف اذنها.

"إن لم احرك شىء بداخلكِ، فمن فعل ؟"

هذا ما همسه في نفس اللحظة التي قد لمست اطراف اصابعه و جنتها، فتسمرت تمارا في مكانها و لم تحرك ساكنًا، بينما قد توسعت عينا نايل بتفاجىء، فهو قد رأى احمرار و جنتاها الطفيف، و الذي لم يحدث ان رأه من قبل.

"هل تجرأت و جعلتني اخجل للتو ؟! اسحب ما فعلت، هيا"

قالت تمارا وهي تضرب كتفه، ليبدأ هو في القهقهة، و لم يستطع التوقف لتبدأ هي في تكرار نفس الضربات على كتفه و ذراعه عل ذلك يداري على احتراق وجنتيها، بل كامل وجهها.

"حسنًا حسنًا، لقد سحبته"

قال نايل سريعًا، و بذل جهدًا شديدًا حتى يتحكم في ضحكاته، و كانت على وشك ان تتركه و تذهب بعيدًا، الا انه قد امسك يدها سريعًا و شبكها بيده، و اوقفها عن ذلك.

"ام.. آه.. لقد.. هل.."

اخذ نايل يتمتم بذلك لتنظر له بغرابة، و جاء دوره ليشعر بإرتباك، فما هو على و شك ان يسألها اياه شىء جديد عليه بالكامل، و لا يعرف كيف من الممكن ان يفعل ذلك.

"يوم الـ.. يوم الاثنين، اتضح انه يوم سخيف يدعى يون العشاق و يحتفل به الكثير من الفاشلون حول العالم.. فإن اردتِ.. اعني ان اردتِ الخروج و الاحتفال كما يفعلون ؟!.. هل ؟!"

و أوقف نايل نفسه سريعًا قبل ان يجعل من نفسه اخرقًا، فيكفي انه قد جعل من نفسه احمقًا بالفعل من طريقة سؤاله الغريبة لها.

"و لكني اكره هذا اليوم و اكره الاغبياء اللذين يحتفلون به.. و لكننا من الممكن ان نخرج فقط لنأكل شيئًا سريع التحضير و نتجول في الشوارع قليلًا ؟!"

و بما ان نايل قد اعجبه فكرتها كثيرًا، فلم يتردد في اخبارها انه موافق عليها.. و بعد تعذيب تمارا له لقليل من الوقت فقد اعترفت ان هذا سيكون موعدهما الثاني، و الذي سيكون استكمالًا لموعدهما الاول منذ خمس سنوات.

..

ارتدت تمارا في موعدهما بنطال 'جينز' ازرق اللون فاتح، و قميص قطني باللون الاسود، و لم تضع ايًا من مساحيق التجميل الا كحل العين و الذي يكفي لإظهار فتنتها..
و ارتدى نايل ايضًا ملابس عادية، و ذهب لإصطحابها في حوالي الساعة الثامنة مساءً، و كما اتفقا فقد بدءا في التجول في شوارع عشوائية و صفا السيارة في مرآب لمطعم ٍما حتى يستقلاها و هما مغادران.

"هل احضرت ثلاثة شطائر من البرجر، و الحجم الكبير من البطاطس المقلية، و كوب كبير من المشروب الغازي، و قطعتان من الفطائر المحلاه ؟"

سألت تمارا نايل و الذي قد وصل لتوه من مطعم لتحضير الوجبات السريعة، بينما كانت تنتظره تمارا على مقعد خشبي في شارع هادئ يطل على حديقة للأطفال.

"نعم فعلت، و ان استمريتي في طلب المزيد فسأفلس قبل حتى ان افكر في هذا، ألا تهتمين بلياقتكِ البدنية ؟!"

سأل نايل متعجبًا من كم الطعام الذي طلبته، و اتسعت عيناه عندما اخذت منه اكياس الطعام و عانقتها بسعادة بالغة ثم بدأت في افراغ محتوياتها بشراهة.

"ان كنت تعتقد اني مثل هؤلاء الفتيات الحمقاولات اللاتي لا يتناولن في موعدهن الا السلطة الخضراء فأنت مخطئ، و دعني اعطي لك نصيحة، ان اردت ان تستمر علاقتنا على خير فيجب ان تشتري لي المزيد و المزيد من الطعام يوميًا، هل فهمت ؟!"

قالت تمارا و كان فمها بالفعل مملؤًا بالطعام، ليتظاهر نايل بالخوف منها و يبتعد عنها قليلًا.

"ان كنت اعلم اني سأتورط في علاقة مع شخصية معتوهة مثل شخصيتكِ لكنت قتلت نفسي منذ زمن"

ضربته على رأسه، ثم أخذت بعضًا من البطاطس المقلية، و قضمة من الشطيرة و أكلتهم معًا ليعطي لها نايل نظرات مستعجبة بينما هي كانت تشعر بالحماس و السعادة.. لأن هذا المطعم هو مطعمها المفضل حيث انه يقدم اشهى و افضل الاطعمة السريعة.

"تناول طعامك حتى لا آكله منك بعد ان انتهي من خاصتي"

حذرته تمارا ليبدأ نايل في الأكل سريعًا، فتبدأ هي في الضحك فقلب عيناه بإستياء، و رغم مظهره الخارجي و الذي يوحي بالأنزعاج منها الا انه قد اختبر شعور جميل لم يشعر به من قبل، شعور دغدغ قلبه بلمسات من الدفىء و الابتهاج، فأضاء روحه التي عايشت الظلام لكثير من الزمن.

و بعد ان قضت تمارا على طعامها جميعه في دقائق معدودة، حولت نظرها لأخر قطعة من شطيرة نايل، و الذي ما ان رأى نظراتها تلك حتى التهمها سريعًا، و اخذ يتظر للأكياس الفارغة بحسرة.

"هل يجب ان اخاف منكِ ؟ اعني، ربما تأكلين ذراعي في يوم من الايام و انا نائم بجانبكِ في سلام"

"و من قال انك ستنام بجانبي في يوم من الايام ؟!"

سألته تمارا بتعجرف و عقدت يديها على صدرها، و رفعت رأسها للأعلى، بينما قد قابل نايل تعجرفها بالمثل.

"بل و ستتوسلين لذلك ايضًا، انسيتِ من انا ؟"

و على عكس توقعه، فقد اقتربت منه تمارا و هي تحمل ابتسامة رقيقة، و بنبرة ارق اجابته.

"بالطبع لم انسى، فأنت القمر الذي في السماء"

اتسعت ابتسامة نايل، و في نفس الوقت قد داهمه الشك لحقيقة ان تمارا قد غازلته للتو.. و لكن ما ان ادرك ما تعني حتى نظر لها بتجهم، فأخذت هي تضحك لأنه قد فهم الى ماذا ترمي.. فهذا بالضبط ما وصفته به في اول لقاء لهما يوم الحفل.

"و انتِ النجوم التي تتلألأ في السماء، تظنين انها جميلة، و لكن عندما تقتربين منها ستجدينها اجمل"

كان نايل ينوي ان يسخر منها و يرد لها الاهانة، و لكن نوعًا ما فقد خرج منه هذا على هيئة غزل، و هذا حقيقة ما يراه بها في هذه الليلة، و بكل بساطة هو لم يستطع غير ان يقول ما يراه.

ابتسمت تمارا، ثم و لتفاجأهُ الشديد، و لصدمته التي عصفت بكيانه، فقد وجدها تقبل و جنته، قبلة صغيرة، و سريعة، و لكنها حركت كل ذرة في كيانه، و تهيجت مشاعره بمجرد ان لامست شفتيها وجنته.

و حتى تكسر تمارا على ما وشك ان يحدث بينهما، الاحراج، الخجل، و الجو الغريب، فقد اخرجت هاتفها، و اعدت قائمة لأغاني الجاز الامريكية القديمة.

.. Fly me to the moon
.. I can't stop loving you
.. Saturdy night
.. The way you look tonight

'Frank Sinatra' لـ

"لنرقص"

سحبت يده، بعد ان قامت برفع درجة الصوت الى الدرجة القصوى.. و عندما ادرك ما تريد كانت هي قد بدأت في الرقص بالفعل كأفلام الستينات و الخمسينات ليبدأ نايل في الضحك ثم ينضم لها.

و بعد عدة دقائق من رقصهما كما لو كانا بطلين في افلام الابيض و الاسود القديمة.. فقد استأنفا تجولهما في الشوارع مرة اخرى.

"نايل.. ألم تفكر في البحث عن والدك من قبل ؟"

سألت تمارا السؤال الذي كان يدور في رأسها في هذه اللحظة، بعد صمت دام بينهما لخمسة عشر دقيقة كاملة.. كانت فيهم مترددة أتسأله هذا السؤال ام لا.

و كان السؤال بمثابة الملح الذي قد وضعته على جرحه، فقد عايش كل احساس سيىء قد عايشه بسبب والده من قبل، و عاد اليه شعور كان يحاول ان يدفنه في باطن الارض منذ زمن.. و لكن الغريب في الامر انه يريد ان يتحدث عن كل تلك الجبال التي يحملها فوق صدره فتسبب له المزيد من الاثقال و التي تضيق بتنفسه.

"لقد فعلت.. كنت في الثالثة و العشرون من عمري، و قد كلفت بعضًا من رجالي في البحث عنه، و لكنهم لم يستطيعوا جلبه لي، لأنه كان قد مات قبل خمسة سنوات حينها نتيجة جرعة زائدة من الكوكايين.. فبعد تركه لنا لنفس السبب فقد انضم الى بعض الرجال و اصبحوا اصدقاء في التعاطي، فهذا كل ما كانوا يفعلونه ليل نهار، كما يقولون.. كانوا اصدقاء سوء، كرهته اكثر حينها، فقد تخلى عن المرأة الوحيدة التي احبته و طفلهُ من اجل المخدرات اللعينة.. و لم يكن رجل بحق و فكر بالتعافي من أجلنا، بل انقاد خلف رغباته القذرة، و الضحية الوحيدة التي تركها خلفه كانت امي.. حتى انا لم ارحمها، فقد تخليت عنها و تركتها للموت في اكثر وقت كانت تحتاجني فيه.. لقد كنت حقيرًا معها مثله"

توقف الاثنان في مكانهما بعد ان وجد نايل نفسه انه يريد ان يشارك المزيد مما بداخله معها، و نزلت دموعه على ذكرى والدته، فقد عانت الكثير في حياتها و في موتها ايضًا.. فإن لم يختطفه دارك لكان قد عوضها عن كل ما فاتها.. و رغم ان بداخله جزء صغير يعلم انه ليس له يد في تركه لها، الا انه يشعر بتأنيب الضمير دائمًا و يلوم نفسه على ما حدث لها.

و شعرت تمارا بالألم لما تراه في عينيه من كرب، مسح نايل دموعه سريعًا و كان قلبه ينزف دمًا.. ضمته تمارا اليها في حنان، و هذا ما استطاعت فعله لقليل من الوقت قبل ان تجد القوة لتتحدث.

"انت لم يكن لك ذنب فيما حدث نايل، فقد كنت طفلًا صغيرًا لا حول لك و لا قوة، المجرمون الحقيقيون هم من اختطفوك، و انت بالفعل قد انتقمت منهم لذلك.. و صدقني، فوالدتك تعلم ذلك جيدًا، فهي تراك الان، و كانت تراك دومًا.. و اعتقد انها تشعر بالفخر لأنك ابنها"

قالت تمارا بعد ان ابتعدت عنه و نظرت بداخل عينيه، و مسحت دموعه التي لا تريد ان تتوقف.. و هذا بالضبط ما احتاج نايل ان يسمعه طوال حياته و لم يستطع ان يقوله له احد.

ضمته مرة اخرى و ضمها في المقابل بقوة، كأنه يشعر بالخوف من ان يكون كل ذلك مجرد سراب في صحراب روحه الجرداء، فهو لم يبصر في هذه الدنيا الا الظلام، و لم تكن هذه الاخيرة معه يومًا عادلة..
ليته كان يدرك ان الحياة عادلة فقط مع من ينتزع منها حقه بكل ارادة و قوة، لم يكن ليستسلم للظلام حينها.

و كم احتاج ان يرتمي بين ذرعا شخص يحبه و يبكي قهرًا لكل ما حل به، الى ان يهدأ و يزيح كل تلك الهموم التي تحتل قلبه..
و هذا بالفعل ما شعر به، شعر بإرتياح قوي يعصف بروحه الضائعة، و التي لم تصبح ضائعة بعد الان.. فتمارا قد اعادت له كل شىء.. و اعادت له حقه في الحياة و حقه بأن يكون انسانًا طبيعيًا يعيش حياة طبيعية.

و بعد ساعتان اخرايتان كان نايل قد هدأ كليًا، و حاولت تمارا ابهاجه بواسطة قولها لبعض النكات التي لم تكن مضحكة البتة، و لكنه ضحك فقط لطريقتها في قولهم.. او لأنها هددته ان لم يضحك على نكاتها فستحطم رأسه..
و اخيرًا كان قد انتهى موعدهما.. و انتهي افضل يوم في حياتهما.. استقلا السيارة و تركت تمارا القيادة لنايل.

"هل تريد ان تكمل اليوم في منزلي ؟.. ربما ؟"

سألته تمارا و لم تنظر له خوفًا من رد فعله، فهي تعلم مسبقًا ماذا سيكون، و عندما لم يقل شيئًا نظرت له لتجده ينظر لها بتلك النظرة الخبيثة فقلبت عيناها.

"اعني لنشاهد فيلمًا او لنكمل حديثنا، لا تدع افكارك المنحرفة ان تأخدك لبعيد"

حذرته تمارا ليزفر و يتظاهر بالانزعاج، و تمتم.

"حمقاء لا تنتهز الفرص الرائعة"

و بما ان تمارا قد استطاعت سماعه، فمدت يدها للمقاعد الخلفية و التقطت كتابًا ما، ثم قذفته على رأسه بقوة فأمسكها متألمًا.

"حتى تتذكر مع من تتعامل"

نظر لها نايل بحقد و نظرت هي له بإنتصار، ثم اعاد نظره للطريق الى ان اوقفتهما اشارة المرور الحمراء لتنظر له تمارا مجددًا و تسأله ذلك السؤال الذي ترددت كثيرًا قبل ان تنطق به.

"ماذا يعني الوشم الخاص بك ؟"

و ابعدت نظراتها عنه و هي تلقي هذا السؤال لأنها تعرف ماذا ستكون ردود فعله جيدًا، إما بالسخرية منها، او ان يقلب الوضع لصالح ميوله الانحرافية كعادته، و هذا ما حدث.

"أهذا يعني انكِ تأملتي بي و أنا عاري الصدر ؟! و تقولين عني منحرف ! قولي لي عزيزتي، هل أعجبكِ ما رأيته ؟"

قلبت عيناها على مدى تفاهته و تفاهة حديثه الذي توقعته، و ما ان نظرت اليه حتى تقصف رأسه الفارغ هذا برد من ردودها حتى وجدته امامها مباشرةً، ينظر لها نظرة لعوب.. قلبت عيناها مجددًا ثم وضعت سبابتها على جبينه وابعدته عنها.

"لقد رأيت أفضل"

قالتها ببساطة و بنظرة انتصار كأنها كانت متأكدة من تأثير جملتها عليه، تجهم وجهه و تحرك بالسيارة ليتوقف على جانب الطريق، ثم اقترب منها مجددًا و لكن هذه المرة كان يحمل تجاهها نظرة قاتلة.

"من هو ؟ ليروي ها ؟"

سأل بنبرة أرعبت الهواء الذي انسحب من حولهما عبر النافذة هاربًا كما دخل منها، و لكن ملامح تمارا المبتسمة بإستفزاز مازالت كما هي لم تتأثر.

"أخبريني تمارا و لا تختبري صبري"

رفع صوته قليلًا ليدل عن مدى سخطه الأن، و ليعبر ايضًا عن احتراق صدره بنار الغيرة الجحيمية.. قاومت تمارا رغبتها القوية في تقبيله و هو قريب منها هكذا و ابعدته عنها مرة اخرى و لكنه لم يتزحزح من مكانه و كان ينتظر ردها بفارغ الصبر حتى يذهب لذلك الذي اثار اعجابها و يرشق سهمًا في صدره.

"انت"

و ما ان قالت ذلك حتى فاجأت نفسها و فاجأته ليقع فكه ارضًا من الصدمة، فتمارا اليوم شخصية مختلفة تمامًا عن شخصيتها المعتادة، فالأولى تفعل اشياء لم تكن لتوافق عليها الثانية و لو بعد مئة عام..
و كان تفاجأ تمارا ايضًا من اعترافها العجيب هذا، و كان في مخططها ان تعبث معه قليلًا، و لكن ما ان نظرت لعينيه المليئة بالغضب و الغيرة و الحب في آن واحد، حتى و جدت نفسها تنطق بهذه الكلمة بدون ارادة منها، لأنها لم تجد من هو افضل منه بالفعل في اي شىء.

إتسعت ابتسامته ما استوعب ما قالته، و اقترب منها اكثر و عندما اوشك الموقف ان يكون اكثر حميمية حتى سمعا صوت ابواق السيارات من حولهما بعد ان تحولت الاشارة للون الأخضر، فلعن كلاهما في سره و عاد نايل الى الطريق مجددًا، و اخبرها معنى الوشم..
و كان دان قبل موته بعدة شهور قد اتفق معهم ان يحصل كلًا منهم على وشم واحد و ابدي كصداقتهم، و انتهى بهم الأمر في اختيار رسمة النجمة، ليقول ليام ان كل ضلع من ضلوعها يمثل كل واحدًا منهم، و لكن اعترض نايل و اخبرهم ان هناك ضلع خامس لا يمثل احدًا، فمازحه دان حينها بأنه ان وجد ليان ستكون الضلع الخامس، و انتهى الامر بثلاثتهم في السخرية منه.

و بدلًا من أن يتبرم وجه كلاهما من الحزن على ما فات و دفن مع صديقهما، فقد بدءا بالمزاح حول سرد نايل لبعض الذكريات المضحكة التي جمعته بأصدقاءه من قبل، فنجح في اضحاك تمارا و سماع صوت سعادتها، و لكن اختفى كل ذلك عندما لاحظت شيئًا ما بالخارج.

"نايل، هناك سيارة تتبعنا"

..

في الصباح التالي، استيقظ نايل بجانب الطريق، و بألم شديد في رأسه كاد ان يقسمها لنصفين.. فتح عينيه بصعوبة ونظر الى ما حوله ليدرك ما يحدث، و انه وحده و سيارة تمارا تقف على بعد منه و كان بابيها الاماميان مفتوحان على مصرعيهما.

..........................................................

الاسئلة
...........

تدريب تمارا للفريق في بداية الفصل ؟

الفتاة التي ارادات ان تتحداها وتحرجها ؟

رد تمارا عليها ؟ 😂😂

مراقبة نايل لتدريب تمارا ؟

شعورها بالخجل امامه ؟

ارتباكه وهو يطلب منها الخروج ؟

خطة تمارا ليوم عيد العشاق ؟

حب تمارا للطعام ؟

الجانب الذي ظهر منها ويتعلق بحبها للطعام لدرجة ان نايل قد شعر بالخوف منها ؟

محاول نايل ان يرد استفزاز تمارا و الذي اتضح انه غزل ؟ 😂😂

قبلة تمارا لنايل ؟

اقتراح تمارا ان يرقصا في الشارع ؟

بحث نايل عن والده في الماضي ؟

ما وجده عنه ؟

لوم نايل لنفسه على موت والدته ؟

تهدأة تمارا لنايل ؟

دعوة تمارا نايل الى منزلها وابتسامة نايل الخبيثة ؟

لما تغيرت تصرفات تمارا معه من رأيكم ؟

السيارة التي تتبعتهما ؟

استيقاظ نايل صباحا على جانب الطريق بدون تمارا ؟

في توقعكم ماذا قد حدث لهما في الليلة التي تسبق هذا الصباح ؟

و اخيرا توقعات ؟

Continue Reading

You'll Also Like

384K 26.9K 46
لطالما أراد كيم تايهيونغ أن يكون لديه أطفال في سن الـ 29 وبعد سنوات من العلاقات الفاشلة قرر أنه لن ينتظر الشخص المناسب بعد الآن، لذلك أنجب طفلاً من...
12.7K 1.8K 7
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
166K 4.3K 29
❝ إذا زوَجـتُك لا تُمـتِعُك يا اخَـي ، انا سـأفَعل ❞ بـارك بيـكهيون. أحـببُت اخـي حُـباً مُـحرم قـذراً بِـه مـن الدنـاسَه والنجـاسه والقـذاره كـماً...
35.1K 2.8K 54
أنا الزهرة اللتي تُحيي ما مات في داخلك. Vk 12 @thvtt19